مع الحبيب المصطفى ﷺ :خفض الجناح من شيم الحبيب
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
309ـ خفض الجناح من شيم الحبيب
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الدَّاعِيَةُ الحَقُّ يَكُونُ رَحِيمَاً بِخَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَفِيقَاً قَرِيبَاً حَبِيبَاً سَهْلَاً لَيِّنَاً صَبُورَاً شَكُورَاً؛ رَحِيمَاً لِأَنَّ اللهَ تعالى أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَلِأَنَّ إِمَامَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ للعَالَمِينَ، وَهُوَ القَائِلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ، إِذَا رَأَى كَافِرَاً تَمَنَّى إِسْلَامَهُ رَحْمَةً بِهِ مِنْ أَنْ يُدْخِلَهُ اللهُ تعالى نَارَ جَهَنَّمَ، لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ النُّصْحِ الشَّفَقَةَ عَلَيْهِ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ رَفِيقٌ بِخَلْقِ اللهِ تعالى، يُحِبُّ الرِّفْقَ، لِأَنَّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَلِأَنَّ الرِّفْقَ يُسَهِّلُ الصِّعَابَ، وَيُقَرِّبُ البَعِيدَ، وَيُلَيِّنُ القَاسِيَ، وَيُطَوِّعُ العَاصِيَ، وَيَجْذِبُ القُلُوبَ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ قَرِيبٌ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، فَهُوَ يَدْنُو مِنَ النُّفُوسِ، وَيَقْتَرِبُ مِنَ القُلُوبِ، وَيَتَوَاضَعُ للخَلْقِ، وَلَا يَشْمَخُ بِأَنْفِهِ، وَلَا تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، وَلَا يَزْدَرِي أَحَدَاً، وَلَا يَحْتَقِرُ بَـشَرَاً، وَلَا يَتَهَكَّمُ عَلى مَخْلُوقٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾. وَهَذَا مَا كَانَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
التَّوَاضُعُ وَخَفْضُ الجَنَاحِ مِنْ شِيَمِ المُؤْمِنِينَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ التَّوَاضُعَ وَخَفْضَ الجَنَاحِ للمُؤْمِنِينَ مِنْ شِيَمِ الصَّالِحِينَ المُتَّبِعِينَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الكِبْرَ وَالتَّكَبُّرَ مِنْ أَفْعَالِ الجَاهِلِينَ وَالكَافِرِينَ وَالجَبَابِرَةِ المُتَغَطْرِسِينَ، وَإِنَّ عَاقِبَةَ المُتَوَاضِعِينَ أَنْ يَرْفَعَهُمُ اللهُ تعالى فَوْقَ العَالَمِينَ، وَإِنَّ عَاقِبَةَ المُتَكِبِّرِينَ أَنْ يَمْقُتَهُمُ اللهُ تعالى، وَيُبَغِّضَهُم لِخَلْقِهِ أَجْمَعِينَ، وَيَجْعَلَهُمْ في الأَذَلِّينَ، وفي أَسْفَلِ سَافِلِينَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ خَاطَبَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. فَاسْتَجَابَ لِأَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَّذَهُ.
لَقَدْ كَلَّفَهُ اللهُ تعالى فَأَجَادَ وَأَحْسَنَ، دُعِيَ إلى هَذَا الخُلُقِ فَتَحَلَّى بِهِ، فَخَفَضَ الجَنَاحَ، ثُمَّ أَمَرَنَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ.
صُوَرٌ مِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَعَالَوْا لِنَعِشْ في رِحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنَ الزَّمَنِ، وَهُوَ يُجَسِّدُ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. لَعَلَّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى الإمام مسلم قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ غَرِيبٌ، جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ.
قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ، حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدَاً، قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا. هَذِهِ صُورَةٌ.
وَصُورَةٌ أُخْرَى، روى الحاكم عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ» فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَرْحَبَاً بِالطِّيبِ المُطَيَّبِ». وَهَذِهِ شَهَادَةٌ عَظِيمَةٌ لِسَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي قَالَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي مِنْ أَصْحَابِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ» رواه الترمذي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَالَ فِيهِ: «إِنَّ عَمَّارَاً مَلِيءٌ إِيمَانَاً إِلَى مُشَاشِهِ ـ أَي: إِلَى عِظَامِه ـ» رواه ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ.
هَذَا الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ الذي نَزَلَ فِيهِ قَوْلُهُ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَاً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
روى الحاكم عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا وَرَاءَكَ؟».
قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، قَالَ: «كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟».
قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ.
قَالَ: «إِنْ عَادُوا فَعُدْ».
صُورَةٌ ثَالِثَةٌ: روى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيِنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لَا وَاللهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: «مَرْحَبَاً بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ.
فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟
قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي.
قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»
قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ».
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَكْرَمْتَ المَرْأَةَ في وَقْتٍ كَانَتِ البِنْتُ في أَحْسَنِ أَحْوَالِهَا مِنْ سَقْطِ المَتَاعِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ قُدْوَتُنَا، وَهُوَ أُسْوَتُنَا، لَقَدْ كَانَ صَاحِبَ خُلُقٍ عَظِيمٍ، لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ في الكَوْنِ، وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
كَـيْـفَ تَـرْقَـى رُقِيـَّكَ الْأَنْبِيَاءُ *** يَا سَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءُ
لَمْ يُساوُوكَ فِي عُلَاكَ وَقَدْ حَالَ *** سَنَاً مِنْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ؛ اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِحُسْنِ الاقْتِدَاءِ وَالمُتَابَعَةِ. آمين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
309ـ خفض الجناح من شيم الحبيب
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الدَّاعِيَةُ الحَقُّ يَكُونُ رَحِيمَاً بِخَلْقِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، رَفِيقَاً قَرِيبَاً حَبِيبَاً سَهْلَاً لَيِّنَاً صَبُورَاً شَكُورَاً؛ رَحِيمَاً لِأَنَّ اللهَ تعالى أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، وَلِأَنَّ إِمَامَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةٌ للعَالَمِينَ، وَهُوَ القَائِلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ، إِذَا رَأَى كَافِرَاً تَمَنَّى إِسْلَامَهُ رَحْمَةً بِهِ مِنْ أَنْ يُدْخِلَهُ اللهُ تعالى نَارَ جَهَنَّمَ، لِأَنَّهُ مِنْ تَمَامِ النُّصْحِ الشَّفَقَةَ عَلَيْهِ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ رَفِيقٌ بِخَلْقِ اللهِ تعالى، يُحِبُّ الرِّفْقَ، لِأَنَّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» رواه الإمام مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا. وَلِأَنَّ الرِّفْقَ يُسَهِّلُ الصِّعَابَ، وَيُقَرِّبُ البَعِيدَ، وَيُلَيِّنُ القَاسِيَ، وَيُطَوِّعُ العَاصِيَ، وَيَجْذِبُ القُلُوبَ.
الدَّاعِيَةُ إلى اللهِ تعالى بِحَقٍّ قَرِيبٌ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، فَهُوَ يَدْنُو مِنَ النُّفُوسِ، وَيَقْتَرِبُ مِنَ القُلُوبِ، وَيَتَوَاضَعُ للخَلْقِ، وَلَا يَشْمَخُ بِأَنْفِهِ، وَلَا تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، وَلَا يَزْدَرِي أَحَدَاً، وَلَا يَحْتَقِرُ بَـشَرَاً، وَلَا يَتَهَكَّمُ عَلى مَخْلُوقٍ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾. وَهَذَا مَا كَانَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
التَّوَاضُعُ وَخَفْضُ الجَنَاحِ مِنْ شِيَمِ المُؤْمِنِينَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ التَّوَاضُعَ وَخَفْضَ الجَنَاحِ للمُؤْمِنِينَ مِنْ شِيَمِ الصَّالِحِينَ المُتَّبِعِينَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الكِبْرَ وَالتَّكَبُّرَ مِنْ أَفْعَالِ الجَاهِلِينَ وَالكَافِرِينَ وَالجَبَابِرَةِ المُتَغَطْرِسِينَ، وَإِنَّ عَاقِبَةَ المُتَوَاضِعِينَ أَنْ يَرْفَعَهُمُ اللهُ تعالى فَوْقَ العَالَمِينَ، وَإِنَّ عَاقِبَةَ المُتَكِبِّرِينَ أَنْ يَمْقُتَهُمُ اللهُ تعالى، وَيُبَغِّضَهُم لِخَلْقِهِ أَجْمَعِينَ، وَيَجْعَلَهُمْ في الأَذَلِّينَ، وفي أَسْفَلِ سَافِلِينَ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ خَاطَبَ اللهُ تعالى سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. فَاسْتَجَابَ لِأَمْرِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَفَّذَهُ.
لَقَدْ كَلَّفَهُ اللهُ تعالى فَأَجَادَ وَأَحْسَنَ، دُعِيَ إلى هَذَا الخُلُقِ فَتَحَلَّى بِهِ، فَخَفَضَ الجَنَاحَ، ثُمَّ أَمَرَنَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَإِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ» رواه الإمام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ.
صُوَرٌ مِنْ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَعَالَوْا لِنَعِشْ في رِحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً مِنَ الزَّمَنِ، وَهُوَ يُجَسِّدُ قَوْلَهُ تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾. لَعَلَّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى الإمام مسلم قَالَ أَبُو رِفَاعَةَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ غَرِيبٌ، جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ.
قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ، حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدَاً، قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا. هَذِهِ صُورَةٌ.
وَصُورَةٌ أُخْرَى، روى الحاكم عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: «ائْذَنُوا لَهُ» فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَرْحَبَاً بِالطِّيبِ المُطَيَّبِ». وَهَذِهِ شَهَادَةٌ عَظِيمَةٌ لِسَيِّدِنَا عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي قَالَ فِيهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي مِنْ أَصْحَابِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ» رواه الترمذي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وَقَالَ فِيهِ: «إِنَّ عَمَّارَاً مَلِيءٌ إِيمَانَاً إِلَى مُشَاشِهِ ـ أَي: إِلَى عِظَامِه ـ» رواه ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ.
هَذَا الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ الذي نَزَلَ فِيهِ قَوْلُهُ تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَاً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
روى الحاكم عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا وَرَاءَكَ؟».
قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُرِكْتُ حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ، وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ، قَالَ: «كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟».
قَالَ: مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ.
قَالَ: «إِنْ عَادُوا فَعُدْ».
صُورَةٌ ثَالِثَةٌ: روى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِيِنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّا كُنَّا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ جَمِيعَاً، لَمْ تُغَادَرْ مِنَّا وَاحِدَةٌ، فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَامُ تَمْشِي، لَا وَاللهِ مَا تَخْفَى مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ قَالَ: «مَرْحَبَاً بِابْنَتِي» ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا، فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدَاً، فَلَمَّا رَأَى حُزْنَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ، فَإِذَا هِيَ تَضْحَكُ.
فَقُلْتُ لَهَا أَنَا مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرِّ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهَا: عَمَّا سَارَّكِ؟
قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ، قُلْتُ لَهَا: عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ لَمَّا أَخْبَرْتِنِي.
قَالَتْ: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ، فَأَخْبَرَتْنِي، قَالَتْ: أَمَّا حِينَ سَارَّنِي فِي الأَمْرِ الأَوَّلِ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي: «أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى الأَجَلَ إِلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللهَ وَاصْبِرِي، فَإِنِّي نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ»
قَالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الَّذِي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ، قَالَ: «يَا فَاطِمَةُ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ».
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَكْرَمْتَ المَرْأَةَ في وَقْتٍ كَانَتِ البِنْتُ في أَحْسَنِ أَحْوَالِهَا مِنْ سَقْطِ المَتَاعِ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هُوَ قُدْوَتُنَا، وَهُوَ أُسْوَتُنَا، لَقَدْ كَانَ صَاحِبَ خُلُقٍ عَظِيمٍ، لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ في الكَوْنِ، وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
كَـيْـفَ تَـرْقَـى رُقِيـَّكَ الْأَنْبِيَاءُ *** يَا سَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاءُ
لَمْ يُساوُوكَ فِي عُلَاكَ وَقَدْ حَالَ *** سَنَاً مِنْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ؛ اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِحُسْنِ الاقْتِدَاءِ وَالمُتَابَعَةِ. آمين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin