أخلاق المتصوف في صلته بالحق سبحانه
إن التصوف ليس تصوف الشطحات والرموز ولا القيل والقال ، وإنما هو التصوف الذي "قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله عما سواه". ومن ثم كان أول ما يؤكد عليه الصوفية في علاقة الإنسان بخالقه سبحانه هو تحقيق الإخلاص، إذ لا يمكن لأي عمل أن يقبل من صاحبه إلا إذا مخلصا فيه؛ وهو كما قال الشيخ زروق : "هو أن يفرد العبد قلبه لله تعالى، ويتخلص من كل ينافي ذلك من رياء وعجب وطمع في ما بأيدي الناس؛ فهذه كلها نواقض الإخلاص".
وخلافا لما يظنه البعض من أن إظهار العمل يتنافى مع الإخلاص فإن إظهار العمل وإخفاءه عند تحقق الإخلاص أمران سيان، إذ المقصد قد تحقق؛ ونحن حينما نرجع إلى القرآن نجد آيات كثيرة تتحدث عن هذا؛ فالله تعالى يشير في سورة البقرة إلى أن إبداء الصدقات وإخفاءها أمران فيهما خير، إذ لا يتناقضان عندما يكون القصد هو وجه الله.
وبناء على ذلك يُحدَّد مفهوم الصوفي بأنه "العامل في تصفية وقته عما سوى الحق" ومن المعلوم أن الحديث عن التصفية هو حديث عن إخلاص النية.وهذا ما يؤكده الشيخ زروق في قواعده ،حيث يبين أن أهمية التصوف لذي توجه صادق، أو عارف محقق، أو محب مصدق، أو طالب منصف، أو عالم تقلده الحقائق، أو فقيه تقيده الاتساعات؛ فإذا لم يكن كذلك فليس بمتصوف.
ومما يقتضيه إخلاص العمل لله تحقيق الحب لله ولرسوله؛ وقيمة الحب بهذا المعنى كفيلة بأن تجعل الإنسان سعيدا في الدنيا و الآخرة؛ إذ لا يتذوق حلاوة الإيمان إلا المحبون المخلصون. وقد جاء في الحديث: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
فالحب بهذا المعنى علامة كمال العمل على رضا المحبوب، فإن خرج عن كل وجه يرضيه فلا، وبعض التقصير لا يضر، والمحب لا يرضى بمخالفة حبيبه، فهو لا يمكن منه الإصرار، وإن غلب بشهوة ونحوها بادر لمحل الرضا من التوبة والإنابة.
ومما ينبغي للمتصوف تحقيقه بعد الإخلاص لله التزام التقوى، وغاية ذلك هي التمسك بالورع، وهو ترك ما لا بأس به -مما يحيك في الصدر – حذرا مما به بأس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبلغ الرجل درجة المتقين حتى يترك ما حاك في الصدر).
ومن كمال التقوى وجود الاستقامة، وهي حمل النفس على أخلاق القرآن والسنة، ولا يتم أمرها إلا بشيخ ناصح، أو أخ صالح يدل العبد على اللائق به لصلاح حاله، إذ رب شخص ضره ما انتفع به غيره.
ومن تلك الأخلاق تحقيق حمد الله وشكره، وحسن التوكل عليه في السراء والضراء، وكذلك الرضا عنه بالقناعة، بالإضافة إلى استحضار مراقبته في السر والعلن، وهذا هو مقام الإحسان، الذي اعتبره مقام التصوف. يقول الشيخ زروق رحمه الله: "فأصل التصوف مقام الإحسان الذي فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
إن التصوف ليس تصوف الشطحات والرموز ولا القيل والقال ، وإنما هو التصوف الذي "قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله عما سواه". ومن ثم كان أول ما يؤكد عليه الصوفية في علاقة الإنسان بخالقه سبحانه هو تحقيق الإخلاص، إذ لا يمكن لأي عمل أن يقبل من صاحبه إلا إذا مخلصا فيه؛ وهو كما قال الشيخ زروق : "هو أن يفرد العبد قلبه لله تعالى، ويتخلص من كل ينافي ذلك من رياء وعجب وطمع في ما بأيدي الناس؛ فهذه كلها نواقض الإخلاص".
وخلافا لما يظنه البعض من أن إظهار العمل يتنافى مع الإخلاص فإن إظهار العمل وإخفاءه عند تحقق الإخلاص أمران سيان، إذ المقصد قد تحقق؛ ونحن حينما نرجع إلى القرآن نجد آيات كثيرة تتحدث عن هذا؛ فالله تعالى يشير في سورة البقرة إلى أن إبداء الصدقات وإخفاءها أمران فيهما خير، إذ لا يتناقضان عندما يكون القصد هو وجه الله.
وبناء على ذلك يُحدَّد مفهوم الصوفي بأنه "العامل في تصفية وقته عما سوى الحق" ومن المعلوم أن الحديث عن التصفية هو حديث عن إخلاص النية.وهذا ما يؤكده الشيخ زروق في قواعده ،حيث يبين أن أهمية التصوف لذي توجه صادق، أو عارف محقق، أو محب مصدق، أو طالب منصف، أو عالم تقلده الحقائق، أو فقيه تقيده الاتساعات؛ فإذا لم يكن كذلك فليس بمتصوف.
ومما يقتضيه إخلاص العمل لله تحقيق الحب لله ولرسوله؛ وقيمة الحب بهذا المعنى كفيلة بأن تجعل الإنسان سعيدا في الدنيا و الآخرة؛ إذ لا يتذوق حلاوة الإيمان إلا المحبون المخلصون. وقد جاء في الحديث: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار).
فالحب بهذا المعنى علامة كمال العمل على رضا المحبوب، فإن خرج عن كل وجه يرضيه فلا، وبعض التقصير لا يضر، والمحب لا يرضى بمخالفة حبيبه، فهو لا يمكن منه الإصرار، وإن غلب بشهوة ونحوها بادر لمحل الرضا من التوبة والإنابة.
ومما ينبغي للمتصوف تحقيقه بعد الإخلاص لله التزام التقوى، وغاية ذلك هي التمسك بالورع، وهو ترك ما لا بأس به -مما يحيك في الصدر – حذرا مما به بأس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يبلغ الرجل درجة المتقين حتى يترك ما حاك في الصدر).
ومن كمال التقوى وجود الاستقامة، وهي حمل النفس على أخلاق القرآن والسنة، ولا يتم أمرها إلا بشيخ ناصح، أو أخ صالح يدل العبد على اللائق به لصلاح حاله، إذ رب شخص ضره ما انتفع به غيره.
ومن تلك الأخلاق تحقيق حمد الله وشكره، وحسن التوكل عليه في السراء والضراء، وكذلك الرضا عنه بالقناعة، بالإضافة إلى استحضار مراقبته في السر والعلن، وهذا هو مقام الإحسان، الذي اعتبره مقام التصوف. يقول الشيخ زروق رحمه الله: "فأصل التصوف مقام الإحسان الذي فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin