ولأن هذا العالَمَ بمنزلةِ عالَمُ المتضادَّات بمقتضى خِلْقَتِه، كانتِ الآثارُ الراجعة إليها من أفعالها على نوعين :
منها ما يكون مشيعاً لها نحو الكمال ومعيناً عليه، وهو الخُلُقُ الزَّكيُّ والحسنات.
ومنها ما يكون عائقاً عن الكمال وصارفاً عنه وهو الرذائل والسيئات.
فإن كانت الآثار المستفادةُ آثار الخير والزكاءِ زاد فيها تطلُّعاً إلى الكمال، وإقبالاً على الخير، وميلاً إليه، وتيسيراً في صدوره. ثم إذا صدر ثانية ورجعت إليها الآثارُ عادتِ الزيادة مضاعفة، فلا تزال كذلك تتضاعف الزيادة عوداً بعد بدء، حتى ترسَخُ صفات ُالخير المتكلفةُ بالكمال، وتستولي على أمره وتتهيأ به لسعادتها الآجلة.
وإن كانت الآثار المستفادةُ آثار شرورٍ ورذائل صرفها عن التطلُّع، وقصر بها عن الكمال، ويسّرها لصدور رذائل أخرى تتضاعفُ منها آثار الشَّر والرَّذائل فيها، ولا تزال أيضاً كذلك إلى أن تنتهي إلى شِقْوَتِها الكبرى، إلاَّ أن يمنَّ الله برحمته، وينقذها بلطفه. قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ) وقال :(مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا) وقال : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) وقال : (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ). وقال صلى الله عليه وسلم : (إنَّمَا هِيَ أعمالُكُم تُرَدُّ عَلَيْكُم). فإذا أمدَّ الله هذه اللَّطيفة الربّانيّة بنور الإيمان، وزكّاها بأعمال الحسنات، وطهّرها من اقتراف السيئات رجعت إلى الله وقد خلُصَت من عوائق هذه الدنيا وتبعاتهان واستولت على الكمال الذي خُُلقت له، وأبرزَتْ إلى الحياة الدنيا بسببه، قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) قال ابن عباس : معناه ليعرفون. وقال تعالى : (ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).
منها ما يكون مشيعاً لها نحو الكمال ومعيناً عليه، وهو الخُلُقُ الزَّكيُّ والحسنات.
ومنها ما يكون عائقاً عن الكمال وصارفاً عنه وهو الرذائل والسيئات.
فإن كانت الآثار المستفادةُ آثار الخير والزكاءِ زاد فيها تطلُّعاً إلى الكمال، وإقبالاً على الخير، وميلاً إليه، وتيسيراً في صدوره. ثم إذا صدر ثانية ورجعت إليها الآثارُ عادتِ الزيادة مضاعفة، فلا تزال كذلك تتضاعف الزيادة عوداً بعد بدء، حتى ترسَخُ صفات ُالخير المتكلفةُ بالكمال، وتستولي على أمره وتتهيأ به لسعادتها الآجلة.
وإن كانت الآثار المستفادةُ آثار شرورٍ ورذائل صرفها عن التطلُّع، وقصر بها عن الكمال، ويسّرها لصدور رذائل أخرى تتضاعفُ منها آثار الشَّر والرَّذائل فيها، ولا تزال أيضاً كذلك إلى أن تنتهي إلى شِقْوَتِها الكبرى، إلاَّ أن يمنَّ الله برحمته، وينقذها بلطفه. قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَىٰ * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَىٰ* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ) وقال :(مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا) وقال : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) وقال : (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ). وقال صلى الله عليه وسلم : (إنَّمَا هِيَ أعمالُكُم تُرَدُّ عَلَيْكُم). فإذا أمدَّ الله هذه اللَّطيفة الربّانيّة بنور الإيمان، وزكّاها بأعمال الحسنات، وطهّرها من اقتراف السيئات رجعت إلى الله وقد خلُصَت من عوائق هذه الدنيا وتبعاتهان واستولت على الكمال الذي خُُلقت له، وأبرزَتْ إلى الحياة الدنيا بسببه، قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) قال ابن عباس : معناه ليعرفون. وقال تعالى : (ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ).
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin