مَن منا يتحمل رائحة عرَقه؟ نحن نضع عطوراً ومزيلات عرق من أجل رائحة العرق ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم باتفاق جميع الرواة كانت رائحة عرَقه أزكى من رائحة المسك
فكان صلى الله عليه وسلم إذا صافح إنساناً تظل رائحة النبى صلى الله عليه وسلم فى يده ثلاثة أيام وإذا مشى فى طريق ينتشر أريجه فى هذا الطريق ، وكان الذى يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجده يتتبع رائحتة ، سيحدث ذلك معنا كلنا ولكن فى الجنة التى يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى أهلها: {لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَمَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ}{1}
فهم يأكلون وفضلاتهم تخرج كرشحات عرق رائحته كرائحة المسك ، سيحدث ذلك معنا فى الجنة لكنه كان مع حضرة النبى فى الدنيا فكأنه وهو فى الدنيا كان يعيش فى الجنة ، وهذه الرائحة لم تنفذ من الكون بل موجودة ولكن هذه الأيام من يشمها؟ الذى ليس عنده فى أنف قلبه زكام وعندها يمكنه أن يشمَّ رائحة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، التى هى أطيب من ريح المسك
فكما أن للجسم مشام كذلك القلب له مشام ، وهذه المشام كانت عند سيدنا يعقوب عليه السلام عندما قال كما أخبر القرآن: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} يوسف94
فأين كان يوسف؟ فى مصر ، وأين كان يعقوب؟ فى بيت المقدس ، فكيف شمَّ ذلك؟ بالقلب لأن الأنف هل يستطيع أن يشم شيئا خارج المجلس الذى يجلس فيه؟ لا، بل ولا يمكنه أن يشمَّ الكثير مما فيه
كان صلى الله عليه وسلم يحب السيدة أم سليم وهى أم سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه لأنها كانت امرأة من الصالحات{2} ، وكان حضرة النبى يحبها لصدقها وإخلاصها ، فكان صلى الله عليه وسلم فى أيام الصيف يذهب فى الظهيرة ليقيل عندها فكان إذا نام غزر عرقه ، يروى سيدنا أنس رضي الله عنه عما حدث فى بعض المرات فيقول: {دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا ؛ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، مَا هذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ قَالَتْ: هذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا ، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ}{3} وفى رواية: {وهو أطيب الطيب}
وفى رواية أخرى قال سيدنا أنس رضي الله عنه : {كَانَ النَّبِيُّ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَى فِرَاشِهَا ، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هذَا النَّبِيُّ نَامَ فِي بَيْتِكِ ، عَلَى فِرَاشِكِ ، قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ ، عَلَى الْفِرَاشِ ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا ، فَفَزِعَ النَّبِيُّ فَقَالَ: مَا تصْنَعِينَ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا ، قَالَ: أَصَبْتِ}{4}
بل هناك ما هو أكثر مما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: {أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إني زَوَّجْتُ ابنتي وإني أحبُّ أن تعينَني بشيء فقال: مَا عِنْدِي مِن شَيْءٍ ، ولَكِنْ إِذَا كانَ غَدٌ فَتَعَالَ ، فَجِيءَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وَعُودِ شَجَرَةٍ ، وآيةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنِّ أُجِيْفُ نَاحِيَةَ البَابِ ، فأتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأس وعودِ شجرةٍ فجعلَ يَسْلُتُ العرَقَ من ذراعيه حتى امتلأت فقال: خُذْ وَمُرِْ ابْنَتَكَ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَطَيََّبَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا العُودَ في القَارُورَةِ وَتَطَّيََّبَ بِهِ ، قال: فكانت إذا تطيَّبَتْ شَمََّ أهْلُ المدينة رائحةَ الطِّيْبِ فسمُّوا بَيْتُ المُطَّيِّبين}{5}
ووردت فى بعض الروايات أنهم فتحوا حانوتاً أو دكاناً لبيع العطور ، وكان أساسه هذه القارورة المباركة وأسموا دكانهم " بيت المطيبين" كيف ذلك؟! حتى نعرف أنه صلى الله عليه وسلم بشر ولكن تولاه خالق القُوَى والقُدَر فرقَّى وصفَّى وشفَّى فأصبحت هذه البشرية نورانية فى صورة بشرية
{1} عن أبى هريرة، صحيح مسلمن وأوله قال صلى الله عليه وسلم: {أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً. ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ.(الحديث أعلاه).}
{2} لما أراد أبو طلحة أن يتزوجها (وكان مشركاً) فذهب لها ، فقالت له: يا أبا طلحة إن مثلك لا يُرَد ولكنك كافر وأنا مسلمة والإسلام يرفض هذا الزواج فإن أردت الزواج بى فأنا أرضى بمهرى {لا إله إلا الله محمد رسول الله} فذهب وأسلم ثم عاد ، فقالت لابنها أنس زوجنى ، فتزوجت طلحة وكان مهرها {لا إله إلا الله محمد رسول الله}
{3} عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صحيح مسلم ، وقال عندنا : أى نام القيلولة
{4} صحيح مسلم وغيره
{5} رواه الطبرانى فى الأوسط ، معجم أبى يعلى الموصلى عن أبى هريرة
فكان صلى الله عليه وسلم إذا صافح إنساناً تظل رائحة النبى صلى الله عليه وسلم فى يده ثلاثة أيام وإذا مشى فى طريق ينتشر أريجه فى هذا الطريق ، وكان الذى يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجده يتتبع رائحتة ، سيحدث ذلك معنا كلنا ولكن فى الجنة التى يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى أهلها: {لاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ يَبْزُقُونَ ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ ، وَمَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ}{1}
فهم يأكلون وفضلاتهم تخرج كرشحات عرق رائحته كرائحة المسك ، سيحدث ذلك معنا فى الجنة لكنه كان مع حضرة النبى فى الدنيا فكأنه وهو فى الدنيا كان يعيش فى الجنة ، وهذه الرائحة لم تنفذ من الكون بل موجودة ولكن هذه الأيام من يشمها؟ الذى ليس عنده فى أنف قلبه زكام وعندها يمكنه أن يشمَّ رائحة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، التى هى أطيب من ريح المسك
فكما أن للجسم مشام كذلك القلب له مشام ، وهذه المشام كانت عند سيدنا يعقوب عليه السلام عندما قال كما أخبر القرآن: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} يوسف94
فأين كان يوسف؟ فى مصر ، وأين كان يعقوب؟ فى بيت المقدس ، فكيف شمَّ ذلك؟ بالقلب لأن الأنف هل يستطيع أن يشم شيئا خارج المجلس الذى يجلس فيه؟ لا، بل ولا يمكنه أن يشمَّ الكثير مما فيه
كان صلى الله عليه وسلم يحب السيدة أم سليم وهى أم سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه لأنها كانت امرأة من الصالحات{2} ، وكان حضرة النبى يحبها لصدقها وإخلاصها ، فكان صلى الله عليه وسلم فى أيام الصيف يذهب فى الظهيرة ليقيل عندها فكان إذا نام غزر عرقه ، يروى سيدنا أنس رضي الله عنه عما حدث فى بعض المرات فيقول: {دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ ، وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا ؛ فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ ، مَا هذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ؟ قَالَتْ: هذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا ، وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ}{3} وفى رواية: {وهو أطيب الطيب}
وفى رواية أخرى قال سيدنا أنس رضي الله عنه : {كَانَ النَّبِيُّ يَدْخُلُ بَيْتَ أُمِّ سُلَيْمٍ فَيَنَامُ عَلَى فِرَاشِهَا وَلَيْسَتْ فِيهِ ، قَالَ: فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَامَ علَى فِرَاشِهَا ، فَأُتِيتْ فَقِيلَ لَهَا: هذَا النَّبِيُّ نَامَ فِي بَيْتِكِ ، عَلَى فِرَاشِكِ ، قَالَ: فَجَاءَتْ وَقَدْ عَرِقَ ، وَاسْتَنْقَعَ عَرَقُهُ علَى قِطْعَةِ أَدِيمٍ ، عَلَى الْفِرَاشِ ، فَفَتَحَتْ عَتِيدَتَهَا فَجَعَلَتْ تُنَشِّفُ ذلِكَ الْعَرَقَ فَتَعْصِرُهُ فِي قَوَارِيرِهَا ، فَفَزِعَ النَّبِيُّ فَقَالَ: مَا تصْنَعِينَ؟ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا ، قَالَ: أَصَبْتِ}{4}
بل هناك ما هو أكثر مما رواه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه: {أن رجلاً أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إني زَوَّجْتُ ابنتي وإني أحبُّ أن تعينَني بشيء فقال: مَا عِنْدِي مِن شَيْءٍ ، ولَكِنْ إِذَا كانَ غَدٌ فَتَعَالَ ، فَجِيءَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ وَعُودِ شَجَرَةٍ ، وآيةُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنِّ أُجِيْفُ نَاحِيَةَ البَابِ ، فأتَاهُ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأس وعودِ شجرةٍ فجعلَ يَسْلُتُ العرَقَ من ذراعيه حتى امتلأت فقال: خُذْ وَمُرِْ ابْنَتَكَ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَطَيََّبَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا العُودَ في القَارُورَةِ وَتَطَّيََّبَ بِهِ ، قال: فكانت إذا تطيَّبَتْ شَمََّ أهْلُ المدينة رائحةَ الطِّيْبِ فسمُّوا بَيْتُ المُطَّيِّبين}{5}
ووردت فى بعض الروايات أنهم فتحوا حانوتاً أو دكاناً لبيع العطور ، وكان أساسه هذه القارورة المباركة وأسموا دكانهم " بيت المطيبين" كيف ذلك؟! حتى نعرف أنه صلى الله عليه وسلم بشر ولكن تولاه خالق القُوَى والقُدَر فرقَّى وصفَّى وشفَّى فأصبحت هذه البشرية نورانية فى صورة بشرية
{1} عن أبى هريرة، صحيح مسلمن وأوله قال صلى الله عليه وسلم: {أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً. ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ.(الحديث أعلاه).}
{2} لما أراد أبو طلحة أن يتزوجها (وكان مشركاً) فذهب لها ، فقالت له: يا أبا طلحة إن مثلك لا يُرَد ولكنك كافر وأنا مسلمة والإسلام يرفض هذا الزواج فإن أردت الزواج بى فأنا أرضى بمهرى {لا إله إلا الله محمد رسول الله} فذهب وأسلم ثم عاد ، فقالت لابنها أنس زوجنى ، فتزوجت طلحة وكان مهرها {لا إله إلا الله محمد رسول الله}
{3} عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صحيح مسلم ، وقال عندنا : أى نام القيلولة
{4} صحيح مسلم وغيره
{5} رواه الطبرانى فى الأوسط ، معجم أبى يعلى الموصلى عن أبى هريرة
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin