كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة الخامسة عذر الطاووس الأبيات من 795 - 813
بعد ذلك أقبل الطاووس في حلة ذهبية وازدان كل جناح بألف لون ، جاء كأنه عروس يوم الجلوة وكل ريشة منه مجلوة ..
قال : ما أن فرغ نقاش الغيب من نقشي حتى أمسك الصينيون بأقلام النقش ، وعلى الرغم من أنني جبريل الطير ولكن ألم بي أمر من القضاء ليس بالحسن ، فقد شاركني ذات المكان ثعبان قبيح حتى أخرجني ذليلاً من الجنة ،
وما أن بدلوا مكان خلوتي حتى أصبحت قدماي كالجبيرتين قبحاً ، فاستقر عزمي في هذا المكان المظلم على أن أجد لي مرشداً إلى الخلد ، ولست ذلك الطائر الآمل في السلطان بل يكفيني أن أكون حارساً ،
ولكن أنى للسيمرغ أن يحظى بمكانتي لقد كان الفردوس الأعلى مكاني ، لذا ليس لي من عمل آخر في الدنيا غير محاولة العودة إلى الجنة مرة أخرى .
قال له الهدهد : يا من ضللت الطريق بفعل نفسك ، إن كل ما تريده هو منزل ذلك السلطان ،
فلتقل : تقدم قريباً منه فهذا أفضل من ذاك حيث تجمل الدار بحضرة السلطان ..
إن دار النفس جنة خلد مليئة بالرغبات والنزوات، أما دار القلب فغاصة بالصدق،
وحضرة الحق بحر خضم عظيم وقطرة صغيرة منه تساوي جنات النعيم ، من يملك البحر يملك القطرة ، وكل ما عدا البحر هوس وخيال ،
فإن تستطع سلوك الطريق إلى البحر فلم تلزم نفسك بالإسراع صوب قطرة ندى؟
فمن يعرف كيف يناجي الشمس بالأسرار فأنى يعاود الاكتفاء بالبقاء في ظل ذرة من شعاع ؟
وكل من أصبح كلاً فأي صلة للجزء به ؟
ومن أصبح روحاً فأي صلة للأعضاء به ؟
فإن كنت رجل كل فتأمل الكل واطلب الكل وكن كلياً وصر إلى الكل وتخير الكل ..
المقالة الخامسة حكاية 1
الأبيات من 814 - 822
سأل طالب الأستاذ سؤالاً : لم خرج آدم من الجنة ؟
قال : كان آدم يحظى بسمو المنزلة وما أن هبط إلى الفردوس حتى ارتفع صوت الهاتف قائلاً : يا من خلقت جنتك من مئات القيود ،
إن كل من وجد في هذين العالمين سوانا يسجد لشيء آخر ،
أما نحن فنجلب الفناء للكائنات الأخرى حيث لا يمكن الضرب دون عون اليد ..
كيف تكون الروح أمام آلاف الأحبة ؟
وكيف يستقيم أمر الروح بلا أحبة ؟
وعدا الأحبة فكل من تعلقوا بالماديات سقطوا جميعاً حتى ولو كانوا كآدم في المنزلة ،
وأنى لأهل الجنة أن يدركوا أن تحمل الهموم والآلام أول مهمة هناك ،
فإن لم يكن أهل الجنة جديرين بالسر فسرعان ما يتراجعون عن تحمل الغصة والهم ..
المقالة الخامسة عذر الطاووس الأبيات من 795 - 813
بعد ذلك أقبل الطاووس في حلة ذهبية وازدان كل جناح بألف لون ، جاء كأنه عروس يوم الجلوة وكل ريشة منه مجلوة ..
قال : ما أن فرغ نقاش الغيب من نقشي حتى أمسك الصينيون بأقلام النقش ، وعلى الرغم من أنني جبريل الطير ولكن ألم بي أمر من القضاء ليس بالحسن ، فقد شاركني ذات المكان ثعبان قبيح حتى أخرجني ذليلاً من الجنة ،
وما أن بدلوا مكان خلوتي حتى أصبحت قدماي كالجبيرتين قبحاً ، فاستقر عزمي في هذا المكان المظلم على أن أجد لي مرشداً إلى الخلد ، ولست ذلك الطائر الآمل في السلطان بل يكفيني أن أكون حارساً ،
ولكن أنى للسيمرغ أن يحظى بمكانتي لقد كان الفردوس الأعلى مكاني ، لذا ليس لي من عمل آخر في الدنيا غير محاولة العودة إلى الجنة مرة أخرى .
قال له الهدهد : يا من ضللت الطريق بفعل نفسك ، إن كل ما تريده هو منزل ذلك السلطان ،
فلتقل : تقدم قريباً منه فهذا أفضل من ذاك حيث تجمل الدار بحضرة السلطان ..
إن دار النفس جنة خلد مليئة بالرغبات والنزوات، أما دار القلب فغاصة بالصدق،
وحضرة الحق بحر خضم عظيم وقطرة صغيرة منه تساوي جنات النعيم ، من يملك البحر يملك القطرة ، وكل ما عدا البحر هوس وخيال ،
فإن تستطع سلوك الطريق إلى البحر فلم تلزم نفسك بالإسراع صوب قطرة ندى؟
فمن يعرف كيف يناجي الشمس بالأسرار فأنى يعاود الاكتفاء بالبقاء في ظل ذرة من شعاع ؟
وكل من أصبح كلاً فأي صلة للجزء به ؟
ومن أصبح روحاً فأي صلة للأعضاء به ؟
فإن كنت رجل كل فتأمل الكل واطلب الكل وكن كلياً وصر إلى الكل وتخير الكل ..
المقالة الخامسة حكاية 1
الأبيات من 814 - 822
سأل طالب الأستاذ سؤالاً : لم خرج آدم من الجنة ؟
قال : كان آدم يحظى بسمو المنزلة وما أن هبط إلى الفردوس حتى ارتفع صوت الهاتف قائلاً : يا من خلقت جنتك من مئات القيود ،
إن كل من وجد في هذين العالمين سوانا يسجد لشيء آخر ،
أما نحن فنجلب الفناء للكائنات الأخرى حيث لا يمكن الضرب دون عون اليد ..
كيف تكون الروح أمام آلاف الأحبة ؟
وكيف يستقيم أمر الروح بلا أحبة ؟
وعدا الأحبة فكل من تعلقوا بالماديات سقطوا جميعاً حتى ولو كانوا كآدم في المنزلة ،
وأنى لأهل الجنة أن يدركوا أن تحمل الهموم والآلام أول مهمة هناك ،
فإن لم يكن أهل الجنة جديرين بالسر فسرعان ما يتراجعون عن تحمل الغصة والهم ..
27/4/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
27/4/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
27/4/2024, 16:58 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
27/4/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
27/4/2024, 16:54 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
27/4/2024, 16:52 من طرف Admin
» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
27/4/2024, 16:47 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin