..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty27/4/2024, 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني Empty الرسالة (102): "عبادة أهل الله" "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

    مُساهمة من طرف Admin 12/11/2019, 20:09

    الرسالة (102) "عبادة أهل الله"
    "عظام التجليات بثلاث ساعات": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمد لله الذي برحمته تتم الصالحات، والصّلاة والسّلام على سيد أهل الحضرات، وعلى آله وأصحابه ـ أهل الصدق والصفاء والمجاهدات، وتابعيهم بإحسان من أهل الإنابة والدرجات ـ رضي الله تعالى عليهم جميعاً إلى يوم العرصات.
    أمّا بعد: فقال الله تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ . كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))، ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ)) أي: الذين كانت التقوى شعارهم، وطاعة الله دثارهم ((فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)) أي: من خلال الجنات التي لا يوجد لها نظير، مما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على قلب بشر، كذلك فيها عيون جارية يشرب بها عباد الله، يفجرونها تفجيرا، ((آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ)) أي: ما أعطاهم ربهم من الخير والكرامة والألطاف ((إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)) أي: قبل دخولهم الجنة كانوا محسنين في الدنيا، ثم وصف إحسانهم ـ جلَّ وعلا؛ فقال: ((كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)) أي: كانوا ينامون قليلاً من الليل، ويصلون أكثره؛ فإنهم قانتون لربهم، ما بين صلاة وقراءة وذكر ودعاء وتضرع؛ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما: كانوا أقل ليلة تمرّ بهم إلا صلّوا فيها شيئاً إمّا من أولها أو من أوسطها أو من آخرها ((وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) التي هي قبيل الفجر يستغفرون الله تعالى؛ فمدوا صلاتهم إلى السحر، ثم جلسوا في خاتمة قيامهم بالليل، يستغفرون الله تعالى، استغفار المذنب لذنبه؛ وللاستغفار بالأسحار فضيلة وخصيصة ليست لغيره؛ كما قال تعالى في وصف أهل الإيمان والطاعة ((وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ))، ففي الصحيحين عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كَانَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ: ((اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ المُقَدِّمُ، وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ولاَ إِلَهَ غَيْرُكَ))، وفي رواية البخاري: ((مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ)) ((تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ))، يقال: تعار الرجل إذا انتبه من نومه وله صوت.
    وفي أخرى لأبي داود: ((لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، سُبْحَانَكَ، اللَّهُمَّ أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي، وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ زِدْنِي عِلْمًا، وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)).

    "أيّ سادة": ساعات التجلي العظيم ثلاثة:-
    الساعة الأولى: صلاة الليل العظيمة التي هي دأب الصالحين وأخلاقهم، وهي: أن ينام مبكراً بدون إثم، ولا في القلب على مسلم حقد، وينام على الذكر، ويرجو الله أن يوقظه بأحب الأوقات إليه ـ سبحانه وتعالى؛"وهذه كالأساس للمتوجهين إلى الله في هذه الساعات المباركات".
    وإن الشيطان يعقد على قافية أحدكم، [وهي: مؤخرة الرأس]؛ ثلاث عقد؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ على قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنْ اسْتَيْقَظَ، فذكر اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صلى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ)). رواه الخمسة إلا الترمذي.
    قال الطيبي ـ رحمه الله تعالى: مثلت حال من لم يتكاسل ولم ينم عن وظائفه التي تسرع به إلى المقام الزلفى، وتنشيطه لاكتساب السعادة العظمى، فكلما همت النفس اللوامة بالفتور تداركها التوفيق بالخلاص من نفث الشيطان، وعقد النفس الأمارة بالسوء، فيصبح نشيط القلب مطمئن النفس طيبها، يظهر في سيماها أثر السجود: بحالة من أسره العدو، وشد على قفاه بريقة الأسر عقدة بعد عقدة استيثاقاً، وهو يتحرى الخلاص منه بلطائف حِيَله مرة بعد أخرى، حتى يتخلص منه بالكلية، ويذهب لسبيله بلا مانع ولا منازع، بخلاف من أطاع الشيطان حتى تمكن من النفس الأمارة بضرب العقد على قافية رأسه، فهل يستويان، ((أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)).
    ـ عن أبي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حين يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقول من يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ له، من يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، من يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ له)). رواه الخمسة.
    هذا الحديث من أحاديث الصفات؛ وفيه مذهبان معروفان:-
    أحدهما: وهو مذهب السلف وغيرهم؛ أنه يمر كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل، ويترك الكلام فيه، وفي أمثاله مع الإيمان به، وتنزيه الربّ ـ تبارك وتعالى ـ عن صفات الأجسام.
    المذهب الثاني: وهو قول جماعة من المتكلمين وغيرهم؛ أن الصعود والنزول من صفات الأجسام، والله تعالى يتقدس عن ذلك؛ فعلى هذا يكون معناه نزول الرحمة والألطاف الإلهية، وقربها من عباده، والإقبال على الداعين لنفحات رحمة الله تعالى، وفي ذلك الوقت تكون النية خالصة، والرغبة إلى الله متوفرة، فهو مظنة لقبول الإجابة؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ))، رواه مسلم، وقال ـ عليه السلام: ((أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ))، رواه الترمذي، وقال ـ عليه السلام: ((أشراف أمتي، حملة القرآن، وأصحاب الليل))، رواه البيهقي، والبغوي في السنن.
    وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنهما ـ قالا: قال رسول اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم: ((من اسْتَيْقَظَ من اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جميعاً كُتِبَا من الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)). رواه أبو داود وابن ماجه.
    ـ وعن بِلالٍ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ، فإنه دَأبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إلى اللَّهِ، وَمَنْهَاةٌ عن الإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عن الْجَسَدِ))، رواه الترمذي. وهي أخلاق الصالحين، فتأمل.
    ـ قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدكم من اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)). رواه مسلم. ((خَفِيفَتَيْنِ)) أي: لينشط لما بعدهما، وتنحل بهما كل عقد الشيطان؛ كما قال ـ صلى الله عليه وسلم: ((فَحُلُّوا عُقَدَ الشَّيْطَانِ وَلَوْ بِرَكْعَتَيْنِ))، رواه ابن خزيمة.
    ـ وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرأ بهما؛ بالفاتحة، والكافرين؛ الركعة الأولى، وفي الثانية؛ الفاتحة، والإخلاص.
    ـ وفي الصحيح: ((مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ))، وفي أخرى: ((من قرأهما بعد الْعشَاء الْآخِرَة أَجْزَأَتَاهُ عَن قيام اللَّيْل))، رواه ابن عدي في الكامل، وورد: ((من صلَّى بهما ركعتين من قيام الليل صار متهجداً)). وقال: ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ))، وكذلك آية الكرسي، وهي: أعظم آية في الكتاب المجيد؛ لأنها خاصة بالله تعالى، وذكر أسمائه وصفاته العلية.
    ـ ثم صلاة الوتر منها: كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وآله وسلم: ((يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ، يُحِبَّ الْوِتْر))، رواه أصحاب السنن، وقال ـ عليه السلام: ((اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا))، متفق عليه، وقال: ((مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ))، رواه مسلم، لأنه يكون وتراً وتهجداً؛ فينبغي أن ينوي ذلك، ولأنه وقت تجلي الكريم. فتنبه.
    ـ وقال ـ عليه السلام: ((صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْصَرِفَ، فَارْكَعْ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا صَلَّيْتَ))، رواه الخمسة. وفي أخرى: ((الْوِتْرُ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ))، رواه أبو داود والنسائي.
    ـ وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يضطجع بعد الوتر، ويذكر الموت وما بعده، إلى الآذان فيعتدل.
    "الساعة الثانية من التجلي": ثم يقوم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيصلي قبلية الفجر؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا))، رواه مسلم وغيره، أي: سنته التي قبل فرضه؛ خير من الدنيا، فنعيمها من الجنة، خير من نعيم الدنيا لو ملكها الإنسان، أو ثوابها أكثر من ثواب الدنيا لو ملكها وتصدق بها، "وإذا كان هذا في سنة الفجر؛ فما بالك بفرضه!!!" . فتنبه.
    ـ ولأحمد؛ قال ـ عليه الصلاة والسلام: ((لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ))، وهذه مبالغة في المحافظة عليها؛ ولو في الشدة لكثرة ثوابهما.
    ـ وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. رواه الخمسة إلا البخاري، وللترمذي وأبي داود: ((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ))؛ وهو للقبلة، وليذكر الموت وما بعده، ثم يعتدل؛ ويتعوذ بالله من الشيطان الرجيم "سبعاً"، ويتلو البسملة "تسع عشرة مرة"، ثم يقول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، استغفر الله، "مائة مرة"؛ وورد في حديث: أن من واظب عليها بين سنة الصبح وفرضه أتته الدنيا وهي راغمة. والمدار على النية، نسأل الله تعالى الإخلاص. انظر: ((التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول)).
    ـ ثم صلاة فرض الفجر؛ كما قال تعالى: ((وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً))، بأن صلاة الصبح تشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل؛ لذا كان ـ صلى الله عليه وسلم: يطيل فيها القراءة للشهادتين، ولانتظار النائم فأنه وقت نوم، ثم يليه الظهر في التطويل، فالعشاء، فالعصر، فالمغرب، فتأمل.
    "التجلي الثالث في الساعة الثالثة منه": وهو أذكار ما بعد صلاة الفجر إلى صلاة الضحى، وصلاة الضحى فيه: كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((من قَعَدَ في مُصَلاهُ حين يَنْصَرِفُ من صَلاةِ الصُّبْحِ حتى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيْ الضُّحَى، لا يقول إلا خَيْراً، غُفِرَ له خَطَايَاهُ، وَإِنْ كانت أَكْثَرَ من زَبَدِ الْبَحْرِ)). رواه أبو داود والبيهقي.
    ـ وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَماعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتى تَطلُعُ الشَّمسُ ثُمَّ صلَّى رَكْعَتينَ كَانت لَهُ كأجرِ حجَّةٍ وعُمرةٍ)) قال ـ صلى الله عليه وسلم: ((تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ)). رواه الترمذي، وحسَّنهُ؛ ولهذا الحديث شواهد ذكرها أهل الحديث منها: حديث أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة))، أخرجه الطبراني، قال الهيثمي: إسناده جيد، ومنها: حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد مرفوعاً: ((مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ في جَمَاعَةٍ، ثُمَّ ثَبَتَ في الْمَسْجِدِ يُسَبِّحُ اللَّهَ سُبْحَةَ الضُّحَى، كان له كَأَجْرِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ تَامًّا لَهُ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ))، أخرجه الطبراني.
    ويسمى "إحياء ما بين الطلوعين والغروبين"؛ أما الطلوعان: فطلوع الفجر الصادق، وطلوع الشمس. والغروبان: غروب الشمس، وغروب الشفق الأحمر ـ وهما وقتان مبالغ بهما عند السلف والخلف: كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((لئن أقعد بين الطلوعين والغروبين وأذْكُر الله أحبَّ إليَّ مِنْ أنْ أقَاتِلَ حَتى أُقْتَلَ في سَبيلِ اللهِ)).
    ـ وفي روايةٍ أخرى: ((لئن أذكر الله تعالى مع قومٍ بعد صلاةِ الفجرِ إلى طلوع الشمس أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، ولئن أذكر الله تعالى مع قومٍ بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إليَّ من الدنيا وما فيها)). رواه البيهقي.
    ـ وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَن الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى)). رواه مسلم.
    ـ وروى الإمام أحمد عن عبد اللَّهِ بن بُرَيْدَةَ ـ رضي الله عنه، قال: سمعت أبي بُرَيْدَةَ يقول: سمعت رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((في الإِنْسَانِ سِتُّونَ وثلثمائة مَفْصِلٍ فَعَلَيْهِ أن يَتَصَدَّقَ عن كل مَفْصِلٍ منها صَدَقَةً)) قالوا: فَمَنِ الذي يُطِيقُ ذلك يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: ((النُّخَاعَةُ في الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا أَوِ الشيء تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ، فان لم تَقْدِرْ، فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُ عَنْكَ))"فأي كرمٍ هذا" ((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)).
    وصلاة الضحى: أقلُّها ركعتان إلى ثَمانِ ركعاتٍ، وأوسطها أربع ركعات أو ست، ووقتها إذا حَلَّت الصلاة النافلة بعد شروق الشمس وارتفعت إلى الزوال، ثم كل وقت يستمر إلى الوقت الثاني، إلا بعد طلوع الشمس إلى الزوال، فلا وقت إلا وقت الضحى. فتأمل.
    اللَّهم؛ اجعلنا ممَّن ركبت على جوارحهم من المراقبة غلاظ القيود، وأقمت على سرائرهم من المشاهدة دقائق الشُّهود، فهجم عليهم انس الرقيب، مع القيام والقعود، فنكسوا رؤوسهم مع الخجل وجباههم للسُّجود، وفرشوا لفرط ذلّهم على بابك نواعم الخدود، فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود، صلِّ وسلّم على الحبيب المحبوب، وعلى آله وأصحابه وأحبابه إلى اليوم الموعود. آمين. والحمد لله ربّ العالمين.
    ابنه وخادمه محمّد

      الوقت/التاريخ الآن هو 17/5/2024, 11:34