إن الذي تضمن هذا الجزء السابع من الإقليم الثالث في حصة من البلاد المعمورة كورة إصطخر ومدها مثل كثة وميبذ ونايين والفهرج والروذان على أنها كانت فيما يذكر من أعمال كرمان فقلبت في دواوين فارس وامتداد هذه الناحية نحو مائة وثمانين ميلاً ومن مدنها ابرقويه واقليد والسرمق والجوبرقان ومشكان والارجمان وبرم ومدينة عبد الرحمن وميرزنجان وصاهك الكبرى وهراة والأذركان والخيرة وابرج وخرمة والسرداب وكمين وبجة وكرد واللورجان.
وفي هذا الجزء أيضاً يتصل بجنوب هذه البلاد بلاد كرمان وفيها من المدن المنوجان ورويست وولاشجرد و الخبروقان والروذان ورستاق الرستاق والسيرجان وبردسير وزرند وماهان وخبيص وخناب وجيرفت وهرمز وسوروا وقفيز والريقان وبم والفهرج ونرماشير وسبيج وكل هذه مدن كرمان.
ويتصل بكلتا الناحيتين من أرض فارس وأرض كرمان في جهة الشرق المفازة العظيمة التي ليس في معمور الأرض مثلها وفيها جمل قرى وبضفاتها مدن سنأتي بذكرها في موضعها ويتصل بهذه المفارة أكثر أرض سجستان وفيها من المدن المشهورة مدينة زرنج والطاق والقرنين وخواش وسروان وبست وانزالقان وبنجواي واسفنجاي وسيوي وبشلنك وبغنين وجزة وفره ودزة ودزق وقلائي وكركوية وهيشوم وباشورد.
ويتصل بهذه المدن من جهة الشمال من بلاد خراسان قطعة فيها بعض بلاد خراسان المعمورة المشهورة منها قاين وزوزن وسلومك وينابذ ومالن والواديقان وسرخس وبوزنجان ومنها من بلاد قوهستان باشين وكرين وطبس وخاسكين وبشتاذران وكل هذه البلاد المذكورة نريد أن نذكرها بلداً بلداً وقطراً قطراً على ما هي عليه من الصفات المختلفة والكور المؤتلفة والأقاليم والرساتيق حسب ما جرت به عادتنا فيما سلف قبل هذا بحول الله تعالى وحسن معونته وتوفيقه.
فنقول إن كورة إصطخر من أرض فارس أعظم كورها وأكثرها بلاداً وأوسعها عمارة وأكثرها جهات وأزكاها غلات ومدينة إصطخر هي كما قدمنا ذكرها أكبر هذه البلاد قطراً وأكثرها عمارةً وخلقاً ومنها إلى ابرقويه ستة وتسعون ميلاً ومدينة ابرقويه مدينة حصينة خصيبة كثيرة العامر مقصودة بالتجارات عليها سور تراب والغالب على أبنيتها لبن الطين وليس بها ماء جار ولا حولها شيء من الشجر ولا عمارة بما استدار بها لكن بها مزارع الحنطة والحبوب وأسعارها رخيصة وبقرب ابرقويه تلال رمال وجبال عظام طولها أكثر من ميلين وبين إصطخر وابرقويه مدينة بجة وهي متوسطة بين إصطخر وابرقويه وهي مدينة صغيرة عامرة ولها رستاق يسمى الأرد كثير العمارة والقرى.
ومن ابرقويه إلى كثة مائة وثلاثة وعشرون ميلاً وكثة هي مدينة جليلة عامرة آهلة كثيرة التجارات متصلة العمارات على طرف المفازة لها طيب هواء البرية وصحته وهي من أخصب البلاد وأكثرها أرزاقاً ولها رستاق يشتمل على ربض والغالب على أبنيتها لبن الطين ولها مدينة محصنة بحصن وللحصن بابان من حديد يسمى أحدهما باب اندور والباب الثاني باب المسجد وإنما سمي بباب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في الربض ومياهها من القنوات لا نهر لها وماء قنواتها يأتي من ناحية القلعة غرباً وبينهما ثمانية عشر ميلاً وعلى قرب من هذا الحصن قرية تعرف بدنج وفيها معدن الآنك ومنها يتجهز به إلى سائر الأقطار وهذه القرية نزيهة جداً ولهذه المدينة المقدم ذكرها رساتيق ممتدة عريضة خصيبة وهي ورساتيقها كثيرة الشجر طيبة الثمر وربما كثرت فيجفف أكثرها ويحمل إلى سائر الأقطار والأكثر إلى أرض إصبهان وما جاورها وجبالها كثيرة الشجر والنبات وخارج المدينة ربض يشتمل على أبنية وأسواق قائمة العمارة وأهلها متأدبون طالبون للعلوم.
ومن كثة إلى يزد شرقاً ثلاثون ميلاً ومدينة يزد مدينة متوسطة المقدار رخيصة الأسعار عامرة وانجيرة بينها وبين يزد أربعة وعشرون ميلاً وانجيرة موضع فيه قباب وعين ماء عليها أصول شجر تين ومنها تأخذ الطريق إلى خراسان وهي على رأس المفازة.
ومن مدينة كثة إلى عقدة ثلاثون ميلاً وعقدة مدينة صغيرة عامرة قائمة الأسواق وأهلها مياسير وكرد تتاخم ابرقويه وهي أكبر من ابرقويه وبنيانها كبناء ابرقويه بلبن الطين وفيها خصب ورخص أسعار.
ومن عقدة إلى نايين خمسة وسبعون ميلاً ونايين مدينة حسنة ذات سور من طين ولها أسواق ومتاجر وأموال متصرفة ومن نايين إلى إصبهان ثمانية وسبعون ميلاً.
ومن كثة إلى الفهرج في جهة الجنوب خمسة عشر ميلاً والفهرج مدينة صغيرة متحضرة لها سوق عامرة وأهلها أكياس ومن الفهرج إلى أنار وهي مدينة صغيرة لا سور لها خمسة وسبعون ميلاً ومن أنار إلى الروذان أربعة وخمسون ميلاً وكذلك من قرية أنار إلى المريزجان مرحلة خفيفة وهي متاخمة للمفازة وهي حصينة كثيرة الأهل وبها أجناد وأعمال وجبايات.
والروذان مدينة كبيرة كثيرة الخيرات متصلة العمارات لها أسواق ومكاسب وأهلها مياسير ولها رستاق عامر ممتد فيه من المنابر كثير والروذان في ذاتها قريبة من ابرقريه في الشبه وقدر الكبر وحسن المباني.
وأما مدينة خرمة فقريبة الشبه من ابرقويه كبراً وعمارةً وتصرف تجارات ومنها إلى مدينة شيراز ستة وثلاثون ميلاً ولمدينة خرمة رستاق يعرف بالطسوج وكذلك مدينة ميبذ واحدة من كورة كثة وكذلك مدينة نايين والفهرج اللتين قدمنا ذكرهما فهذه البلاد الأربعة كورة واحدة وليس في جميع النواحي ناحية بها أربعة منابر غير هذه الناحية.
ومما يجاور ابرقويه مدينة اقليد والسرمق مدينة خصيبة جليلة رخيصة الأسعار كثيرة الأشجار عامرة القطر كثيرة التجارات قائمة الأسواق ولها رستاق واسع كثير الزراعات خصيب والجوبرقان رستاق كبير ومدينة مشكان وهي مدينة متوسطة المقدار خصيبة أسواقها عامرة وأحوالها حسنة.
ومن مدن كورة إصطخر مدينة صاهك وهي مدينة لها سور تراب وهي عامرة وأهلها يتجولون ويسافرون وأموالهم كثيرة وأحوالهم صالحة ومنها إلى شيراز مائة وثمانية وثلاثون ميلاً وصاهك على الطريق بين شيراز وكرمان ومن صاهك أيضاً إلى السيرجان من كرمان تسعون ميلاً وكذلك من شيراز إلى السيرجان على صاهك مائتان وثمانية وعشرون ميلاً.
وأما مدينة البيضاء فهي مدينة كبيرة لها حصن وربض عامر وهي أكبر مدن كورة إصطخر وإنما سميت البيضاء لأن قلعتها بيضاء يرى بياضها من بعد واسمها بالفارسية نسايك وهي في الكبر تضاهي إصطخر وبناؤها من طين ولها حروث متشعبة وخصب زايد وأكثر ميرة شيراز منها وأهلها مياسير وزيهم زي العراقيين في اللباس والعمائم ومن البيضاء إلى شيراز أربعة وعشرون ميلاً.
والأرجمان مدينة ولها رستاق متسع الطنب يسمى المريزجان.
وأما إقليم السرداب وحومتها وكمين فلهما منبران وجماعات وعمارات.
ومدينة بجة لها رستاق يسمى الأرد وهي مدينة صغيرة ومثلها في القدر مدينة كرد وهي متحضرة ولها منبر ولها رستاق صغير وأما مدينة اللورجان فهي صغيرة حسنة ورستاقها السردن فهذه جملة ما في كورة إصطخر من أرض فارس بها بأرض كرمان.
وأرض كرمان متوسطة بين أرض فارس وأرض مكران وأعظم مدنها السيرجان والسيرجان ينزلها العمال والولاة وبها الدواوين وعليها سور تراب حصين وأبنيتها بشتى حجر لقلة الخشب بها وبها أسواق كثيرة عامرة بالناس وبها مياسير ذوو أموال كثيرة وأحوال حسنة وشرب أهلها من الآبار وهي أكبر مدينة بكرمان وفي أهلها عفة وخير ظاهر وفي تجارتهم حسن معاملة وانقياد ورجوع إلى الحقائق وفيهم نزاهة عن كثير من أخلاق السوقة والفعلة بسائر البلاد ومنها إلى جيرفت ست مراحل والطريق على باختة.
ومدينة جيرفت كبيرة طولها نحو ميلين وهي ممدنة آهلة عامرة ولها غلات وزروع كثيرة وزروعهم على السقي وماؤهم الذي يسقون به ويشربون منه هو من واديها المسمى هري روذ وهو نهر صغير شديد الجري له وجبة رخرخرة زائدة وجريه على الصخور لا يستطيع أحد أن يجوزه راكباً بل يجوزه على رجليه لكثرة أحجاره وملاستها ومقدار ما يدور به خمسون رحى ويقرب من مدينة جيرفت جبل يعرف بالميزان وفيه جنات لها فواكه جمة وفواكه جيرفت وحطبها أكثره يجلب من هذا الجبل إليها ومن موضع يعرف بدرفارد وبجيرفت من الفواكه ما يجلب إليها من الصرود والجروم كالبلح والرطب والجوز والأترج والأعناب والقصب الحلو ولأهلها زي حسن وعيش خصيب وبها متاجر خراسان وسجستان وتجلب إليها الخيرات والبضائع والتجارات وهي مدينة حسنة كاملة من كل شيء وبسائر جروم جيرفت التمر مائة منه بدرهمين ولهم في تمرهم سيرة حسنة وهي أنهم لا يرفعون منه ما تسقطه الريح وأن السابلة يأخذونه دون أربابه.
ومن مدينة كرمان مدينة بيمند وبينها وبين السيرجان خمسة عشر ميلاً وهي مدينة متوسطة متحضرة لها سوق نافقة وفواكه تجلب إليها من بساتينها وجناتها وبها عيون وماء كثير ومن مدن كرمان مدينة باختة وهي صغيرة حسنة صالحة العمارة وبها أسواق وبها صناعات ومنها إلى السيرجان شمالاً مائة ميل وميلان ومنها إلى جيرفت جنوباً ستون ميلاً وبجنوب باختة مدينة خبر وهي مدينة صغيرة متحضرة ومنها إلى جيرفت اثنان وسبعون ميلاً ومنها إلى باختة ثمانية عشر ميلاً وهي مدينة جليلة الزراعات والأشياء إليها تجلب من المدن.
ومن المدن التي بين جيرفت والفهرج مدينة هرمز الملك المسماة في هذا الوقت قرية الجوز وهي كانت مدينة هرمز وفيها كانت مملكته إلى أن هلك وانفصل الملك عنها إلى السيرجان فهرمز الآن مدينة صغيرة وساكنوها من أهلها وأخلاط من الناس وهي مدينة حسنة الداخل والخارج كثيرة المياه وبها أسواق وتجارات بقدرها وبينها وبين جيرفت غرباً مرحلة ومنها إلى مدينة بم مرحلة.
ومدينة بم مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة وأموال كثيرة ولها نخل وكروم وقرى كثيرة وهي أصح هواء من جيرفت ولها قلعة منيعة حصينة مشهورة بالتحصين مذكورة في جميع بلاد كرمان وفي أهلها تجار مياسير وبها صناعات قائمة وطرز منصوبة لعمل ثياب القطن الحسنة يصنع بها منها المتاع الكثير ويتجهز به إلى سائر الأقطار وكذلك تصنع عندهم الطيالسة الفاخرة المقورة التي يساوي الطيلسان الرفيع منها ثلاثين ديناراً فما فوقها وما تحتها ويتجهز به التجار إلى سائر الأرض من العراقات والشامات وديار مصر وكذلك يصنع بها من العمائم الرفيعة كل شيء بديع وثيابهم حسنة الصنعة ثابتة الأصول تبقى مع الدهر ولا تفنى إلا بعد مدد وأزمان طويلة والملوك يتنافسون في ثيابها وجيد متاعها ويقتنونه ادخاراً في خزائنهم.
ومن بم إلى جيرفت مرحلتان كبيرتان وهما ستون ميلاً ومن بم إلى نرماشير مرحلة ونرماشير مدينة متوسطة على قارعة المفازة وهي مدينة فيها أسواق وعمارة وتجارات داخلة وخارجة.
ومن مدن كرمان مدينة هرمز الساحلية التي على بحر فارس وهي فرضة مدن كرمان وهي في ذاتها مدينة كبيرة كثيرة العمارة كثيرة الدخل حارة جداً ويزرع بنواحها الكمون الكثير والنيلج الذي إليه المنتهى في الطيب المضروب به المثل ويتجهز به منها إلى كل الآفاق وأهل مدينة مغون وأهل مدينة ولاشجرد ليس لهم غلة إلا هو ولهم بغرسه اهتمام لكثرة فائدته وعموم منفعته وجودته عندهم وقد يصل في هذه البلاد من قصب السكر السكر الكثير والفانيذ والغالب على طعام هؤلاء الساكنين بهذه البلاد الشعير وهو أكثر زراعاتهم وجل حبوبهم وفي هذه البلاد النخل الكثير الطيب التمر ومدينة هرمز على خليج يسمى الجيز يخرج من بحر فارس تدخل فيه السفن من البحر إلى المدينة.
وأما الفهرج فهي مدينة على رأس المفازة المتصلة بسجستان بها أسواق عامرة ولها سور تراب ومنها إلى سجستان مائتان وعشرة أميال وذلك عرض المفازة بينهما ومن الفهرج إلى نرماشير السابق ذكرها مرحلة وأما ما بقي من سائر بلاد كرمان فأكثرها حواضر صغار المقادير ونحن الآن نذكر ما بقي منها على طرقاتها المشهورة إن شاء الله.
فمن ذلك الطريق من السيرجان إلى رستاق الرستاق من حد فارس وذلك أربع مراحل تخرج من السيرجان إلى مدينة كاهون مرحلتين وكامون بلد حسن كثير النخل مليح الجهات به سوق نافقة وربح كثير ومن كاهون إلى بلد خشناباذ مرحلة ومن خشناباذ إلى رستاق الرستاق من فارس مرحلة.
والطريق من السيرجان إلى الروذان من حدود فارس أربع مراحل تخرج من السيرجان إلى مدينة بيمند اثني عشر ميلاً وهي مدينة لها سور تراب وبها مساكن عامرة وأسواق قائمة وصناعات دائمة ومن بيمند إلى مدينة كردكان ستة أميال وهي مدينة خصبة كثيرة الخصب والزراعات ومنها إلى اناس مرحلة كبيرة واناس مدينة متوسطة القدر حسنة الأسواق فسيحة الطرق وبها عمارات ومن اناس إلى مدينة الروذان من حد فارس مرحلة خفيفة.
وكذلك الطريق من السيرجان إلى رباط السرمقان من حد فارس مرحلتان كبيرتان وليس بينهما منزل يعول عليه والسرمقان قرية صغيرة ولا منبر بها.
والطريق من مدينة السيرجان إلى مدينة البم المتقدم ذكرها تخرج من السيرجان إلى الشامات مرحلة وبينهما رستاق كبير ويعرف بقوهستان وهو رستاق عامر وفيه قرية سلطانية ومن الشامات إلى مدينة بهار مرحلة وهي مدينة صغيرة عامرة ومنها إلى خناب وهي مدينة صغيرة مرحلة خفيفة ومنها إلى مدينة غبيرا مرحلة خفيفة وغبيرا مدينة صغيرة لكنها ذات سوق وتجار وصناع ومعارف ومن غبيرا إلى جوين وهي مدينة ثلاثة أميال وهي في وطاء من الأرض حسنة الجهات والمقابلات ومن جوين إلى راين مرحلة وراين مدينة متوسطة المقدار تشبه جون في ذاتها وجميع أحوالها ومعايش أهلها ومنها إلى سروستان مرحلة وسروستان مدينة عامرة حسنة البقع كثيرة المزارع رائعة الجهات كثيرة الخيرات وبها سوق ومنها إلى دارجين مرحلة ودارجين حسنة كاملة بديعة المصانع والمباني ومن دارجين إلى بم المدينة مرحلة فالجملة تسع مراحل.
والطريق من سروستان إلى جيرفت وبينهما مرحلتان وكذلك من مدينة السيرجان إلى مدينة جيرفت قصداً على باختة من السيرجان إلى باختة أربع مراحل وقد تقدم ذكر مدينة باختة ومنها إلى خبر مرحلة ومن مدينة خبر السابق ذكرها إلى جبل الفضة مرحلة ومن هذا الجبل إلى درفارد مرحلة ودرفارد عمارة ومكان خصيب ومنه إلى جيرفت مرحلة خفيفة.
والطريق من السيرجان إلى مدينة خبيص ست مراحل ترحل من السيرجان إلى قرية كرج مرحلة ومنها إلى مدينة فردين مرحلة وفردين مدينة ذات أسواق وسور تراب ولها قصبة ومنها إلى مدينة ماهان مرحلة وماهان مدينة صغيرة متحضرة لها مزارع وغلات وعيون جارية ومنها إلى ندغ مرحلة وهي قرية عامرة ومنها إلى قرية داروا مرحلة ومن داروا إلى مدينة خبيص مرحلة ومدينة خبيص على طرف المفازة الكبيرة وهي مدينة عامرة صغيرة من جروم كرمان وماؤها جار وبها نخيل كثير وهي حصينة رخيصة الأسعار.
والطريق أيضاً من مدينة السيرجان إلى زرند أربع مراحل وذلك أن من السيرجان إلى مدينة بردسير مرحلتان وهي مدينة حسنة عامرة كثيرة الخصب لها سور وخندق وأبواب وبها أسواق كثيرة وصناعات مفتعلة نافقة ومنها إلى جنزروذ مرحلة كبيرة ومدينة جنزروذ مدينة كبيرة عامرة بأسواق وصناع ومنها إلى مدينة زرند مرحلة ومدينة زرند مدينة متوسطة بسور تراب على ضفة المفازة الكبيرة وبها خصب وزراعات وإصابات وفوائد جمة وفيها مدابغ للجلود وبها تصنع البطائن الزرندية المعروفة والتجار يتجهزون بها إلى العراق وربما حملت إلى مصر.
والطريق من جيرفت إلى الرستاق بأرض فارس من جيرفت إلى قناة الشاه مرحلة وهي رستاق ومنها إلى مغون مرحلة ومغون مدينة صغيرة فيها أسواق ومنها إلى مدينة ولاشجرد ويقال ولاشكرد بالكاف مرحلة وهي مدينة عامرة صغيرة القدر كثيرة العامر ولها سوق ومنها تفترق طريق إلى هرمز.
والطريق من ولاشجرد إلى مدينة اذركان مرحلة وهي مدينة صغيرة متحضرة ومنها إلى خبروقان ثلاثة أميال وهي مدينة جيدة جامعة صغيرة ذات أسواق ومعايش ومنها إلى كشستان مرحلة خفيفة وهي مدينة متوسطة القدر متحضرة ومن كشستان إلى الرستاق مرحلتان.
والطريق من جيرفت إلى هرمز الساحلية تسير من جيرفت إلى قناة الشاه مرحلة إلى مغون مرحلة إلى ولاشجرد المتقدم ذكرها مرحلة ومن ولاشجرد المتقدم ذكرها مرحلة ومن ولاشجرد تعدل الطريق إلى جهة المغرب إلى مدينة كومين مرحلة وهي مدينة جيدة متوسطة المقدار حسنة المباني نزيهة فرجة ومنها إلى المنوجان مرحلتان مرحلة إلى نهر زنكان ومرحلة من نهر زنكان إلى المنوجان ومن المنوجان إلى هرمز قد تقدم لنا وصفها قبل هذا ولا يحتاج إلى إعادته .
والطريق من هرمز إلى فارس من هرمز إلى قرية سوروا على البحر وهي مدينة صغيرة لا سور لها وليس بها منبر وبها صيادون للسمك على البحر كثيرون ومن سوروا إلى مدينة رويست ثلاث مراحل ورويست مدينة حسنة عامرة ذات نخيل وبساتين.
ولسان أهل كرمان الفارسية إلا القفص فإن لهم لساناً آخر.
ومما يلي الجبال المتاخمة لمكران وهي الجبال المسماة بجبال البارز محال القوم الذين يسمون بالأخواش ويقال الخواش وهم بواد هناك أصحاب إبل ومواش ولهم أخصاص ينزلون فيها ولهم نخل كثير يرتفع بين خواش ونواحيها الفانيذ الذي يحمل إلى سجستان وغير ذلك.
ونقود أهل كرمان الدراهم والدنانير.
وبأرض كرمان جبال وعرة عالية منها جبال القفص وجبال البارز وجبال معدن الفضة وبين البلاد منها مفاوز متصلة وقفار عامرة وليست عمارة أرض كرمان متصلة مثل اتصال عمارة فارس لأن أرض فارس كلها متصلة غير منفصلة وكرمان بضد ذلك.
فأما جبال القفص فهي جبال تتاخم البحر الفارسي وشمالها بلاد نجيرمان وجنوبها البحر الفارسي وبعض مفاوز مكران وغربيها البحر الفارسي مع بعض البلوص وحدود نواحي المنوجان ونواحي هرمز ويقال إنها سبعة جبال ولكل جبل رئيس منهم وهم صف من الأكراد رحالة ولا دواب لهم وألوانهم سمر نحفاء الأبدان وهم أصحاب مواش ونخل ونحل وبين شمال هذه الجبال ومع المشرق قليلاً البلوص وهم قوم يسكنون في سفح الجبل بعينه وهم أولو نجدة وحدة شوكة وعرامة زائدة ومنة قائمة مع قلة أذيتهم وتأمينهم الطرق وهم أصحاب نعم وسوام ولهم بيوت شعر مثل بيوت العرب وأهل جبال القفص يخافون عاديتهم ويسالمونهم عن غلبة.
وأما جبال البارز فهي جبال متصلة ولها شعاب وهي بين غرب وشمال من جيرفت وهي في ذاتها خصيبة مشجرة كثيرة الخشب وهي بلد صرود والثلج يقع فيها دائماً وأهلها أهل عفاف لا يؤذون الناس ولا يقولون بشر وبها معادن حديد جيد القطع طيب بالغ الجودة في العمل ويتصل بهذا الجبل جبل به معادن الفضة وهو جبل يمتد على ظهر جيرفت ويتصل بكورة درفارد ودرفارد هذه شعب خصيب كثير الفوائد والقرى العامرة ومنه إلى جبل الفضة مرحلة.
وأما المفازة الكبيرة فإنها مفازة متصلة ببلاد كرمان وفارس والملتان وسجستان وبلاد قوهستان وطرف بلاد خراسان ويتصل أسفلها ببلاد قومس والري وهي مفازة قليلة العمارة متصلة المفاوز كثيرة اللصوص والقطاع وذلك لأنها ليست في إقليم قوم بأعيانهم فيحفظونها وهذه المفارة قد أحاطت بها أمم مختلفة الألسن والهيئات من أعمال خراسان وقومس وعمل سجستان وبعضها من عمل كرمان وفارس وإصبهان وقاشان والري ومع ذلك فإنها مفاوز يصعب سلوكها بالخيل وإنما تقطع منها طرق معلومة بالإبل دون الأحمال والسفار يقطعونها في مشقة وجهد على طرق معروفة ومياه معلومة إن نكب عنها قاصد ملك لكثرة شقائها ولكثرة عواديها وللصوص في هذه المفاوز مآو يعتصمون بها ويلجأون إليها وأمنعها مأوى وأكثرها منعاً جبل كركس كوه وجبل سياه كوه وبهما للصوص أموال مدفونة وذخائر مخفية فأما جبل كركس كوه فإنه جبل ليس بالكبير ولكنه منقطع عن الجبال تحيط به المفاوز ويذكر أن دور أسفله نحو من ستة أميال ومع أسفله مياه قليلة وفي وسطه مثل الساحة وهو بجملته وعر المسالك صعب الطرقات وشعابه وحشة من توارى فيها لا يظهر وكذلك جبل سياه كوه مأوى للصوص وليس فيه عمارة وبينهما مقدار يسير.
والطرق المعلومة المسلوكة بهذه المفازة هي طرق قليلة نذكرها على التوالي إن شاء الله فالأول منها تمر من الفهرج الذي من أرض كرمان إلى أرض سجستان من الفهرج إلى الأحساء والآبار أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى جرج منارة أحد وعشرون ميلاً ثم إلى رباط معبد أحد وعشرون ميلاً ثم إلى اسبيذ سبعة وعشرون ميلاً ثم إلى كراغان أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى بر القاضي أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى راسك ثمانية عشر ميلاً ثم إلى كاونيشك اثنا عشر ميلاً ثم إلى برزذين أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى جارون خمسة عشر ميلاً ثم إلى مدينة سجستان ثمانية عشر ميلاً.
والطريق الثاني من نرماشير إلى سجستان فمن نرماشير إلى بذجان مرحلة وهو ماء ينزل عليه في أصل جبل ومنه إلى مدراة ماء آخر ينزل عليه مرحلة ومنه إلى دمراه باذ مرحلة ومنه إلى رباط القاضي مرحلة ومنه إلى رباط القاضي مرحلة ومنه إلى كاونيشك مرحلة وهما رباطان ثم إلى برزذين وهو بئر ماؤها عذب مرحلة ومنه إلى دارك مرحلة ومنه إلى جاورن مرحلة ومن جاورن إلى سجستان مرحلة وهذه المراحل كلها خفاف.
وإن أخذت من نرماشير إلى كروة مرحلة ومنها إلى ندباه مرحلة ثم إلى شروه مرحلة ومنها إلى تمانيح مرحلة ثم إلى سبيج مرحلة وسبيج مدينة صغيرة عامرة في وسط المفازة وهي من عمالة كرمان غير أنها منقطعة عنها وهي عامرة بأهلها ولها زراعات يسيرة ونخل يقوتون به.
ومن مدينة سبيج تأخذ طريقين طريق ذات اليمين إلى سجستان وهي سبع مراحل وطريق ذات اليسار إلى هراة.
فمن شاء طريق سجستان سار من سبيج في المفاز إلى ديرن مرحلة وهي عين ماء ناشعة ومنه إلى بئر كردوج مرحلة ومنه إلى رباط نايرح مرحلة وهو خلاء لا عامر به ومنه إلى تارست باذ وهو ماء ينزل عليه موحلة ومنه إلى باسباد رباط خال مرحلة ومنه إلى سدح مرحلة ثم إلى سجتان.
ومن أراد المسير من سبيج إلى هراة سار ذات اليسار إلى منزل خلاء ثم إلى منزل آخر خلاء ثم إلى رباط عزة مرحلة وهذا الرباط ربما كان معموراً أو غير معمور ومنه إلى جبل مذر مرحلة ومنه إلى قرية سلم مرحلة وهي قرية عامرة كبيرة لها زراعات وحروث ومنها إلى رباط خسك مرحلة ثم إلى نذم مرحلة ثم إلى سمجان مرحلة ثم إلى حوض ناجة مرحلة ثم إلى مدجان مرحلة ثم إلى سردان مرحلة ثم إلى بست مرحلة ثم إلى كردرم مرحلة ثم إلى عطياه مرحلة ثم إلى فره مرحلة وفره من أعمال سجستان وبها تجمع هذه الطريق مع طريق سجستان إلى هراة ومن فره إلى دزة مرحلة ومن دزة إلى كويسان إلى خاشان مرحلة وهي من الاسفزار والاسفزار أول بلاد هراة ومن خاشان إلى قناة سري مرحلة ومن قناة سري إلى الجبل الأسود مرحلة ومن الجبل الأسود إلى جدمان مرحلة ثم إلى هراة مرحلة.
وطريق آخر من نرماشير إلى قرية سلم وهو الطريق الجديد تخرج من نرماشير إلى دارستان مرحلة وهي قرية عامرة فيها عيون ماء جارية ونخل كثير وليس وراءها عمارة ومنها إلى رأس الماء مرحلة ورأس الماء عين جارية يجتمع فاضل مائها إلى بركة كبيرة ومنها يقطع في عرض المفازة أربع مراحل إلى قرية سلم وهذه المراحل الأربع كبار كلها مفازة متصلة مخوفة ومن قرية سلم إلى سجستان عشر مراحل وكذلك منها إلى فره عشر مراحل وفرة قرية كبيرة بقرب البحيرة التي يقع فيها نهر الهيذمند وهو نهر سجستان.
والطريق من خبيص إلى خراسان وخبيص مدينة صغيرة على شفير المفازه من جروم كرمان ولها ماء جار ونخل كثير وأسعارها رخيصة فمن خبيص إلى مكان يسمى الدروازق مرحلة وهو موضع فيه أبنية مهدمة كثيرة ما مد البصر وبها تلال وعلى أنها كانت مسكونة ليس بها بئر ولا عين ولا نهر ولا علامة لماء ومنها إلى شورروذ مرحلة وشورروذ واد جاف أرضه سبخة وتجري فيه مياه السيول فقط وهذه المفازة مالحة التربة ومنها إلى جبل بارسك مرحلة ومنه إلى مكان يعرف بالحوض وهو موضع يجتمع فيه ماء المطر مرحلة ومنه إلى رأس الماء مرحلتان وهو عين ماء يجتمع في حوض يسقي زراعاتها وهو رباط يكون فيه الواحد والاثنان وقد لا يكونون به ومن رأس الماء إلى كركورة وهي قرية على شفير المفازة وهي من حد قوهستان ومن كركورة إلى خوسب مرحلتان وهو حصن صغير ومن خوصب إلى خور مرحتان ومن خور إلى قاين يوم وقاين قاعدة مدن قوهستان وهي من أرض خراسان.
وطريق آخر من راور إلى كرين من أرض خراسان وراور مدينه عامرة عليها حصنان ولها ماء جار وبها نخل وبعض زراعة وهي حدود كرمان فمنها إلى مكان يدعى دركرجوى مرحلة وهو منزل قفر لا بناء فيه وفيه عين ماؤها قليل ومنها إلى شور دوازده مرحلة وهناك رباط قفر قد خرب وفيه نخيل وهو مخوف وقلما يخلو من اللصوص ومنه إلى دير بردان قفر لا بناء فيه مرحلة ومنه إلى رند وهو منزل فيه حوض تجتمع فيه مياه الأمطار مرحلة وليس هناك بناء ومن هذا الحوض إلى رباط نابند ويسكنه مقدار عشرين بيتاً وفيه ماء وعليه رحى صغير ولهم زرع ونخل يسقى بماء عين لهم وقبل أن تصل إلى نابند بفرسخين تجد عين ماء وفيه نخيلات وبناء ليس فيه أحد وهو مأوى للصوص وأهل رباط نابند يتعاعهدون هذا المكان ويحمونه ويحمون ثمر ذلك النخل الذي هناك ومن نابند إلى اردغه منزل قفر مرحلة ومنه إلى بئر شك مرحلة وفيها ماء طيب ومن بئر شك إلى خوسب مرحلة ولا عامر بها ومنها إلى خور مرحلتان ومن خور أيضاً إلى كرين نحو ثلاث مراحل وكرين من بلاد نيسابور من خراسان.
وطريق آخر من يزد إلى ترشيز من يزد إلى انجيرة مرحلة وبها عين ماء وحوض يجتمع فيه ماء المطر وليس بينهما عمارة ومن انجيرة إلى خرانة مرحلة وليس بينهما عمارة وخرانة قرية عامرة تحتوي على أزيد من مائتي رجل وبها زرع وضرع وبساتين وعين جارية من تحت خرانة وعليها حصن منيع وهي على تل مرتفع جنب واد على ضفتيه البساتين والكروم وعندهم خصب على قدم الأيام ومن خزانة إلى تل سياه سبيذ مرحلة وليس بينهما عمارة وهو منزل قفر لا عامر به وفيه حوضان يجتمع بهما ماء الأمطار ومن تل سياه سبيذ إلى ساغند مرحلة وليس بينهما عمارة وهو حصن فيه نحو من مائة رجل وبه عين ماء جارية يزرع عليها قنوات ولها قنوات مياه وبساتين لكن خرانة السابق ذكرها أعمر من ساغند وأحصن بنية ومن ساغند إلى بشت باذام إلى رباط محمد مرحلة خفيفة وهو رباط فيه نحو ثلاثين رجلاً ولهم زروع وعيون ماء ومنه إلى الريك إلى المهلب مرحلة وهو خان وفيه عين ماء وليس بينهما عمارة ومنه إلى رباط خوران مرحلة ورباط خوران رباط من جص وحجارة يكون فيه ثلاثة نفر أو أربعة يحفظونه وبه عين ماء وليس له زرع ومن رباط خوران إلى زادخرة مرحلة وزادخرة بئر ماء وخان وليس فيه ساكن وليس بينهما عمارة ومنه إلى بشتاذرن مرحلة ومن بشتاذرن إلى بن مرحلة خفيفة وبن قرية عامرة فيها أشف من خمسمائة نفس وفيها ماء جار وزروع ومواش وخصب ومن بن إلى دارونة مرحلة وليس بينهما عمارة وريكن رباط فيه زرع وماء جار وهذا الرباط في أكثر الأوقات قفر ومنه إلى اسنيشت مرحلة ليس فيها عمارة ومن اسنيشت إلى ترشيز مرحلة وترشيز من حومة نيسابور.
وفي هذا الجزء أيضاً يتصل بجنوب هذه البلاد بلاد كرمان وفيها من المدن المنوجان ورويست وولاشجرد و الخبروقان والروذان ورستاق الرستاق والسيرجان وبردسير وزرند وماهان وخبيص وخناب وجيرفت وهرمز وسوروا وقفيز والريقان وبم والفهرج ونرماشير وسبيج وكل هذه مدن كرمان.
ويتصل بكلتا الناحيتين من أرض فارس وأرض كرمان في جهة الشرق المفازة العظيمة التي ليس في معمور الأرض مثلها وفيها جمل قرى وبضفاتها مدن سنأتي بذكرها في موضعها ويتصل بهذه المفارة أكثر أرض سجستان وفيها من المدن المشهورة مدينة زرنج والطاق والقرنين وخواش وسروان وبست وانزالقان وبنجواي واسفنجاي وسيوي وبشلنك وبغنين وجزة وفره ودزة ودزق وقلائي وكركوية وهيشوم وباشورد.
ويتصل بهذه المدن من جهة الشمال من بلاد خراسان قطعة فيها بعض بلاد خراسان المعمورة المشهورة منها قاين وزوزن وسلومك وينابذ ومالن والواديقان وسرخس وبوزنجان ومنها من بلاد قوهستان باشين وكرين وطبس وخاسكين وبشتاذران وكل هذه البلاد المذكورة نريد أن نذكرها بلداً بلداً وقطراً قطراً على ما هي عليه من الصفات المختلفة والكور المؤتلفة والأقاليم والرساتيق حسب ما جرت به عادتنا فيما سلف قبل هذا بحول الله تعالى وحسن معونته وتوفيقه.
فنقول إن كورة إصطخر من أرض فارس أعظم كورها وأكثرها بلاداً وأوسعها عمارة وأكثرها جهات وأزكاها غلات ومدينة إصطخر هي كما قدمنا ذكرها أكبر هذه البلاد قطراً وأكثرها عمارةً وخلقاً ومنها إلى ابرقويه ستة وتسعون ميلاً ومدينة ابرقويه مدينة حصينة خصيبة كثيرة العامر مقصودة بالتجارات عليها سور تراب والغالب على أبنيتها لبن الطين وليس بها ماء جار ولا حولها شيء من الشجر ولا عمارة بما استدار بها لكن بها مزارع الحنطة والحبوب وأسعارها رخيصة وبقرب ابرقويه تلال رمال وجبال عظام طولها أكثر من ميلين وبين إصطخر وابرقويه مدينة بجة وهي متوسطة بين إصطخر وابرقويه وهي مدينة صغيرة عامرة ولها رستاق يسمى الأرد كثير العمارة والقرى.
ومن ابرقويه إلى كثة مائة وثلاثة وعشرون ميلاً وكثة هي مدينة جليلة عامرة آهلة كثيرة التجارات متصلة العمارات على طرف المفازة لها طيب هواء البرية وصحته وهي من أخصب البلاد وأكثرها أرزاقاً ولها رستاق يشتمل على ربض والغالب على أبنيتها لبن الطين ولها مدينة محصنة بحصن وللحصن بابان من حديد يسمى أحدهما باب اندور والباب الثاني باب المسجد وإنما سمي بباب المسجد لقربه من المسجد الجامع وجامعها في الربض ومياهها من القنوات لا نهر لها وماء قنواتها يأتي من ناحية القلعة غرباً وبينهما ثمانية عشر ميلاً وعلى قرب من هذا الحصن قرية تعرف بدنج وفيها معدن الآنك ومنها يتجهز به إلى سائر الأقطار وهذه القرية نزيهة جداً ولهذه المدينة المقدم ذكرها رساتيق ممتدة عريضة خصيبة وهي ورساتيقها كثيرة الشجر طيبة الثمر وربما كثرت فيجفف أكثرها ويحمل إلى سائر الأقطار والأكثر إلى أرض إصبهان وما جاورها وجبالها كثيرة الشجر والنبات وخارج المدينة ربض يشتمل على أبنية وأسواق قائمة العمارة وأهلها متأدبون طالبون للعلوم.
ومن كثة إلى يزد شرقاً ثلاثون ميلاً ومدينة يزد مدينة متوسطة المقدار رخيصة الأسعار عامرة وانجيرة بينها وبين يزد أربعة وعشرون ميلاً وانجيرة موضع فيه قباب وعين ماء عليها أصول شجر تين ومنها تأخذ الطريق إلى خراسان وهي على رأس المفازة.
ومن مدينة كثة إلى عقدة ثلاثون ميلاً وعقدة مدينة صغيرة عامرة قائمة الأسواق وأهلها مياسير وكرد تتاخم ابرقويه وهي أكبر من ابرقويه وبنيانها كبناء ابرقويه بلبن الطين وفيها خصب ورخص أسعار.
ومن عقدة إلى نايين خمسة وسبعون ميلاً ونايين مدينة حسنة ذات سور من طين ولها أسواق ومتاجر وأموال متصرفة ومن نايين إلى إصبهان ثمانية وسبعون ميلاً.
ومن كثة إلى الفهرج في جهة الجنوب خمسة عشر ميلاً والفهرج مدينة صغيرة متحضرة لها سوق عامرة وأهلها أكياس ومن الفهرج إلى أنار وهي مدينة صغيرة لا سور لها خمسة وسبعون ميلاً ومن أنار إلى الروذان أربعة وخمسون ميلاً وكذلك من قرية أنار إلى المريزجان مرحلة خفيفة وهي متاخمة للمفازة وهي حصينة كثيرة الأهل وبها أجناد وأعمال وجبايات.
والروذان مدينة كبيرة كثيرة الخيرات متصلة العمارات لها أسواق ومكاسب وأهلها مياسير ولها رستاق عامر ممتد فيه من المنابر كثير والروذان في ذاتها قريبة من ابرقريه في الشبه وقدر الكبر وحسن المباني.
وأما مدينة خرمة فقريبة الشبه من ابرقويه كبراً وعمارةً وتصرف تجارات ومنها إلى مدينة شيراز ستة وثلاثون ميلاً ولمدينة خرمة رستاق يعرف بالطسوج وكذلك مدينة ميبذ واحدة من كورة كثة وكذلك مدينة نايين والفهرج اللتين قدمنا ذكرهما فهذه البلاد الأربعة كورة واحدة وليس في جميع النواحي ناحية بها أربعة منابر غير هذه الناحية.
ومما يجاور ابرقويه مدينة اقليد والسرمق مدينة خصيبة جليلة رخيصة الأسعار كثيرة الأشجار عامرة القطر كثيرة التجارات قائمة الأسواق ولها رستاق واسع كثير الزراعات خصيب والجوبرقان رستاق كبير ومدينة مشكان وهي مدينة متوسطة المقدار خصيبة أسواقها عامرة وأحوالها حسنة.
ومن مدن كورة إصطخر مدينة صاهك وهي مدينة لها سور تراب وهي عامرة وأهلها يتجولون ويسافرون وأموالهم كثيرة وأحوالهم صالحة ومنها إلى شيراز مائة وثمانية وثلاثون ميلاً وصاهك على الطريق بين شيراز وكرمان ومن صاهك أيضاً إلى السيرجان من كرمان تسعون ميلاً وكذلك من شيراز إلى السيرجان على صاهك مائتان وثمانية وعشرون ميلاً.
وأما مدينة البيضاء فهي مدينة كبيرة لها حصن وربض عامر وهي أكبر مدن كورة إصطخر وإنما سميت البيضاء لأن قلعتها بيضاء يرى بياضها من بعد واسمها بالفارسية نسايك وهي في الكبر تضاهي إصطخر وبناؤها من طين ولها حروث متشعبة وخصب زايد وأكثر ميرة شيراز منها وأهلها مياسير وزيهم زي العراقيين في اللباس والعمائم ومن البيضاء إلى شيراز أربعة وعشرون ميلاً.
والأرجمان مدينة ولها رستاق متسع الطنب يسمى المريزجان.
وأما إقليم السرداب وحومتها وكمين فلهما منبران وجماعات وعمارات.
ومدينة بجة لها رستاق يسمى الأرد وهي مدينة صغيرة ومثلها في القدر مدينة كرد وهي متحضرة ولها منبر ولها رستاق صغير وأما مدينة اللورجان فهي صغيرة حسنة ورستاقها السردن فهذه جملة ما في كورة إصطخر من أرض فارس بها بأرض كرمان.
وأرض كرمان متوسطة بين أرض فارس وأرض مكران وأعظم مدنها السيرجان والسيرجان ينزلها العمال والولاة وبها الدواوين وعليها سور تراب حصين وأبنيتها بشتى حجر لقلة الخشب بها وبها أسواق كثيرة عامرة بالناس وبها مياسير ذوو أموال كثيرة وأحوال حسنة وشرب أهلها من الآبار وهي أكبر مدينة بكرمان وفي أهلها عفة وخير ظاهر وفي تجارتهم حسن معاملة وانقياد ورجوع إلى الحقائق وفيهم نزاهة عن كثير من أخلاق السوقة والفعلة بسائر البلاد ومنها إلى جيرفت ست مراحل والطريق على باختة.
ومدينة جيرفت كبيرة طولها نحو ميلين وهي ممدنة آهلة عامرة ولها غلات وزروع كثيرة وزروعهم على السقي وماؤهم الذي يسقون به ويشربون منه هو من واديها المسمى هري روذ وهو نهر صغير شديد الجري له وجبة رخرخرة زائدة وجريه على الصخور لا يستطيع أحد أن يجوزه راكباً بل يجوزه على رجليه لكثرة أحجاره وملاستها ومقدار ما يدور به خمسون رحى ويقرب من مدينة جيرفت جبل يعرف بالميزان وفيه جنات لها فواكه جمة وفواكه جيرفت وحطبها أكثره يجلب من هذا الجبل إليها ومن موضع يعرف بدرفارد وبجيرفت من الفواكه ما يجلب إليها من الصرود والجروم كالبلح والرطب والجوز والأترج والأعناب والقصب الحلو ولأهلها زي حسن وعيش خصيب وبها متاجر خراسان وسجستان وتجلب إليها الخيرات والبضائع والتجارات وهي مدينة حسنة كاملة من كل شيء وبسائر جروم جيرفت التمر مائة منه بدرهمين ولهم في تمرهم سيرة حسنة وهي أنهم لا يرفعون منه ما تسقطه الريح وأن السابلة يأخذونه دون أربابه.
ومن مدينة كرمان مدينة بيمند وبينها وبين السيرجان خمسة عشر ميلاً وهي مدينة متوسطة متحضرة لها سوق نافقة وفواكه تجلب إليها من بساتينها وجناتها وبها عيون وماء كثير ومن مدن كرمان مدينة باختة وهي صغيرة حسنة صالحة العمارة وبها أسواق وبها صناعات ومنها إلى السيرجان شمالاً مائة ميل وميلان ومنها إلى جيرفت جنوباً ستون ميلاً وبجنوب باختة مدينة خبر وهي مدينة صغيرة متحضرة ومنها إلى جيرفت اثنان وسبعون ميلاً ومنها إلى باختة ثمانية عشر ميلاً وهي مدينة جليلة الزراعات والأشياء إليها تجلب من المدن.
ومن المدن التي بين جيرفت والفهرج مدينة هرمز الملك المسماة في هذا الوقت قرية الجوز وهي كانت مدينة هرمز وفيها كانت مملكته إلى أن هلك وانفصل الملك عنها إلى السيرجان فهرمز الآن مدينة صغيرة وساكنوها من أهلها وأخلاط من الناس وهي مدينة حسنة الداخل والخارج كثيرة المياه وبها أسواق وتجارات بقدرها وبينها وبين جيرفت غرباً مرحلة ومنها إلى مدينة بم مرحلة.
ومدينة بم مدينة كبيرة ذات أسواق عامرة وأموال كثيرة ولها نخل وكروم وقرى كثيرة وهي أصح هواء من جيرفت ولها قلعة منيعة حصينة مشهورة بالتحصين مذكورة في جميع بلاد كرمان وفي أهلها تجار مياسير وبها صناعات قائمة وطرز منصوبة لعمل ثياب القطن الحسنة يصنع بها منها المتاع الكثير ويتجهز به إلى سائر الأقطار وكذلك تصنع عندهم الطيالسة الفاخرة المقورة التي يساوي الطيلسان الرفيع منها ثلاثين ديناراً فما فوقها وما تحتها ويتجهز به التجار إلى سائر الأرض من العراقات والشامات وديار مصر وكذلك يصنع بها من العمائم الرفيعة كل شيء بديع وثيابهم حسنة الصنعة ثابتة الأصول تبقى مع الدهر ولا تفنى إلا بعد مدد وأزمان طويلة والملوك يتنافسون في ثيابها وجيد متاعها ويقتنونه ادخاراً في خزائنهم.
ومن بم إلى جيرفت مرحلتان كبيرتان وهما ستون ميلاً ومن بم إلى نرماشير مرحلة ونرماشير مدينة متوسطة على قارعة المفازة وهي مدينة فيها أسواق وعمارة وتجارات داخلة وخارجة.
ومن مدن كرمان مدينة هرمز الساحلية التي على بحر فارس وهي فرضة مدن كرمان وهي في ذاتها مدينة كبيرة كثيرة العمارة كثيرة الدخل حارة جداً ويزرع بنواحها الكمون الكثير والنيلج الذي إليه المنتهى في الطيب المضروب به المثل ويتجهز به منها إلى كل الآفاق وأهل مدينة مغون وأهل مدينة ولاشجرد ليس لهم غلة إلا هو ولهم بغرسه اهتمام لكثرة فائدته وعموم منفعته وجودته عندهم وقد يصل في هذه البلاد من قصب السكر السكر الكثير والفانيذ والغالب على طعام هؤلاء الساكنين بهذه البلاد الشعير وهو أكثر زراعاتهم وجل حبوبهم وفي هذه البلاد النخل الكثير الطيب التمر ومدينة هرمز على خليج يسمى الجيز يخرج من بحر فارس تدخل فيه السفن من البحر إلى المدينة.
وأما الفهرج فهي مدينة على رأس المفازة المتصلة بسجستان بها أسواق عامرة ولها سور تراب ومنها إلى سجستان مائتان وعشرة أميال وذلك عرض المفازة بينهما ومن الفهرج إلى نرماشير السابق ذكرها مرحلة وأما ما بقي من سائر بلاد كرمان فأكثرها حواضر صغار المقادير ونحن الآن نذكر ما بقي منها على طرقاتها المشهورة إن شاء الله.
فمن ذلك الطريق من السيرجان إلى رستاق الرستاق من حد فارس وذلك أربع مراحل تخرج من السيرجان إلى مدينة كاهون مرحلتين وكامون بلد حسن كثير النخل مليح الجهات به سوق نافقة وربح كثير ومن كاهون إلى بلد خشناباذ مرحلة ومن خشناباذ إلى رستاق الرستاق من فارس مرحلة.
والطريق من السيرجان إلى الروذان من حدود فارس أربع مراحل تخرج من السيرجان إلى مدينة بيمند اثني عشر ميلاً وهي مدينة لها سور تراب وبها مساكن عامرة وأسواق قائمة وصناعات دائمة ومن بيمند إلى مدينة كردكان ستة أميال وهي مدينة خصبة كثيرة الخصب والزراعات ومنها إلى اناس مرحلة كبيرة واناس مدينة متوسطة القدر حسنة الأسواق فسيحة الطرق وبها عمارات ومن اناس إلى مدينة الروذان من حد فارس مرحلة خفيفة.
وكذلك الطريق من السيرجان إلى رباط السرمقان من حد فارس مرحلتان كبيرتان وليس بينهما منزل يعول عليه والسرمقان قرية صغيرة ولا منبر بها.
والطريق من مدينة السيرجان إلى مدينة البم المتقدم ذكرها تخرج من السيرجان إلى الشامات مرحلة وبينهما رستاق كبير ويعرف بقوهستان وهو رستاق عامر وفيه قرية سلطانية ومن الشامات إلى مدينة بهار مرحلة وهي مدينة صغيرة عامرة ومنها إلى خناب وهي مدينة صغيرة مرحلة خفيفة ومنها إلى مدينة غبيرا مرحلة خفيفة وغبيرا مدينة صغيرة لكنها ذات سوق وتجار وصناع ومعارف ومن غبيرا إلى جوين وهي مدينة ثلاثة أميال وهي في وطاء من الأرض حسنة الجهات والمقابلات ومن جوين إلى راين مرحلة وراين مدينة متوسطة المقدار تشبه جون في ذاتها وجميع أحوالها ومعايش أهلها ومنها إلى سروستان مرحلة وسروستان مدينة عامرة حسنة البقع كثيرة المزارع رائعة الجهات كثيرة الخيرات وبها سوق ومنها إلى دارجين مرحلة ودارجين حسنة كاملة بديعة المصانع والمباني ومن دارجين إلى بم المدينة مرحلة فالجملة تسع مراحل.
والطريق من سروستان إلى جيرفت وبينهما مرحلتان وكذلك من مدينة السيرجان إلى مدينة جيرفت قصداً على باختة من السيرجان إلى باختة أربع مراحل وقد تقدم ذكر مدينة باختة ومنها إلى خبر مرحلة ومن مدينة خبر السابق ذكرها إلى جبل الفضة مرحلة ومن هذا الجبل إلى درفارد مرحلة ودرفارد عمارة ومكان خصيب ومنه إلى جيرفت مرحلة خفيفة.
والطريق من السيرجان إلى مدينة خبيص ست مراحل ترحل من السيرجان إلى قرية كرج مرحلة ومنها إلى مدينة فردين مرحلة وفردين مدينة ذات أسواق وسور تراب ولها قصبة ومنها إلى مدينة ماهان مرحلة وماهان مدينة صغيرة متحضرة لها مزارع وغلات وعيون جارية ومنها إلى ندغ مرحلة وهي قرية عامرة ومنها إلى قرية داروا مرحلة ومن داروا إلى مدينة خبيص مرحلة ومدينة خبيص على طرف المفازة الكبيرة وهي مدينة عامرة صغيرة من جروم كرمان وماؤها جار وبها نخيل كثير وهي حصينة رخيصة الأسعار.
والطريق أيضاً من مدينة السيرجان إلى زرند أربع مراحل وذلك أن من السيرجان إلى مدينة بردسير مرحلتان وهي مدينة حسنة عامرة كثيرة الخصب لها سور وخندق وأبواب وبها أسواق كثيرة وصناعات مفتعلة نافقة ومنها إلى جنزروذ مرحلة كبيرة ومدينة جنزروذ مدينة كبيرة عامرة بأسواق وصناع ومنها إلى مدينة زرند مرحلة ومدينة زرند مدينة متوسطة بسور تراب على ضفة المفازة الكبيرة وبها خصب وزراعات وإصابات وفوائد جمة وفيها مدابغ للجلود وبها تصنع البطائن الزرندية المعروفة والتجار يتجهزون بها إلى العراق وربما حملت إلى مصر.
والطريق من جيرفت إلى الرستاق بأرض فارس من جيرفت إلى قناة الشاه مرحلة وهي رستاق ومنها إلى مغون مرحلة ومغون مدينة صغيرة فيها أسواق ومنها إلى مدينة ولاشجرد ويقال ولاشكرد بالكاف مرحلة وهي مدينة عامرة صغيرة القدر كثيرة العامر ولها سوق ومنها تفترق طريق إلى هرمز.
والطريق من ولاشجرد إلى مدينة اذركان مرحلة وهي مدينة صغيرة متحضرة ومنها إلى خبروقان ثلاثة أميال وهي مدينة جيدة جامعة صغيرة ذات أسواق ومعايش ومنها إلى كشستان مرحلة خفيفة وهي مدينة متوسطة القدر متحضرة ومن كشستان إلى الرستاق مرحلتان.
والطريق من جيرفت إلى هرمز الساحلية تسير من جيرفت إلى قناة الشاه مرحلة إلى مغون مرحلة إلى ولاشجرد المتقدم ذكرها مرحلة ومن ولاشجرد المتقدم ذكرها مرحلة ومن ولاشجرد تعدل الطريق إلى جهة المغرب إلى مدينة كومين مرحلة وهي مدينة جيدة متوسطة المقدار حسنة المباني نزيهة فرجة ومنها إلى المنوجان مرحلتان مرحلة إلى نهر زنكان ومرحلة من نهر زنكان إلى المنوجان ومن المنوجان إلى هرمز قد تقدم لنا وصفها قبل هذا ولا يحتاج إلى إعادته .
والطريق من هرمز إلى فارس من هرمز إلى قرية سوروا على البحر وهي مدينة صغيرة لا سور لها وليس بها منبر وبها صيادون للسمك على البحر كثيرون ومن سوروا إلى مدينة رويست ثلاث مراحل ورويست مدينة حسنة عامرة ذات نخيل وبساتين.
ولسان أهل كرمان الفارسية إلا القفص فإن لهم لساناً آخر.
ومما يلي الجبال المتاخمة لمكران وهي الجبال المسماة بجبال البارز محال القوم الذين يسمون بالأخواش ويقال الخواش وهم بواد هناك أصحاب إبل ومواش ولهم أخصاص ينزلون فيها ولهم نخل كثير يرتفع بين خواش ونواحيها الفانيذ الذي يحمل إلى سجستان وغير ذلك.
ونقود أهل كرمان الدراهم والدنانير.
وبأرض كرمان جبال وعرة عالية منها جبال القفص وجبال البارز وجبال معدن الفضة وبين البلاد منها مفاوز متصلة وقفار عامرة وليست عمارة أرض كرمان متصلة مثل اتصال عمارة فارس لأن أرض فارس كلها متصلة غير منفصلة وكرمان بضد ذلك.
فأما جبال القفص فهي جبال تتاخم البحر الفارسي وشمالها بلاد نجيرمان وجنوبها البحر الفارسي وبعض مفاوز مكران وغربيها البحر الفارسي مع بعض البلوص وحدود نواحي المنوجان ونواحي هرمز ويقال إنها سبعة جبال ولكل جبل رئيس منهم وهم صف من الأكراد رحالة ولا دواب لهم وألوانهم سمر نحفاء الأبدان وهم أصحاب مواش ونخل ونحل وبين شمال هذه الجبال ومع المشرق قليلاً البلوص وهم قوم يسكنون في سفح الجبل بعينه وهم أولو نجدة وحدة شوكة وعرامة زائدة ومنة قائمة مع قلة أذيتهم وتأمينهم الطرق وهم أصحاب نعم وسوام ولهم بيوت شعر مثل بيوت العرب وأهل جبال القفص يخافون عاديتهم ويسالمونهم عن غلبة.
وأما جبال البارز فهي جبال متصلة ولها شعاب وهي بين غرب وشمال من جيرفت وهي في ذاتها خصيبة مشجرة كثيرة الخشب وهي بلد صرود والثلج يقع فيها دائماً وأهلها أهل عفاف لا يؤذون الناس ولا يقولون بشر وبها معادن حديد جيد القطع طيب بالغ الجودة في العمل ويتصل بهذا الجبل جبل به معادن الفضة وهو جبل يمتد على ظهر جيرفت ويتصل بكورة درفارد ودرفارد هذه شعب خصيب كثير الفوائد والقرى العامرة ومنه إلى جبل الفضة مرحلة.
وأما المفازة الكبيرة فإنها مفازة متصلة ببلاد كرمان وفارس والملتان وسجستان وبلاد قوهستان وطرف بلاد خراسان ويتصل أسفلها ببلاد قومس والري وهي مفازة قليلة العمارة متصلة المفاوز كثيرة اللصوص والقطاع وذلك لأنها ليست في إقليم قوم بأعيانهم فيحفظونها وهذه المفارة قد أحاطت بها أمم مختلفة الألسن والهيئات من أعمال خراسان وقومس وعمل سجستان وبعضها من عمل كرمان وفارس وإصبهان وقاشان والري ومع ذلك فإنها مفاوز يصعب سلوكها بالخيل وإنما تقطع منها طرق معلومة بالإبل دون الأحمال والسفار يقطعونها في مشقة وجهد على طرق معروفة ومياه معلومة إن نكب عنها قاصد ملك لكثرة شقائها ولكثرة عواديها وللصوص في هذه المفاوز مآو يعتصمون بها ويلجأون إليها وأمنعها مأوى وأكثرها منعاً جبل كركس كوه وجبل سياه كوه وبهما للصوص أموال مدفونة وذخائر مخفية فأما جبل كركس كوه فإنه جبل ليس بالكبير ولكنه منقطع عن الجبال تحيط به المفاوز ويذكر أن دور أسفله نحو من ستة أميال ومع أسفله مياه قليلة وفي وسطه مثل الساحة وهو بجملته وعر المسالك صعب الطرقات وشعابه وحشة من توارى فيها لا يظهر وكذلك جبل سياه كوه مأوى للصوص وليس فيه عمارة وبينهما مقدار يسير.
والطرق المعلومة المسلوكة بهذه المفازة هي طرق قليلة نذكرها على التوالي إن شاء الله فالأول منها تمر من الفهرج الذي من أرض كرمان إلى أرض سجستان من الفهرج إلى الأحساء والآبار أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى جرج منارة أحد وعشرون ميلاً ثم إلى رباط معبد أحد وعشرون ميلاً ثم إلى اسبيذ سبعة وعشرون ميلاً ثم إلى كراغان أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى بر القاضي أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى راسك ثمانية عشر ميلاً ثم إلى كاونيشك اثنا عشر ميلاً ثم إلى برزذين أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى جارون خمسة عشر ميلاً ثم إلى مدينة سجستان ثمانية عشر ميلاً.
والطريق الثاني من نرماشير إلى سجستان فمن نرماشير إلى بذجان مرحلة وهو ماء ينزل عليه في أصل جبل ومنه إلى مدراة ماء آخر ينزل عليه مرحلة ومنه إلى دمراه باذ مرحلة ومنه إلى رباط القاضي مرحلة ومنه إلى رباط القاضي مرحلة ومنه إلى كاونيشك مرحلة وهما رباطان ثم إلى برزذين وهو بئر ماؤها عذب مرحلة ومنه إلى دارك مرحلة ومنه إلى جاورن مرحلة ومن جاورن إلى سجستان مرحلة وهذه المراحل كلها خفاف.
وإن أخذت من نرماشير إلى كروة مرحلة ومنها إلى ندباه مرحلة ثم إلى شروه مرحلة ومنها إلى تمانيح مرحلة ثم إلى سبيج مرحلة وسبيج مدينة صغيرة عامرة في وسط المفازة وهي من عمالة كرمان غير أنها منقطعة عنها وهي عامرة بأهلها ولها زراعات يسيرة ونخل يقوتون به.
ومن مدينة سبيج تأخذ طريقين طريق ذات اليمين إلى سجستان وهي سبع مراحل وطريق ذات اليسار إلى هراة.
فمن شاء طريق سجستان سار من سبيج في المفاز إلى ديرن مرحلة وهي عين ماء ناشعة ومنه إلى بئر كردوج مرحلة ومنه إلى رباط نايرح مرحلة وهو خلاء لا عامر به ومنه إلى تارست باذ وهو ماء ينزل عليه موحلة ومنه إلى باسباد رباط خال مرحلة ومنه إلى سدح مرحلة ثم إلى سجتان.
ومن أراد المسير من سبيج إلى هراة سار ذات اليسار إلى منزل خلاء ثم إلى منزل آخر خلاء ثم إلى رباط عزة مرحلة وهذا الرباط ربما كان معموراً أو غير معمور ومنه إلى جبل مذر مرحلة ومنه إلى قرية سلم مرحلة وهي قرية عامرة كبيرة لها زراعات وحروث ومنها إلى رباط خسك مرحلة ثم إلى نذم مرحلة ثم إلى سمجان مرحلة ثم إلى حوض ناجة مرحلة ثم إلى مدجان مرحلة ثم إلى سردان مرحلة ثم إلى بست مرحلة ثم إلى كردرم مرحلة ثم إلى عطياه مرحلة ثم إلى فره مرحلة وفره من أعمال سجستان وبها تجمع هذه الطريق مع طريق سجستان إلى هراة ومن فره إلى دزة مرحلة ومن دزة إلى كويسان إلى خاشان مرحلة وهي من الاسفزار والاسفزار أول بلاد هراة ومن خاشان إلى قناة سري مرحلة ومن قناة سري إلى الجبل الأسود مرحلة ومن الجبل الأسود إلى جدمان مرحلة ثم إلى هراة مرحلة.
وطريق آخر من نرماشير إلى قرية سلم وهو الطريق الجديد تخرج من نرماشير إلى دارستان مرحلة وهي قرية عامرة فيها عيون ماء جارية ونخل كثير وليس وراءها عمارة ومنها إلى رأس الماء مرحلة ورأس الماء عين جارية يجتمع فاضل مائها إلى بركة كبيرة ومنها يقطع في عرض المفازة أربع مراحل إلى قرية سلم وهذه المراحل الأربع كبار كلها مفازة متصلة مخوفة ومن قرية سلم إلى سجستان عشر مراحل وكذلك منها إلى فره عشر مراحل وفرة قرية كبيرة بقرب البحيرة التي يقع فيها نهر الهيذمند وهو نهر سجستان.
والطريق من خبيص إلى خراسان وخبيص مدينة صغيرة على شفير المفازه من جروم كرمان ولها ماء جار ونخل كثير وأسعارها رخيصة فمن خبيص إلى مكان يسمى الدروازق مرحلة وهو موضع فيه أبنية مهدمة كثيرة ما مد البصر وبها تلال وعلى أنها كانت مسكونة ليس بها بئر ولا عين ولا نهر ولا علامة لماء ومنها إلى شورروذ مرحلة وشورروذ واد جاف أرضه سبخة وتجري فيه مياه السيول فقط وهذه المفازة مالحة التربة ومنها إلى جبل بارسك مرحلة ومنه إلى مكان يعرف بالحوض وهو موضع يجتمع فيه ماء المطر مرحلة ومنه إلى رأس الماء مرحلتان وهو عين ماء يجتمع في حوض يسقي زراعاتها وهو رباط يكون فيه الواحد والاثنان وقد لا يكونون به ومن رأس الماء إلى كركورة وهي قرية على شفير المفازة وهي من حد قوهستان ومن كركورة إلى خوسب مرحلتان وهو حصن صغير ومن خوصب إلى خور مرحتان ومن خور إلى قاين يوم وقاين قاعدة مدن قوهستان وهي من أرض خراسان.
وطريق آخر من راور إلى كرين من أرض خراسان وراور مدينه عامرة عليها حصنان ولها ماء جار وبها نخل وبعض زراعة وهي حدود كرمان فمنها إلى مكان يدعى دركرجوى مرحلة وهو منزل قفر لا بناء فيه وفيه عين ماؤها قليل ومنها إلى شور دوازده مرحلة وهناك رباط قفر قد خرب وفيه نخيل وهو مخوف وقلما يخلو من اللصوص ومنه إلى دير بردان قفر لا بناء فيه مرحلة ومنه إلى رند وهو منزل فيه حوض تجتمع فيه مياه الأمطار مرحلة وليس هناك بناء ومن هذا الحوض إلى رباط نابند ويسكنه مقدار عشرين بيتاً وفيه ماء وعليه رحى صغير ولهم زرع ونخل يسقى بماء عين لهم وقبل أن تصل إلى نابند بفرسخين تجد عين ماء وفيه نخيلات وبناء ليس فيه أحد وهو مأوى للصوص وأهل رباط نابند يتعاعهدون هذا المكان ويحمونه ويحمون ثمر ذلك النخل الذي هناك ومن نابند إلى اردغه منزل قفر مرحلة ومنه إلى بئر شك مرحلة وفيها ماء طيب ومن بئر شك إلى خوسب مرحلة ولا عامر بها ومنها إلى خور مرحلتان ومن خور أيضاً إلى كرين نحو ثلاث مراحل وكرين من بلاد نيسابور من خراسان.
وطريق آخر من يزد إلى ترشيز من يزد إلى انجيرة مرحلة وبها عين ماء وحوض يجتمع فيه ماء المطر وليس بينهما عمارة ومن انجيرة إلى خرانة مرحلة وليس بينهما عمارة وخرانة قرية عامرة تحتوي على أزيد من مائتي رجل وبها زرع وضرع وبساتين وعين جارية من تحت خرانة وعليها حصن منيع وهي على تل مرتفع جنب واد على ضفتيه البساتين والكروم وعندهم خصب على قدم الأيام ومن خزانة إلى تل سياه سبيذ مرحلة وليس بينهما عمارة وهو منزل قفر لا عامر به وفيه حوضان يجتمع بهما ماء الأمطار ومن تل سياه سبيذ إلى ساغند مرحلة وليس بينهما عمارة وهو حصن فيه نحو من مائة رجل وبه عين ماء جارية يزرع عليها قنوات ولها قنوات مياه وبساتين لكن خرانة السابق ذكرها أعمر من ساغند وأحصن بنية ومن ساغند إلى بشت باذام إلى رباط محمد مرحلة خفيفة وهو رباط فيه نحو ثلاثين رجلاً ولهم زروع وعيون ماء ومنه إلى الريك إلى المهلب مرحلة وهو خان وفيه عين ماء وليس بينهما عمارة ومنه إلى رباط خوران مرحلة ورباط خوران رباط من جص وحجارة يكون فيه ثلاثة نفر أو أربعة يحفظونه وبه عين ماء وليس له زرع ومن رباط خوران إلى زادخرة مرحلة وزادخرة بئر ماء وخان وليس فيه ساكن وليس بينهما عمارة ومنه إلى بشتاذرن مرحلة ومن بشتاذرن إلى بن مرحلة خفيفة وبن قرية عامرة فيها أشف من خمسمائة نفس وفيها ماء جار وزروع ومواش وخصب ومن بن إلى دارونة مرحلة وليس بينهما عمارة وريكن رباط فيه زرع وماء جار وهذا الرباط في أكثر الأوقات قفر ومنه إلى اسنيشت مرحلة ليس فيها عمارة ومن اسنيشت إلى ترشيز مرحلة وترشيز من حومة نيسابور.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin