الرسالة (7): "معرفة الحق تعالى": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

الرسالة (7)
"معرفة الحق تعالى": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم
أحمد الله لذاته ـ سبحانه؛ لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك ـ فلك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد دوماً وأبدا؛ ((رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)).
أما بعد: فلا يعلم ما عند الحق إلا الحق ـ جلَّ وعلا، ولا يعرف الإحاطة عن ذاته إلا ذاته العلي الأعلى؛ كما قال تعالى: ((وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً))، وما عُلِمَ عن ذاته؛ فمن ذاته ـ تبارك وتعالى ربنا وتقدس؛ عن طريق وحيه، وسُبل هدايته؛ وأعظم من عرف الحق تعالى، وخشاه هو حبيبه ومصطفاه ـ صلى الله عليه وآله وسلم؛ كما قال ـ عليه السلام: ((إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أنا))، ثم الأنبياء والمرسلون؛ كما قال تعالى: ((عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ)) ثم العارفون بالله تعالى؛ كما قال ـ جلَّ مجده: ((وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً))، وورد: ((إن من العلم كهيأة المكنون لا يعرفه إلا العلماء بالله تعالى، فإذا قالوه لا ينكره إلا أهل الغرة بالله تعالى))، وتحقيق المعرفة؛ بالطاعة والأدب، والحضور والذكر، والمحبة والافتقار، والصحبة والخدمة، لهذه الأمة المرحومة، لا لوجاهة، ولا لمنصب، ولا لمادة؛ إنما هو العمل الخالص لوجه الله تعالى، والتنعم بذكره، والأنس به، فهو المقصود، ورضاه هو المطلوب؛ قال سيدنا علي المرتضى ـ رضي الله عنه، وكرم الله وجهه: إذا ما قام العارف بالله من قبره، لا يقول: أين أهلي وولدي، ولا أين جبريل وميكائيل، والجنة والثواب؛ ولكن يقول: أين حبيبي وأنيسي هو الله ـ جلَّ جلاله، وعمَّ فضله ونواله.
والحمد لله رب العالمين.
ابنه وخادمه محمّد