..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty27/4/2024, 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty 06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 12:15

    “ 168 “


    840 - فإذا ضربت الحديد بالحجر قفزت النار ، فهي تخرج منهما بأمر اللَّه .
    فلا تضربُ حديد الظلم بحجره ، فإنَّ هذين ينجبان كما ينجب الرجل والمرأة .
    والحجر والحديد يمثّلان السبب ( المباشر ) ، ولكن تطّلع أيّها الرجل الطيّب إلى ما أعلى من ذلك !
    فإنّ هذا السبب قد أحدثه سبب آخر ، وإلا فبدون المسبّب ، كيف يجيء السبب من تلقاء نفسه ؟
    وهذه الأسباب التي تهدي الأنبياء ، أسمى من تلك الأسباب ( الظاهرية ) .


    845 - والسبب ( الروحيّ ) يجعل السبب ( الظاهريّ ) عاملًا فعالًا في بعض الأحيان ، وأصبحت أحيان أخرى يجعله عاطلًا لا ثمرة له .
    وهذا السبب الظاهري تألفه عقول ( عامة البشر ) ، وأما الأسباب ( الروحيّة ) فلا يألفها إلا الأنبياء .
    وهذا السبب ما معناه بالعربيّة ؟ قل إنه رسن وأنّ هذا الرسن تدلّى أصبحت تلك البئر بفنّ ( وتدبير ) .
    ودوران الفلك علة لهذا الرسن ، وإنه لخطأ ألا ترى مدير الفلك .
    فحذار أن تنظر إلى حبال الأسباب أصبحت هذه الدنيا على أنِّها من هذا الفلك الدائر الرأس .


    850 وإلا بقيت صفر الوفاض ، دائر الرأس كالفلك ، واحترقت لخوّك من اللبّ ، كما يحترق خشبُ المرخ .
    إنّ الهواء يصبح ناراً بأمر الحقّ ، وكلّ منهما سكران من خمر الحق .
    وإنك لترى يا بنيّ - إذا أحسنت النظر - أنّ ماء الحلم ونار الغضب هما من اللَّه .
    ولو لم تكن روح الريح عارفة بالحقّ ، فكيف كانت تفرق بين ( المؤمنين والكفار ) من قوم عاد .


    “ 169 “
    قصة الريح التي أهلكت قوم عاد في عهد هود


    لقد رسم هود حول المؤمنين خطاً ، وكانت الريح ترقّ عندما تصل إلى هذا الخطّ .


    855 وأما جملة الخارجين عن هذا الخطّ ، فكانت الريح تمزقهم إرباً في الهواء .
    وهكذا كان شيبان الراعي ، يرسم خطاً حول قطيعه .
    وذلك حينما كان يذهب للصلاة يوم الجمعة ، حتى لا يجيء الذئب فيغير عليه .
    فما كان ذئب يدخل تلك الدائرة ( المرسومة ) ، ولا كان حمل يخرج منها !
    فكانت دائرةُ رجل اللَّه قيداً لريح الحرص عند الذئب ، وعند الحمل .


    860 وهكذا تكون ريح الأجل مع العارفين ، إنها رقيقة طيبة كنسيم البستان “1 “.
    إنّ النار لم تنشب أنيابها في إبراهيم . وكيف كانت تنهشه وهو الذي اختارة الحقّ ؟
    إنّ نار الشهوة لم تُصب أهل الدين ، ولكنها هبطت بمن عداهم إلى قاع الثرى .
    ...............................................................
    ( 1 ) فضلنا قراءة الشطر الثاني من هذا البيت : “ نرم وخوش همچون نسيم بوستان “ ، وهي التي وردت في النص الفارسي من المنهج القوي على قراءة نيكلسون : “ نرم وخوش همچون نسيم يوسفان “ .


    “ 170 “

    وموجُ البحر - إذ تدفق بأمر اللَّه - ميَّز بين قوم موسى ، وبين أهل مصر .
    والأرض - عندما جاءها الأمر - سحبت قارون بذهبه وعرشه إلى قاعها .



    865 والماء والطين - حينما ارتويا من أنفاس عيسى - انبثقت لهما قوادم وخوالف ، وأصبحا طائراً يحلق “ 1 “ .
    وما تسبيحك إلا بخار الماء والطين ، وقد صار هذا طائر الجنة لما نفخ فيه القلب الصدوق .
    ولقد رقص جبل الطور لما رأى نور موسى ، وأصبح صوفياً كاملًا ، وبرئ من النقص .
    وأيّ عجب إذا صار الجبل صوفياً عزيزاً ، أو لم يُخلق جسمُ موسى أيضاً من قعطة طين ؟

    سخرية ملك اليهود وانكاره ورفضه نصح خواصه

    لقد رأى ملك اليهود هذه العجائب - ومع هذا - لم يكن منه سوى السخرية والإنكار .



    870 فقال له الناصحون : “ لا تجعل هذا الأمر يجاوز حدّه ، ولا تدفع بمركب العناد إلى مثل هذا المدى ! “
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة إلى إحدى معجزات عيسى . فقد كان يصنع من الطين أشكالًا على هيئة الظير ثم ينفخ فيها فتصير طيراً .
    وقد ورد ذكر هذه المعجزة في أماكن عديدة من القرآن ومنها قوله تعالى في سورة آل عمران “ ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن اللَّه “ . ( 3 : 49 ) .


    “ 171 “


    ولكنه قَيّد أيدي الناصحين ، وألقى بهم في السجن ، فارتكب بذلك ظلماً فوق ظلم .
    وعندما بلغ الأمر ذلك الحدّ جاءت صيحةُ تقول : مكانك أيها الكلب فقد جاء انتقامنا !
    “ فارتفع لهيبُ النار بعد ذلك أربعين ذراعاً ، ثم طوقت هؤلاء اليهود وأحرقتهم .
    لقد كان ابتداءُ أصلهم من النار ، وها هم أولاء قد انتهوا إلى أصلهم !


    875 إنّ هذا الفريق كان قد ولُد من النار ، وها هي ذي الأجزاء قد اتجهت إلى كلّها .
    لقد كان هذا الطريق ناراً لهيبها يأكل المؤمنين ، وها هي ذي نارهم تأكل نفسها ، كما يحترق الهشيم !
    وكلّ من كانت أمّه الهاوية أصبحت له الهاوية “ 1 “ زاوية وسكناً .
    إنّ أمّ الولد دائمةُ البحث عنه ، والأصول طالبة لفروعها .
    والماء إنْ احتبس في حوض ، جففته الريح ، لأنه من العناصر الأولى .


    880 فالريح تخلصه ، وتحمله إلى معدنه رويداً رويداً ، وأنت لا تبصر فعلها !
    وعلى هذا النحو تستلب أنفاسنا أرواحَنا رويداً رويداً من حبس هذه الدنيا .
    فإليه يصعد اطيابُ الكلم * صاعداً منا إلى حيث علم “ 2 “
    ترتقي أنفاسنا بالمنتقى * مُتْحَفاً منا إلى درا البقا
    ...............................................................
    ( 1 ) الهاوية اسم لجهنم . قال تعالى في سورة القارعة : “ وأما من خفَّت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه ، نار حامية “ ( 101 : 7 - 11 ) .
    ( 2 ) هذا البيت والأبيات الأربعة التي تليه من نظم جلال الدين بالعربية . ويتجلى بوضوح ضعف شعره العربيّ إذا قورن بشعره الفارسي .


    “ 172 “

    ثم تأتينا مكافاةُ المقال * ضعْف ذاك رحمةً من ذي الجلال


    885 ثم يلجينا إلى أمثالها * كي ينال العبدُ مما نالها .
    هكذا تعرجْ وتنزلْ دائماً * ذا فلا زلت عليه قائما
    وتفسير ذلك “ 1 “ : إنّ هذا الجذب يجيء من ذلك الجانب الذي وقع فيه الشراب .
    فكلّ قوم يتّجهون بأعينهم إلى ذلك الجانب ، الذي تحققت لهم فيه - ذات يوم - إحدى اللذّات .
    ومن اليقين أن ذوق كلّ جنس يكون من جنسه ، وكذلك يكون ذوق الجزء من كله ، فتأمل !


    890 الا ما كان من الأجناس قابلًا الاتّحاد بغيره ، فإنّه ، عندما يتحد بالغير ، يصبح من جنسه .
    ومثال ذلك الماء والخبز ، لم يكونا من جنسنا ، فصارا من جنسنا وزادا في كياننا !
    فالماء والخبز ليست لهما صورتنا الجنسية ، ومع هذا ، فلتعدّهما من جنسنا باعتبار مآلهما آخر الأمر !
    وإذا كان لنا ميل لغير جنسنا فلعلّ ذلك لأنّه يشبه جنسنا .
    وكلّ مشابهة ( ظاهرَّية ) تكون عارية “ 2 “ ، والعارية لا تبقى في عاقبة الأمر .


    895 فالطير مهما أعجبها الصفير ، تفزع وتفرّ ، أنّ لم تجد ( صاحبه ) من جنسها .
    ...............................................................
    ( 1 ) حرفياً : والمعنى بالفارسية . . . . .
    ( 2 ) العارية هنا الشيء المستعار والمراد أنّ كل مشابهة ظاهرية ليس لها حقيقة ثابتة ولا وجود ثابت .


    “ 173 “

    والظمآن يعجبه السراب ، ولكنّه - حين يصل إليه - يهرب منه ، ويبحث عن الماء .
    ومهما سعد المفلسون بالذهب الزائف ، فإنّ أمره ( لا محالة ) يفتضح في دار الضرب .
    فحتى لا يصرفك الذهب الزائف عن الطريق ، وحتى لا يلقي بك الخيال المعوجّ في بئر ( المهالك ) ،

    اطلب تلك القصة في كتاب كليلة ودمنة ، وانشُد ما اشتملت عليه من عظة .

    ( 746 ) البشر تجري في عروقهم دماء الصلاح والاستقامة أو دماء الفساد ، حتى ينفخ في الصور .

    ( 748 ) كل ضراعة يتوجه بها الصالحون إلى ربهم ليست إلا أشعة من شمس النبوة بمعنى أنها انعكاس لسيرة الرسول وتعاليمه التي أشعلت في في قلوبهم محبة الخالق .

    ( 749 ) هؤلاء الصالحون دائرون في فلك الحقيقة المحمدية . فهم كالأشعة التي تدور مع الجوهر ، وتتجه إلى حيث يكون .

    [ شرح من بيت 750 إلى 900 ]
    ( 750 ) وكما أنّ الشمس تنتقل من برج إلى ، برج ، فيتبعها النور وينتقل في أثرها ، كذلك النور المحمدي ، يشرق على البشر في مختلف البقاع .

    ( 751 - 759 ) في هذه الأبيات يذكر الشاعر بعض الكواكب وما كان يتصل بها من أفكار عن أحكام النجوم ، وتحكم كل كوكب فيمن يرتبط طالعهم به .
    ولكنه ينتقل من ذلك إلى الحديث عن آفاق الروح ، التي تشرق بها كواكب قد خلت من النحس ، كواكب راسخة في وهج أنوار اللَّه ، تكون طوالع سعد لمن بلغوا تلك الآفاق الروحية ، ونقمة على أعدائهم .

    ( 759 ) النور الغالب هو نور قلب المحب الواصل . وهذا النور


    “ 493 “

    يكون آمناً من النقص ، فالظلمة لا تستطيع النفوذ إلى قلب أصبح بين إصبعي الحق .

    ( 760 ) يُنسب إلى الرسول عليه السلام أنه قال : “ إن اللَّه خلق الخلق في ظملة ثم رش عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضلّ عن سواء السبيل “ .

    ( 762 ) كل من كتب له أن يكون محروماً من نعمة المحبة الإلهية فقد حُرم من ذلك النور الذي نثره اللَّه على العباد .

    ( 763 ) إنّ العشق هو المحرّك للأجزاء ، يدفعها إلى كلها الذي صدرت عنه ، كما أن العشق هو الذي يحرك البلابل فيجعلها تبثّ الورود أشواقها .

    ( 764 - 765 ) هذان البيتان من أروع ما كتب جلال الدين . فهو يذهب إلى تقدير الناس - لا بحسب ألوانهم الظاهرة - وإنما وفق قيمتهم الحقيقية ، فاللون الحقيقي هو لون الباطن ، لون القلب والضمير ، لا لون الجلد . واللون الجميل هو لون الصفاء والصدق والاستقامة وأما اللون القبيح فهو لون الشرور والآثام .

    ( 766 ) اللون اللطيف هو لون قلوب المؤمنين والعارفين . فهو صبغة اللَّه التي صبغ بها هذه القلوب .
    أما اللون الكثيف المظلم الذي اصطبغت به قلوب الكفار والجاحدين فتفوح منه لعنة اللَّه .

    ( 767 - 768 ) إنّ الأرواح في الأصل فاضت عن الواحد . وهي لا بد عائدة إليه ، منطلقة نحوه ، يدفعها إلى الحب والحنين .
    وشبيه بذلك تلك الأمواج التي تصدر عن البحر ثم تعود إليه في نهاية الأمر .


    ( 769 - 770 ) إن الملك اليهودي المذكور بهذه القصة ، تطابق أوصافه وأفعاله يوسف ذا نواس ملك حمير الذي أحرق النصارى بنجران في أخذود أشعل به النار ، فسمّوا أصحاب الأخدود .
    ولكن من المشا كل التي تحتاج هنا إلى تفسير أنّ الشاعر وصف الملك بأنه يهودي ،


    “ 494 “

    ولكنه عاد فنسب إليه أنّه نصب إلى جانب النار صنماً ، وأمر الناس بالسجود له . وليس من اليهودية في شيء عبادة الأصنام . فهل كان هذا الملك الحميري غير متعمق في دينه ، فأبقى على بعض مظاهر الوثنية ؟
    ومن الممكن أيضاً أنْ يكون الصنم المقصود هنا رمزاً للهوى الذي سيطر على الملك ، فحاول أن يخضع الناس له . وهذا المعنى الرمزي يتضح في البيت التالي

    ( 771 ) وفيه يقول : “ إنّ الملك - لما لم يوقع بصنم النفس ما هو أهل له من الهلاك - تولّد من صنم نفسه صنم آخر “ . وقبل ذلك قال القشيري : “ وصنم كل إنسان نفسه فمن خالف هواه فهو فتى على الحقيقة “ . ( الرسالة ، ص 103 ) .

    ( 772 ) النفس هي أم الشرور والآثام . هي التي تصنع للإنسان الأصنام وتدفعه إلى تقديسها . ومن الأصنام ما هو ماديّ ، ومنها ما هو معنوي . وكلها لا خطر لها لولا تعلّق النفس بها .

    ( 773 - 774 ) في هذين البيتين صورة جميلة تبين انبثاق الشرور من النفس .
    فقد شبّهها الشاعر بالحجر والحديد اللذين تتولد النار من احتكاكهما .
    فالشرر المنبثق يمكن اطفاؤه بالماء . ولكن هل يستطيع إنسان أنْ يطفئ النار الكامنة في كل من الحجر والحديد ؟

    ( 775 ) الصنم قدر محدود من الشر يمكن القضاء عليه ، أما النفس فنبع يفيض بالشرور ، فهي التي صنعت الصنم وما شاكله .

    ( 778 ) يصل الشاعر هنا إلى النتيجة التي قدّم لها في أبياته السابقة على هذا البيت ، وهي أنّ الصنم يمكن التخلص منه . ولكنّ الصعوبة هي في السيطرة على النفس وإخضاعها . ( انظر ما كتبه الجيلي عن النفس في كتاب الإنسان الكامل ص 39 ) ، وقد قدم لحديثه عنها بقوله : “ إنّها محتد إبليس ومن تبعه من الشياطين من أهل التلبيس “ .

    ( 779 - 780 ) ينتقل الشاعر هنا إلى الحديث عن أثر النفس بعد أنْ تكلم عن طبيعتها . إنّها مهلكة كجهنم ذات الأبواب السبعة . ولها في

    “ 495 “

    كل لحظة مكر يهلك مائة فرعون مع أتباعهم . وفي هذا إشارة إلى قصة فرعون مع موسى ، ومحاولته القضاء على موسى ، وهلاكه هو وأتباعه من جراء تلك المحاولة التي دفعته إليها نفسه المتكبرة ، العنيدة الكافرة .


    ( 785 - 793 ) جاء في قصة أصحاب الأخدود ما يلي ، “ وكانت امرأة قد أسلمت فيمن أسلم ولها أولاد ثلاثة أحدهم رضيع ، فقال لها الملك أترجعين عن دينك ، وإلا ألقيتك أنت وأولادك في النار ، فأبت ، فأخذ ابنها الأكبر فألقي في النار ، ثم أخذ الأوسط ، وقال لها ارجعي عن دينك ، فأبت ، فألقي أيضاً في النار ، ثم أخذ الرضيع وقال لها ارجعي فأبت ، فأمر بالقائه في النار ، فهمت المرأة بالرجوع . فقال لها الصبيّ الصغير : يا أماه ! لا ترجعي عن الإسلام فإنك على الحقّ ، ولا بأس عليك ، فألقي الصبيّ في النار وأمه على أثره “ . ( قصص الأنبياء للثعلبي ص 496 ) .
    والقصة كما رواها جلال الدين تختلف عن ذلك .

    فحوادث القصة عند جلال الدين تقتصر على إلقاء الصبيّ في النار . ولكنّ الشاعر أجرى على لسان الصبيّ
    - بعد أن أُلقي في النار
    - مجموعة من الأبيات الرائعة ، حافلة بالصور والعاطفة الجيّاشة المعبرة عن روعة الفداء ، وجمال التضحية في سبيل العقيدة والمبدأ .

    وقد اتخذ الشاعر من الاحتراق بالنار هنا رمزاً لإفناء الذات . فهذا قد يبدو صعباً عسير المنال ، مخوفاً ، ولكنّه في نظر الصوفية سعادة لا تعدلها أيّة سعادة دينوية . فكما أنّ الرحم يكون عالم الجنين قبل أن يولد في هذه الدنيا الواسعة ، فكذلك هذه الدنيا - إذا قيست بعالم الروح الذي ينتقل إليه الأصفياء بعد المات - بعد سجناً ضيّقاً ، شبيهاً بالرحم إذا قيس بهذه الدنيا الواسعة .

    “ 496 “

    ( 794 ) الفناء عن الذات وروابهطا المادية كشف له عالماً رحباً فسيحاً حافلا بالحياة .
    ( 795 ) هذا العالم الذي تكشّف له - بإفناء الذات - يبدو لأهل الدنيا عدماً ، مع أنّه هو الوجود الحقيقي .
    وعلى العكس من ذلك تخدع الدنيا من يتمسكون بها فيحسبون أنّها هي الوجود الحقّ ، وليست من ذلك في شيء . إنّها مظهر خادع لا دوام له لأنّ مآلها إلى الفناء

    ( 800 ) إنّ اللَّه قد أعدّ السعادة والنعيم لمن خلصوا من وجودهم الدنيوي وأقبلوا إلى الخالق بقلوب صادقة ، ونفوس راضية مطمئنة ، وأرواح متعشّقة لجماله .

    ( 812 ) يقول البلاذري : “ وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد اللَّه عن الزهري ، وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده ، وفي أحد الحديثين زيادة على الآخر ، فسقتهما ،
    ورددت بعضهما على بعض : إن الحكم بن أبي العاص بن أمية عم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، كان جاراً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية ، وكان أشد جيرانه أذى له في الإسلام ، وكان قدومه المدينة بعد فتح مكة ، وكان مغموصاً عليه في دينه فكان يمر خلف رسول اللَّه فيغمز به ويحكيه ، ويخلج بأنفه وفمه ، وإذا صلى قام خلفه وأشار بأصابعه فبقي على تخليجه وأصابته خبلة “ . ( أنساب الأشراف ، ح 5 ، ص 27 ، 125 ، القدس ، 1936 “ .


    وقد بقي منفياً من المدينة طيلة حكم أبي بكر وعمر ، ثم عاد إليها في خلافة عثمان .
    وقد هجا عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري مروان بن الحكم بقوله :إن اللعين أباك فارم عظامه * إن ترم ترم مخلّجا مجنوناً

    “ 497 “


    ( 817 - 822 ) عقد القشيري بابا للحزن في رسالته . وقد أورد فيه آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الحزن . وبيّن أنّ الصوفية يعدون الحزن لوناً من الخشوع والإيمان . ومما ذكره القشيري من أقوال الصوفية أن رابعة العدوية سمعت رجلًا يقول : « واحزناه » ، فقالت : « قل واقلة حزناه ! لو كنت محزوناً لم يتهياً لك أن تتنفس ! » وقال سفيان بن عيينة : « لو أن محزوناً بكى في أمة لرحم اللَّه تعالى تلك الأمة ببكائه » .
    والحزن عند الصوفية من أهم الرياضات التي يجب أخذُ النفس بها .
    يقول الترمذي .


    وفي الجملة ينبغي أن يتفقد ( الإنسان ) كل حال وكل أمر للنفس فيه فرح واستبشار ، من نعمة أو وجود لذة أو أنس بشيء ، فيقطعه عنها ، وأنه كلها هويت النفس شيئاً أعطاها فرحت به ، فينبغي أن يمنعها ولو شربة من ماء بارد تريد أن تشربها . فيمنعها من تلك الفورة التي تشوفت لوجود بردها ولذتها ، حتى تكسن تلك الفورة ، وينغِّص عليها ، ثم يسقيها بعد ذلك حتى يملأها غماً ويوقرها هماً ، لأن من شأنها إذا حبس عنها الفرح بهذه الأشياء وبهذه الأحوال ، فكأنه يصيرها في سجن ، فيتقرب إلى اللَّه عز وجل بغمها وهمها ، فيجعل اللَّه عز وجل ثوابه نوراً على القلب . . » ( الرياضة وأدب النفس ، ص 62 ) .

    وقد غلبت طبيعة الحزن على كثير من الفنانين . ومن أحزان هؤلاء شهد العالم كثيراً من روائع الفن العالمي .
    وقد أبدع أوسكار وايلد التعبير عن ذلك في كتابه « من الأعماق » deprofundis ومن أقواله في ذلك :
    " فحيثما يكون الحزن فهناك حرم مقدّس . وسوف يعلم الناس ذات يوم مدلول هذا القول . ولن يحيطوا علماً بشيء في الحياة مالم يعرفوا ذلك " ..
    ....................................................................


      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 20:16