بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
أسس الطريقة الشاذلية ومزاياها :
تقوم هذه الطريقة على خمس أسس وهي :
1 - الذكر: فهو شعار الصالحين ومنشور الولاية وغايته دوام تذكر الحق وذكر اللسان وسيلة له وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فيبدأ المريد أولا بذكر أوراده العامة فإذا ما حصل النفع وتفرس فيه الشيخ الأهلية لذكر الورد الخاص لقنه الاسم الأعظم بشروطه المعروفة حتى يرتع في ميادين الأنس ويترفع عن حظوظ النفس .
2 – المذاكرة : وهي مراجعة الشيخ فيما يعتريه من الأحوال القلبية فبالذكر يستنير القلب وتظهر الخواطر السيئة أولاً فالحسنة ، وترد الواردات والتجليات فيطلع المريد عليها الشيخ ليقوم بإسداء النصح المتعلق بها .
3 – العلم : يجب على المريد وجوباً عينياً أن يعرف ما تجب معرفته من الدين بالضرورة من أمر العبادة والمعاملات وأما التوسع في ذلك فهو فرض كفاية .
4 – المجاهدة : وهي جهاد النفس والهوى عن الحرام أولاً ثم عن المباح ثانياً ثم عن الرغبة ثم عن الخاطر حتى لا يبقى في الذات من السوى شيء متفرغ القلب له ويستوي حبه على عرشه .
5 – المحبة : وهي وقود قلوب المريدين وبراق يعلو به السالكون للتحقق بمعرفة رب العالمين إذ لا يعرف إلا بعد أن يحب والحب أساس الدين وبه قيامه وبانتفائه زواله ولقد صح عند سادتنا الصوفية قولهم : المريد سيار والمحب طيار .
مزايا الطريقة الشاذلية :
1 – الطريقة تفيد معنيين تعاليم تربوية وإرشاد روحي والثاني هو الأحكم والأصل في الأول ، والتعاليم التربوية لا تؤتي أكلها من غير الإرشاد الروحي المتمثل بشخصية المرشد وارث السر خليفة مورثه .
ولقد كثر بعد رحيل أصحاب الطريق وراثة الأوراد والتعاليم من بعدهم ولكن كانت هذه مبتوتة الصلة عن المصدر الروحي فكثر الزيغ وانتشار البدع والانحراف حتى صار ينسب للطريق ما ليس منه ولكن في الطريقة الشاذلية لا ينقطع شيخ التربية عنهم إلى قيام الساعة .
2 – إن شيخ التربية في الطريقة الشاذلية هو صاحب الوقت ووارث القطبانية ولا تعرف في الولاية مرتبة أعلى من تلك المرتبة فهي – أي الطريقة – سلسلة الأقطاب أولهم الحسن بن علي رضي الله عنه وآخرهم المهدي عليه السلام ، ونسبة الطريقة للشاذلي لا على أنه المبتدع لها بل هو على قوم من قبله والنسبة لها نسبة اشتهار به ليس إلا .
فلا مدخل على الله إلا منهم ولا يعرف التصوف إلا بهم فهم ورَّاثة وغيرهم متشبهون بهم ، يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي دالاً على اختصاص هذا الطريق وانفراده بالسر والإرشاد :
( من وجد أعذب من منهلنا فلينهل منه وليدلنا عليه لننهل معه ) قالها بلسان التحدي .
3 – ولوجود شيخ التربية فيهم فطريقتهم طريقة التربية بالهمّة والحال وعلومهم علوم أذواق لا علوم أوراق وطريقهم روح تنقح لا مسائل تنسخ ، الشيخ فيهم مصدر الأنوار ومنه تتوزع الواردات بالمحبة والتوجه والتلقين بالنظر ولقد عرف الشاذليون بالتربية عن طريق النظر في المريد ، قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : ( والله ما بيني وبين المريد إلا أن أنظر إليه نظرة وقد أغنيته ) وقال أيضاً : ( لا خير فيمن لا يربى أولاده بالنظر كالسلحفاة تربي أولادها بالنظر ) وقال في مدح تلميذه أبي العباس المرسي : ( نعم الرجل الكامل يأتيه البدوي يبول على ساقيه فلا يمسِ عليه الليل إلا وقد أوصله إلى الله ) . الفتوحات الربانية ص 8 .
4- إن علومهم مؤيدة بالكتاب والسنة : فلو حلف إنسان أن ما انطوت عليه بواطنهم هو ما انطوت عليه بواطن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأثم .
إذ قلوبهم وعاء التوحيد الخالص الذي ليس فيه تشبيه ولا تعطيل بل تنزيه مطلق .
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : إذا ورد علي وارد من جهة الحقيقة فلا أقبله إلا بشاهدين عدلين وهما الكتاب والسنة .
ولذلكأحبهم من جلس إليهم ما أعترض عليهم ومن أعترض فإما أنه جلس إلى من انتسب إليهم من غير تحقق أو ممن سبقت له الشقاوة من الله فهم أهل الإسلام والإيمان والإحسان سلموا الأمر إليه فسلموا وامنوا به فنالوا واخلصوا له فاجتباهم لحضرة إحسانه فأشهدهم ما تلتذ به الأرواح وتنشرح له الصدور ثم ردهم إلى الخلق رسل هداية ينهضون بهم إليه ويعرفونهم به عليه .
فنسبتهم إليه وسلسلتهم مسندة بالثقات تلقوا بها الأسرار والمعارف والتوحيد الخالص بالشهود والذوق والعيان الذي يلقى من صدر قطب إلى صدر قطب مشربهم عذب الزلال والمنهل فليتنافس المتنافسون لوروده ولمثل هذا فليعمل العاملون فالحوض مورود والساقي موجود وبشرابه يجود فليغتنم الفرصة من عمره محدود من قبل أن تسد دونه الأبواب وترتفع هذه المائدة الموجودة اليوم وينسدل الحجاب فلكل شيء اجل محتوم ووقتنا غير معلوم .
سند الطريقة الشاذلية: إن سند الطريقة الشاذلية مسلسل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسند هو تواتر الوراثة من رجل إلى رجل إلى أن يصل إلى المنبع الأصلي وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سندا متسلسلا شيخا عن شيخ لإلى سيدنا الحسن البصري، ثم إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم إلى حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منقــــــــــــــــــــول.
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
أسس الطريقة الشاذلية ومزاياها :
تقوم هذه الطريقة على خمس أسس وهي :
1 - الذكر: فهو شعار الصالحين ومنشور الولاية وغايته دوام تذكر الحق وذكر اللسان وسيلة له وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فيبدأ المريد أولا بذكر أوراده العامة فإذا ما حصل النفع وتفرس فيه الشيخ الأهلية لذكر الورد الخاص لقنه الاسم الأعظم بشروطه المعروفة حتى يرتع في ميادين الأنس ويترفع عن حظوظ النفس .
2 – المذاكرة : وهي مراجعة الشيخ فيما يعتريه من الأحوال القلبية فبالذكر يستنير القلب وتظهر الخواطر السيئة أولاً فالحسنة ، وترد الواردات والتجليات فيطلع المريد عليها الشيخ ليقوم بإسداء النصح المتعلق بها .
3 – العلم : يجب على المريد وجوباً عينياً أن يعرف ما تجب معرفته من الدين بالضرورة من أمر العبادة والمعاملات وأما التوسع في ذلك فهو فرض كفاية .
4 – المجاهدة : وهي جهاد النفس والهوى عن الحرام أولاً ثم عن المباح ثانياً ثم عن الرغبة ثم عن الخاطر حتى لا يبقى في الذات من السوى شيء متفرغ القلب له ويستوي حبه على عرشه .
5 – المحبة : وهي وقود قلوب المريدين وبراق يعلو به السالكون للتحقق بمعرفة رب العالمين إذ لا يعرف إلا بعد أن يحب والحب أساس الدين وبه قيامه وبانتفائه زواله ولقد صح عند سادتنا الصوفية قولهم : المريد سيار والمحب طيار .
مزايا الطريقة الشاذلية :
1 – الطريقة تفيد معنيين تعاليم تربوية وإرشاد روحي والثاني هو الأحكم والأصل في الأول ، والتعاليم التربوية لا تؤتي أكلها من غير الإرشاد الروحي المتمثل بشخصية المرشد وارث السر خليفة مورثه .
ولقد كثر بعد رحيل أصحاب الطريق وراثة الأوراد والتعاليم من بعدهم ولكن كانت هذه مبتوتة الصلة عن المصدر الروحي فكثر الزيغ وانتشار البدع والانحراف حتى صار ينسب للطريق ما ليس منه ولكن في الطريقة الشاذلية لا ينقطع شيخ التربية عنهم إلى قيام الساعة .
2 – إن شيخ التربية في الطريقة الشاذلية هو صاحب الوقت ووارث القطبانية ولا تعرف في الولاية مرتبة أعلى من تلك المرتبة فهي – أي الطريقة – سلسلة الأقطاب أولهم الحسن بن علي رضي الله عنه وآخرهم المهدي عليه السلام ، ونسبة الطريقة للشاذلي لا على أنه المبتدع لها بل هو على قوم من قبله والنسبة لها نسبة اشتهار به ليس إلا .
فلا مدخل على الله إلا منهم ولا يعرف التصوف إلا بهم فهم ورَّاثة وغيرهم متشبهون بهم ، يقول سيدي أبو الحسن الشاذلي دالاً على اختصاص هذا الطريق وانفراده بالسر والإرشاد :
( من وجد أعذب من منهلنا فلينهل منه وليدلنا عليه لننهل معه ) قالها بلسان التحدي .
3 – ولوجود شيخ التربية فيهم فطريقتهم طريقة التربية بالهمّة والحال وعلومهم علوم أذواق لا علوم أوراق وطريقهم روح تنقح لا مسائل تنسخ ، الشيخ فيهم مصدر الأنوار ومنه تتوزع الواردات بالمحبة والتوجه والتلقين بالنظر ولقد عرف الشاذليون بالتربية عن طريق النظر في المريد ، قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : ( والله ما بيني وبين المريد إلا أن أنظر إليه نظرة وقد أغنيته ) وقال أيضاً : ( لا خير فيمن لا يربى أولاده بالنظر كالسلحفاة تربي أولادها بالنظر ) وقال في مدح تلميذه أبي العباس المرسي : ( نعم الرجل الكامل يأتيه البدوي يبول على ساقيه فلا يمسِ عليه الليل إلا وقد أوصله إلى الله ) . الفتوحات الربانية ص 8 .
4- إن علومهم مؤيدة بالكتاب والسنة : فلو حلف إنسان أن ما انطوت عليه بواطنهم هو ما انطوت عليه بواطن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأثم .
إذ قلوبهم وعاء التوحيد الخالص الذي ليس فيه تشبيه ولا تعطيل بل تنزيه مطلق .
قال سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : إذا ورد علي وارد من جهة الحقيقة فلا أقبله إلا بشاهدين عدلين وهما الكتاب والسنة .
ولذلكأحبهم من جلس إليهم ما أعترض عليهم ومن أعترض فإما أنه جلس إلى من انتسب إليهم من غير تحقق أو ممن سبقت له الشقاوة من الله فهم أهل الإسلام والإيمان والإحسان سلموا الأمر إليه فسلموا وامنوا به فنالوا واخلصوا له فاجتباهم لحضرة إحسانه فأشهدهم ما تلتذ به الأرواح وتنشرح له الصدور ثم ردهم إلى الخلق رسل هداية ينهضون بهم إليه ويعرفونهم به عليه .
فنسبتهم إليه وسلسلتهم مسندة بالثقات تلقوا بها الأسرار والمعارف والتوحيد الخالص بالشهود والذوق والعيان الذي يلقى من صدر قطب إلى صدر قطب مشربهم عذب الزلال والمنهل فليتنافس المتنافسون لوروده ولمثل هذا فليعمل العاملون فالحوض مورود والساقي موجود وبشرابه يجود فليغتنم الفرصة من عمره محدود من قبل أن تسد دونه الأبواب وترتفع هذه المائدة الموجودة اليوم وينسدل الحجاب فلكل شيء اجل محتوم ووقتنا غير معلوم .
سند الطريقة الشاذلية: إن سند الطريقة الشاذلية مسلسل إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسند هو تواتر الوراثة من رجل إلى رجل إلى أن يصل إلى المنبع الأصلي وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سندا متسلسلا شيخا عن شيخ لإلى سيدنا الحسن البصري، ثم إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ثم إلى حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منقــــــــــــــــــــول.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin