..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty27/4/2024, 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون Empty كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني للشيخ عبد القادر الجيلاني ـ 61 وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 22:28

    المجلس الحادي والستون
    وقال رضي الله عنه في المدرسة في عشرين من شهر رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة بعد كلام :
    سأله سائل عن الخواطر ، فقال ما يدريك ما الخواطر ؟
    خواطرك من الشيطان والطبع والهوى والدنيا ، همك ما أهمك ، خواطرك من جنس همك ، ما يعمل خاطر الحق عز وجل لا يجيء إلا إلى قلب خال عما سواه.
    ?ما قال : "معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده" .
    إذا كان الله عز وجل وذكره عندك فلا جرم يمتلىء قلبك من قربه وتهرب خواطر الشيطان والهوى والدنيا من عندك .
    للدنيا خاطر والآخرة خاطر ، للملك خاطر وللنفس خاطر وللقلب خاطر وللحق عز وجل خاطر ، فتحتاج أيها الصادق إلى دفع جميع الخواطر والسكون إلى خاطر الحق عز وجل .
    إذا أعرضت عن خاطر النفس وخاطر الهوى وخاطر الشيطان وخاطر الدنيا جاءك خاطر الآخرة ثم جاءك خاطر الملك ، ثم خاطر الحق عز وجل أخيرا وهو الغاية.
    إذا صح قلبك وقف عند الخاطر وقال له أي خاطر أنت ومم أنت ؟
    فيقول له أنا خاطر كذا وكذا أنا خاطر حق من الحق أنا ناصح محب الحق عز وجل يحبك فأنا أحبك أنا السفير أنا حظك من حال النبوة .
    ( یا غلام ) تعرض لمعرفة الله عز وجل فإنها أصل كل خير ، إذا أكثرت من طاعته أعطاك معرفته ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    « إذا أطاع العبد ربه عز وجل أعطاه معرفته ، فإذا ترك طاعته لم يسلبها منه بل يبقيها في قلبه ليحتج بها عليه يوم القيامة ، يقول له : ميزتك بمعرفتي ، وتفضلت عليك بها ، لم لم تعمل بما علمت ؟ » .
    ( یا غلام ) ما يقع بيدك من الحق عز وجل شيء بنفاقك وفصاحتك و بلاغتك وتصفير وجهك وترقيع مرقعتك وجمع أكنافك وتوكيلك ، كل ذلك من نفسك وشيطانك وشركك بالخلق وطلب الدنيا منهم .
    وبعد كلام أحقر نفسك واكتم أمرك وكن على ذلك إلى أن يقال لك تحدث بنعمة ربك.
    كان ابن شمعون رحمة الله عليه إذا جاءته الكرامة يقول هذه خدعة هذه من الشيطان ودام على ذلك حتى قيل له من أنت ومن أبوك ؟
    تحدث بنعمتنا عليك .
    وقال موسى عليه السلام في مناجاته لربه عز وجل :
    يا رب أوصني فقال له : أوصيك بي وبطلبي وكرر ذلك عليه أربع مرات في كل مرة يقول له ذلك ويجيبه مثل الأول .
    ما قال له اطلب الدنيا ولا اطلب الآخرة ، كأنه يقول له أوصيك بطاعتي وترك معصيتي ، أوصيك بطلب قربي ، أوصيك بتوحيدي والعمل لي ، أوصيك بالإعراض عما سواي ، إذا صح القلب وعرف الحق عز وجل أنكر غيره واستأنس به واستوحش من غيره واستراح معه وتعب مع غيره .
    اللهم اشهد لي أني مبالغ في مواعظ عبادك مجتهد في صلاحهم ، أنا ناحية عن جميع ما أنا فيه أنا خارج عنه كخروجكم عنه من حيث المعني والسر ، لا كرامة لي أن أكون معه في شيء من تدبيره وتصاريفه .
    يا أصحاب الصوامع والزوايا تعالوا ذوقوا من كلامي ولو حرفا واحدا ، اصحبوني يوما أو أسبوعا لعلكم تتعلمون شيئا ينفعكم ، ويحكم الأكثر منكم هوس في هوس ، تعبدون الخلق في صوامعكم . هذا الأمر لا يجيء بمجرد القعود في الخلوات مع الجهل.
    ويلك امش في طلب العلم والعلماء العال حتى لا يبقى مشي ، امش حتى لا تطاوعك ساقاك فإذا عجزت فاقعد، سر بظاهرك ثم بقلبك ومعناك ، إذا عييت ظاهرا وباطنا ووقفت جاءك القرب من الله عز وجل والوصول إليه.
    إذا انقطعت خطوات قلبك وذهب قواك في السير إليه كان ذلك علامة قربك منه فحينئذ سلم واستطرح .
    إما يبني لك صومعة في البرية أو يقعدك في الخراب أو يردك إلى العمران ويوقف الدنيا والآخرة والجن والإنس والملك والأرواح في خدمتك ؟
    إذا صح القرب لعبد أتته الولاية والنيابة وعرض عليه جميع ما في الخزائن وتشفع له الأرض والسماء ومن فيها لمكانه من الملك و لصفاء باطنه وسره ونور قلبه ، لا يكون الإسلام والإيمان عندك عارية بهذا يكثر خوفك وصومك وصلواتك وسهرك ، بهذا هام القوم على وجوههم والتحقوا بالوحش و زاحموهم في حشائش الأرض وماء الغدران وصار ظلامهم الشمس ومصباحهم القمر والكواكب.
    دعوا أكثر الهذيان والقيل والقال وإضاعة المال ، لا تكثروا من القعود مع الجيران والأصدقاء والمعارف لغير سبب فإن ذلك هوس.
    أكثر ما يجري الكذب والغيبة بين اثنين والمعصية إنما تتم بين اثنين ، لا يخرج أحد منكم من بيته إلا إلى ما لا بد له منه من مصالحه ومصالح أهله .
    اجتهد أن لا تبدأ بالكلام بل يكون كلامك جوابا ؛ إذا سألك سائل عن شيء فإن كان جوابه مصلحة لك وله وإلا فلا تجبه .
    القوم يخافون ربهم عز وجل في جميع الأحوال : " يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ".
    يخافون أن يؤخذوا على غرة ، يخافون أن يكون الإيمان عندهم عارية .
    آحاد أفراد منهم يأتيهم من الله مننه ونعمه فتدخل قلوبهم في باب قربه ، يؤذن لهم بالدخول عليه يوليهم و يتولاهم ، يصيرهم من أوليائه وأبدال أنبيائه وأعيان خلقه يصيرهم من شيوخ عباده وسلاطينهم.
    يستنيبهم في الأرض يستخلفهم فيها و يجعلهم من مفرديه يعلمهم من علمه و ينطقهم بحكمه ويكرمهم بكرامته ويمدهم بامداده يعرفهم ما لهم وماعليهم يرسخ قدم الإيمان في قلوبهم ويجعل تاج المعرفة على رأس إيمانهم.
    القدر يخدمهم والإنس والجن والملائكة قيام بين أيديهم التواقيع تأتي إلى قلوبهم وأسرارهم كل واحد منهم ملك في نفسه قاعد على سرير سدة مملكته ويبث جنده في الأرض لإصلاح الخلق مناقضة لفعل إبليس .
    ( یا قوم ) اتبعوا آثار القوم لا يكن همكم الأكل والشرب واللبس والنكاح وجمع الدنيا فإن همهم العبادة وترك العادة.
    اطلبوا بابه و خيموا هناك الا تهربوا من باب الحق عز وجل لأجل الآفات فإنه ينبهكم بالبلاء والآفات والأمراض والأوجاع لتطلبوه ولا تبرحوا من بابه .
    لا تكونوا من الذين يتخبطون ولا يدرون ما يريد الحق عز وجل منهم ، اعبدوه ثم أخلصوا في
    عبادته أما سمعتموه كيف قال : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
    قد تحققتم هذا وعلمتموه فلم تتركون عبادته و تتخبطون في الطريق إليه ؟
    كل من لا يعبد الله عز وجل فهو من الذين لا يدرون لم خلقوا ؟
    الذين هم على قدم التحقيق والحقيقة قد علموا أنهم خلقوا للعبادة وأنهم يموتون ثم يحيون فهم يحققون العبودية .
    ( یا غلام ) ثم أمور باطنة لا تنكشف إلا بعد الوصول إلى الحق عز وجل والقيام على بابه ولقاء الفردين والنواب الوقوف هناك.
    أما صرت إلى باب الحق عز وجل وأدمت الوقوف مع حسن الأدب و الإطراق ، فتح الباب في وجه قلبك وجذبه من جذب وقربه من قرب ونومه من نوم وزفه من زف وكحله من كحل وحلاه من حلى وفرحه من فرح وأمنه من آمن ، وحدثه من حدث ، وكلمه من كلم ، یا غافلين عن النعيم أين أنتم ؟
    ما أبعد قلوبكم عن الأمر الذي أشير إليه ، تظنون أن الأمر سهل حتى يحصل لكم بالتصنع والتكلف والنفاق ، يحتاج هذا الأمر إلى الصدق والصبر على مطارق القدر.
    إذا كنت غنيا معافی مشغولا بمعصية الحق عز وجل فتبت عن جميع المعاصي والزلات ما ظهر منها وما بطن وصرت في الصحاري والبراري وطلبت وجه الله عز وجل جاءك الاختبار .
    جاءتك البلايا فتطلب نفسك ما كانت فيه من الدنيا والعافية فلا تقبل منها وتعطها ذلك فإن صبرت حصل لك ملك الدنيا والآخرة وإن لم تصبر فاتها ذلك.
    یا تائب أثبت وأخلص وقرر مع نفسك انقلاب الأمر ومجيء البلايا ، قرر معها أن الحق عز وجل يسهر ليلها ويظمیء نهارها ويوقع بينها وبين الأهل والجيران والأصدقاء والمعارف وأنه يوقع في قلوبهم المقت لها وأنه لا يقربها أحد منهم ولا يدنو منها .
    أما سمعت قصة أيوب عليه السلام لما أراد الله عز وجل تحقیق محبته و اصطفائه وأن لا يبقى لغيره فيه حظ كيف أفرده من ماله وأهله وولده وأتباعه وأقعده في كوخ على مزبلة خارجا عن العمران ولم يبق عنده من أهله سوى زوجته تخدم الناس وتأتيه بقوته .
    ثم أذهب لحمه وجلده وقوته وأبقى عليه سمعه وبصره وقلبه ، أرى عجائب قدرته فيه ، فكان يذكره بلسانه ويناجيه بقلبه ، ویری عجائب قدرته ببصره وروحه تتردد في جسده .
    وكانت الملائكة تصلي عليه وتزوره وانقطع على الإنس واتصل به الأنس ، انقطعت عنه الأسباب والحول والقوى وبقى أسير محبته وقدره وقدرته وإرادته وسابقته ، كان أمره صبرا ثم صار في الانتهاء عيانا .
    كان الأول مرا وصار الثاني حلوا ، طاب له العيش في بلائه ?ا طاب عیش إبراهيم عليه السلام في ناره .
    القوم يتعودون الصبر على البلاء ولا ينزعجون مثل انزعاجكم ، البلايا تختلف منها في البنية ، ومنها في القلب ، ومنها مع الخلق ، ومنها مع الخالق لا خير فيمن لم يؤذ البلايا خطا طيف الحق عز وجل .
    نهمة العابد الزاهد في الدنيا الكرامات وفي الأخرة الجنات ونهمة العارف بقاء الإيمان عليه في الدنيا والخلاص من نار الله عز وجل في الآخرة لا يزال نهمته وشهوته في هذا حتى يقال لقلبه ما هذا ؟
    اسكن و أثبت الإيمان ثابت عندك ومنك يقتبس المؤمنون نورا الإيمانهم وأنت غدا مشفع مقبول القول .
    تكون سببا لخلاص خلق كثير من النار ، تكون بين يدي نبيك الذي هو سيد الشافعين اشتغل بغير هذا .
    هذا توقيع ببقاء الإيمان والمعرفة والسلامة في العاقبة والمشي مع النبيين والمرسلين والصديقين الذين هم الخواص من الخلق فكلما كرر عليه الأمن ازداد خوفا وحسن أدب وزيادة من الشكر .
    القوم عقلوا معنى قوله عز وجل : " يفعل ما يريد "
    وقوله : "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون "
    وقوله : " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " .
    عقلوا أنه فعال لما يريد لا لما يريد الخلق وأنه كل يوم هو في شأن ، يقدم ويؤخر ويرفع ويضع ويعز ويذل ، ويعزل ويولي ويميت ويحيى ويغني ويفقر ويعطي ويمنع ، لا قرار لقلوب القوم مع الله عز وجل يغيرهم ويبدلهم يقربهم ويبعدهم ، يقيمهم و يقعدهم يعزهم ويذلهم يعطيهم ويمنعهم الأحوال تتغير على القوم وهم على قدم تحقيق العبودية وحسن الأدب و الإطراق .
    اللهم ارزقنا حسن الأدب معك ومع خواصك من خلقك .
    لا تبتلنا بالتعلق بالأسباب والاعتماد عليها ثبت علينا توحيدنا لك وتوكلنا عليك وتغنينا بك ، ورد الحوائج إليك .
    لا تبتلنا بأقوالنا وأعمالنا ولا تؤاخذنا بها ، وعاملنا بكرمك وتجاوزك ومسامحتك آمين .

    الجزء الثاني
    وقال رضي الله عنه :
    طريق الحق ليس فيها خلق ، ليس فيها سبب ، ليس فيها معلوم ، ليس فيها جهة وباب ، ليس فيها وجود الخلق ، البنية مع الدنيا والقلب مع الأخرى ، والسر مع المولى .
    السر حاكم على القلب والقلب حاكم على النفس المطمئنة والنفس المطمئنة حاكمة على البنية والجوارح حاكمة على الخلق ، إذا صح هذا وتم للعبد صار الجن والإنس والملك تحت أقدامه ، فيصير الكل قياما وهو قاعد في دست القرب .
    یا منافق ما يقع هذا بيدك بنفاقك و تصنعك أنت تربي ناموسك تربي قبولك في قلوب الحلق تربي قبلة يدك ، أنت مشئوم على نفسك في الدنيا والآخرة وعلى من تربيه وتأمره باتباعك أنت مراء دجال ونصاب على أموال الناس.
    لا جرم لا تكون لك دعوة مجابة ولا موضع في قلوب الصديقين قد أضلك الله على علم : سوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار ؟
    إذا انجلى الغبار تری رجال الحق عز وجل على الخيول والنجب وأنت على حمار مكسر من ورائهم يأخذك دعار الشياطين و الأبالسة .
    اجتهدوا أن لا يغلق عن قلوبكم باب قربه ، كونوا عقلاء ما أنتم على شيء ، اصحبوا شيخا عالما بحكم الله عز وجل وعلمه يدلكم عليه ، من لا يرى المفلح لا يفلح ، من لا يصحب العلماء العال فهو من نبض التراب لا دليل له لا أم له ، اصحبوا من له صحبة مع الحق عز وجل ، كل واحد منكم إذا جنه الليل ونام الخلق وسكنت أصواتهم فليقم وليتوضأ وليصل ركعتين ويقول: یا رب دلني على عبد من عبادك الصالحين المقربين حتى يدلني عليك ويعرفني طريقك ، السبب لا بد منه ، كان الله عز وجل قادرا على أن يهدي إليه بلا أنبياء ، كونوا عقلاء ، ما أنتم على شيء تنبهوا من غفلاتكم ، قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : « من استغنى برأيه ضل».
    فتش على من يكون مرآة لوجه دينك ؛ كما تنظر في المرآة وتسوى وجه ظاهرك وعمامتك وشعرك .
    كن عاقلا ، إيش هذا الهوس ، تقول ما أحتاج إلى من يعلمني ، وقد قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم . « المؤمن مرآة المؤمن ".
    إذا صح إيمان المؤمن صار مرآة للخلق جميعهم يبصرون وجوه أديانهم في مرآة كلامه وقت رؤيته والقرب منه ، إيش هذا الهوس ؟
    كل ساعة تسألون الله عز وجل أن يزيدكم في مأكولكم ومشروبكم وملبوسكم ومن?وحكم وأرزاقكم هذا شيء لا يزيد ولا ينقص .
    ولو دعا معكم كل داع مجاب الدعوة ما يزيد الرزق ذرة ولا ينقص منه ذرة هذا شيء مفروغ منه.
    اشتغلوا بما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه لا تشغلوا بما لا بد من مجيئه لأنه يضمن لكم مجيئه.
    الأقسام تجيء في أوقاتها المؤرخة الحلو منها والمر ما تحبون وما تكرهون القوم يصلون إلى حالة لا يبقى لهم فيها دعاء ولا سؤال لا يسألون في جلب المصالح ولا دفع المضار يصير دعاؤهم يأمر من حيث قلوبهم ، تارة لأجلهم وتارة لأجل الخلق ، فينطقون بالدعاء وهم في غيبة.
    اللهم ارزقنا حسن الأدب معك في جميع الأحوال ، يصير الصوم والصلاة والذكر وجميع الطاعات جبلته مختلطة بلحمه ودمه ثم يجيئه الحفظ من الله عز وجل في جميع أحواله لا يفارقه قيد الحكم ولا لحظة.
    وهو من وراء ذلك يصير الحكم كالمركب وهو قاعد فيه يسير في بحر قدرة ربه عز وجل ولا يزال يسير فيه حتى يصل إلى ساحل الأخرة.
    إلى ساحل بحر اللطف وید القرب ، فهو تارة مع الخلق وتارات مع الخالق شغله وتعبه مع الخلق وراحته مع الخالق .
    ( ويلك ) یا منافق ما عندك من هذا خبر ؟
    ( ويلك ) ليس في أمورك من هذا شيء يا قعودا
    في الصوامع والخلق ملء قلوبهم ما تسمعون صراخي عليكم وإليكم ، أبكم صمم ؟ قوموا
    تعالوا لا بأس ما أعاملكم و أخاطبكم بسوء أدبكم وأفعالكم بل أرفق بكم برفق الله عز
    وجل بإذنه ولا تهربوا من خشونة كلامي في ذلك مني إني أنطق بما أنطقني به .
    ( یا غلام ) القوم يواصلون الضياء بالظلام في عبادة الحق عز وجل وهم على قدم الخوف والحذر يخافون من سوء العاقبة ؛ جهلوا علم الله عز وجل فيهم وعاقبة أمرهم فواصلوا الضياء بالظلام حزنا وكآبة وبكاء مع دوام الصلاة والصيام والحج وجميع الطاعات ذكروا ربهم عز وجل بقلوبهم وألسنتهم فلا وصلوا
    إلى الآخرة دخلوا الجنة رأوا وجه الحق عز وجل وكرامته لهم ، حمدوه على ذلك وقالوا : "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن".
    والله عز وجل عباد وهم أساتذة وهؤلاء وشيوخهم ورؤساؤهم و أمراؤهم وملوكهم يقولون : "الحمد له الذي أذهب عنا الحزن » في الدنيا قبل الآخرة .
    إذا وصلت قلوبهم إلى باب ربهم عز وجل فصادفوه مفتوحا والمواكب مزدحمة لهم قيام مصطفون منتظرون لمجيئهم يسلمون عليهم ويطرقون بين أيديهم فيدخلون إلى دار القرب.
    فيرون ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا حزن البعد حزن الحجاب .
    الحمد لله كيف ما أشغلنا بالدنيا والآخرة والخلق ؟
    الحمد لله الذي اصطفانا لنفسه واختارنا لقربه وأذهب عنا حزن الانقطاع عنه حزن الاشتغال بغيره .
    الحمد لله الذي رزقنا الانقطاع إليه . " إن ربنا لغفور شكور ".
    ( یا غلام ) إذا أحكمت الإيمان وصلت إلى دار المعرفة ثم إلى وادي العلم ثم إلى وادي الفناء عنك وعن الخلق ثم إلى الوجود به لا بك ولا بهم فحينئذ يزول حزنك .
    فالحفظ يخدمك والحمية تحوطك والتوفيق يطرق بين يديك والملائكة تمشي حولك والأرواح تأتيك تسلم عليك والحق عز وجل يباهي بك الخلق ونظراته ترعاك وتجذبك إلى دار قربه والأنس به والمناجاة له .
    خاب من قعد عني من غير عذر ، ويلك تزاحمني في مقامي الذي قد أقمت فيه ما تقدر ما يقع بيدك شيء مزاحمتك ، هذا شيء ينزل من السماء إلى الأرض ، قال الله عز وجل : "وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم" .
    الغيث ينزل من السماء إلى الأرض ثم يظهر منها النبات ، هذا الأمر ينزل من السماء إلى أرض القلوب فتهتز وتبنت من كل خير تنبت الأسرار والحكم والتوحيد والتوكل والمناجاة والقرب من الله عز وجل .
    يصير هذا القلب فيه أشجار وأثار يصير فيه فيافي وقفار وبحار وأنهار وجبال يصير مجمع الإنس والجن والملائكة والأرواح .
    هذا شيء من وراء العقول قدرة محضة وإرادة وعلم يستأثره الله عز وجل وهو لآحاد أفراد من خلقه ، اجتهدوا في أن تقعوا في شبكة كلامي قعودي وكلامي شبكة أنتظر وقوع واحد منكم فيها إنما السماط للحق عز وجل لا سماطي .
    أجيبوني رحمكم الله ، اتبعوني حتى أحملكم إلى باب الحق عز وجل ، الصدق داعي الحق عز وجل والكذب داعي الشيطان ، الحق شيء والباطل شيء وكلاهما ظاهران عند كل مؤمن ينظر بنور إيمانه .
    تدعون الذكاء يا أهل العراق وأنتم يخفى عليكم الصادق من الكاذب ، المحق من المبطل .
    ضرر تكذيبكم عائد عليكم وأنا لا أبالي بذلك ، المريد للحق عز وجل لا يريد جنته ولا يخاف من ناره بل يريد وجهه فحسب ، يرجو قربه
    منه ويخاف من بعده عنه ، أنت أسير الشيطان والهوى والنفس ، الدنيا والشهوات وما عندك خبر ، قلبك في قيد وما عندك خبر .
    اللهم خلصه من أسره وخلصنا آمين .


    الجزء الثالث
    قال رضي الله عنه :
    عليكم بالعزيمة والإعراض عن الرخصة من لزم الرخصة وترك العزيمة خيف عليه من هلاك دينه ، العزيمة للرجال لأنها ركوب الخطر و الأشق والأمر والرخصة للصبيان والنسوان لأنها الأسهل.
    ( یا غلام ) عليك بالصف الأول لأنه صف الرجال الشجعان وفارق الصف الأخير فإنه صف الأجبان .
    استخدم هذه النفس وعودها العزيمة فإنها ما حملتها تتحمل ، لا ترفع العصا فإنها تنام وتلقي الأحمال عنها ، لا ترها بياض أسنانك وبياض عينيك هي عبد سوء لا يعمل الأشغال إلا بالعصا لا تشبعها إلا إذا علمت أن الشبع لا يطغيها وأنها تعمل في مقابلة شبعها .
    كان سفيان الثوري رحمة الله عليه كثير الطاعة كثير الأكل وكان يمثل إذا شبع أشبع الزنجي وكده ،إنما الزنجي حمار ثم يقوم إلى العبادة فيأخذ منها حظا وافرا.
    عن بعضهم أنه قال : رأيت سفيان الثوري أكل حتى مقته ثم صلى وبكى حتى رحمته لا تقتدى بسفيان في كثرة الأكل واقتد به في كثرة عبادته فلست سفيان .
    لا تشبع نفسك كما كان يشبعها فلست تملكها كما كان هو يملك نفسه .
    اجتهد في هجر الحرام والتقلل من الحلال ، أزهد في الكل عند قوة إيمانك وإيقانك فتصير من عباد الله عز وجل .
    إذا تحقق زهدك أعطاك وأنعم عليك ، إما بواسطة أو يجعل التكوين في يد قلبك ، لا كلام حتى تصير من عباد الله عز وجل لا من عباد الخلق والأسباب لا من عبيد الدنيا والحظوظ والشهوات والشياطين .
    لا من عبید حب الجاه عند الخلق والتقييد بإقبالهم وإدبارهم وحمدهم وذمهم هذا شيء لا يصلح ما يمشي قلبك إلى باب الحق عز وجل خطوة واحدة وأنت مع نفسك في بيت طبعك وهواك.
    إني أراك أبد الدهر مقيدا بالخلق والأسباب هذا إلى متى ؟ تعلم مني الخلاص من قيودهم .
    (یا جاهلا ) كيف يرى قلبك الحق عز وجل وهو ملان بالخلق .
    كيف تری باب الجامع وأنت قاعد في بيتك ، إذا خرجت من دارك ، وأهلك وولدك رأيت باب الجامع .
    لما استخلفت الكل وراء ظهرك رأيت هكذا ، ما دمت مع الخلق لا ترى الخالق ما دمت مع الدنيا
    لا ترى الآخرة ، ما دمت مع الآخرة لا ترى رب الدنيا والآخرة ، إذا اخرجت عن الكل لقي سرك ربك عز وجل لا من حيث الصورة بل من حيث المعنى .
    العمل للقلوب والمعاني للأسرار ، القوم أعرضوا عن أعمالهم نسوا جميع حسناتهم ولم يطلبوا العوض عليها فلا جرم أحلهم " دار المقامة من فضله ، لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب ". ولا انقطاع ولا ضعف ، ليس فيها ?سب ولا مؤنة .
    قال بعض المفسرين في قوله تعالى : "لا يمسنا فيها نصب ".
    يعني هم الخبز وتحصيله ومؤنة العيال ، الجنة فضل ?لي خير ?لي راحة كلية عطاء بلا حساب ، كل الدائرة على حضور قلبك لله لا لعلة في الدنيا ولا في الآخرة ولا لخلقه ، حضور قلبك لله عز وجل لا يصح إلا بعد الموت والتحقيق لذكره .
    إن نظرت نظرت إلى الموت ، وإن سمعت سمعت الموت ذكر الموت على الحقيقة باليقظة التامة ، تبغض كل شهوة وتقف في وجه كل فرحة ، اذكروا الموت فليس لكم عنه فوت .
    إذا صح القلب نسي ما سوی الحق عز وجل ، القديم الأزلي الدائم الأبدي كل ما سواه محدث .
    إذا صح القلب صار الكلام الذي يخرج منه صوابا حقا لا الخلق « لا تخرج نفس من الدنيا حتى تستوفي قسمها" ، فاتقوا الله عز وجل "وأجملوا في الطلب " من الحق لا من الخلق .
    الأسباب حجاب ، أبواب الملك مغلقة إذا أعرضت عنها فتح لك بابا تعرفه ، باب السر سار إلى سد فينفتح من غير حولك وقوتك .
    المؤمن يخرج من طبعه قاصدا إلى ربه بينها هو كذلك إذ هو بيد الآفات في الطريق في نفسه وماله .
    يرجع إلى ذنوبه وإلى سوء أدبه وإلى خرق حدود شرع ربه لا يستعين بالدعاء ولا يستعين بغير ربه بل يذكر ذنوبه ويعود على نفسه بالملامة حتى إذا فرغ من ذلك رجع إلى القدر والتسليم والتفويض من حيث القلب ، بينما هو كذلك إذ رأی بابا مفتوحا . " ومن يتق الله يجعل له مخرجا" .
    ابتلى لينظر كيف يعمل ؟ " وبلوناهم بالحسنات والسيئات " .
    إنما يستقيم قلب ابن آدم بالخير والشر بالعز والذل والغني والفقر حتى إذا اعترف بالنعم الله عز وجل وهو الشكر والشكر الطاعة لا يتحرك اللسان والجوارح وعند البلاء الصبر .
    اعترف بالذنوب والجرائم حتى انتهت خطوة الحسنة وخطوة السيئة إذ هو بباب الملك خطا خطوة الشكر وخطوة الصبر والقائد التوفيق.
    من رأى باب الملك رأى هنالك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، تنقطع نوبة الحسنات والسيئات تأتي المحادثة والمكالمة والمجالسة أتعقل هذا يا عراقي يا جمل الطاحون يا أحمق .
    أنت في قيام وقعود بلا إخلاص تصلي للناس وتصوم وعيناك إلى أطباق الناس وإلى ما في بيوتهم .
    یا خارجا عن الأنام یا منفردا عن وصف الصديقين والربانيين ، أما تعلم أني كبيركم مستار?م محنككم اجهد جهدك اقطع طيقك عني جرد سيفك على ما أنت على شيء.
    یا جويهل في حبالك أفتل ، لك أنصح وأرحم ، إني أخاف أن تموت زنديقا مرائيا دجالا تعاقب في قبرك عقوبة المنافقين فقصر مما أنت عليه تعرى.
    اللبس لباس التقوى أنت عن قریب میت ، لا عداوة بيني وبينك ، ستذكر ما أقول لك الصالح تنبي رؤيته عن حاله ، من عرف الله كل لسانه نطق به استغنى به وافتقر إليه .
    كنت أسمع في صغري وأنا في بلدي قائلا يقول لي يا مبارك فأهرب من ذلك الصوت وإني لأسمع في الخلوة قائلا يقول لي إني أراك بخير إن أردت الفلاح فعليك بملازمتي .
    إذا رأيت إنسانا يهرب مني فاعلم أنه منافق ، المؤمن من إذا غمض عيني رأسه انفتحت عينا قلبه رأی ما هنالك ، وإذا غمض عيني قلبه انفتحت عينا رأسه رأى موضع الله وتصاريفه في خلقه .
    فيما خاطب الله به موسى عليه السلام : " أني اصطفيتك على الناس پرسالاتي وبكلامي" .
    وقربتك إلي ، يوما ترعى غنا فشردت منهم واحدة فتبعتها إلى أن أدركتها وقد عييت وأعيت فضممتها إليك وقلت لقد أتعبت نفسك وأتعبتني.
    دواء المحجوب النظر في سبب حجابه والتوبة عنه والإذعان لديه .
    المعصومون المحفوظون من كل وجه ليس لهم تكوين التكوين في الطريق ، لا كلام حتى تقطع الفيافي والقفار والبرين والبحرين ، بر الخلق وبر النفس ، بحر الحكم وبحر العلم والساحل .
    القوم لا ليل لهم ولا نهار أكلهم أكل المرضى ونومهم نوم الغرقى ، كلامهم عن ضرورة ، من عرف الله كل لسانه .
    لكن إذا شاء أنشره ينطق بلا أدوات بلا آلات به ترتیب بلا مهلة بلا علة لا فرق بين لسانه وأصبعه إذن لا حجاب ولا قيود ولا باب ولا بواب ولا إذن ولا استئذان ولا تولية ولا عزل ولا شيطان ولا سلطان لا جنان ولا بنان.
    ثم قال : خاب من غاب اليوم لا تجيء في أول خطوة والثانية لا تجيء الأولى الخروج من بیت وجودك والثانية هي نعمته .
    " الحمد لله رب العالمين " .
    والوقوف على الباب " إياك نعبد وإياك نستعين " عند رؤيته " واسجد واقترب ".
    بعد رؤيته لا تضف النعم إلى غيره أنت مشرك أنت مغير نعم الله غير الله ما بنفسك من نعمة ، اقطع زنارك وارجع ، لا عبرة بظاهرك حتى يتوب باطنك وتخلص سريرتك بربك .
    (يا غلام يا غليم) ، النبي صلى الله عليه وسلم جاءته النبوة كتمها سنين ، أكل بعضها بعضا حتى قيل له : " بلغ ما أنزل إليك من ربك " .
    وأنت ترى شيئا تظهره ولا تكتمه ، وقعت عليك رزمة من ثياب دارك فتحت بابك وقلت اشتر مني لعلها للجيران عارية وديعة أربعة أشياء منها صلاح القلب:
    الأول النظر في اللقمة .
    الثاني الفراغ للطاعة .
    الثالث صيانة الكرامة .
    الرابع ترك ما يشغلك عن الله .
    أما النظر في اللقمة في عندك منه خبر إنما يصح هذا الأمر بالورع الشافي والوقوف بين يديه والمناشدة له لحفظ الدين ، المؤمن يقف في أكله وشربه يطلب الإذن من الكتاب والسنة حتى إذا قرب من مولاه عز وجل ثم أمر بأمره ونهي بنهيه .
    يعلم بعلمه ينصر بنصره ، جددوا العهد به قبل الموت ، سوف تروا إذا انجلي الغبار یا بطالين يا جاهلين يا غافلين . " ولتعلمن نبأه بعد حين ".

    الجزء الرابع
    ( سؤال ) النفس الخائنة كيف أقتنع بفتواها ؟
    فأجاب جاهدها حتى تموت ثم تحييها نشأ آخر فقيهة عالمة مطمئنة تغلق باب شهواتها ولذاتها احبسها عن شهواتها حتى إذا ذبلت رجعت شهواتها إلى سرك تصير قلبا پرده راد ، يخاطب القلب القلب ، السر السر ، الجلوة الجلوة ، المعنى المعنى ، اللب اللب الصواب الصواب .
    فحينئذ يكون الكلام منه إلى القلوب كالبذر في أرض لينة طيبة غير سبخة ينبت ،إذا صح القلب صار شجرة لها أغصان وأوراق وثمار يصير فيه منافع للخلق.
    إذا لم يكن القلب صحة فهو كقلوب الحيوانات صورة بلا معنى ، آنية بلا ملء ، الإنس والجن والملك شجرة بلا ثمر قفص بلا طائر ، دار بلا سا?ن ، ?نز مجموع فيه دارهم و دنانير و جواهر بلا منفق ، جسد بلا روح ?الأجساد التي مسحت أحجار فهي صورة بلا معنى .
    القلب المعرض عن الله عز وجل الكافر به ممسوخ ولهذا شبهه الله عز وجل بالحجر فقال : "(ثم قست قلوبگم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة " .
    لما لم يعمل بنو إسرائيل بالتوراة مسخ الله عز وجل قلوبهم حجارة وطردهم من بابه.
    هكذا أنتم يا محمديين إذا لم تعملوا بالقرآن وتحكموا أحكامه يمسخ قلوبكم ويطردها من بابه لا تكونوا ممن أضله الله عز وجل على علم .
    إذا تعلمت للخلق عملت للخلق ، وإذا تعلمت الله عز وجل عملت له إذا تعلمت للدنيا عملت للدنيا وإذا تعلمت للآخرة عملت للآخرة .
    الفروع تبنى على الأصول « كما تدين تدان ». كل إناء ينضح بما فيه .
    تضع في إنائك نفطا وتريد أن ينضح منه ماء الورد ، لا كرامة لك تعمل في الدنيا للدنيا ولأبنائها وتريد أن تكون لك الأخرة ؟
    غدا لا كرامة لك ، عملت للخلق وتريد أن يكون لك الخالق غدا والقرب منه والنظر إليه لا كرامة لك.
    هذا هو الظاهر والأغلب وإن أعطاك هو تفضلا بغير عمل فذاك إليه ، الطاعة عمل الجنة والمعصية عمل النار ؛ وبعد ذلك الأمر إليه إن شاء أثاب واحدا منا بغير عمل أو عاقب واحدا منا بغير عمل فذاك إليه " فعال لما يريد " "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ".
    لو أدخل واحدا من الأنبياء والصالحين النار كان عادلا وكان ذلك الحجة البالغة يجب علينا أن نقول صدق الأمير ولا نقول لم وكيف ؟
    هذا يجوز أن يكون ولو كان كان عن عدل وحق وهو شيء لا يكون ولا يفعل شيء من ذلك ، اسمعوا مني واعقلوا ما أقول فإني غلام من تقدم.
    أقف بين أيديهم وأنشر أمتعتهم وأنادي عليها ولا أخونهم فيها ولا أدعيها ملكا أبدا بكلامهم وأنني من عندهم والبركة من الله عز وجل .
    أهلني الله عز وجل ببركات متابعتي للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم و بری بوالدي ووالدتي رحمها الله عز وجل ، والذي زهد في الدنيا مع قدرته عليها ووالدتي وافقته على ذلك ورضيت بفعله .
    كانا من أهل الصلاح والديانة والشفقة على الخلق وما على منها ولا من الخلق أتيت إلى الرسول والمرسل بها أنجح ، كل خير ونعمتي معها وعندها.
    ما أريد من الخلق سوی محمد صلى الله عليه وسلم ومن الأرباب غير ربي عز وجل یا عالم كلامك من لسانك لا من قلبك ، من صورتك لا من معناك .
    القلب الصحيح يهرب من الكلام الذي يخرج من اللسان دون القلب فيصير وقت ساعة كالطير في القفص و كالمنافق في المسجد ، إذا اتفق واحد من الصديقين في مجلس واحد من العلماء المنافقين كانت كل أمنيته الخروج منه .
    للقوم علامات في وجه المرائين المنافقين الدجالين المبتدعين أعداء الله عز وجل وأعداء رسوله ، علامتهم في وجوههم وفي كلامهم يفرون من الصديقين كفرارهم من الأسد يخافون أن يحترقوا بنار قلوبهم ، الملائكة ترفعهم من الصديقين ، والصالحين أحدهم عند العوام كبير ، وعند الصديقين حقير ، عند العوام آدمي وعند الصديقين سنور ولا وزن له عندهم .
    الصديق ينظر بنور الله عز وجل لا بنور عينيه ولا بنور الشمس والقمر ، هذا نور الله العام وله نور خاص أعطاه الله عز وجل ، وهذا النور بعد إحكام الحكم وأتقانه وهو الكتاب والسنة عمل بها فأعطى نور العلم .
    اللهم ارزقنا حلمك وعلمك وقربك آمين .
    الا بارك الله فيكم یا منافقون في أكثر ?م ?ل شغلكم في عمارة ما بينكم وبين الخلق وتخريب ما بينكم وبين الحق عز وجل .
    اللهم سلطني على رؤوسهم حتى أطهر الأرض منهم ، علامة نفاق المنافق في هذا الزمان أن لا يدخل عندي ولا يسلم على إذا لقيني فإن فعل ذلك كان تكلفا منه ، هذا الدين أودي تتواقع حيطانه .
    اللهم ارزقني أعوانا على بنائه ، ما يبني على أيديكم یا منافقون لا كرامة لكم حتى يبني على أيديكم كيف تبنون وليست لكم صنعة البناء ولا الته ، یا جهال ابنوا حيطان أديانكم ثم تفرغوا لبناء غيركم .
    إذا عاديتموني فقد عاديتكم في الله عز وجل ورسوله لأني قائم بنصرتهما ، لا تبغوا فإن الله غالب على أمره ، اجتهد إخواة يوسف عليه السلام على قتله فلم يقدروا ، كيف كانوا يقدرون وهو ملك عند الله عز وجل و نبي من أنبيائه وصديق منافقي هذا الزمان تريدون أن تهلكوني لا كرامة لكم أيديكم تقصرعن ذلك.
    لولا الحكم لعتبت عليكم واحدة واحدة ، الحكم هو أساس الأمر في حالة القيام مع الحكم وفي حالة القيام مع العلم ، القوم لا يخافون من الخلق ذلك جنب أمن الله عز وجل وتوليه وحفظه.
    لا يبالون بأعدائهم لأنهم عن قريب يرونهم مقطعي الأيدي والأرجل والألسن علموا وتحققوا أن الخلق عجز عدم لأهلك بأيديهم ولا ملك لا غني با غني بأيديهم ولا فقر لا ضر بأيديهم ولا نفع ولا ملك عندهم إلا الله عز وجل لا قادر غيره ولا معطي ولا مانع ولا ضار ولا نافع غيره ومحيي ومميت غيره ، هم في راحة من
    ثقل الشرك هم في اصطفاء واجتباء في أنس بالله عز وجل وفي راحة معه متلذذون بروحه ولطفه ومناجاته لا يبالون كانت الدنيا أو لم تكن كانت الآخرة أو لم تكن كان الخير والشر أو لم يكن .
    في بداية أمرهم تكلفوا الزهد في الدنيا والخلق والشهوات فلما داموا على ذلك جعل الله عز وجل تكلفهم طبعا وموهبة ، صار

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/5/2024, 21:44