مع الحبيب المصطفى: عرضت عليه الدنيا بكل صورها فرفضها
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
24ـ عرضت عليه الدنيا بكل صورها فرفضها
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيا عباد الله:
لقد أخرَجَ اللهُ تعالى أمَّةَ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمُهِمَّةٍ سامِيَةٍ وعالِيَةٍ وغالِيَةٍ جدَّاً، لِمُهِمَّةٍ عَظيمةٍ طالَ انتِظارُ البَشَرِيَّةِ لها، لِمُهِمَّةٍ تَشاغَلَت عنها أمَمُ الأنبياءِ السَّابِقينَ حتَّى نَسِيَتها، وبذلكَ استَحَقَّتِ اللَّعنَةَ على لِسانِ أنبيائِهَا، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُون * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون﴾.
لقد أخرَجَ اللهُ تعالى هذهِ الأمَّةَ لِمُهِمَّةِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.
حياةُ الأمَّةِ بالرِّسالةِ والدَّعوَةِ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ حياةَ الأمَّةِ الإسلامِيَّةِ بالرِّسالةِ والدَّعوَةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، لأنَّ الأمَّةَ التي لا تَحمِلُ رِسالةً ولا تَستَصحِبُ دَعوةً، حَيَاتُها مُصطَنَعَةٌ مادِّيَّةٌ مَحضَةٌ.
وإذا تَرَكَتِ الأمَّةُ المُهَمَّةَ السَّامِيَةَ العالِيَةَ التي خُلِقَت من أجلِها، وسَعَت وراءَ المالِ والمادَّةِ عادت إلى جاهِلِيَّتِها الأُولى، ولا يُمكِنُ لها أن تُسابِقَ الأمَمَ المعاصِرَةَ في العُلومِ الطَّبيعِيَّةِ، وأسبابِ الرُّقِيِّ المادِّيِّ، وإن فَكَّرَت في مُسابَقَتِها لكانَت مُسابَقَتُها كمُسابَقَةِ الأَرنبِ والسُّلحُفَاةِ.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مَنْ كَمُلَ إيمانُهُ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمُلَت حِكمَتُهُ، ومن كَمُلَت حِكمَتُهُ عَرَفَ الغايَةَ التي خُلِقَ من أجلِها، وعندَها يَسيرُ وَفقَ المنهَجِ الذي جاءَ به سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ويَتَّبِعُ سِيرَةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
عُرِضَتِ الدُّنيا على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَفَضَها:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: هَل كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَبحَثُ عن المَالِ والشَّرَفِ والمُلكِ والرِّياسَةِ والسِّيادَةِ والرِّيادَةِ من خِلالِ هَذا الدِّينِ الحَنيفِ العَظيمِ؟
جَاء في سيرةِ ابنِ هشامٍ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ـ وَكَانَ سَيِّداً في قَومِهِ ـ قَالَ يَوْماً وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَلَا أَقُومُ إلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ أُمُوراً لَعَلَّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا فَنُعْطِيهِ أَيَّهَا شَاءَ وَيَكُفُّ عَنَّا؟
فَقَالُوا: بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ، قُمْ إلَيْهِ فَكَلِّمْهُ.
فَقَامَ إلَيْهِ عُتْبَةُ حَتَّى جَلَسَ إلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنَّك مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ مِنْ السِّطَةِ فِي الْعَشِيرَةِ ـ المنزِلَةِ الرَّفيعةِ ـ وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّك قَدْ أَتَيْت قَوْمَك بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، فَرَّقْت بِهِ جَمَاعَتَهُمْ، وَسَفَّهْت بِهِ أَحْلَامَهُمْ، وَعِبْت بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ، وَكَفَّرْت بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ، فَاسْمَعْ مِنِّي أَعْرِضْ عَلَيْك أُمُوراً تَنْظُرُ فِيهَا لَعَلَّك تَقْبَلُ مِنْهَا بَعْضَهَا.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعْ» ـ وهذا من حِكمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فسيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما جاءَ لِيَكُمَّ الأفواهَ ـ
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنْ كُنْت إنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفاً سَوَّدْنَاك عَلَيْنَا، حَتَّى لَا نَقْطَعَ أَمْراً دُونَك، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ مُلْكاً مَلَّكْنَاك عَلَيْنَا. بمعنَى: هَل تُرِيدُ بِهذَا الدِّينِ عَرَضَاً مِن أَعرَاضِ الدُّنيَا؟
لقد سَمِعَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ منهُ كُلَّ ذلكَ بِهُدوءٍ وتَأنٍّ، ثمَّ سألَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفرَغتَ يا أبا الوليدِ؟».
قال: نَعَم.
فَقَرَأَ عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حم السَّجْدة، حتَّى مَرَّ بالسَّجدَةِ، فَسَجَدَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وعتبةُ مُلْقٍ يَدَهُ خَلْفَ ظَهرِهِ حتَّى فَرِغَ من قِراءَتِها، ثمَّ قامَ عتبةُ ما يَدرِي ما يَرجِعُ بهِ إلى نَادِي قَومِهِ.
فلمَّا رَأَوهُ مُقبلاً قَالوا: لقد رَجَعَ إليكُم بوجهٍ غيرِ ما قَامَ بِهِ من عندِكُم.
فَجَلَسَ إليهم فقال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، قد كَلَّمتُهُ بالذي أمرتُمُوني به حتَّى إذ فَرِغتُ كَلَّمَني بِكلامٍ لا والله ما سَمِعَت أذُنايَ مِثلَهُ قَطُّ، وما دَرَيتُ ما أقولُ له، يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، فأطيعُوني اليومَ واعصُوني فيما بعدَهُ، واترُكُوا الرَّجُلَ واعتَزِلوهُ، فَوَالله ما هوَ بِتارِكٍ ما هوَ عليه، وخَلُّوا بينَهُ وبينَ سائِرِ العَرَبِ، فإن يَظهَر عليهِم يَكُن شَرَفُهُ شَرَفُكُم وعِزُّهُ عِزُّكُم، وإن يَظهَروا عليه تَكونوا قد كُفيتُموهُ بِغَيرِكُم. رواهُ ابنُ عَسَاكِر عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ عَرْضَ هذهِ الأمورِ على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نبيِّ الأمَّةِ هوَ عَرْضٌ على الأمَّةِ كُلِّها، وعندَما رَفَضَ ذلكَ من غَيرِ شَكٍّ ولا تَأخيرٍ، وَجَبَ على الأمَّةِ أن تَرفُضَ هذا، وإلَّا فَقَد غَيَّرَت وبَدَّلَت وشَذَّت عن النَّهجِ الذي جاءَ به الحبيبُ الأعظمُ سيِّدُنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
لَقَد عَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ بِهَذا المَوقِفِ أمرَينِ:
الأَمرُ الأوَّل:أنَّ طَرِيقَ إصلاحِ المُجتَمَعِ لا يَكُونُ إلَّا بإِصلاحِ الفَردِ أَوَّلاً يَنتَهِي بعدَ ذلِكَ إلى رأسِ الهَرَمِ.
الأمرُ الثَّانِي: أنَّهُ ما أرادَ بهذا الدِّينِ وُصُولاً إلى مالٍ أو سِيَادَةٍ أو مُلكٍ.
خُلِقَتِ الأمَّةُ للسَّعيِ للآخِرَةِ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: الحِكمَةُ أن تَعرِفَ لأيِّ شيءٍ خُلِقتَ؟ فالعَبدُ مَا خُلِقَ للسَّعيِ وراءَ الدُّنيا، بل خُلِقَ للسَّعيِ للآخِرَةِ، فالدُّنيا خُلِقَت لَهُ، وهو خُلِقَ للآخِرَةِ، فإن زَاحَمَ أهلَ الدُّنيا على دُنياهُم عاتَبَهُ ربُّكَ عزَّ وجلَّ عِتاباً شديداً بقولِهِ: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين﴾.
لا تَجعَل ثَمَرَةَ الدُّنيا غايَتَكَ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: من الحِكمَةِ أن تُفَكِّرَ فيما خُلِقتَ من أجلِهِ، وليسَ من الحِكمَةِ أن تُفَكِّرَ في الثَّمَرَةِ التي وَعَدَكَ اللهُ تعالى بها في الحياةِ الدُّنيا، لأنَّها مَضمونةٌ، نعم، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾. لا تُفَكِّر في الاستِخلافِ لأنَّهُ عَطاءٌ مَشرُوطٌ بِالتَّكلِيفِ، ولكِن فَكِّر بِمَا كُلِّفتَ بهِ، وقُم بِهِ.
والفارِقُ كبيرٌ بينَ من جَعَلَ الثَّمَرَةَ غايَةَ جُهدِهِ، وبينَ من جَعَلَ التَّكلِيفَ الذِي خُلِقَ من أجلِهِ غايَةَ جُهدِهِ، نَعَم، لقد رَفَضَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المالَ والسُّؤدُدَ والمُلكَ، وقامَ بِتَبليغِ رسالَةِ ربِّهِ عزَّ وجلَّ التي كُلِّفَ بِتَبلِغِهَا، فإذا بالمالِ والسُّؤدَدِ والمُلكِ كانوا خَدَماً بينَ يَدَيهِ.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مُهَمَّتُكُم سامِيَةٌ وعالِيَةٌ وغالِيَةٌ، فَقَد أخرَجَكُم ربُّكُم عزَّ وجلَّ للنَّاسِ كافَّةً، لِتَأمُروا بالمعروفِ وتَنهَوا عن المُنكَرِ، وتُؤمِنوا بالله، وتُجاهِدوا في سبيلِهِ، وأعظَمُ الجِهادِ كَلِمَةٌ، مُهِمَّتُكُم هيَ إصلاحُ المُجتَمَعِ الذي يَبدَأُ منَ الفَردِ حتَّى يَنتَهِي إلى رأسِ الهَرَمِ، وليست غَايَةُ الأُمَّةِ من هذا الدِّينِ الوُصولَ إلى مالٍ أو سِيَادَةٍ أو مُلكٍ.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: الحَكِيمُ من النَّاسِ من عَرَفَ لِمَ خُلِقَ في هذهِ الدُّنيا، الحكيمُ من النَّاسِ من أخَذَ ما أخَذَهُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وتَرَكَ ما تَرَكَهُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكانَ على بَصيرَةٍ من أمرِهِ، فَهَل تَتَهافَتُ الأُمَّةُ اليومَ على أمرٍ عُرِضَ على سَيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَفَضَهُ؟ اللَّهُمَّ اجعَلنا مُتَّبِعِينَ لا مُبتَدِعِينَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
24ـ عرضت عليه الدنيا بكل صورها فرفضها
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد، فيا عباد الله:
لقد أخرَجَ اللهُ تعالى أمَّةَ سيِّدِنا محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِمُهِمَّةٍ سامِيَةٍ وعالِيَةٍ وغالِيَةٍ جدَّاً، لِمُهِمَّةٍ عَظيمةٍ طالَ انتِظارُ البَشَرِيَّةِ لها، لِمُهِمَّةٍ تَشاغَلَت عنها أمَمُ الأنبياءِ السَّابِقينَ حتَّى نَسِيَتها، وبذلكَ استَحَقَّتِ اللَّعنَةَ على لِسانِ أنبيائِهَا، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُون * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُون﴾.
لقد أخرَجَ اللهُ تعالى هذهِ الأمَّةَ لِمُهِمَّةِ الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المنكَرِ، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾.
حياةُ الأمَّةِ بالرِّسالةِ والدَّعوَةِ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ حياةَ الأمَّةِ الإسلامِيَّةِ بالرِّسالةِ والدَّعوَةِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، لأنَّ الأمَّةَ التي لا تَحمِلُ رِسالةً ولا تَستَصحِبُ دَعوةً، حَيَاتُها مُصطَنَعَةٌ مادِّيَّةٌ مَحضَةٌ.
وإذا تَرَكَتِ الأمَّةُ المُهَمَّةَ السَّامِيَةَ العالِيَةَ التي خُلِقَت من أجلِها، وسَعَت وراءَ المالِ والمادَّةِ عادت إلى جاهِلِيَّتِها الأُولى، ولا يُمكِنُ لها أن تُسابِقَ الأمَمَ المعاصِرَةَ في العُلومِ الطَّبيعِيَّةِ، وأسبابِ الرُّقِيِّ المادِّيِّ، وإن فَكَّرَت في مُسابَقَتِها لكانَت مُسابَقَتُها كمُسابَقَةِ الأَرنبِ والسُّلحُفَاةِ.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مَنْ كَمُلَ إيمانُهُ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَمُلَت حِكمَتُهُ، ومن كَمُلَت حِكمَتُهُ عَرَفَ الغايَةَ التي خُلِقَ من أجلِها، وعندَها يَسيرُ وَفقَ المنهَجِ الذي جاءَ به سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ويَتَّبِعُ سِيرَةَ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .
عُرِضَتِ الدُّنيا على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَفَضَها:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: هَل كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَبحَثُ عن المَالِ والشَّرَفِ والمُلكِ والرِّياسَةِ والسِّيادَةِ والرِّيادَةِ من خِلالِ هَذا الدِّينِ الحَنيفِ العَظيمِ؟
جَاء في سيرةِ ابنِ هشامٍ: أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ ـ وَكَانَ سَيِّداً في قَومِهِ ـ قَالَ يَوْماً وَهُوَ جَالِسٌ فِي نَادِي قُرَيْشٍ، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَلَا أَقُومُ إلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِ أُمُوراً لَعَلَّهُ يَقْبَلُ بَعْضَهَا فَنُعْطِيهِ أَيَّهَا شَاءَ وَيَكُفُّ عَنَّا؟
فَقَالُوا: بَلَى يَا أَبَا الْوَلِيدِ، قُمْ إلَيْهِ فَكَلِّمْهُ.
فَقَامَ إلَيْهِ عُتْبَةُ حَتَّى جَلَسَ إلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنَّك مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ مِنْ السِّطَةِ فِي الْعَشِيرَةِ ـ المنزِلَةِ الرَّفيعةِ ـ وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّك قَدْ أَتَيْت قَوْمَك بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، فَرَّقْت بِهِ جَمَاعَتَهُمْ، وَسَفَّهْت بِهِ أَحْلَامَهُمْ، وَعِبْت بِهِ آلِهَتَهُمْ وَدِينَهُمْ، وَكَفَّرْت بِهِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ، فَاسْمَعْ مِنِّي أَعْرِضْ عَلَيْك أُمُوراً تَنْظُرُ فِيهَا لَعَلَّك تَقْبَلُ مِنْهَا بَعْضَهَا.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ أَسْمَعْ» ـ وهذا من حِكمَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فسيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ما جاءَ لِيَكُمَّ الأفواهَ ـ
قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إنْ كُنْت إنَّمَا تُرِيدُ بِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَالًا جَمَعْنَا لَك مِنْ أَمْوَالِنَا حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالاً، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ بِهِ شَرَفاً سَوَّدْنَاك عَلَيْنَا، حَتَّى لَا نَقْطَعَ أَمْراً دُونَك، وَإِنْ كُنْت تُرِيدُ بِهِ مُلْكاً مَلَّكْنَاك عَلَيْنَا. بمعنَى: هَل تُرِيدُ بِهذَا الدِّينِ عَرَضَاً مِن أَعرَاضِ الدُّنيَا؟
لقد سَمِعَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ منهُ كُلَّ ذلكَ بِهُدوءٍ وتَأنٍّ، ثمَّ سألَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَفرَغتَ يا أبا الوليدِ؟».
قال: نَعَم.
فَقَرَأَ عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حم السَّجْدة، حتَّى مَرَّ بالسَّجدَةِ، فَسَجَدَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وعتبةُ مُلْقٍ يَدَهُ خَلْفَ ظَهرِهِ حتَّى فَرِغَ من قِراءَتِها، ثمَّ قامَ عتبةُ ما يَدرِي ما يَرجِعُ بهِ إلى نَادِي قَومِهِ.
فلمَّا رَأَوهُ مُقبلاً قَالوا: لقد رَجَعَ إليكُم بوجهٍ غيرِ ما قَامَ بِهِ من عندِكُم.
فَجَلَسَ إليهم فقال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، قد كَلَّمتُهُ بالذي أمرتُمُوني به حتَّى إذ فَرِغتُ كَلَّمَني بِكلامٍ لا والله ما سَمِعَت أذُنايَ مِثلَهُ قَطُّ، وما دَرَيتُ ما أقولُ له، يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، فأطيعُوني اليومَ واعصُوني فيما بعدَهُ، واترُكُوا الرَّجُلَ واعتَزِلوهُ، فَوَالله ما هوَ بِتارِكٍ ما هوَ عليه، وخَلُّوا بينَهُ وبينَ سائِرِ العَرَبِ، فإن يَظهَر عليهِم يَكُن شَرَفُهُ شَرَفُكُم وعِزُّهُ عِزُّكُم، وإن يَظهَروا عليه تَكونوا قد كُفيتُموهُ بِغَيرِكُم. رواهُ ابنُ عَسَاكِر عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: إنَّ عَرْضَ هذهِ الأمورِ على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نبيِّ الأمَّةِ هوَ عَرْضٌ على الأمَّةِ كُلِّها، وعندَما رَفَضَ ذلكَ من غَيرِ شَكٍّ ولا تَأخيرٍ، وَجَبَ على الأمَّةِ أن تَرفُضَ هذا، وإلَّا فَقَد غَيَّرَت وبَدَّلَت وشَذَّت عن النَّهجِ الذي جاءَ به الحبيبُ الأعظمُ سيِّدُنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
لَقَد عَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ بِهَذا المَوقِفِ أمرَينِ:
الأَمرُ الأوَّل:أنَّ طَرِيقَ إصلاحِ المُجتَمَعِ لا يَكُونُ إلَّا بإِصلاحِ الفَردِ أَوَّلاً يَنتَهِي بعدَ ذلِكَ إلى رأسِ الهَرَمِ.
الأمرُ الثَّانِي: أنَّهُ ما أرادَ بهذا الدِّينِ وُصُولاً إلى مالٍ أو سِيَادَةٍ أو مُلكٍ.
خُلِقَتِ الأمَّةُ للسَّعيِ للآخِرَةِ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: الحِكمَةُ أن تَعرِفَ لأيِّ شيءٍ خُلِقتَ؟ فالعَبدُ مَا خُلِقَ للسَّعيِ وراءَ الدُّنيا، بل خُلِقَ للسَّعيِ للآخِرَةِ، فالدُّنيا خُلِقَت لَهُ، وهو خُلِقَ للآخِرَةِ، فإن زَاحَمَ أهلَ الدُّنيا على دُنياهُم عاتَبَهُ ربُّكَ عزَّ وجلَّ عِتاباً شديداً بقولِهِ: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين﴾.
لا تَجعَل ثَمَرَةَ الدُّنيا غايَتَكَ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: من الحِكمَةِ أن تُفَكِّرَ فيما خُلِقتَ من أجلِهِ، وليسَ من الحِكمَةِ أن تُفَكِّرَ في الثَّمَرَةِ التي وَعَدَكَ اللهُ تعالى بها في الحياةِ الدُّنيا، لأنَّها مَضمونةٌ، نعم، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾. لا تُفَكِّر في الاستِخلافِ لأنَّهُ عَطاءٌ مَشرُوطٌ بِالتَّكلِيفِ، ولكِن فَكِّر بِمَا كُلِّفتَ بهِ، وقُم بِهِ.
والفارِقُ كبيرٌ بينَ من جَعَلَ الثَّمَرَةَ غايَةَ جُهدِهِ، وبينَ من جَعَلَ التَّكلِيفَ الذِي خُلِقَ من أجلِهِ غايَةَ جُهدِهِ، نَعَم، لقد رَفَضَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ المالَ والسُّؤدُدَ والمُلكَ، وقامَ بِتَبليغِ رسالَةِ ربِّهِ عزَّ وجلَّ التي كُلِّفَ بِتَبلِغِهَا، فإذا بالمالِ والسُّؤدَدِ والمُلكِ كانوا خَدَماً بينَ يَدَيهِ.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: مُهَمَّتُكُم سامِيَةٌ وعالِيَةٌ وغالِيَةٌ، فَقَد أخرَجَكُم ربُّكُم عزَّ وجلَّ للنَّاسِ كافَّةً، لِتَأمُروا بالمعروفِ وتَنهَوا عن المُنكَرِ، وتُؤمِنوا بالله، وتُجاهِدوا في سبيلِهِ، وأعظَمُ الجِهادِ كَلِمَةٌ، مُهِمَّتُكُم هيَ إصلاحُ المُجتَمَعِ الذي يَبدَأُ منَ الفَردِ حتَّى يَنتَهِي إلى رأسِ الهَرَمِ، وليست غَايَةُ الأُمَّةِ من هذا الدِّينِ الوُصولَ إلى مالٍ أو سِيَادَةٍ أو مُلكٍ.
أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: الحَكِيمُ من النَّاسِ من عَرَفَ لِمَ خُلِقَ في هذهِ الدُّنيا، الحكيمُ من النَّاسِ من أخَذَ ما أخَذَهُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وتَرَكَ ما تَرَكَهُ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وكانَ على بَصيرَةٍ من أمرِهِ، فَهَل تَتَهافَتُ الأُمَّةُ اليومَ على أمرٍ عُرِضَ على سَيِّدِنَا رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَرَفَضَهُ؟ اللَّهُمَّ اجعَلنا مُتَّبِعِينَ لا مُبتَدِعِينَ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin