لمظهر الرابع من مظاهر الوراثة المحمدية في حياة محيي الطريق سيدي محمد بلقائد قدس الله سره:
الأدب:
يقول سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي " وجاء في حديث آخر: "ما جبل وليٌّ لله إلا على السخاء وحسن الخلق" رواه الدار قطني عن أمنا عائشة رضي الله عنها، من هنا قال أهل التربية والسلوك " التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف" فمنزلة الأدب من الدين منزلة الرأس من الجسد.
ومن هنا كانت مهمة مشايخ السلوك والتربية الوارثين وراثة كاملة عن سيد المتأدبين صلى الله عليه وسلم أن يؤدبوا أصحابهم بأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وكان محيي الطريق رضي الله عنه على هذا الهدي سائرا.
ورث الوراثة الكاملة فكان كله آدابا وأخلاقا سائرا على هدي جده الأعظم صلى الله عليه وسلم ألا وإن من أعظم مظاهر الوراثة في الأدب ، الأدب مع من كان سببا في ذاك العطاء، الأدب مع شيخه ومربيه، ومن ذلك الأدب الأدبُ مع أولاد شيخه.
لما أذن له شيخه بالتصدي للتربية والسلوك والأخذ بيد المريدين إلى حضرة رب العالمين لزم الأدب مع أبناء شيخه وخاصة مع سيدي أحمد الهبري، فما تصدر للتربية والدلالة على الله إلا بعد انتقال جميع أبناء شيخه أدبا معهم بل مع أبيهم رضي الله عنهم أجمعين.
وراثة نبوية راشدية فالكل يعلم كيف كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يتأدبون مع أبناء مربيهم الأعظم صلى الله عليه وسلم فهذا سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يقول: " ارقبوا محمد في آل بيته " وهذا الفاروق يقول لسيدنا الحسين: " لا تقف على بابي ولا تنتظر أن يؤذن لك بالدخول بل ادخل متى شئت فأنت أحق بذلك".
إن الكلام على أدب شيخنا وتواضعه حديث ذو شجون، عاش متواضعا متأدبا بآداب جده الأعظم صلى الله عليه وسلم منذ الصغر وارثا ذلك عن آبائه وأجداده، لما ظهرت عليه سمات الولاية والمعرفة في شبابه وأشرقت شمسه عند ذوي البصائر النافذة قال له جده سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه: " كم ذكرنا وكم صلينا وكم صمنا وكم زرنا فما بلغنا ما بلغته يا ولدي" فأجاب الحفيد في أدب وتواضع: " إنما الابن حسنة أبيه ".
لا يمكن أن يطوى الكلام عن الأدب والتواضع كمظهر من مظاهر الوراثة المحمدية إلا بعد ذكر حادثة جليلة تنبئ على كمال تحقق الوارث المحمدي بالتواضع المحمدي.
كان ولا يزال من سنن الطريق زيارة الشيخ يوم الجمعة بعد الصلاة وكان المريدون يؤمون بيت محيي رضي الله عنه من كل أنحاء الوطن يقصدون بيته الكريم بتلمسان يجتمعون أمام الباب ثم يدخلون البيت يهللون بأصوات مرتفعة بذكر الله والسماع.
يذكر بعض الفقراء قصة فيقول: دخلت متأخرا فوجدت الفقراء قد دخلوا دار شيخنا والباب مفتوح لم يغلق بعد، فدخلت فإذا بشيخنا قدس الله سره يُرَتِّبُ نعال الفقراء على الرفوف، قال: فأفزعني ذلك الموقف وقلت: عنك يا سيدي (يريد أن يقوم هو بذلك) فأشار إِلَيَّ أن أُدخُل لِتذكُرَ الله مع الفقراء، ثم قال: "إنا نتوسل إلى الله بهذه الأقدام التي جاءت لوجه الله تعالى" إنه التواضع الحقيقي الذي عبر عنه سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه بقوله: " التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئا عن شهود عظمة الحق وتجلي صفته ".
والشهود والتجلي لا يكونان إلا من ذكر الله تعالى ودوام استحضاره في الحس والمعنى.
.......................
الأدب:
يقول سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي " وجاء في حديث آخر: "ما جبل وليٌّ لله إلا على السخاء وحسن الخلق" رواه الدار قطني عن أمنا عائشة رضي الله عنها، من هنا قال أهل التربية والسلوك " التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف" فمنزلة الأدب من الدين منزلة الرأس من الجسد.
ومن هنا كانت مهمة مشايخ السلوك والتربية الوارثين وراثة كاملة عن سيد المتأدبين صلى الله عليه وسلم أن يؤدبوا أصحابهم بأقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وكان محيي الطريق رضي الله عنه على هذا الهدي سائرا.
ورث الوراثة الكاملة فكان كله آدابا وأخلاقا سائرا على هدي جده الأعظم صلى الله عليه وسلم ألا وإن من أعظم مظاهر الوراثة في الأدب ، الأدب مع من كان سببا في ذاك العطاء، الأدب مع شيخه ومربيه، ومن ذلك الأدب الأدبُ مع أولاد شيخه.
لما أذن له شيخه بالتصدي للتربية والسلوك والأخذ بيد المريدين إلى حضرة رب العالمين لزم الأدب مع أبناء شيخه وخاصة مع سيدي أحمد الهبري، فما تصدر للتربية والدلالة على الله إلا بعد انتقال جميع أبناء شيخه أدبا معهم بل مع أبيهم رضي الله عنهم أجمعين.
وراثة نبوية راشدية فالكل يعلم كيف كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يتأدبون مع أبناء مربيهم الأعظم صلى الله عليه وسلم فهذا سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يقول: " ارقبوا محمد في آل بيته " وهذا الفاروق يقول لسيدنا الحسين: " لا تقف على بابي ولا تنتظر أن يؤذن لك بالدخول بل ادخل متى شئت فأنت أحق بذلك".
إن الكلام على أدب شيخنا وتواضعه حديث ذو شجون، عاش متواضعا متأدبا بآداب جده الأعظم صلى الله عليه وسلم منذ الصغر وارثا ذلك عن آبائه وأجداده، لما ظهرت عليه سمات الولاية والمعرفة في شبابه وأشرقت شمسه عند ذوي البصائر النافذة قال له جده سيدي محمد بن العربي رضي الله عنه: " كم ذكرنا وكم صلينا وكم صمنا وكم زرنا فما بلغنا ما بلغته يا ولدي" فأجاب الحفيد في أدب وتواضع: " إنما الابن حسنة أبيه ".
لا يمكن أن يطوى الكلام عن الأدب والتواضع كمظهر من مظاهر الوراثة المحمدية إلا بعد ذكر حادثة جليلة تنبئ على كمال تحقق الوارث المحمدي بالتواضع المحمدي.
كان ولا يزال من سنن الطريق زيارة الشيخ يوم الجمعة بعد الصلاة وكان المريدون يؤمون بيت محيي رضي الله عنه من كل أنحاء الوطن يقصدون بيته الكريم بتلمسان يجتمعون أمام الباب ثم يدخلون البيت يهللون بأصوات مرتفعة بذكر الله والسماع.
يذكر بعض الفقراء قصة فيقول: دخلت متأخرا فوجدت الفقراء قد دخلوا دار شيخنا والباب مفتوح لم يغلق بعد، فدخلت فإذا بشيخنا قدس الله سره يُرَتِّبُ نعال الفقراء على الرفوف، قال: فأفزعني ذلك الموقف وقلت: عنك يا سيدي (يريد أن يقوم هو بذلك) فأشار إِلَيَّ أن أُدخُل لِتذكُرَ الله مع الفقراء، ثم قال: "إنا نتوسل إلى الله بهذه الأقدام التي جاءت لوجه الله تعالى" إنه التواضع الحقيقي الذي عبر عنه سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه بقوله: " التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئا عن شهود عظمة الحق وتجلي صفته ".
والشهود والتجلي لا يكونان إلا من ذكر الله تعالى ودوام استحضاره في الحس والمعنى.
.......................
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin