من رسائل سيدي علي الجمل رضي الله عنه
============
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت لكم من كتاب ( مجموع رسائل سيدي علي الجمل ) تحقيق بسام محمد بارود
هذه الأسرار الإلهية ، والحكم الربانية ، للشيخ الجليل الأكبر ، والعارف بالله الأشهر،
الغوث الرباني ، والولي الصمداني أبي الحسن سيدي علي بن سيدي عبد الرحمن العمراني
الملقب بالجمل ^رض^ ونفعنا به آمين .
الرسالة الأولى
============
في تسليم الأمور كلها لمولاها
قال ^رض^ : مهما تركت الأمور لمولاها يتصرف فيها كما يشاء ، يردّها - سبحانه - إليك ،
ويمكنك من زمامها ، ويأمرها تكون عند أمرك ونهيك ، تتصرّف فيها بمشيئتك ،
حتى لا يكون منها إلا ما تريد ، ومهما تعرضت للأمور وأردتها أن تكون عند أمرك ونهيك
يردّك مولاك إليها ، ويمكّنها من زمامك ، كانت الأمور خديمة لك مملوكتك حين أطلقت منها ،
فلما أردتها صرت أنت خديما لها ، مملوكا لها ، تفعل بك ما أرادت ، وشتان ما بين المالك والمملوك
سبب عبوديتك للوجود هو حبّ عبودية الوجود إليك ، وأنت و الوجود عبيد لله ،
وسبب عبودية الوجود إليك هو عبوديتك لله : ( يا دنيا ! اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك )
الرسالة الثانية
=======
صفات الداخل إلى الحضرة الإلهية
قال رحمه الله ورضي عنه : اعلم أن الحضرة الإلهية مثل الجنة لا يدخلها صاحب حسد
ولا صاحب بغض ، ولا صاحب غلّ ، ولا صاحب غضب ، ولا صاحب همّ ،
ولا صاحب نكد ، قال تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين ،
لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) الحجر : 47 - 48
الرسالة الثالثة
======
في الحضّ على خرق العوائد
وقال ^رض^ : اعلم أنه ما من نبيّ مرسل ، ولا وليّ مربّ إلا وأول ما يأمر به
الذين اتبعوه من الناس بخرق العوائد التي يجدهم عليها .
وفي الأصل الحقيقة كلها خرق العوائد ، وخرق العادة لا بدّ منه لكل موجود ,
ولكن شتّان من يأتيها عارفا طائعا ، وبين من يأتيها جاهلا عاصيا ،
وكل من خرق العادة لأجل شيء ، يظفر به على كل حال .
قال صاحب الحكم : ( كيف تخرق لك العوائد وأنت لم تخرق من نفسك العوائد ؟ )
وخرق العادة يكون قهرا أو بالحكمة إرادة ،
والحكمة والقدرة كلاهما وصف المولى - جلّ ثناؤه - والقدرة من عين الحكَم
الرسالة الرابعة
=====
العبودية والحرية
وقال ^رض^ : اعلم أن العبودية في الحرية ، والحرية في العبودية ،
العبودية : كل ما هو سفلي فهو عبودية ، والحرية : كل مل هو علوي فهو حرية .
الأدب مع عباد الله وصف من أوصاف العبودية ، وهو ذل اكتسابي يجرّ عزّا قهريا
وسوء الأدب مع عباد الله ربما يكون من أوصاف الحرية ، وهو عزّ اكتسابي يجرّ ذلا قهريا .
وكذلك الكلام والصمت ، الصمت وصف من أوصاف العبودية ، وهو ذل اكتسابي، يجرّ عزا قهريا
والكلام وصف من أوصاف الحرية ، ربما يجرّ ذلا قهريا .
وهكذا في جميع أوصاف العبودية والحرية، جرت عادة الله سبحانه هكذا :
( ولن تجد لسنّة الله تبديلا ) الأحزاب : آية 62 .
وقد تكون العبودية قهرية في ابتدائها ، وقد تكون الحرية قهرية في ابتدائها أيضا ، وهذا نادر ،
والنادر لا حكم له ، وإنما الحكم للجُلّ ، والعبودية أيضا تكون ظاهرية حسّا ، وقد تكون باطنية معنى
وكذلك الحرية ، قد تكون باطنية معاني ، وقد تكون ظاهرية حسّا .
كم من متجبر لبس ثيابا مرقّعة رثّة ، وكم من متواضع لبس ثيابا شريفة حسنة ،
والكل خير - لبس الثياب الرثة ولبس الثياب الحسنة - لمن يكون عارفا بحكم هذه وهذه ،
والكل شر لمن يكون جاهلا بأحكامها ، يقتل البلاد من يعرفها ، وتقتل البلاد من لا يعرفها ،
اللهم إلا أن يكون الجاهل مرافقا لعارف فحكمه حكم العارف .
والاكتساب من عين الحكمة ، والكل من الله وإليه .
الرسالة الخامسة
=========
وارد ربانيّ
وقال ^رض^ : اعلم أن صاحب الحقائق العلوية ضعيف لأن هذا الوصف له عاري لا حقيقيّ ،
والعلوّ وصف الربوبية ، وكل من اتصف بوصف الربوبية اختيارا فهو مخذول ،
وصاحب الحقائق السفلية قويّ ، وذلك لكونه اتصف بوصفه السفليّ ،
وكل من اتصف بوصف العبودية اختيارا فهو منصور .
والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
============
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترت لكم من كتاب ( مجموع رسائل سيدي علي الجمل ) تحقيق بسام محمد بارود
هذه الأسرار الإلهية ، والحكم الربانية ، للشيخ الجليل الأكبر ، والعارف بالله الأشهر،
الغوث الرباني ، والولي الصمداني أبي الحسن سيدي علي بن سيدي عبد الرحمن العمراني
الملقب بالجمل ^رض^ ونفعنا به آمين .
الرسالة الأولى
============
في تسليم الأمور كلها لمولاها
قال ^رض^ : مهما تركت الأمور لمولاها يتصرف فيها كما يشاء ، يردّها - سبحانه - إليك ،
ويمكنك من زمامها ، ويأمرها تكون عند أمرك ونهيك ، تتصرّف فيها بمشيئتك ،
حتى لا يكون منها إلا ما تريد ، ومهما تعرضت للأمور وأردتها أن تكون عند أمرك ونهيك
يردّك مولاك إليها ، ويمكّنها من زمامك ، كانت الأمور خديمة لك مملوكتك حين أطلقت منها ،
فلما أردتها صرت أنت خديما لها ، مملوكا لها ، تفعل بك ما أرادت ، وشتان ما بين المالك والمملوك
سبب عبوديتك للوجود هو حبّ عبودية الوجود إليك ، وأنت و الوجود عبيد لله ،
وسبب عبودية الوجود إليك هو عبوديتك لله : ( يا دنيا ! اخدمي من خدمني ، وأتعبي من خدمك )
الرسالة الثانية
=======
صفات الداخل إلى الحضرة الإلهية
قال رحمه الله ورضي عنه : اعلم أن الحضرة الإلهية مثل الجنة لا يدخلها صاحب حسد
ولا صاحب بغض ، ولا صاحب غلّ ، ولا صاحب غضب ، ولا صاحب همّ ،
ولا صاحب نكد ، قال تعالى : ( ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا على سرر متقابلين ،
لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) الحجر : 47 - 48
الرسالة الثالثة
======
في الحضّ على خرق العوائد
وقال ^رض^ : اعلم أنه ما من نبيّ مرسل ، ولا وليّ مربّ إلا وأول ما يأمر به
الذين اتبعوه من الناس بخرق العوائد التي يجدهم عليها .
وفي الأصل الحقيقة كلها خرق العوائد ، وخرق العادة لا بدّ منه لكل موجود ,
ولكن شتّان من يأتيها عارفا طائعا ، وبين من يأتيها جاهلا عاصيا ،
وكل من خرق العادة لأجل شيء ، يظفر به على كل حال .
قال صاحب الحكم : ( كيف تخرق لك العوائد وأنت لم تخرق من نفسك العوائد ؟ )
وخرق العادة يكون قهرا أو بالحكمة إرادة ،
والحكمة والقدرة كلاهما وصف المولى - جلّ ثناؤه - والقدرة من عين الحكَم
الرسالة الرابعة
=====
العبودية والحرية
وقال ^رض^ : اعلم أن العبودية في الحرية ، والحرية في العبودية ،
العبودية : كل ما هو سفلي فهو عبودية ، والحرية : كل مل هو علوي فهو حرية .
الأدب مع عباد الله وصف من أوصاف العبودية ، وهو ذل اكتسابي يجرّ عزّا قهريا
وسوء الأدب مع عباد الله ربما يكون من أوصاف الحرية ، وهو عزّ اكتسابي يجرّ ذلا قهريا .
وكذلك الكلام والصمت ، الصمت وصف من أوصاف العبودية ، وهو ذل اكتسابي، يجرّ عزا قهريا
والكلام وصف من أوصاف الحرية ، ربما يجرّ ذلا قهريا .
وهكذا في جميع أوصاف العبودية والحرية، جرت عادة الله سبحانه هكذا :
( ولن تجد لسنّة الله تبديلا ) الأحزاب : آية 62 .
وقد تكون العبودية قهرية في ابتدائها ، وقد تكون الحرية قهرية في ابتدائها أيضا ، وهذا نادر ،
والنادر لا حكم له ، وإنما الحكم للجُلّ ، والعبودية أيضا تكون ظاهرية حسّا ، وقد تكون باطنية معنى
وكذلك الحرية ، قد تكون باطنية معاني ، وقد تكون ظاهرية حسّا .
كم من متجبر لبس ثيابا مرقّعة رثّة ، وكم من متواضع لبس ثيابا شريفة حسنة ،
والكل خير - لبس الثياب الرثة ولبس الثياب الحسنة - لمن يكون عارفا بحكم هذه وهذه ،
والكل شر لمن يكون جاهلا بأحكامها ، يقتل البلاد من يعرفها ، وتقتل البلاد من لا يعرفها ،
اللهم إلا أن يكون الجاهل مرافقا لعارف فحكمه حكم العارف .
والاكتساب من عين الحكمة ، والكل من الله وإليه .
الرسالة الخامسة
=========
وارد ربانيّ
وقال ^رض^ : اعلم أن صاحب الحقائق العلوية ضعيف لأن هذا الوصف له عاري لا حقيقيّ ،
والعلوّ وصف الربوبية ، وكل من اتصف بوصف الربوبية اختيارا فهو مخذول ،
وصاحب الحقائق السفلية قويّ ، وذلك لكونه اتصف بوصفه السفليّ ،
وكل من اتصف بوصف العبودية اختيارا فهو منصور .
والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin