كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 2974
قال له آخر : خبرني أيها المشهور ، ما الذي يجعلني أشعر في السفر بالسرور ؟
فإن تخبرني ، قل اضطرابي ، وبقي لي بعض الرشد في سيري ، إذ لابد من الرشد للرجل في الطريق الطويل ؛
حتى لا ينفر من المسير ، وإن حرمت من القبول ورشد الغيب ، فإنني أرد الخلق عن نفسي بكل عيب .
قال ( الهدهد ) : ما دمت موجودا معه ، فلتستشعر السرور ، وكن حرا ، حتى ولو كان الجميع عبيدا ، فإن تستطع روحك أن تسعد به ،
فسارع بجعل روحك المفعمة بالغم سعيدة به ، وسرور الناس في كلا العالمين متعلق به ، وانتصاب قبة الفلك متعلق به ،
ولتعش بعد ذلك متمتعا بسعادته ، وكن كالفلك دوارا شوقا إليه .
تكلم يا عديم المروءة ، فأي شيء أعظم منه ، حتى تكون سعيدا معه ولو للحظة واحدة .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 1
الأبيات من 2975 - 2981
عجبا ! لقد كان أحد المجانين يعيش في القفار ، وكان يستقر مع النمور بالليل والنهار ، وأحيانا كانت تسيطر عليه حالة جنونه ، فيفني عن نفسه .
وذات مرة استمرت هذه الحالة عشرين يوما ، وتبدلت حالته إلى حالة أخرى ، وقد قضى العشرين يوما من الصباح حتى المساء في رقص دائم وحديث لا ينقطع ،
حيث كان يقول :كلما كنا نحن الاثنين بمفردنا بعيدا عن الجميع ، ساد السرور كله واختفت الهموم .
كيف يموت من قلبه متعلق به ، فأسلم القلب له ، فهو يحب حبيب القلب ، وإذا ابتلي قلبك بالشوق إليه ، فلن يكون الموت من نصيبك مطلقا .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 2
الأبيات من 2982 - 2990
كان أحد العاشقين يبكي ساعة موته ، فسئل : لم هذا البكاء ؟
قال : إنني أبكي بكاء سحابة الربيع ، إذ يجب الإحساس بالألم في هذه اللحظة ، كما يجوز لي النواح الآن ، إذ كيف يموت قلبي وهو متعلق به ؟
قال له أحد جلسائه : إذا كان قلبك متعلقا به ، فإن تمت ، كان الموت فضلا وخيرا . . .
فقال العاشق : كيف يموت كل من تعلق قلبه باللّه ؟ وكيف يكون الموت من نصيبه ؟ وإذا كان قلبي في وصال دائم معه ، فإن موتي يكون غاية في المحال .
إن سررت بهذا السر لحظة ، فليس لهذا الكنز مثيل في هذه الحياة ، وكل من تملكه السرور من وجوده ، انمحى من الوجود وتحرر منه ،
ولكن ليتملكك السرور من حبيبك على الدوام ، حتى لا تتساوى مع الطين في داخلك . . .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 3
الأبيات من 2991 - 2997
قال العزيز : لقد مضت سبعون سنة ، حتى عمني السرور والغبطة ، إذ كان هذا الحسن هبة لي من اللّه ، وذلك لأنني على وصال مع اللّه . .
إن كنت مشغولا بالبحث عن العيب ، فكيف تستطيع أن تكون مسرورا بمحاسن الغيب ؟
فيا باحثا عن العيب ؛ كيف تستطيع رؤية الغيب بعين منقبة عن العيب ؟
فتحرر من عيبك أولا ، ثم أنعم بالسرور بالعشق المطلق للغيب .
إنك تدقق في تقصي عيوب الآخرين ، ولكنك في عمى عن إدراك عيوبك ، فإن تشغل بعيوب نفسك ، فستتقبل كل معيب مهما كانت عيوبه ! .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 4
الأبيات من 3007- 2998
كان هناك ثمل غاية في السكر ، وقد خرجت كل شؤونه بفعل السكر ، ومن كثرة تعاطيه الخمر الصافية المعتقة ، فقد وعيه كلية مما سيطر عليه من سكر ، فتضايق منه رجل عاقل ، ووضعه داخل غرارة ، وأمسك به حتى يسوقه إلى داره ،
فتقدم إليه ثمل آخر في الطريق ، وكان الثمل الآخر يشيع الاضطراب مع الجميع ، وعندما رأى الثمل الموجود في الغرارة ذلك الثمل الآخر ، تملكه الهم والاضطراب ،
وقال :أيها الثمل قلل ما أنت فيه ، حتى لا تفقد حريتك مثلي ! فما رآه ! وما لم يره ، هو حالنا ، وليس أكثر منه !
أنت تبحث عن العيب لأنك لست عاشقا ، ولهذا لا تليق بك هذه
الخصال ، ولكنك إذا خبرت العشق ولو قليلا ، فسترى العيوب كلها أفضالا .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 5
الأبيات من 2008 - 3019
كان هناك رجل شجاع القلب شديد البأس عشق امرأة طوال خمس سنوات ، وكان على عين تلك المرأة الفاتنة الشبيهة بالصنم غشاوة بيضاء ، ومع أن الرجل قد أكثر من النظر إليها ،
إلا أنه لم ير تلك الغشاوة على عينها ، لأن العاشق إذا كان ولها في عشقه ، كيف يتأتى له أن يدرك عيب معشوقه ؟
وبعد فترة ، أصاب الرجل في عشقه الفتور ، ووجد الدواء ، وضعف عشق تلك المرأة في قلبه ، وهان أمرها على نفسه ،
وهنا رأى الرجل عيب عين المعشوقة ، فقال : متى بدت هذه الغشاوة ؟
قالت له : في تلك الساعة التي قل فيها عشقك ، أصاب العيب عيني في التو والحال ، وما أن أصاب النقصان عشقك ، حتى بدا العيب في عيني ،
ولقد فعلت ذلك لما سيطر على قلبك من اضطراب ، فلتنظر إلى عيب واحد لك ، يا أعمى القلب
ما أكثر ما بحثت عن عيوب الآخرين ، فلتبحث ذات مرة عن عيوبك أولا ، وما دام عيبك عليك ثقيلا ، فليس لك أن تهتم بعيوب الآخرين . .
"" تشبيه المرأة بالصنم في الأدب الفارسي ، تشبيه جميل يعبر عن جمال أخاذ ، وحسن يفوق كل وصف .""
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 6
الأبيات من 3020 - 3023
كان المحتسب يضرب ذلك الرجل الثمل أيما ضرب ،
فقال الثمل :قلل أيها المحتسب ، فكم أنت مضطرب .
ولكثرة المال الحرام في هذه الأعتاب ، جئت ثملا تلهث ثم سرت في الطريق ، لذا فأنت أكثر سكرا مني ،
ولكن لم ير أحد هذا السكر ، فلا تتماد في الجفاء معي أكثر من ذلك أيضا ، وكن عادلا معي ولو قليلا أيضا . . .
المقالة الخامسة والثلاثون سؤال طائر آخر الأبيات من 2966 - 2974
قال له آخر : خبرني أيها المشهور ، ما الذي يجعلني أشعر في السفر بالسرور ؟
فإن تخبرني ، قل اضطرابي ، وبقي لي بعض الرشد في سيري ، إذ لابد من الرشد للرجل في الطريق الطويل ؛
حتى لا ينفر من المسير ، وإن حرمت من القبول ورشد الغيب ، فإنني أرد الخلق عن نفسي بكل عيب .
قال ( الهدهد ) : ما دمت موجودا معه ، فلتستشعر السرور ، وكن حرا ، حتى ولو كان الجميع عبيدا ، فإن تستطع روحك أن تسعد به ،
فسارع بجعل روحك المفعمة بالغم سعيدة به ، وسرور الناس في كلا العالمين متعلق به ، وانتصاب قبة الفلك متعلق به ،
ولتعش بعد ذلك متمتعا بسعادته ، وكن كالفلك دوارا شوقا إليه .
تكلم يا عديم المروءة ، فأي شيء أعظم منه ، حتى تكون سعيدا معه ولو للحظة واحدة .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 1
الأبيات من 2975 - 2981
عجبا ! لقد كان أحد المجانين يعيش في القفار ، وكان يستقر مع النمور بالليل والنهار ، وأحيانا كانت تسيطر عليه حالة جنونه ، فيفني عن نفسه .
وذات مرة استمرت هذه الحالة عشرين يوما ، وتبدلت حالته إلى حالة أخرى ، وقد قضى العشرين يوما من الصباح حتى المساء في رقص دائم وحديث لا ينقطع ،
حيث كان يقول :كلما كنا نحن الاثنين بمفردنا بعيدا عن الجميع ، ساد السرور كله واختفت الهموم .
كيف يموت من قلبه متعلق به ، فأسلم القلب له ، فهو يحب حبيب القلب ، وإذا ابتلي قلبك بالشوق إليه ، فلن يكون الموت من نصيبك مطلقا .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 2
الأبيات من 2982 - 2990
كان أحد العاشقين يبكي ساعة موته ، فسئل : لم هذا البكاء ؟
قال : إنني أبكي بكاء سحابة الربيع ، إذ يجب الإحساس بالألم في هذه اللحظة ، كما يجوز لي النواح الآن ، إذ كيف يموت قلبي وهو متعلق به ؟
قال له أحد جلسائه : إذا كان قلبك متعلقا به ، فإن تمت ، كان الموت فضلا وخيرا . . .
فقال العاشق : كيف يموت كل من تعلق قلبه باللّه ؟ وكيف يكون الموت من نصيبه ؟ وإذا كان قلبي في وصال دائم معه ، فإن موتي يكون غاية في المحال .
إن سررت بهذا السر لحظة ، فليس لهذا الكنز مثيل في هذه الحياة ، وكل من تملكه السرور من وجوده ، انمحى من الوجود وتحرر منه ،
ولكن ليتملكك السرور من حبيبك على الدوام ، حتى لا تتساوى مع الطين في داخلك . . .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 3
الأبيات من 2991 - 2997
قال العزيز : لقد مضت سبعون سنة ، حتى عمني السرور والغبطة ، إذ كان هذا الحسن هبة لي من اللّه ، وذلك لأنني على وصال مع اللّه . .
إن كنت مشغولا بالبحث عن العيب ، فكيف تستطيع أن تكون مسرورا بمحاسن الغيب ؟
فيا باحثا عن العيب ؛ كيف تستطيع رؤية الغيب بعين منقبة عن العيب ؟
فتحرر من عيبك أولا ، ثم أنعم بالسرور بالعشق المطلق للغيب .
إنك تدقق في تقصي عيوب الآخرين ، ولكنك في عمى عن إدراك عيوبك ، فإن تشغل بعيوب نفسك ، فستتقبل كل معيب مهما كانت عيوبه ! .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 4
الأبيات من 3007- 2998
كان هناك ثمل غاية في السكر ، وقد خرجت كل شؤونه بفعل السكر ، ومن كثرة تعاطيه الخمر الصافية المعتقة ، فقد وعيه كلية مما سيطر عليه من سكر ، فتضايق منه رجل عاقل ، ووضعه داخل غرارة ، وأمسك به حتى يسوقه إلى داره ،
فتقدم إليه ثمل آخر في الطريق ، وكان الثمل الآخر يشيع الاضطراب مع الجميع ، وعندما رأى الثمل الموجود في الغرارة ذلك الثمل الآخر ، تملكه الهم والاضطراب ،
وقال :أيها الثمل قلل ما أنت فيه ، حتى لا تفقد حريتك مثلي ! فما رآه ! وما لم يره ، هو حالنا ، وليس أكثر منه !
أنت تبحث عن العيب لأنك لست عاشقا ، ولهذا لا تليق بك هذه
الخصال ، ولكنك إذا خبرت العشق ولو قليلا ، فسترى العيوب كلها أفضالا .
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 5
الأبيات من 2008 - 3019
كان هناك رجل شجاع القلب شديد البأس عشق امرأة طوال خمس سنوات ، وكان على عين تلك المرأة الفاتنة الشبيهة بالصنم غشاوة بيضاء ، ومع أن الرجل قد أكثر من النظر إليها ،
إلا أنه لم ير تلك الغشاوة على عينها ، لأن العاشق إذا كان ولها في عشقه ، كيف يتأتى له أن يدرك عيب معشوقه ؟
وبعد فترة ، أصاب الرجل في عشقه الفتور ، ووجد الدواء ، وضعف عشق تلك المرأة في قلبه ، وهان أمرها على نفسه ،
وهنا رأى الرجل عيب عين المعشوقة ، فقال : متى بدت هذه الغشاوة ؟
قالت له : في تلك الساعة التي قل فيها عشقك ، أصاب العيب عيني في التو والحال ، وما أن أصاب النقصان عشقك ، حتى بدا العيب في عيني ،
ولقد فعلت ذلك لما سيطر على قلبك من اضطراب ، فلتنظر إلى عيب واحد لك ، يا أعمى القلب
ما أكثر ما بحثت عن عيوب الآخرين ، فلتبحث ذات مرة عن عيوبك أولا ، وما دام عيبك عليك ثقيلا ، فليس لك أن تهتم بعيوب الآخرين . .
"" تشبيه المرأة بالصنم في الأدب الفارسي ، تشبيه جميل يعبر عن جمال أخاذ ، وحسن يفوق كل وصف .""
المقالة الخامسة والثلاثون حكاية 6
الأبيات من 3020 - 3023
كان المحتسب يضرب ذلك الرجل الثمل أيما ضرب ،
فقال الثمل :قلل أيها المحتسب ، فكم أنت مضطرب .
ولكثرة المال الحرام في هذه الأعتاب ، جئت ثملا تلهث ثم سرت في الطريق ، لذا فأنت أكثر سكرا مني ،
ولكن لم ير أحد هذا السكر ، فلا تتماد في الجفاء معي أكثر من ذلك أيضا ، وكن عادلا معي ولو قليلا أيضا . . .
27/4/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
27/4/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
27/4/2024, 16:58 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
27/4/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
27/4/2024, 16:54 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
27/4/2024, 16:52 من طرف Admin
» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
27/4/2024, 16:47 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin