..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty27/4/2024, 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty 06 - حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 12:23

    ( 825 ) المجوسي يعبد النار ولكنها مع ذلك تحرقه لو أنه اقترب منها .


    “ 498 “

    وشبيه بهذا ما قاله سعدي في الگلستان ( الباب الأول ، القصة 16 ) :اگر صد صد گبر آتش فروزد * چو يك دم اندر آن افتاد بسوزدومعناه : “ لو أن المجوسي يشعل النار مائة عام ، فإنها - رغم ذلك - تحرقه لو وقع فيها لحظة واحدة “ .

    ( 834 ) النار التي تبعث الغم في النفس ، وتحرقها هي نار الحقد والشهوات والأهواء الدنيوية .

    ( 835 ) النار التي تبعث السرور في النفس هي نار المحبة ، وهي عند الصوفية مصدر السعادة ، فكلما ازدادت حدَّتها زاد اقترابهم من هدفهم المنشود .
    ( 838 ) سبق الشاعر أن تحدّث عن إدراك الجماد ( انظر البيتين رقم 512 ، 513 ) .
    وقد ذكر الشاعر قصصاً يدلل بها على أن الإدراك ليس مقصوراً على الإنسان منها قصة الريح التي أهلكت الكفار من قوم عاد ، على حين أنها لم تؤذ من آمن منهم .
    ( البيتان 854 ، 855 ) ، وكذلك قصة الجذع الحنان ) الأبيات 2113 - 2120 ( .


    ( 840 - 848 )يتحدّث الشاعر في هذه الأبيات عن الأسباب المباشرة وهل هي محدثةُ الأفعال أم أنّ وراء تلك الأسباب الظاهرة الخالق مسبب الأسباب . ويرى الشاعر أنّ الخالق هو مسبب جميع الأسباب .

    وقول الشاعر هذا يتصل بمبحث كلامي ظهر عند المعتزلة واختلفوا حوله ، ويتعلق هذا المبحث بالسبب المباشر والسبب غير المباشر . وقد قادهم إلى ذلك بحثهم في أفعال العباد ومسؤولتيهم عن تلك الأفعال . فالمعتزلة بوجه عام قد آمنوا بخلق الإنسان لأفعاله ، وعلى هذا آمنوا بمسؤوليته الكاملة عن كل ما يفعل ، ولكنهم اختلفوا حول صلة الإنسان بالأحداث التي تتولد عن أفعاله.
    فإذا رمى عليّ زيداً بسهم فقتله ، فالعمل الذي قام به عليّ هو الرمي . ولكن من الذي أحدث القتل الذي قضى على زيد ، هل هو رامي السهم أو اللَّه ؟ وقد ذهب بشر بن المعتمر ( توفي 210 ه )


    “ 499 “


    إلى أن ما تولد من أفعال الإنسان يعتبر من خلفه ، على حين ذهب أبو الهذيل العلاف ( 135 - 135235 - 135235 - 235 هـ ) إلى التمييز بين الأفعال المولدة ، فما كان الإنسان عالماً بكيفيته فهو من فعله ، وما لم يكن عالماً بكيفيته فليس من فعله . فالألم الحادث عن الضرب من فعله لأنه يعلم كيفية وقوعه .
    أما الإحساس بالحلاوة الناشئة عن أكل السكر مثلًا فمن فعل اللَّه ، لأن الإنسان لا يدري كيفية إحداث هذا الإحساس .

    أما النظّام ( توفي 221 هـ ) فكان يرى أن الإنسان لا يفعل سوى الحركة . أما ما يتولد عن الحركة فليس من فعله ، بل هو من فعل اللَّه .
    وهناك آراء عديدة أخرى في هذا الموضوع يمكن الرجوع إليها في كتب الفرق ، ومن أهمها مقالات الإسلاميين للأشعري .
    ويذكر جلال الدين في هذه الأبيات الأسباب الروحية ، وفي رأيه أنّ هذه الأسباب كامنة وراء الأسباب الظاهرة ، التي يألفها عامة البشر .

    ( 849 ) يحذّر الشاعر هنا من اعتبار الفلك علة لأحداث هذه الدنيا .
    فالعلة الحقيقية هي مدير الفلك . فمن الملحوظ أن الشاعر - شأنه شأن علماء عصره - لا ينفي صلة الفلك والكواكب بالأحداث ، ولكنه يقول إن هذا الدوران - وهو السبب المباشر - يخفي وراءه السبب الحقيقي وهو الخالق ، مدير الأفلاك ، ومسبب الأسباب .
    ( 850 ) المرخ خشب سريع الاحتراق .

    ( 854 - 855 ) قصة هود مع قوم عاد ذكرت في القرآن الكريم ( 11 : 61 ) . يقول الثعلبي في قصص الأنبياء ( ص 64 ) .” سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماًأي دائمة متتابعة ، فلم تدع أحداً من عاد إلا أهلكته .
    وكان هود ومن معه قد اعتزالوا في حظيرة ، ما يصيبهم من الريح إلا ما يلين جلودهم ، وتلذ به الأنفس ، وإنها من عاد لطعن، فتحملهم ما بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة حتى هلكوا “ .

    ( 856 )شيبان الراعي ، أبو محمد الدمشقي ، كان صديقاً لسفيان


    “ 500 “

    الثوري . وكان هذا الرجل من الزهاد العباد ، وقد ترك الدنيا وعكف على رعي الأغنام في جبل لبنان ولهذا لقب بالراعي . وقد ذكره القشيري في رسالته ( ص 181 ) بقوله : هذا أحمد بن حنبل كان عند الشافعي رضي اللَّه عنما ، فجاء شيبان الراعي ، فقال أحمد : “ أريد يا أبا عبد اللَّه أن أنبِّه هذا على نقصان علمه ليشتغل بتحصيل بعض العلوم “ .

    فقال الشافعي : “ لا تفعل “ . فلم يقتنع . فقال لشيبان : “ ما تقول فمين نسي صلاة من خمس صلوات في اليوم والليلة ، ولا يدري أي صلاه نسيها : ما الواجب عليه يا شبيان ؟ “ فقال شيبان : “ يا أحمد ! هذا قلب غفل عن اللَّه تعالى ، فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه بعد . فغشي على أحمد ، فلما أفاق قال له الشافعي : “ ألم أقل لك لا تحرك هذا ؟ “ وشيبان الراعي كان أمياً منهم . فإذا كان الأمي منهم هكذا فماالظن بأئمتهم ؟ “ .

    ( 860 ) عندما ينزل الموت بالعارفين ، لا تجزع نفوسهم لذلك ، بل يُلاقون الموت بقلوب راضية ، مطمئنة إلى مصيرها بعد الموت ، ولهذا يكون الموت بالنسبة إليهم أمراً يسيراً يرحبون بملاقاته .

    ( 863 ) قصة موسى مع فرعون ، وكيف فلق موسى البحر حتى عبر هو وقومه ، فلماتبعهم فرعون وأتباعه غشيهمم البحر وأغرقهم ، من القصص والمعروفة . وقد أشار إليها القرآن الكريم بقوله :” وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ “. ( 2 : 50 ) .

    ( 864 ) قصة قارون أيضاً من قصص القرآن الكريم . وقد رُويت في سورة القصص ، قال تعالى :” إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ “. ( 28 : 76 )
    وقد ذكر القرآن زهوه بماله حتى تمنى الجلاء منهم لو أن لهم مثل ما أوتي . وتكبر بماله وتجبر فحاق به عقاب اللَّه . قال تعالى :

    “ 501 “

    “ فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ “.
    انظر سورة القصص ، 28 : 76 - 81 ) .
    وقد ذكر الثعلبي في قصص الأنبياء تفصيلات متعددة لقصة قارون مع موسى وقومه ( ص 232 - 236 ) .
    ومن بين ما ذكره أنَّ قارون حاول أن يكيد لموسى ، لأن موسى فرض عليه الزكاة على أمواله ، فلما وجد أن الزكاة المفروضة تبلغ قدراً كبيراً من المال دبر لموسى كيداً فضحه اللَّه . ودعا عليه موسى فابتلعته الأرض .

    ( 866 ) الإنسان - وهو الذي فطر جسمه من الماء والطين - يسبّح الخالقه . فهذا التسبيح المتصاعد من بني البشر هو بخار الماء والطين .
    ولكن هذا البخار يصير طيوراً في الجنة ، ذلك لأن قلب المؤمن الصدوق قد نفخ فيه أنفاسه .

    ( 867 ) نور موسى هنا هو نور اللَّه الذي أشرق على موسى في سيناء .
    وقد دك الجبل حينما تجلى هذا النور . وهذا الدك هو الذي عبرّ عنه الشاعر بالرقص ، فالجبل حينما شهد تلك الأنوار تعشقها كأنه صوفي .

    ( 879 ) الماء المحتبس في الحوض كالروح في الجسد . تخلّصه الريح من هذا الحبس لأن الماء من العناصر الأولية .
    وكذلك الروح ، تتصاعد من الجسد ، لأنها غريبة عنه غربة الماء عن الوعاء الذي يحتويه . وكأنما الريح هنا ترمز إلى التسبيح والدعاء الذي يتصاعد من قلب المؤمن .
    وقد ترمز إلى انقضاء العمر .

    ( 882 ) في هذا البيت اقتباس من قوله تعالى :” مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ “. ( 35 : 10 ) .


    ( 899 ) قصة كليلة ودمنة التي اقتبسها الشاعر هنا هي قصة “ الأرنب التي صرعت الأسد “ ، وهي قصة صغيرة خلاصتها أن أسداً كان يعيش بالقرب من أحد المروج ذات الماء والعشب الكثير ، وأن ذلك المرج كان


    “ 502 “


    مرتعاً لكثير من وحوش البرية ، تعيش فيه مستمتعة بمائه وعشبه .


    ولكن الأسد كان يفسد عليها عيشها بمهاجمتها لاقتباص غذائه . وقد رأت هذه الوحوش أن تخلص من شرّ الأسد بأن تقدم له كل يوم فريسة يأكلها على أن يكف الأسد عن مهاجمتها .


    وكانت الفريسة التي تُرسل إلى الأسد تختار بطريق الاقتراع . وذات يوم أصابت القرعة أرنباً ليذهب إلى فتأخر عن الموعد الذي اعتاد الأسد أن يتلقى فيه فريسة ، ثم ذهب إلى الأسد . إلى الأسد ، بعد ذلك ، وأخبره بأنه تأخر ، لأن أسداً آخر اعترض طريقه ، وأخذ منه غذاء الملك ، وكان أرنباً آخر سميناً أرسله إليه الوحوش .


    ودعا الأسد إلى أن يطهّر الطريق من ذلك الأسد الدخيل حتى يصله طعامه دون تأخر . فطلب الأسد من الأرنب أن يدله على مكان ذلك العدو . فأخذه الأرنب إلى بئر تطلع فيها ، فرأى خياله ، فظنه عدوه ، فوثب إليه ليقاتله ، فغرق في البئر وخلصت الوحوش من شره . ( كليلة ودمنه ، ص 116 ، 117 . المطبعة الأميرية القاهرة ، 1931 ) .


    وقد اتخذ الشاعر من هذه القصة - التي استغرقت رواية وقائعها خمسين بيتاً - هيكلًا صاغ حوله الكثير من آرائه وأفكاره . فتناول موضوعات كالجبر والاختيار ، والاجتهاد والتوكل ، وعالم الروح ، وعالم الظاهر ، وطبيعة الشر وغير ذلك . واستغرقت القصة بكل ما أداره حولها من حوار فلسفي خمس مائة من الأبيات .
    .
    شرح حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى بسبب تعصبه

    ( 746 ) البشر تجري في عروقهم دماء الصلاح والاستقامة أو دماء الفساد ، حتى ينفخ في الصور .

    ( 748 ) كل ضراعة يتوجه بها الصالحون إلى ربهم ليست إلا أشعة من شمس النبوة بمعنى أنها انعكاس لسيرة الرسول وتعاليمه التي أشعلت في في قلوبهم محبة الخالق .

    ( 749 ) هؤلاء الصالحون دائرون في فلك الحقيقة المحمدية . فهم كالأشعة التي تدور مع الجوهر ، وتتجه إلى حيث يكون .

    [ شرح من بيت 750 إلى 900 ]
    ( 750 ) وكما أنّ الشمس تنتقل من برج إلى ، برج ، فيتبعها النور وينتقل في أثرها ، كذلك النور المحمدي ، يشرق على البشر في مختلف البقاع .

    ( 751 - 759 ) في هذه الأبيات يذكر الشاعر بعض الكواكب وما كان يتصل بها من أفكار عن أحكام النجوم ، وتحكم كل كوكب فيمن يرتبط طالعهم به .
    ولكنه ينتقل من ذلك إلى الحديث عن آفاق الروح ، التي تشرق بها كواكب قد خلت من النحس ، كواكب راسخة في وهج أنوار اللَّه ، تكون طوالع سعد لمن بلغوا تلك الآفاق الروحية ، ونقمة على أعدائهم .

    ( 759 ) النور الغالب هو نور قلب المحب الواصل . وهذا النور
    “ 493 “
    يكون آمناً من النقص ، فالظلمة لا تستطيع النفوذ إلى قلب أصبح بين إصبعي الحق .
    ( 760 ) يُنسب إلى الرسول عليه السلام أنه قال : “ إن اللَّه خلق الخلق في ظملة ثم رش عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضلّ عن سواء السبيل “ .
    ( 762 ) كل من كتب له أن يكون محروماً من نعمة المحبة الإلهية فقد حُرم من ذلك النور الذي نثره اللَّه على العباد .
    ( 763 ) إنّ العشق هو المحرّك للأجزاء ، يدفعها إلى كلها الذي صدرت عنه ، كما أن العشق هو الذي يحرك البلابل فيجعلها تبثّ الورود أشواقها .
    ( 764 - 765 ) هذان البيتان من أروع ما كتب جلال الدين . فهو يذهب إلى تقدير الناس - لا بحسب ألوانهم الظاهرة - وإنما وفق قيمتهم الحقيقية ، فاللون الحقيقي هو لون الباطن ، لون القلب والضمير ، لا لون الجلد . واللون الجميل هو لون الصفاء والصدق والاستقامة وأما اللون القبيح فهو لون الشرور والآثام .
    ( 766 ) اللون اللطيف هو لون قلوب المؤمنين والعارفين . فهو صبغة اللَّه التي صبغ بها هذه القلوب .
    أما اللون الكثيف المظلم الذي اصطبغت به قلوب الكفار والجاحدين فتفوح منه لعنة اللَّه .
    ( 767 - 768 ) إنّ الأرواح في الأصل فاضت عن الواحد . وهي لا بد عائدة إليه ، منطلقة نحوه ، يدفعها إلى الحب والحنين .
    وشبيه بذلك تلك الأمواج التي تصدر عن البحر ثم تعود إليه في نهاية الأمر .
    ( 769 - 770 ) إن الملك اليهودي المذكور بهذه القصة ، تطابق أوصافه وأفعاله يوسف ذا نواس ملك حمير الذي أحرق النصارى بنجران في أخذود أشعل به النار ، فسمّوا أصحاب الأخدود .
    ولكن من المشا كل التي تحتاج هنا إلى تفسير أنّ الشاعر وصف الملك بأنه يهودي ،
    “ 494 “
    ولكنه عاد فنسب إليه أنّه نصب إلى جانب النار صنماً ، وأمر الناس بالسجود له . وليس من اليهودية في شيء عبادة الأصنام . فهل كان هذا الملك الحميري غير متعمق في دينه ، فأبقى على بعض مظاهر الوثنية ؟
    ومن الممكن أيضاً أنْ يكون الصنم المقصود هنا رمزاً للهوى الذي سيطر على الملك ، فحاول أن يخضع الناس له . وهذا المعنى الرمزي يتضح في البيت التالي

    ( 771 ) وفيه يقول : “ إنّ الملك - لما لم يوقع بصنم النفس ما هو أهل له من الهلاك - تولّد من صنم نفسه صنم آخر “ . وقبل ذلك قال القشيري : “ وصنم كل إنسان نفسه فمن خالف هواه فهو فتى على الحقيقة “ . ( الرسالة ، ص 103 ) .

    ( 772 ) النفس هي أم الشرور والآثام . هي التي تصنع للإنسان الأصنام وتدفعه إلى تقديسها . ومن الأصنام ما هو ماديّ ، ومنها ما هو معنوي . وكلها لا خطر لها لولا تعلّق النفس بها .

    ( 773 - 774 ) في هذين البيتين صورة جميلة تبين انبثاق الشرور من النفس .
    فقد شبّهها الشاعر بالحجر والحديد اللذين تتولد النار من احتكاكهما .
    فالشرر المنبثق يمكن اطفاؤه بالماء . ولكن هل يستطيع إنسان أنْ يطفئ النار الكامنة في كل من الحجر والحديد ؟

    ( 775 ) الصنم قدر محدود من الشر يمكن القضاء عليه ، أما النفس فنبع يفيض بالشرور ، فهي التي صنعت الصنم وما شاكله .

    ( 778 ) يصل الشاعر هنا إلى النتيجة التي قدّم لها في أبياته السابقة على هذا البيت ، وهي أنّ الصنم يمكن التخلص منه . ولكنّ الصعوبة هي في السيطرة على النفس وإخضاعها . ( انظر ما كتبه الجيلي عن النفس في كتاب الإنسان الكامل ص 39 ) ، وقد قدم لحديثه عنها بقوله : “ إنّها محتد إبليس ومن تبعه من الشياطين من أهل التلبيس “ .

    ( 779 - 780 ) ينتقل الشاعر هنا إلى الحديث عن أثر النفس بعد أنْ تكلم عن طبيعتها . إنّها مهلكة كجهنم ذات الأبواب السبعة . ولها في

    “ 495 “

    كل لحظة مكر يهلك مائة فرعون مع أتباعهم . وفي هذا إشارة إلى قصة فرعون مع موسى ، ومحاولته القضاء على موسى ، وهلاكه هو وأتباعه من جراء تلك المحاولة التي دفعته إليها نفسه المتكبرة ، العنيدة الكافرة .


    ( 785 - 793 ) جاء في قصة أصحاب الأخدود ما يلي ، “ وكانت امرأة قد أسلمت فيمن أسلم ولها أولاد ثلاثة أحدهم رضيع ، فقال لها الملك أترجعين عن دينك ، وإلا ألقيتك أنت وأولادك في النار ، فأبت ، فأخذ ابنها الأكبر فألقي في النار ، ثم أخذ الأوسط ، وقال لها ارجعي عن دينك ، فأبت ، فألقي أيضاً في النار ، ثم أخذ الرضيع وقال لها ارجعي فأبت ، فأمر بالقائه في النار ، فهمت المرأة بالرجوع . فقال لها الصبيّ الصغير : يا أماه ! لا ترجعي عن الإسلام فإنك على الحقّ ، ولا بأس عليك ، فألقي الصبيّ في النار وأمه على أثره “ . ( قصص الأنبياء للثعلبي ص 496 ) .
    والقصة كما رواها جلال الدين تختلف عن ذلك .


    فحوادث القصة عند جلال الدين تقتصر على إلقاء الصبيّ في النار . ولكنّ الشاعر أجرى على لسان الصبيّ
    - بعد أن أُلقي في النار
    - مجموعة من الأبيات الرائعة ، حافلة بالصور والعاطفة الجيّاشة المعبرة عن روعة الفداء ، وجمال التضحية في سبيل العقيدة والمبدأ .
    وقد اتخذ الشاعر من الاحتراق بالنار هنا رمزاً لإفناء الذات . فهذا قد يبدو صعباً عسير المنال ، مخوفاً ، ولكنّه في نظر الصوفية سعادة لا تعدلها أيّة سعادة دينوية . فكما أنّ الرحم يكون عالم الجنين قبل أن يولد في هذه الدنيا الواسعة ، فكذلك هذه الدنيا - إذا قيست بعالم الروح الذي ينتقل إليه الأصفياء بعد المات - بعد سجناً ضيّقاً ، شبيهاً بالرحم إذا قيس بهذه الدنيا الواسعة
    “ 496 “
    ( 794 ) الفناء عن الذات وروابهطا المادية كشف له عالماً رحباً فسيحاً حافلا بالحياة .
    ( 795 ) هذا العالم الذي تكشّف له - بإفناء الذات - يبدو لأهل الدنيا عدماً ، مع أنّه هو الوجود الحقيقي .
    وعلى العكس من ذلك تخدع الدنيا من يتمسكون بها فيحسبون أنّها هي الوجود الحقّ ، وليست من ذلك في شيء . إنّها مظهر خادع لا دوام له لأنّ مآلها إلى الفناء

    ( 800 ) إنّ اللَّه قد أعدّ السعادة والنعيم لمن خلصوا من وجودهم الدنيوي وأقبلوا إلى الخالق بقلوب صادقة ، ونفوس راضية مطمئنة ، وأرواح متعشّقة لجماله .

    ( 812 ) يقول البلاذري : “ وحدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن محمد بن عبد اللَّه عن الزهري ، وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده ، وفي أحد الحديثين زيادة على الآخر ، فسقتهما ،
    ورددت بعضهما على بعض : إن الحكم بن أبي العاص بن أمية عم عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ، كان جاراً لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم في الجاهلية ، وكان أشد جيرانه أذى له في الإسلام ، وكان قدومه المدينة بعد فتح مكة ، وكان مغموصاً عليه في دينه فكان يمر خلف رسول اللَّه فيغمز به ويحكيه ، ويخلج بأنفه وفمه ، وإذا صلى قام خلفه وأشار بأصابعه فبقي على تخليجه وأصابته خبلة “ . ( أنساب الأشراف ، ح 5 ، ص 27 ، 125 ، القدس ، 1936 “ .
    وقد بقي منفياً من المدينة طيلة حكم أبي بكر وعمر ، ثم عاد إليها في خلافة عثمان .
    وقد هجا عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري مروان بن الحكم بقوله :إن اللعين أباك فارم عظامه * إن ترم ترم مخلّجا مجنوناً

    “ 497 “
    ( 817 - 822 ) عقد القشيري بابا للحزن في رسالته . وقد أورد فيه آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن الحزن . وبيّن أنّ الصوفية يعدون الحزن لوناً من الخشوع والإيمان . ومما ذكره القشيري من أقوال الصوفية أن رابعة العدوية سمعت رجلًا يقول : « واحزناه » ، فقالت : « قل واقلة حزناه ! لو كنت محزوناً لم يتهياً لك أن تتنفس ! » وقال سفيان بن عيينة : « لو أن محزوناً بكى في أمة لرحم اللَّه تعالى تلك الأمة ببكائه » .
    والحزن عند الصوفية من أهم الرياضات التي يجب أخذُ النفس بها .
    يقول الترمذي .
    وفي الجملة ينبغي أن يتفقد ( الإنسان ) كل حال وكل أمر للنفس فيه فرح واستبشار ، من نعمة أو وجود لذة أو أنس بشيء ، فيقطعه عنها ، وأنه كلها هويت النفس شيئاً أعطاها فرحت به ، فينبغي أن يمنعها ولو شربة من ماء بارد تريد أن تشربها . فيمنعها من تلك الفورة التي تشوفت لوجود بردها ولذتها ، حتى تكسن تلك الفورة ، وينغِّص عليها ، ثم يسقيها بعد ذلك حتى يملأها غماً ويوقرها هماً ، لأن من شأنها إذا حبس عنها الفرح بهذه الأشياء وبهذه الأحوال ، فكأنه يصيرها في سجن ، فيتقرب إلى اللَّه عز وجل بغمها وهمها ، فيجعل اللَّه عز وجل ثوابه نوراً على القلب . . » ( الرياضة وأدب النفس ، ص 62 ) .

    وقد غلبت طبيعة الحزن على كثير من الفنانين . ومن أحزان هؤلاء شهد العالم كثيراً من روائع الفن العالمي .
    وقد أبدع أوسكار وايلد التعبير عن ذلك في كتابه « من الأعماق » deprofundis ومن أقواله في ذلك :
    " فحيثما يكون الحزن فهناك حرم مقدّس . وسوف يعلم الناس ذات يوم مدلول هذا القول . ولن يحيطوا علماً بشيء في الحياة مالم يعرفوا ذلك " ..
    ....................................................................

    ( 825 ) المجوسي يعبد النار ولكنها مع ذلك تحرقه لو أنه اقترب منها .
    “ 498 “
    وشبيه بهذا ما قاله سعدي في الگلستان ( الباب الأول ، القصة 16 ) :اگر صد صد گبر آتش فروزد * چو يك دم اندر آن افتاد بسوزدومعناه : “ لو أن المجوسي يشعل النار مائة عام ، فإنها - رغم ذلك - تحرقه لو وقع فيها لحظة واحدة “ .
    ( 834 ) النار التي تبعث الغم في النفس ، وتحرقها هي نار الحقد والشهوات والأهواء الدنيوية .
    ( 835 ) النار التي تبعث السرور في النفس هي نار المحبة ، وهي عند الصوفية مصدر السعادة ، فكلما ازدادت حدَّتها زاد اقترابهم من هدفهم المنشود .
    ( 838 ) سبق الشاعر أن تحدّث عن إدراك الجماد ( انظر البيتين رقم 512 ، 513 ) .
    وقد ذكر الشاعر قصصاً يدلل بها على أن الإدراك ليس مقصوراً على الإنسان منها قصة الريح التي أهلكت الكفار من قوم عاد ، على حين أنها لم تؤذ من آمن منهم .
    ( البيتان 854 ، 855 ) ، وكذلك قصة الجذع الحنان ) الأبيات 2113 - 2120 ( .
    ( 840 - 848 )يتحدّث الشاعر في هذه الأبيات عن الأسباب المباشرة وهل هي محدثةُ الأفعال أم أنّ وراء تلك الأسباب الظاهرة الخالق مسبب الأسباب . ويرى الشاعر أنّ الخالق هو مسبب جميع الأسباب .
    وقول الشاعر هذا يتصل بمبحث كلامي ظهر عند المعتزلة واختلفوا حوله ، ويتعلق هذا المبحث بالسبب المباشر والسبب غير المباشر . وقد قادهم إلى ذلك بحثهم في أفعال العباد ومسؤولتيهم عن تلك الأفعال . فالمعتزلة بوجه عام قد آمنوا بخلق الإنسان لأفعاله ، وعلى هذا آمنوا بمسؤوليته الكاملة عن كل ما يفعل ، ولكنهم اختلفوا حول صلة الإنسان بالأحداث التي تتولد عن أفعاله.
    فإذا رمى عليّ زيداً بسهم فقتله ، فالعمل الذي قام به عليّ هو الرمي . ولكن من الذي أحدث القتل الذي قضى على زيد ، هل هو رامي السهم أو اللَّه ؟ وقد ذهب بشر بن المعتمر ( توفي 210 ه )
    “ 499 “
    إلى أن ما تولد من أفعال الإنسان يعتبر من خلفه ، على حين ذهب أبو الهذيل العلاف ( 135 - 135235 - 135235 - 235 هـ ) إلى التمييز بين الأفعال المولدة ، فما كان الإنسان عالماً بكيفيته فهو من فعله ، وما لم يكن عالماً بكيفيته فليس من فعله . فالألم الحادث عن الضرب من فعله لأنه يعلم كيفية وقوعه .
    أما الإحساس بالحلاوة الناشئة عن أكل السكر مثلًا فمن فعل اللَّه ، لأن الإنسان لا يدري كيفية إحداث هذا الإحساس .
    أما النظّام ( توفي 221 هـ ) فكان يرى أن الإنسان لا يفعل سوى الحركة . أما ما يتولد عن الحركة فليس من فعله ، بل هو من فعل اللَّه .
    وهناك آراء عديدة أخرى في هذا الموضوع يمكن الرجوع إليها في كتب الفرق ، ومن أهمها مقالات الإسلاميين للأشعري .
    ويذكر جلال الدين في هذه الأبيات الأسباب الروحية ، وفي رأيه أنّ هذه الأسباب كامنة وراء الأسباب الظاهرة ، التي يألفها عامة البشر .
    ( 849 ) يحذّر الشاعر هنا من اعتبار الفلك علة لأحداث هذه الدنيا .
    فالعلة الحقيقية هي مدير الفلك . فمن الملحوظ أن الشاعر - شأنه شأن علماء عصره - لا ينفي صلة الفلك والكواكب بالأحداث ، ولكنه يقول إن هذا الدوران - وهو السبب المباشر - يخفي وراءه السبب الحقيقي وهو الخالق ، مدير الأفلاك ، ومسبب الأسباب .
    ( 850 ) المرخ خشب سريع الاحتراق .
    ( 854 - 855 ) قصة هود مع قوم عاد ذكرت في القرآن الكريم ( 11 : 61 ) . يقول الثعلبي في قصص الأنبياء ( ص 64 ) .” سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماًأي دائمة متتابعة ، فلم تدع أحداً من عاد إلا أهلكته .
    وكان هود ومن معه قد اعتزالوا في حظيرة ، ما يصيبهم من الريح إلا ما يلين جلودهم ، وتلذ به الأنفس ، وإنها من عاد لطعن، فتحملهم ما بين السماء والأرض وتدمغهم بالحجارة حتى هلكوا “ .
    ( 856 )شيبان الراعي ، أبو محمد الدمشقي ، كان صديقاً لسفيان
    “ 500 “
    الثوري . وكان هذا الرجل من الزهاد العباد ، وقد ترك الدنيا وعكف على رعي الأغنام في جبل لبنان ولهذا لقب بالراعي . وقد ذكره القشيري في رسالته ( ص 181 ) بقوله : هذا أحمد بن حنبل كان عند الشافعي رضي اللَّه عنما ، فجاء شيبان الراعي ، فقال أحمد : “ أريد يا أبا عبد اللَّه أن أنبِّه هذا على نقصان علمه ليشتغل بتحصيل بعض العلوم “ .
    فقال الشافعي : “ لا تفعل “ . فلم يقتنع . فقال لشيبان : “ ما تقول فمين نسي صلاة من خمس صلوات في اليوم والليلة ، ولا يدري أي صلاه نسيها : ما الواجب عليه يا شبيان ؟ “ فقال شيبان : “ يا أحمد ! هذا قلب غفل عن اللَّه تعالى ، فالواجب أن يؤدب حتى لا يغفل عن مولاه بعد . فغشي على أحمد ، فلما أفاق قال له الشافعي : “ ألم أقل لك لا تحرك هذا ؟ “ وشيبان الراعي كان أمياً منهم . فإذا كان الأمي منهم هكذا فماالظن بأئمتهم ؟ “ .
    ( 860 ) عندما ينزل الموت بالعارفين ، لا تجزع نفوسهم لذلك ، بل يُلاقون الموت بقلوب راضية ، مطمئنة إلى مصيرها بعد الموت ، ولهذا يكون الموت بالنسبة إليهم أمراً يسيراً يرحبون بملاقاته .
    ( 863 ) قصة موسى مع فرعون ، وكيف فلق موسى البحر حتى عبر هو وقومه ، فلماتبعهم فرعون وأتباعه غشيهمم البحر وأغرقهم ، من القصص والمعروفة . وقد أشار إليها القرآن الكريم بقوله :” وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ “. ( 2 : 50 ) .
    ( 864 ) قصة قارون أيضاً من قصص القرآن الكريم . وقد رُويت في سورة القصص ، قال تعالى :” إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ “. ( 28 : 76 )
    وقد ذكر القرآن زهوه بماله حتى تمنى الجلاء منهم لو أن لهم مثل ما أوتي . وتكبر بماله وتجبر فحاق به عقاب اللَّه . قال تعالى :
    “ 501 “
    “ فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ “.
    انظر سورة القصص ، 28 : 76 - 81 ) .
    وقد ذكر الثعلبي في قصص الأنبياء تفصيلات متعددة لقصة قارون مع موسى وقومه ( ص 232 - 236 ) .
    ومن بين ما ذكره أنَّ قارون حاول أن يكيد لموسى ، لأن موسى فرض عليه الزكاة على أمواله ، فلما وجد أن الزكاة المفروضة تبلغ قدراً كبيراً من المال دبر لموسى كيداً فضحه اللَّه . ودعا عليه موسى فابتلعته الأرض .
    ( 866 ) الإنسان - وهو الذي فطر جسمه من الماء والطين - يسبّح الخالقه . فهذا التسبيح المتصاعد من بني البشر هو بخار الماء والطين .
    ولكن هذا البخار يصير طيوراً في الجنة ، ذلك لأن قلب المؤمن الصدوق قد نفخ فيه أنفاسه .
    ( 867 ) نور موسى هنا هو نور اللَّه الذي أشرق على موسى في سيناء .
    وقد دك الجبل حينما تجلى هذا النور . وهذا الدك هو الذي عبرّ عنه الشاعر بالرقص ، فالجبل حينما شهد تلك الأنوار تعشقها كأنه صوفي .
    ( 879 ) الماء المحتبس في الحوض كالروح في الجسد . تخلّصه الريح من هذا الحبس لأن الماء من العناصر الأولية .
    وكذلك الروح ، تتصاعد من الجسد ، لأنها غريبة عنه غربة الماء عن الوعاء الذي يحتويه . وكأنما الريح هنا ترمز إلى التسبيح والدعاء الذي يتصاعد من قلب المؤمن .
    وقد ترمز إلى انقضاء العمر .
    ( 882 ) في هذا البيت اقتباس من قوله تعالى :” مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ “. ( 35 : 10 ) .
    ( 899 ) قصة كليلة ودمنة التي اقتبسها الشاعر هنا هي قصة “ الأرنب التي صرعت الأسد “ ، وهي قصة صغيرة خلاصتها أن أسداً كان يعيش بالقرب من أحد المروج ذات الماء والعشب الكثير ، وأن ذلك المرج كان
    “ 502 “
    مرتعاً لكثير من وحوش البرية ، تعيش فيه مستمتعة بمائه وعشبه .
    ولكن الأسد كان يفسد عليها عيشها بمهاجمتها لاقتباص غذائه . وقد رأت هذه الوحوش أن تخلص من شرّ الأسد بأن تقدم له كل يوم فريسة يأكلها على أن يكف الأسد عن مهاجمتها .
    وكانت الفريسة التي تُرسل إلى الأسد تختار بطريق الاقتراع . وذات يوم أصابت القرعة أرنباً ليذهب إلى فتأخر عن الموعد الذي اعتاد الأسد أن يتلقى فيه فريسة ، ثم ذهب إلى الأسد . إلى الأسد ، بعد ذلك ، وأخبره بأنه تأخر ، لأن أسداً آخر اعترض طريقه ، وأخذ منه غذاء الملك ، وكان أرنباً آخر سميناً أرسله إليه الوحوش .
    ودعا الأسد إلى أن يطهّر الطريق من ذلك الأسد الدخيل حتى يصله طعامه دون تأخر . فطلب الأسد من الأرنب أن يدله على مكان ذلك العدو . فأخذه الأرنب إلى بئر تطلع فيها ، فرأى خياله ، فظنه عدوه ، فوثب إليه ليقاتله ، فغرق في البئر وخلصت الوحوش من شره . ( كليلة ودمنه ، ص 116 ، 117 . المطبعة الأميرية القاهرة ، 1931 ) .
    وقد اتخذ الشاعر من هذه القصة - التي استغرقت رواية وقائعها خمسين بيتاً - هيكلًا صاغ حوله الكثير من آرائه وأفكاره . فتناول موضوعات كالجبر والاختيار ، والاجتهاد والتوكل ، وعالم الروح ، وعالم الظاهر ، وطبيعة الشر وغير ذلك . واستغرقت القصة بكل ما أداره حولها من حوار فلسفي خمس مائة من الأبيات .

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 22:16