ويجب أيضًا على الشيخ التَّحفظ، فهو موضع الخطر العظيم، فقد يغلِبُ عليه خيالٌ من الخيالات فيشتغلُ بالبطالةِ، ويسلكُ طريقَ الإباحة، ومن تجرّد لهذا الذكر لم يَخْلُ عن هذه الأخطار، وكذلك قد يَعْرُضُ له العُجْبَ بنفسه أو الفرحُ والقُنُوُع بما ينكشفُ ويبدو من أوائل الأحوال والكراماتِ، فيكونُ فتورًا في الطريق وقاطعًا، بل ينبغي ملازمةَ عمله عُمُرَهُ كلَّه ملازَمةَ العطشانِ الذي لا تُرويهِ البِحَارْ، ورأسُ مالِهِ الانقطاعُ والخَلْوَةُ، فإذا سَلِمَ من هذه العوائق كُلِّهَا وحصَلَ قلبُهُ مع الله انكشفَ له جلال الحَضْرَة، وتجلّى له الحقُّ، وعَظُمَ الفرحُ والَّلذَّة، وطارَ به السُّرورُ، وظهرَ من لطائف الله ما لا يُحيطُ به وَصْفُ وَاصفٍ.
وأعظم القواطع بعد رفع الحجاب أن يتكلَّم به، أو يتصدَّى للنُّصحِ والتذكيرِ، فتجدُ النفس لذّة الرئاسةِ بالتعليمِ والاستشهادُ بالسُّنة، والاصغاء إليه بالقلوبِ والأسماعِ، وتَمَوَّه علَيْهِ بأنه هادٍ إلى الله، أو يَفترُ عن العمَلِ والإلحاحِ عليه الذي هو وسيلةٌ إلى هذا التَّجلي لِمَا يَظُنُّ من الاستغناءِ عن الوسيلة ِبالمَقصَدِ فيَضعُفُ التَّجلي، ثم يَنقَطِعُ ويَنْزِلُ الحجابُ، فيقعُ بسبب هذه القواطِعِ في بَحْرٍ من الهلاك لا ساحل له.
وما عرض له لذلك كله إلّا طلب المشاهدة. فلو اقتصر على الاستقامة وأخَّر المشاهدة إلى محلها بوعد الصدق، وهو دار الجزاء، سَلِمَ من هذه الأخطار المهلكة - عصمنا الله بفضله - فهذه مجاهدات القوم، وكانت الأولى كما قدمنا هي المخصوصة باسم التَّصوُّف، ثم لما دعتهم هممهم إلى منازِل الأبرارِ ومقاماتِ الصِّدِّيقين عَكَفُوا على مجاهدة الاستقامَة، ومن نَزَعَ منهم إلى السعادة الكبرى طلب مجاهدة الكشف، فغلَبَ استعمالُهُم اسم التَّصوُّف في هاتين المجاهدتين. ثم اقتضى التعليم والمفاوضة في المجاهدة الخاصة المنفرِدَة عن الجمهور الانفرادُ باصطلاحٍ خاصٍّ يكونُ لهم في مُفاوضاتِهِمْ وألفاظٍ مَخصُوصة بمَعانٍ من طريقهم، كالمقامِ، والحالِ، والفناءِ، والبقاءِ، والمَحْوِ، والإثباتِ، والنَّفْسِ، والرُّوحِ، والسِّرِّ، والبَوَادَةِ، والهواجِمِ، والخواطِرِ، والواردِ، والَّلوائحِ، والَّلوامعِ، والطَّوالعِ، والتَّلوينِ، والتَّمكينِ، والفَرقِ، والجَمْعِ، وجَمْعِ الجَمْعِ، والذَّوقِ، والشُّرْبِ، والغَيبةِ، والحُضورِ، والصَّحْوِ، والسُّكْرِ، وعِلْمِ اليقينِ، وعينِ اليقينِ، وحَقِّ اليقينِ، والمُحاضرةِ، والمُكاشفةِ، والمُشاهدةِ، والمُعاملةِ، والمُنازلةِ، والمُواصلةِ، وعِلمُ المعاملةِ، وعلمُ المُكاشفةِ.
وأعظم القواطع بعد رفع الحجاب أن يتكلَّم به، أو يتصدَّى للنُّصحِ والتذكيرِ، فتجدُ النفس لذّة الرئاسةِ بالتعليمِ والاستشهادُ بالسُّنة، والاصغاء إليه بالقلوبِ والأسماعِ، وتَمَوَّه علَيْهِ بأنه هادٍ إلى الله، أو يَفترُ عن العمَلِ والإلحاحِ عليه الذي هو وسيلةٌ إلى هذا التَّجلي لِمَا يَظُنُّ من الاستغناءِ عن الوسيلة ِبالمَقصَدِ فيَضعُفُ التَّجلي، ثم يَنقَطِعُ ويَنْزِلُ الحجابُ، فيقعُ بسبب هذه القواطِعِ في بَحْرٍ من الهلاك لا ساحل له.
وما عرض له لذلك كله إلّا طلب المشاهدة. فلو اقتصر على الاستقامة وأخَّر المشاهدة إلى محلها بوعد الصدق، وهو دار الجزاء، سَلِمَ من هذه الأخطار المهلكة - عصمنا الله بفضله - فهذه مجاهدات القوم، وكانت الأولى كما قدمنا هي المخصوصة باسم التَّصوُّف، ثم لما دعتهم هممهم إلى منازِل الأبرارِ ومقاماتِ الصِّدِّيقين عَكَفُوا على مجاهدة الاستقامَة، ومن نَزَعَ منهم إلى السعادة الكبرى طلب مجاهدة الكشف، فغلَبَ استعمالُهُم اسم التَّصوُّف في هاتين المجاهدتين. ثم اقتضى التعليم والمفاوضة في المجاهدة الخاصة المنفرِدَة عن الجمهور الانفرادُ باصطلاحٍ خاصٍّ يكونُ لهم في مُفاوضاتِهِمْ وألفاظٍ مَخصُوصة بمَعانٍ من طريقهم، كالمقامِ، والحالِ، والفناءِ، والبقاءِ، والمَحْوِ، والإثباتِ، والنَّفْسِ، والرُّوحِ، والسِّرِّ، والبَوَادَةِ، والهواجِمِ، والخواطِرِ، والواردِ، والَّلوائحِ، والَّلوامعِ، والطَّوالعِ، والتَّلوينِ، والتَّمكينِ، والفَرقِ، والجَمْعِ، وجَمْعِ الجَمْعِ، والذَّوقِ، والشُّرْبِ، والغَيبةِ، والحُضورِ، والصَّحْوِ، والسُّكْرِ، وعِلْمِ اليقينِ، وعينِ اليقينِ، وحَقِّ اليقينِ، والمُحاضرةِ، والمُكاشفةِ، والمُشاهدةِ، والمُعاملةِ، والمُنازلةِ، والمُواصلةِ، وعِلمُ المعاملةِ، وعلمُ المُكاشفةِ.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin