بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه
إنّ ملخّص ما ذهب إليه المفسّرون لإيضاح مدلول هذا الحديث،
يدور حول ما يرتكب من مخالفات توصف بأنّها من قبيل المعاصي والعمل الخبيث.
والتي يرجى خلاص العبد منها، بالتّوبة وتجاوز المولى سبحانه عنها،
وذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم كلّ أمّتي معافى
مآله إلى السّلامة فلا يخشى إسرافا، إذ الفضل واسع لمن اتّخذ التّوبة لحافا.
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .53.الزّمر
إلّا المجاهر الذي خلع عن نفسه عباءة الحياء،
مستهترا بحدود الله علانيّة في اعتداء واستعلاء،
أو بارتكابه للإثم سرّا فيصبح وقد ستر الله عليه ما أتاه ،
محدّثا بمعاصيه للنّاس استخفافا واستهانة بستر مولاه.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) النور . 19
لكن هنالك إشارة محذّرة للطّائع، واللبيبُ لا تخفى عليه،
فالنّفس أمّارة بالسّوء والسّوء لمن لا يعرف النّفس لا يدريه،
ويُخشى على الملتحف بالطّاعة أن تسوقه نفسه لما عنه تخفيه.
"كل أمتي معافى" ما دامت طاعته لله عن نفسه في خفاء
فإن أظهرها للنّاس فتلك سمعة ورياء
وإن تخفّى بها في خلوته وسترها الله عن نفسه فيها،
فتلك نعمة وفضل من الله يعجز العبد عن شكر معطيها ومجريها.
فإن التفّت عليه نفسه وحدّثته بما قام به من جهد
واستمع لحديثها باتّباع فذلك لكشف ستر الله ممهّد،
فما للنّفس ميثاق ولا عهد،
فبعد قليل ستخرج للنّاس بتشبّث،
قائلة:"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"
وذاك عين السّوء ومكمن الدّاء، ومنطلق العجب باب التّعالي والكبرياء.
فليحذر طالب القرب نفسه في طاعة الخلوات،
فإن كان بطاعته مع نفسه لنفسه فمآله للانتكاسات،
وإن كانت طاعته لربّه على نفسه فهو على جادّة الطريق والثبات،
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80)الإسراء.
أه.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه
إنّ ملخّص ما ذهب إليه المفسّرون لإيضاح مدلول هذا الحديث،
يدور حول ما يرتكب من مخالفات توصف بأنّها من قبيل المعاصي والعمل الخبيث.
والتي يرجى خلاص العبد منها، بالتّوبة وتجاوز المولى سبحانه عنها،
وذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم كلّ أمّتي معافى
مآله إلى السّلامة فلا يخشى إسرافا، إذ الفضل واسع لمن اتّخذ التّوبة لحافا.
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .53.الزّمر
إلّا المجاهر الذي خلع عن نفسه عباءة الحياء،
مستهترا بحدود الله علانيّة في اعتداء واستعلاء،
أو بارتكابه للإثم سرّا فيصبح وقد ستر الله عليه ما أتاه ،
محدّثا بمعاصيه للنّاس استخفافا واستهانة بستر مولاه.
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) النور . 19
لكن هنالك إشارة محذّرة للطّائع، واللبيبُ لا تخفى عليه،
فالنّفس أمّارة بالسّوء والسّوء لمن لا يعرف النّفس لا يدريه،
ويُخشى على الملتحف بالطّاعة أن تسوقه نفسه لما عنه تخفيه.
"كل أمتي معافى" ما دامت طاعته لله عن نفسه في خفاء
فإن أظهرها للنّاس فتلك سمعة ورياء
وإن تخفّى بها في خلوته وسترها الله عن نفسه فيها،
فتلك نعمة وفضل من الله يعجز العبد عن شكر معطيها ومجريها.
فإن التفّت عليه نفسه وحدّثته بما قام به من جهد
واستمع لحديثها باتّباع فذلك لكشف ستر الله ممهّد،
فما للنّفس ميثاق ولا عهد،
فبعد قليل ستخرج للنّاس بتشبّث،
قائلة:"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"
وذاك عين السّوء ومكمن الدّاء، ومنطلق العجب باب التّعالي والكبرياء.
فليحذر طالب القرب نفسه في طاعة الخلوات،
فإن كان بطاعته مع نفسه لنفسه فمآله للانتكاسات،
وإن كانت طاعته لربّه على نفسه فهو على جادّة الطريق والثبات،
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80)الإسراء.
أه.
27/4/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
27/4/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
27/4/2024, 16:58 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
27/4/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
27/4/2024, 16:54 من طرف Admin
» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
27/4/2024, 16:52 من طرف Admin
» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
27/4/2024, 16:47 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin