الرسالة (1): "النوافل والتقرب إلى الله ـ عزَّ وجلَّ": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

الرسالة (1)
"النوافل والتقرب إلى الله ـ عزَّ وجلَّ": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وكفى، ((وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)).
أمّا بعد: فقال تعالى: ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ))، وأخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ عن ربّ العزة والجلال أنه قال: ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه...))، فدلت الآية المباركة، والحديث القدسي الشريف على عظمة النوافل، وملازمة السنن؛ وإنها من المقربات إلى الله ـ جلّ وعلا، وهي: روح العارفين في سيرهم إلى ربّ العالمين ـ جلَّ جلاله وعمَّ فضله ونواله ـ وشأن المفتقرين لجلال الله وقدسه، فسنن النّبيّ الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ تشترك مع الفرض لكماله؛ كما قال أكمل الرسل ـ صلى الله عليه وسلم: ((فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ ـ عزَّ وجلَّ: انْظُرُوا، هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِن الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ))، وزيادة القرب لعدم فرضيتها، فهي من الزيادة في التقوى؛ لقوله تعالى: ((وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ))، فصلاة النوافل، والأذكار، وصلاة الجماعة؛ قرة أعيننا، وروحنا بربنا ـ عزَّ وجلَّ، ومن أسرار ذلك: صفاء القلب، ومنازل المحبة، ووحدة الأمة المرحومة ـ اللَّهم وفقنا للعمل بكتابك، وسنة نبيك ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ واجعلنا دوماً على الحضور والذكر، والخدمة لهذه الأمة المرحومة. آمين. والحمد لله ربّ العالمين.