قال الله عز وجل: "يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار". رواه البخاري.

بسم الله الرحمن الرحيم.
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد عبدك و رسولك النّبي الامّي
وعلى آله و صحبه و سلّم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: قال الله عز وجل:
"يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار". رواه البخاري.
اﻟﺪﻫﺮ ظرف زمان للحياة ﻭﻋﺎﺀ،
أوجده المولى سبحانه بتفاعل الأرض مع السّماء،
وجمع فيه الأرض مع القمر والشّمس نورا وضياء،
يقلّب بحكمته الليل والنّهار ويظهر فيهما بإرادته ما يشاء
فهو المالك إيجادا وإمدادا وتصريفا وبيده كلّ الأمور،
ومظهر ما يطرأ عليك حياة في النّور أو في الدّيجور.
"...وَنَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا."الشمس ـ7.8ـ
فلا تكن متبرّما ممّا أنت فيه،
وساخطا على الدّهر ممّا تسوقه الأيام عليك وتضفيه،
فما هي إلّا أعمالك تردّ إليك،
والخير أو الشرّ فيهما خلاصة ما جنته يديك
"كَلّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبًونَ."49الكهف
فعد على نفسك بالملامة،
واسعى فيما يرضي مولاك متوكّلا عليه طالبا العفو والسّلامة.
واخرج من الوهم والخيال،
فإنّ طلب القرب بالدّعة والكسل أمر لا يطال.
"إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ."الرّعد.11
إنّ الزّمان قد استدار كحاله
يوم اكتمال الخلق في آجاله
حطّ الرّحال بمكّةٍ ليقولها
هذا الختام فأنصتوا لمقاله
قد جئتكم عبر اللّيالي مسافرا
من غابر الأيّام طيّ رجاله
حتّى وصلت لحيّكم فتمتّعوا
بالوقت قبل رحيله و زواله
هذا الحبيب المنتقى من دهركم
فخر الزّمان و منتهى آماله
أه