..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2) ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 1/10/2020, 14:47

    مع الحبيب المصطفى: «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2)
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    80ـ «ما اجتَمَعنَ في امرِئٍ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ» (2)

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: لله الحَمدُ والفَضلُ والمِنَّةُ على نَوالِهِ وإفضالِهِ وإنعامِهِ، حيثُ جَعَلَ أزمِنَةً لِنَتنافَسَ فيها بِفِعلِ الخَيراتِ والطَّاعاتِ والمَبَرَّاتِ، ولِنُهَذِّبَ فيها النُّفوسَ ونُطَهِّرَها.

    من هذهِ الأزمِنَةِ أيَّامُ عَشرِ ذي الحِجَّةِ التي هيَ أفضَلُ أيَّامِ الدُّنيا، كما جاءَ في الحديثِ الشَّريفِ الذي رواه ابن أبي الدُّنيا عن جابِرِ بنِ عَبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُما قال: قالَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ما من أيَّامٍ أفضَلُ عِندَ الله من أيَّامِ عَشرِ ذِي الحِجَّةِ».

    قالوا: يا نَبِيَّ الله، ولا مِثلُها في سَبيلِ الله؟

    قال: «ولا مِثلُها في سَبيلِ الله، إلا مَن عَفَّرَ وَجهَهُ في التُّرابِ».

    أيُّها الإخوة الكرام: حُجَّاجُ بَيتِ الله الحَرامِ وَدَّعوا أوطانَهُم وأهليهِم وأولادَهُم وخِلَّانَهُم وقَصَدوا بَيتَ الله عزَّ وجلَّ، فكونوا على يَقينٍ أيُّها الإخوة الكرام أنَّهُ سَيَأتي وَقتٌ نُوَدِّعُ فيهِ الأوطانَ والأهلَ والأولادَ والخِلَّانَ ونَذهَبَ من هذهِ الدُّنيا إلى الله تعالى حِينَ تُوافينا المَنِيَّةُ التي ما أطلَعَنا اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيها، سَوفَ نُوَدِّعُ كُلَّ شَيءٍ إلا أقوالَنا وأفعالَنا، التي سَتُلازِمُنا إلى قُبورِنا، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ».

    ماذا قَدَّمتُ لِنَفسي من عَمَلٍ في هذهِ الأيَّامِ؟

    أيُّها الإخوة الكرام: لِيَسألْ كُلُّ واحِدٍ منَّا نَفسَهُ هذا السُّؤالَ: ماذا قَدَّمتُ لِنَفسي من عَمَلٍ في هذهِ الأيَّامِ، التي هيَ أفضَلُ أيَّامِ الدُّنيا، والتي يُحِبُّ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها العَمَلَ الصَّالِحَ أكثَرَ من غَيرِها من الأيَّامِ؟

    هل أعدَدنا من الأعمالِ الصَّالِحَةِ لِقُبورِنا؟

    هل حاسَبنا أنفُسَنا قَبلَ نِهايَةِ آجالِنا؟

    هل تُبنا إلى الله تعالى من إيذاءِ المُسلِمينَ بألسِنَتِنا وأيدينا؟

    هل فَكَّرنا في العَرضِ والحِسابِ على الله تعالى، حيثُ لا يَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ؟

    هل فَكَّرَ قاتِلُ الأبرِياءِ بالجَوابِ لله تعالى حِينَ يَسألُهُ؟

    هل فَكَّرَ سالِبُ الأموالِ، وآكِلُ الأموالِ بالباطِلِ في إعادَةِ الحُقوقِ لأصحابِها؟

    أيُّها الإخوة الكرام: رَحِمَ اللهُ تعالى من وَعَظَنا بِقَولِهِ:

    تَـزَوَّد قَـريـنـاً مـن فِـعـالِـكَ إنَّــما *** قَرينُ الفَتى في القَبرِ ما كانَ يَفعَلُ

    وإن كُنتَ مَشغولاً بِشَيءٍ فلا تَكُـن *** بِـغَـيرِ الـذي يَـرضَى به اللهُ تُشغَلُ

    فَلَن يَصحَبَ الإنسانَ من بَعدِ مَوتِهِ *** إلى قَـبرِهِ إلا الـذي كـانَ يَـعـمَـلُ

    ألا إنَّـما الإنـسـانُ ضَـيـفٌ لأهـلِـهِ *** يُـقـيـمُ قَـليلاً عِـنـدَهُـم ثمَّ يَرحَلُ

    أيُّها الإخوة الكرام: أكثِروا من الأعمالِ الصَّالِحَةِ في هذهِ الأيَّامِ، وخاصَّةً من الأعمالِ التي أشارَ إلَيها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الحَديثِ الشَّريفِ عِندَما سألَ أصحابَهُ:

    «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُم الْيَوْمَ صَائِماً؟»

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا.

    قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُم الْيَوْمَ جَنَازَةً؟»

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا.

    قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُم الْيَوْمَ مِسْكِيناً؟»

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا.

    قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُم الْيَوْمَ مَرِيضاً؟»

    قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا.

    فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ».

    وقد ذَكَرنا في الدَّرسِ الماضي الصِّيامَ واتِّباعَ الجَنائِزِ التي هيَ من الأعمالِ الصَّالِحَةِ.

    ثالثاً: إطعامُ الطَّعامِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: من الأعمالِ الصَّالِحَةِ التي يُحِبُّها اللهُ تعالى، وخاصَّةً في هذهِ الأيَّامِ إطعامُ الطَّعامِ، لأنَّ إطعامَ الطَّعامِ سَبَبٌ من الأسبابِ المُوجِبَةِ لِدُخولِ الجَنَّةِ إن شاءَ اللهُ تعالى.

    قال تعالى في حَقِّ الأبرارِ ـ جَعَلَنا اللهُ تعالى منهُم ـ: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً * فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً * وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً * عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً﴾.

    وقد رَغَّبَ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بإطعامِ الطَّعامِ في أحاديثَ كَثيرَةٍ، منها:

    ما رواه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَطْعَمَ مُؤْمِناً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِن الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ».

    وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا».

    فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟

    قَالَ: «لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لله قَائِماً وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

    وروى الإمام أحمد والترمذي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ».

    وروى الشيخان عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟

    قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».

    وروى الإمام أحمد عن مُعَاذِ بْن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: احْتَبَسَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَاءَى قَرْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَرِيعاً فَثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ وَصَلَّى وَتَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «كَمَا أَنْتُمْ عَلَى مَصَافِّكُمْ».

    ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: «إِنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَنِي عَنْكُم الْغَدَاةَ، إِنِّي قُمْتُ مِن اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، فَنَعَسْتُ فِي صَلَاتِي حَتَّى اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أَنَا بِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ.

    فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟

    قُلْتُ: لَا أَدْرِي يَا رَبِّ.

    قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟

    قُلْتُ: لَا أَدْرِي رَبِّ، فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ.

    فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟

    قُلْتُ: فِي الْكَفَّارَاتِ.

    قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ؟

    قُلْتُ: نَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَجُلُوسٌ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْكَرِيهَاتِ.

    قَالَ: وَمَا الدَّرَجَاتُ؟

    قُلْتُ: إِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَلِينُ الْكَلَامِ، وَالصَّلَاةُ وَالنَّاسُ نِيَامٌ.

    قَالَ: سَلْ.

    قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَإِذَا أَرَدْتَ فِتْنَةً فِي قَوْمٍ فَتَوَفَّنِي غَيْرَ مَفْتُونٍ، وَأَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ».

    وَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا حَقٌّ فَادْرُسُوهَا وَتَعَلَّمُوهَا».

    وروى الحاكم عن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: سُئِلَ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما بِرُّ الحَجِّ؟

    قال: «إطعامُ الطَّعامِ، وطِيبُ الكَلامِ».

    رابعاً: عِيادَةُ المَريض:

    أيُّها الإخوة الكرام: من الأعمالِ الصَّالِحَةِ التي يُحِبُّها اللهُ تعالى، عِيادَةُ المَريضِ، وخاصَّةً في هذهِ الأيَّامِ أيَّامِ الأزمَةِ حيثُ كَثُرَ فيها القَتلى والجَرحى والمَرضى.

    أيُّها الإخوة الكرام: عِيادَةُ المَريضِ من حَقِّ المُسلِمِ على أخيهِ المُسلِمِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ».

    قِيلَ: مَا هُنَّ يَا رَسُولَ الله؟

    قَالَ: «إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ».

    وقد رَغَّبَ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في عِيادَةِ المَريضِ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الترمذي عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِماً غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ».

    وروى الإمام مسلم عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ».

    قِيلَ: يَا رَسُولَ الله، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟

    قَالَ: «جَنَاهَا». الخَريفُ: الثَّمَرُ المَخروفُ، أي المُجتَنى.

    وروى ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَادَ مَرِيضاً نَادَى مُنَادٍ مِن السَّمَاءِ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِن الْجَنَّةِ مَنْزِلاً».

    وروى الإمام أحمد عن هَارُون بْن أَبِي دَاوُدَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ، وَنَحْنُ يُعْجِبُنَا أَنْ نَعُودَكَ

    فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضاً فَإِنَّمَا يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا قَعَدَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ».

    قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، هَذَا لِلصَّحِيحِ الَّذِي يَعُودُ الْمَرِيضَ، فَالْمَرِيضُ مَا لَهُ؟

    قَالَ: «تُحَطُّ عَنْهُ ذُنُوبُهُ».

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: اِغتَنِموا مَواسِمَ الخَيراتِ، وما فيها من الأجرِ، وتَقَرَّبوا إلى الله تعالى بِفِعلِ الطَّاعاتِ وتَركِ المُنكَراتِ، لِنُعلِنْ جَميعاً تَوبَتَنا إلى الله تعالى، وخاصَّةً من حُقوقِ العِبادِ قَبلَ أن تُوافِيَنا المَنِيَّةُ، ورَحِمَ اللهُ من قالَ:

    مَضَى أمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً *** وأعـقَـبَـهُ يَـومٌ عَـلَـيكَ جَـديدُ

    فـإن كُنتَ بالأمسِ اقتَرَفتَ إساءَةً *** فَثَنِّ بـإحـســانٍ وأنـتَ حَـمـيـدُ

    فَـيَـومُـكَ إن أعـتَـبتَـهُ عـادَ نَفعُهُ *** عَلَيكَ وماضي الأمسِ لَيسَ يَعودُ

    ولا تَرجُ فِعلَ الخَـيـرِ يَـوماً إلى غَدٍ *** لَـعَـلَّ غَـداً يـأتـي وأنـتَ فَـقـيدُ

    أسألُ اللهَ تعالى أن يُفَرِّجَ الكَربَ عن هذهِ الأمَّةِ، وأن يَجعَلَنا مُسلِمينَ حقَّاً حتَّى يَسلَمَ المُسلِمونَ من ألسِنَتِنا وأيدينا، وأن نَكونَ مُؤمِنينَ حقَّاً حتَّى نُعطي للأُخُوَّةِ الإيمانِيَّةِ حَقَّها. اللَّهُمَّ أكرِمنا بذلكَ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.


      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 22:10