..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟  ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـكيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 1/10/2020, 14:12

    مع الحبيب المصطفى: كيف صنع رسول الله ﷺ ليلة كادته الشياطين؟
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    90ـ كيف صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ليلة كادته الشياطين؟

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوةُ الكرام:إنَّنا نَعيشُ في عالَمٍ حَوَّلَهُ الذينَ يَعلَمونَ ظاهِراً من الحَياةِ الدُّنيا إلى قَريَةٍ صَغيرَةٍ عن طَريقِ هذهِ التِّقَنِيَّةِ المُذهِلَةِ في عالَمِ الاتِّصالاتِ والمُواصَلاتِ، حَيثُ فَجَّروا الذَّرَّةَ، وانطَلَقوا في أجواءِ الفَضاءِ، وغاصُوا في أعماقِ البِحارِ، وأعطَوْا البَدَنَ كُلَّ ما يَشتَهيهِ، ولكن بَقِيَتِ الرُّوحُ في أعماقِهِم تَصرُخُ، وتَبحَثُ عن غِذائِها ودَوائِها، ومُحالٌ عَلَيهِم أن يَجِدوا هذا الدَّواءَ والغِذاءَ إلا في الهُدى الذي أنزَلَهُ اللهُ تعالى على قَلبِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قال تعالى: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير﴾؟

    مَدَنِيَّةٌ خائِبَةٌ، عاجِزَةٌ عن حِمايَةِ الأفرادِ، وصِيانَةِ الأعراضِ، وحِفظِ الكَرامَةِ، وكَفكَفَةِ الدُّموعِ، أو إسعادِ النَّاسِ في حَياتِهِم؛ مَدَنِيَّةٌ خائِبَةٌ جَعَلَتِ النَّاسَ يَعيشونَ في ضِيقٍ وضَنكٍ ونَصَبٍ وغَمٍّ وكَربٍ، لأنَّها كانَت حَريصَةً كُلَّ الحِرصِ على إبعادِ النَّاسِ عن دِينِ الله عزَّ وجلَّ.

    حَضارَةٌ أنتَجَت واختَرَعَت، فإذا هَلاكُها فيما صَنَعَت، وإذا دَمارُها فيما ابتَدَعَت، تَسابَقَت في اختِراعِ وسائِلِ التَّكديرِ والتَّعكيرِ، وتَسارَعَت في إيجادِ وسائِلِ التَّدميرِ، وصَدَقَ اللهُ تعالى القائِلُ: ﴿وَإِن يُهْلِكُونَ إِلا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُون﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: بِكُلِّ أسَفٍ يَقِفُ اليَومَ بَعضُ المُسلِمينَ الذينَ هُم من جِلدَتِنا، ويَتَكَلَّمونَ بألسِنَتِنا، يَتَشَدَّقونَ بالحَديثِ عن الغَربِ، ويَدعونَ إلى تَقليدِهِ واحتِذاءِ سَبيلِهِ، هؤلاءِ في الحَقيقَةِ هُم دُعاةٌ على أبوابِ جَهَنَّمَ، من أجابَهُم إلَيها قَذَفوهُ فيها.

    بِكُلِّ أسَفٍ تَجِدُ بَعضَ المُسلِمينَ اليَومَ يَحتَمونَ بأصحابِ هذهِ المَدَنِيَّةِ المُدَمِّرَةِ للعالَمِ، ويَحتَكِمونَ إلَيهِم في قَضاياهُمْ المَصيرِيَّةِ، يَبتَغونَ غَيرَ الإسلامِ دِيناً، هؤلاءِ اندَرَجوا تَحتَ قَولِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى الله ثَلَاثَةٌ؛ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» رواه الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

    أيُّها الإخوة الكرام: مَدَنِيَّةُ العالَمِ اليَومَ وَلَّدَت عِندَ النَّاسِ جَميعاً الأرَقَ والقَلَقَ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى.

    يا من يَشكو الأرَقَ والقَلَقَ:

    أيُّها الإخوة الكرام: يا من يَعيشُ هذهِ الأزمَةَ في وَسَطِ مَدَنِيَّةٍ مُزَيَّفَةٍ بُهِرَ بها بَعضُ المُسلِمينَ، آنَ لنا أن نَصحُوَ من غَفلَتِنا، وأن نَرجِعَ إلى هَدْيِ ربِّنا عزَّ وجلَّ، آنَ لنا أن نَعلَمَ أنَّ المَدَنِيَّةَ اليَومَ هيَ مَدَنِيَّةٌ مُدَمِّرَةٌ وليسَت مُعَمِّرَةً، إنَّها مَدَنِيَّةٌ أوصَلَتِ النَّاسَ إلى أن يَمَلُّوا حَياتَهُم، ويَسأموا عَيشَهُم.

    أيُّها الإخوة الكرام: قولوا لمن مَلَّ من الحَياةِ، وسَئِمَ من العَيشِ، وضاقَ ذَرْعاً بالأيَّامِ، وذاقَ الغُصَصَ: إنَّ هُناكَ فَتْحاً مُبيناً، ونَصْراً قَريباً، وفَرَجاً بَعدَ شِدَّةٍ، ويُسراً بَعدَ عُسرٍ إن شاءَ اللهُ تَعالى.

    قولوا لمن أرِقَ وقَلِقَ: إنَّ هُناكَ أمَلاً مُشرِقاً، ومُستَقبَلاً حافِلاً، وَوَعْداً صَادِقاً ﴿وَعْدَ الله لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون﴾. إنَّ لِضِيقِكَ فَرَجاً وكَشْفاً، ولِمُصيبَتِكَ زَوالاً، وإنَّ هُناكَ أُنساً ورَوْحاً، وسَوفَ نَقولُ إن شاءَ اللهُ تعالى: ﴿الْحَمْدُ لله الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُور﴾.

    يا من أصابَهُ الأرَقُ، يا من أذهَبَ لُبَّهُ الهَمُّ، يا من مُلِئَت عَينُهُ بالدَّمْعِ، كَفكِفْ دُموعَكَ، وأَرِحْ مُقلَتَيكَ، فإنَّ لكَ مِن خَالِقِكَ وِلايَةً، وعَلَيكَ من لُطفِهِ رِعايَةً، اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ.

    اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ:

    اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ، فإنَّ لكَ رَبَّاً لا يُعجِزُهُ شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، إنَّ لكَ رَبَّاً يُجيرُ ولا يُجارُ عَلَيهِ، إنَّ لكَ رَبَّاً ﴿غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون﴾. إنَّ لكَ رَبَّاً لَطيفاً بِعِبادِهِ، رَحيماً بِخَلْقِهِ، حَسَنَ الصُّنْعِ في تَدبيرِهِ.

    اِطمَئِنَّ أيُّها المُؤمِنُ، فإنَّ العَواقِبَ حَسَنَةٌ، والنَّتائِجَ مُريحَةٌ، والخَاتِمَةَ كَريمَةٌ، فبَعدَ الفَقرِ غِنى، وبَعدَ الخَوفِ أمْنٌ، وبَعدَ الفِراقِ اجتِماعٌ، وبَعدَ الهَجْرِ وَصْلٌ، وبَعدَ الانقِطاعِ اتِّصالٌ، وبَعدَ الأرَقِ والقَلَقِ نَومٌ هادِئٌ، قال تعالى: ﴿لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً﴾. وقال تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً﴾.

    عِلاجُ الأرَقِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: ماذا يَفعَلُ من أُصيبَ بالأرَقِ؟

    عِلاجُ الأرَقِ واللهِ لن نَجِدَهُ في المَدَنِيَّةِ المُزَيَّفَةِ التي بُهِرَ بها كَثيرٌ من النَّاسِ، عِلاجُ الأرَقِ واللهِ لن نَجِدَهُ إلا في هَدْيِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

    قُلْ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ»:

    روى الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ».

    وَكَانَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما يُلَقِّنُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ وَمَنْ لَمْ يَبْلُغْ مِنْهُمْ، كَتَبَهَا فِي صَكٍّ ثُمَّ عَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ.

    أيُّها الإخوة الكرام: لِيَسمَعْ كُلُّ من أصابَهُ أرَقٌ وقَلَقٌ، وأخَذَ يَرى في نَوْمِهِ ما يَقُضُّ مَضجَعَهُ الحَديثَ الذي رواه الطَّبَرانِيُّ في الأوسَطِ عن أبي أُمامَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: حَدَّثَ خَالِدُ بنُ الوَليدِ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن أهَاوِيلَ يَرَاها باللَّيلِ حَالَتْ بَينَهُ وبَينَ صَلاةِ اللَّيلِ.

    فقالَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يا خَالِدَ بنَ الوَليدِ، ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ تَقولُهُنَّ، ولا تَقولُهُنَّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ حتَّى يُذهِبَ اللهُ عنكَ ذلكَ؟»

    قال: بلى يا رَسولَ الله بأبي أنتَ وأمِّي، فإنَّما شَكَوتُ هذا إليكَ رَجاءَ هذا منكَ.

    قال: «قُلْ: أعوذُ بِكَلِماتِ الله التَّامَّةِ من غَضَبِهِ وعِقابِهِ وشَرِّ عِبادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ».

    قالت عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها: فَلَم ألبَثْ إلا لَيالِيَ حتَّى جاءَ خَالِدُ بنُ الوَليدِ فقال: يا رَسولَ الله، بأبي أنتَ وأمِّي، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أتمَمْتُ الكَلِماتِ التي عَلَّمتَني ثَلاثَ مَرَّاتٍ حتَّى أذهَبَ اللهُ عنِّي ما كُنتُ أَجِدُ، ما أُبالي لو دَخَلتُ على أَسَدٍ في خِيسَتِهِ بِلَيلٍ. خِيسَةُ الأسَدِ: مَوضِعُهُ الذي يَأوي إلَيهِ.

    كَيفَ صَنَعَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيلَةَ كادَتْهُ الشَّياطينُ؟

    أيُّها الإخوة الكرام: السَّعيدُ مِنا من سَلَكَ هَدْيَ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

    روى الإمام أحمد عن أَبي التَّيَّاحِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ التَّمِيمِيِّ وَكَانَ كَبِيراً: أَدْرَكْتَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    قَالَ: نَعَمْ.

    قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟

    فَقَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِن الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ بِيَدِهِ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يُحْرِقَ بِهَا وَجْهَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَهَبَطَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْ.

    قَالَ: «مَا أَقُولُ؟»

    قَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ.

    قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ، وَهَزَمَهُمُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

    إذا نِمتَ قُلْ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِيَقُلْ كُلُّ واحِدٍ منَّا إذا أوَى إلى فِراشِهِ دُعاءَ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي عَلَّمنا إيَّاهُ حتَّى يَسلَمَ من الأرَقِ بإذنِ الله تعالى.

    روى الترمذي عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِن الْأَرَقِ.

    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعاً، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنُكثِرْ من هذهِ الأدعِيَةِ، وخاصَّةً عِندَ النَّومِ: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ».

    «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ الله التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِن السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ».

    «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الْأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعاً، أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

    أسألُ اللهَ تعالى أن يُفَرِّجَ الكَربَ عن هذهِ الأُمَّةِ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.


      الوقت/التاريخ الآن هو 27/4/2024, 17:36