بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ( ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم.
يولد المرء على الفطرة بقلب طاهر نقي،
ليس فيه من غبش الدّنيا شيء،
مشرق بنور ربّه، مستعدّ للتّرقّي في ميادين قربه، منعّم حي.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)التّين
فيتلقّاه الأهل والمحيط، بما هو سائد من عوائد وممارسات كلّها خليط
فينمو النّشء بحكم إدراكه المحدود والبسيط، معبأ بما سلّط عليه من مجتمع به محيط،
حتّى إذا بلغ سنّ الرّشد والتّكليف، وجد نفسه في وضع مليئ بالأوهام والتّحريف.
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(6) التّين
وهنا يكون العبد في مفترق الطّرق، فإمّا إدراك لوضعه وانقياد لمن استقام وصدق،
وإمّا استرسال في التّسفّل اتّباعا لشرّ ما خلق، واستغراقا في ليل البشريّة وما وسق.
قُال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نَكَتَتْ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ لَهُ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مِرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجْخِيًّا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ.". رواه مسلم .
فلا نجاة إلّا باستصلاح القلوب،
ولا استفاقة إلّا بخروج النّفوس من الضّلال المصحوب،
إستصلاح القلوب بتتقيتها من الخطايا والذّنوب،
واستفاقة النّفوس بتزكيتها من الشّوائب والعيوب.
إذ الأصل في الطّريق السّويّ، والسّلوك القويم الواضح الجليّ،
رجوع القلب لمنصبه الأمير المأمور، وتمكينه من الإمساك بزمام الأمور،
أمير على الجوارح باستخدامها في مرضاة الله، إذ هو المخاطب من موجده ومولاه،
وهو المأمور بكلّ أنواع العبادات،
والمشرق على الجوارح بأنوار الحقّ في سائر الطّاعات.
والمعنيّ بالقبول مكانا وزمانا وشأنا حيثما كان، إذا لم يكن لغير مولاه عليه سلطان.
فإذا صلح يسعد العبد بالقرب والتّكريم من مولاه الرّؤوف الرّحيم،
وإن فسد يشقى العبد بالبعد والحرمان من بارئه العزيز الحكيم.
فلا معنى للقلوب بدون محييها، ولا سبيل إليه إلّا بوسيلته وسرّ ما أودع فيها.
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)الكهف
"اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ."
أه.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ( ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم.
يولد المرء على الفطرة بقلب طاهر نقي،
ليس فيه من غبش الدّنيا شيء،
مشرق بنور ربّه، مستعدّ للتّرقّي في ميادين قربه، منعّم حي.
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)التّين
فيتلقّاه الأهل والمحيط، بما هو سائد من عوائد وممارسات كلّها خليط
فينمو النّشء بحكم إدراكه المحدود والبسيط، معبأ بما سلّط عليه من مجتمع به محيط،
حتّى إذا بلغ سنّ الرّشد والتّكليف، وجد نفسه في وضع مليئ بالأوهام والتّحريف.
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ(6) التّين
وهنا يكون العبد في مفترق الطّرق، فإمّا إدراك لوضعه وانقياد لمن استقام وصدق،
وإمّا استرسال في التّسفّل اتّباعا لشرّ ما خلق، واستغراقا في ليل البشريّة وما وسق.
قُال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نَكَتَتْ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ لَهُ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى يَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ: أَبْيَضُ مِثْلُ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مِرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجْخِيًّا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ.". رواه مسلم .
فلا نجاة إلّا باستصلاح القلوب،
ولا استفاقة إلّا بخروج النّفوس من الضّلال المصحوب،
إستصلاح القلوب بتتقيتها من الخطايا والذّنوب،
واستفاقة النّفوس بتزكيتها من الشّوائب والعيوب.
إذ الأصل في الطّريق السّويّ، والسّلوك القويم الواضح الجليّ،
رجوع القلب لمنصبه الأمير المأمور، وتمكينه من الإمساك بزمام الأمور،
أمير على الجوارح باستخدامها في مرضاة الله، إذ هو المخاطب من موجده ومولاه،
وهو المأمور بكلّ أنواع العبادات،
والمشرق على الجوارح بأنوار الحقّ في سائر الطّاعات.
والمعنيّ بالقبول مكانا وزمانا وشأنا حيثما كان، إذا لم يكن لغير مولاه عليه سلطان.
فإذا صلح يسعد العبد بالقرب والتّكريم من مولاه الرّؤوف الرّحيم،
وإن فسد يشقى العبد بالبعد والحرمان من بارئه العزيز الحكيم.
فلا معنى للقلوب بدون محييها، ولا سبيل إليه إلّا بوسيلته وسرّ ما أودع فيها.
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)الكهف
"اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ."
أه.
15/3/2024, 15:07 من طرف Admin
» كتاب: رفرف العناية في الوراثة والولاية - الرواس
15/3/2024, 15:04 من طرف Admin
» كتاب: رحيق الكوثر من كلام الغوث الرفاعي الأكبر
15/3/2024, 15:02 من طرف Admin
» كتاب: الإملاء شرح حديث إنّما الأعمال بالنّيات ـ النّووي
15/3/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: علم القلوب - أبو طالب المكي
15/3/2024, 14:40 من طرف Admin
» كتاب: إيضاح نظم السلوك إلى حضرات ملك الملوك - ناصر بن جاعد الخروصي الإباضي
15/3/2024, 14:36 من طرف Admin
» كتاب: الكفاية شرح بداية الهداية لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي - الفاكهي
15/3/2024, 14:31 من طرف Admin
» كتاب: من أنوار تجليات الملك الخلاق في تآليف سيدي محمد الحراق
15/3/2024, 14:28 من طرف Admin
» كتاب: ارشاد ذوي الالباب الى طريق اليقين بالاذكار الواردة اثر المكتوبة عن سيد المخلوقات اجمعين - عمرو الكميتي
15/3/2024, 14:23 من طرف Admin
» كتاب: زواهر الجواهر في نوادر الزواجر - بهاء الدين محمد بن محمد النائيني
15/3/2024, 14:20 من طرف Admin
» كتاب: الذكر والذاكرون - صديق السيد رمضان
15/3/2024, 14:18 من طرف Admin
» كتاب: تطهير العيبة من دنس الغيبة - ابن حجر الهيتمي
15/3/2024, 14:14 من طرف Admin
» كتاب عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي حاشية الشهاب
15/3/2024, 14:08 من طرف Admin
» كتاب الجواهير العجيبة أحمد بن محمد بن عجيبة
15/3/2024, 14:04 من طرف Admin
» كتاب 200 وصية للشيخ ابن عربي
15/3/2024, 13:42 من طرف Admin