مع الحبيب المصطفى:قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
253ـ قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدِ اقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ هَذِهِ الدُّنْيَا مَزْرَعَةً للآخِرَةِ، وَمَيْدَانَاً للتَّنَافُسِ فِيهَا في التَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، وَمِنْ تَمَامِ فَضْلِهِ على خَلْقِهِ أَنَّهُ يَجْزِي على القَلِيلِ الكَثِيرَ، وَيُضَاعِفُ الحَسَنَاتِ، وَيَجْعَلُ لِعِبَادِهِ مَوَاسِمَ يَتَقَرَّبُونَ فِيهَا إلى اللهِ تعالى.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: السَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ أَنْفَاسَ عُمُرِهِ، وَخَاصَّةً مَوَاسِمَ الشُّهُورِ، وَالأَيَّامِ، وَالسَّاعَاتِ، وَتَقَرَّبَ فِيهَا إلى مَوْلَاهُ بِمَا أَمْكَنَهُ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، رَجَاءَ أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ اللهِ تعالى، فَيَسْعَدُ بِهَا سَعَادَةً يَأْمَنُ بَعْدَهَا مِنَ النَّارِ وَحَرِّهَا.
يَقُولُ سَيِّدُنَا الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورَاً﴾. قَالَ: مَنْ عَجَزَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ لَهُ فِي النَّهَارِ مُسْتَعْتَبٌ، وَمَنْ عَجَزَ فِي النَّهَارِ كَانَ لَهُ فِي اللَّيْلِ مُسْتَعْتَبٌ؛ وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَ قَالَ للهِ، وَإِذَا عَمِلَ عَمِلَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ.
الاسْتِعْدَادُ وَالتَّأَهُّبُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَنْبَغِي على الأُمَّةِ أَنْ تَسْتَعِدَّ وَتَتَأَهَّبَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنْ تَكُونَ نُفُوسُهَا مُـسْتَبْشِرَةً بِقُدُومِهِ، وَأَنْ تَتَطَلَّعَ إِلَيْهِ تَطُلُّعَ قُدُومِ حَبِيبٍ غَائِبٍ مِنْ سَفَرِهِ، وَهَذَا التَّأَهُّبُ وَالاسْتِعْدَادُ مَا هُوَ إلا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ التَّعْظِيمِ لِشَعَائِرِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الذي يَسْتَبْشِرُ بِقُدُومِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَيَفْرَحُ لِقُدُومِهِ، لِأَنَّهُ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ تعالى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ» رواه البيهقي عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَيْفَ لَا يَسْتَعِدُّ المُؤْمِنُونَ حَقَّاً لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَهُمْ قَدْ سَمِعُوا قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَضَائِلِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ؟
أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانياً: روى البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا مُوسَى فِي سَرِيَّةٍ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إِذَا هَاتِفٌ مِنْ فَوْقِهِمْ يَهْتِفُ بِأَهْلِ السَّفِينَةِ: قِفُوا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبِرْ إِنْ كُنْتَ مُخْبِرَاً.
قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْعَطَشِ.
ثالثاً: روى الشيخان عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابَاً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
رابعاً: روى الحاكم عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «احْضَرُوا الْمِنْبَرَ».
فَحَضَرْنَا فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئَاً مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ؟
قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ، قُلْتُ: آمِينَ؛ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قُلْتُ: آمِينَ؛ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَصَوَّرُوا سَيِّدَنَا جِبْرِيلَ مَلَكَ الوَحْيِ، وَأَمِينَ وَحْيِ السَّمَاءِ يَدْعُو، وَيَطْلُبُ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَمِّنَ على الدُّعَاءِ، وَيُؤَمِّنُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على دُعَاءِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
فَالمَحْرُومُ هُوَ مَنْ حُرِمَ صِيَامَ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، وَالمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ بِرَّ وَالِدَيْهِ، وَالمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنْ أَقْرَبِ القُرُبَاتِ إلى اللهِ تعالى، وَهُوَ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ الجَنَّةِ، بَعْدَ الوِقَايَةِ مِنْ شَرِّ أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينَاً وَيَتِيمَاً وَأَسِيرَاً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورَاً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمَاً عَبُوسَاً قَمْطَرِيرَاً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَاً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرَاً﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَحْرِصُونَ كُلَّ الحِرْصِ على إِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَيُقَدِّمُونَهُ على كَثِيرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بِإِشْبَاعِ جَائِعٍ، أَو إِطْعَامِ أَخٍ صَالِحٍ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ» رواه الحاكم والترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا لَا يُفْطِرُ إلا مَعَ اليَتَامَى والمَسَاكِينِ، وَرُبَّمَا عَلِمَ أَنَّ أَهْلَهُ قَدْ رَدُّوهُمْ عَنْهُ، فَلَمْ يُفْطِرْ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ.
وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يُصَلُّونَ في هذا المَسْجِدِ مَا أَفْطَرَ أَحَدٌ مِنْهُمْ على طَعَامٍ قَطُّ وَحْدَهُ، إِنْ وَجَدَ مَنْ يَأْكُلُ مَعَهُ أَكَلَ، وَإِلَّا أَخْرَجَ طَعَامَهُ إلى المَسْجِدِ، فَأَكَلَهُ مَعَ النَّاسِ وَأَكَلَ النَّاسُ مَعَهُ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ أَظَلَّنَا شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، وَهُوَ فُرْصَةٌ للتَّغْيِيرِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ المُتَّقِينَ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وَيَوْمَ عُمِّرَتْ قُلُوبُ السَّلَفِ الصَّالِحِ بِالتَّقْوَى، جَمَعَهُمُ اللهُ تعالى بَعْدَ فُرْقَةٍ، وَأَعَزَّهُمْ بَعْدَ ذِلَّةٍ، وَذَلِكَ تَحْقِيقَاً لِمَوْعُودِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتَاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحَىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
فَلْيَكُنْ هَذَا الشَّهْرُ بِدَايَةً لَنَا في مَيْدَانِ التَّقْوَى، وَهُوَ خَيْرُ فَتْرَةٍ نَتَزَوَّدُ فِيهِ زَادَ التَّقْوَى، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ قَالَ فِيهِمْ: ﴿إِنَّ الْـمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْهُم. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
253ـ قفوا أخبركم بقضاء الله على نفسه
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدِ اقْتَضَتْ حِكْمَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ هَذِهِ الدُّنْيَا مَزْرَعَةً للآخِرَةِ، وَمَيْدَانَاً للتَّنَافُسِ فِيهَا في التَّقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، وَمِنْ تَمَامِ فَضْلِهِ على خَلْقِهِ أَنَّهُ يَجْزِي على القَلِيلِ الكَثِيرَ، وَيُضَاعِفُ الحَسَنَاتِ، وَيَجْعَلُ لِعِبَادِهِ مَوَاسِمَ يَتَقَرَّبُونَ فِيهَا إلى اللهِ تعالى.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: السَّعِيدُ مَنِ اغْتَنَمَ أَنْفَاسَ عُمُرِهِ، وَخَاصَّةً مَوَاسِمَ الشُّهُورِ، وَالأَيَّامِ، وَالسَّاعَاتِ، وَتَقَرَّبَ فِيهَا إلى مَوْلَاهُ بِمَا أَمْكَنَهُ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، رَجَاءَ أَنْ تُصِيبَهُ نَفْحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ اللهِ تعالى، فَيَسْعَدُ بِهَا سَعَادَةً يَأْمَنُ بَعْدَهَا مِنَ النَّارِ وَحَرِّهَا.
يَقُولُ سَيِّدُنَا الحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورَاً﴾. قَالَ: مَنْ عَجَزَ بِاللَّيْلِ فَإِنَّ لَهُ فِي النَّهَارِ مُسْتَعْتَبٌ، وَمَنْ عَجَزَ فِي النَّهَارِ كَانَ لَهُ فِي اللَّيْلِ مُسْتَعْتَبٌ؛ وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَ قَالَ للهِ، وَإِذَا عَمِلَ عَمِلَ للهِ عَزَّ وَجَلَّ.
الاسْتِعْدَادُ وَالتَّأَهُّبُ لِشَهْرِ رَمَضَانَ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَنْبَغِي على الأُمَّةِ أَنْ تَسْتَعِدَّ وَتَتَأَهَّبَ لِشَهْرِ رَمَضَانَ، وَأَنْ تَكُونَ نُفُوسُهَا مُـسْتَبْشِرَةً بِقُدُومِهِ، وَأَنْ تَتَطَلَّعَ إِلَيْهِ تَطُلُّعَ قُدُومِ حَبِيبٍ غَائِبٍ مِنْ سَفَرِهِ، وَهَذَا التَّأَهُّبُ وَالاسْتِعْدَادُ مَا هُوَ إلا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ التَّعْظِيمِ لِشَعَائِرِ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.
المُؤْمِنُ الحَقُّ هُوَ الذي يَسْتَبْشِرُ بِقُدُومِ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ، وَيَفْرَحُ لِقُدُومِهِ، لِأَنَّهُ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ تعالى، وَذَلِكَ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ» رواه البيهقي عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَيْفَ لَا يَسْتَعِدُّ المُؤْمِنُونَ حَقَّاً لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَهُمْ قَدْ سَمِعُوا قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَضَائِلِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ؟
أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
ثانياً: روى البزار عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا مُوسَى فِي سَرِيَّةٍ فِي الْبَحْرِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ قَدْ رَفَعُوا الشِّرَاعَ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ إِذَا هَاتِفٌ مِنْ فَوْقِهِمْ يَهْتِفُ بِأَهْلِ السَّفِينَةِ: قِفُوا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاءٍ قَضَاهُ اللهُ عَلَى نَفْسِهِ.
فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَخْبِرْ إِنْ كُنْتَ مُخْبِرَاً.
قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ أَعْطَشَ نَفْسَهُ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْعَطَشِ.
ثالثاً: روى الشيخان عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابَاً يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
رابعاً: روى الحاكم عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «احْضَرُوا الْمِنْبَرَ».
فَحَضَرْنَا فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ: «آمِينَ».
فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئَاً مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ؟
قَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ، قُلْتُ: آمِينَ؛ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قُلْتُ: آمِينَ؛ فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدُهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَصَوَّرُوا سَيِّدَنَا جِبْرِيلَ مَلَكَ الوَحْيِ، وَأَمِينَ وَحْيِ السَّمَاءِ يَدْعُو، وَيَطْلُبُ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُؤَمِّنَ على الدُّعَاءِ، وَيُؤَمِّنُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على دُعَاءِ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
فَالمَحْرُومُ هُوَ مَنْ حُرِمَ صِيَامَ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، وَالمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ بِرَّ وَالِدَيْهِ، وَالمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ الصَّلَاةَ وَالسَّلَامَ على سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنْ أَقْرَبِ القُرُبَاتِ إلى اللهِ تعالى، وَهُوَ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ الجَنَّةِ، بَعْدَ الوِقَايَةِ مِنْ شَرِّ أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ، قَالَ تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينَاً وَيَتِيمَاً وَأَسِيرَاً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورَاً * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمَاً عَبُوسَاً قَمْطَرِيرَاً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَاً * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرَاً﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ يَحْرِصُونَ كُلَّ الحِرْصِ على إِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَيُقَدِّمُونَهُ على كَثِيرٍ مِنَ الطَّاعَاتِ وَالقُرُبَاتِ، سَوَاءٌ كَانَ ذَلِكَ بِإِشْبَاعِ جَائِعٍ، أَو إِطْعَامِ أَخٍ صَالِحٍ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَامٍ» رواه الحاكم والترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا لَا يُفْطِرُ إلا مَعَ اليَتَامَى والمَسَاكِينِ، وَرُبَّمَا عَلِمَ أَنَّ أَهْلَهُ قَدْ رَدُّوهُمْ عَنْهُ، فَلَمْ يُفْطِرْ في تِلْكَ اللَّيْلَةِ.
وَكَانَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يُصَلُّونَ في هذا المَسْجِدِ مَا أَفْطَرَ أَحَدٌ مِنْهُمْ على طَعَامٍ قَطُّ وَحْدَهُ، إِنْ وَجَدَ مَنْ يَأْكُلُ مَعَهُ أَكَلَ، وَإِلَّا أَخْرَجَ طَعَامَهُ إلى المَسْجِدِ، فَأَكَلَهُ مَعَ النَّاسِ وَأَكَلَ النَّاسُ مَعَهُ.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: لَقَدْ أَظَلَّنَا شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، وَهُوَ فُرْصَةٌ للتَّغْيِيرِ، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ المُتَّقِينَ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وَيَوْمَ عُمِّرَتْ قُلُوبُ السَّلَفِ الصَّالِحِ بِالتَّقْوَى، جَمَعَهُمُ اللهُ تعالى بَعْدَ فُرْقَةٍ، وَأَعَزَّهُمْ بَعْدَ ذِلَّةٍ، وَذَلِكَ تَحْقِيقَاً لِمَوْعُودِ اللهِ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتَاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحَىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾.
فَلْيَكُنْ هَذَا الشَّهْرُ بِدَايَةً لَنَا في مَيْدَانِ التَّقْوَى، وَهُوَ خَيْرُ فَتْرَةٍ نَتَزَوَّدُ فِيهِ زَادَ التَّقْوَى، لَعَلَّ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ قَالَ فِيهِمْ: ﴿إِنَّ الْـمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْهُم. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin