رسائل مولاي العربي الدرقاوي-التحذير من الناس
رسائل مولاي العربي الدرقاوي
الحث على المداومة والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنّته وهديه.
ومنها : فإن شئتَ أن تنال ما تريد فصلِّ على النبي المجيد ولو مائة مرة في اليوم والليلة، لأن القليل الدائم من الأعمال خير من الكثير المنصرم منها، والعمل لا يكون قليلا إلا إذا كان صاحبه على غير السنة المحمديّة، وأما إذا كان عليها فلا يكون عمله كثيراً.
ولا شك أن المتمسك بالسنّة لا تفوته الصلاة على صاحبها صلى الله عليه وسلم وإن لم يصلِّ عليه بلسانه، وإذا كان على سنته وصلى عليه بلسانه فذلك نور على نور، ولا شك أن المتمسك بسنّته حقًّا يصلي عليه بكلِّيته، والمتمسك الذي لا يبالي بالسنة إنما يصلي عليه بلسانه فقط دون جوارحه، وعملٌ قليل في سُنَّة خير من كثير في بدعة، فافهم فهَّمنا الله وإيّاك. واشدد يدك على هذه المذاكرة المباركة، والله يغنيك بها، آمين.
التحذير من الناس
ومنها : فالناس - أيها الفقير - لا ينجو منهم إلا العاقل اللبيب ولا سيما أهل وقتنا هذا،فاحذرهم دائمًا، واخش شرهم حتى في سلامهم عليك، فإذا سلّم عليك أحدهم وعرفت أنه حققًّا سلَّم عليك ليتوصّل للكلام معك فيك، فهذا إن حصلت بيده رد سلامه عليه لأن رد سلامه واجب، واذهب إلى شغلك، فإن ذهب هو وترك سبيلك تبارك الله، وإلا فقل له : عاملني بدرهم أو درهمين لله تعالى، فإنه بنفس ما تحك له الدبرة هكذا يزعرط، فهذا ما تدفعه به، ولا شك أن التخلُّص منه صعب، كما لا شك أن تسلطهم على أولياء الله في بديتهم سُنَّة الله في خلقه ولن تجد لسنّة الله تبديلاً، كما قال تعالى.
وقال الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه في لطائف المنن : "اعلم أن أولياء اللّه تعالى حكمهم في بداياتهم أن يسلّط الخلق عليهم ليطهروا من البقايا،و تكمل فيهم المزايا،وكي لا يساكنوا هذا الخلق باعتماد،أو يميلوا إليهم باستناد و من آذاك فقد أعتقك من رقِّ إحسانه، ومن أحسن إليك فقد استرقك بجود امتنانه."
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (من أَسْدَى إليْكُمْ مَعرُوفاً فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَادْعُوا لَهُ). كل ذلك ليتخلّص القلب من رقِّ إحسان الخلق ويتعلّق بالملك الحقّ.
وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : اهرب من خير الناس ، أكثر ما تهرب من شرهم ، فإنَّ خيرهم يُصيبك في قلبك ، وشرهم يُصيبك في بدنك ، ولئن تُصاب في بدنك خير من أن تصاب في قلبك ، ولعدو تصل به إلى الله خير من صديق يقطعك عن الله. وعدّ إقبالهم عليك ليلاً إعراضهم عنك نهاراً، ألا تراهم إذا أقبلوا فتنوا ؟ قال : وتسليط الخلق على أولياء الله تعالى في مبدإ طرقهم سنّة الله في أحبّائه وأصفياءه.
قلت : ولا تراهم ينكرون على أحد من أهل الطريقة رضي الله عنهم كما تراهم ينكرون على أهل التجريد منهم وعلى أهل السؤال، ولا شك أن التجريد مقابل الأسباب، وكلاهما جائز شرعاً، فمن طعن في التجريد فقد طعن في التوكل، وقد قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3]. وقال ولي الله تعالى سيدي ابن البنا رضي الله عنه في مباحثه :
والشُّغل دون الكسب في العبادة .. محض التوكل ورأي السادة
إلى غير هذا. كما أن من طعن في الأسباب فقد طعن في السنّة، والسؤال أيضاً جائز شرعاً، إذ قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم : {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}[الضحى:10].
وعنه صلى الله عليه وسلم : (اعطُوا السّائل ولو جاء على فرس).
قلت : ومن كذب فعليه كذبه -كما قال تعالى-، ومن بدّل أو غيّر أيضاً فالله حسيبه، والسلام.
رسائل مولاي العربي الدرقاوي
الحث على المداومة والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنّته وهديه.
ومنها : فإن شئتَ أن تنال ما تريد فصلِّ على النبي المجيد ولو مائة مرة في اليوم والليلة، لأن القليل الدائم من الأعمال خير من الكثير المنصرم منها، والعمل لا يكون قليلا إلا إذا كان صاحبه على غير السنة المحمديّة، وأما إذا كان عليها فلا يكون عمله كثيراً.
ولا شك أن المتمسك بالسنّة لا تفوته الصلاة على صاحبها صلى الله عليه وسلم وإن لم يصلِّ عليه بلسانه، وإذا كان على سنته وصلى عليه بلسانه فذلك نور على نور، ولا شك أن المتمسك بسنّته حقًّا يصلي عليه بكلِّيته، والمتمسك الذي لا يبالي بالسنة إنما يصلي عليه بلسانه فقط دون جوارحه، وعملٌ قليل في سُنَّة خير من كثير في بدعة، فافهم فهَّمنا الله وإيّاك. واشدد يدك على هذه المذاكرة المباركة، والله يغنيك بها، آمين.
التحذير من الناس
ومنها : فالناس - أيها الفقير - لا ينجو منهم إلا العاقل اللبيب ولا سيما أهل وقتنا هذا،فاحذرهم دائمًا، واخش شرهم حتى في سلامهم عليك، فإذا سلّم عليك أحدهم وعرفت أنه حققًّا سلَّم عليك ليتوصّل للكلام معك فيك، فهذا إن حصلت بيده رد سلامه عليه لأن رد سلامه واجب، واذهب إلى شغلك، فإن ذهب هو وترك سبيلك تبارك الله، وإلا فقل له : عاملني بدرهم أو درهمين لله تعالى، فإنه بنفس ما تحك له الدبرة هكذا يزعرط، فهذا ما تدفعه به، ولا شك أن التخلُّص منه صعب، كما لا شك أن تسلطهم على أولياء الله في بديتهم سُنَّة الله في خلقه ولن تجد لسنّة الله تبديلاً، كما قال تعالى.
وقال الشيخ الجليل ولي الله تعالى سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه في لطائف المنن : "اعلم أن أولياء اللّه تعالى حكمهم في بداياتهم أن يسلّط الخلق عليهم ليطهروا من البقايا،و تكمل فيهم المزايا،وكي لا يساكنوا هذا الخلق باعتماد،أو يميلوا إليهم باستناد و من آذاك فقد أعتقك من رقِّ إحسانه، ومن أحسن إليك فقد استرقك بجود امتنانه."
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (من أَسْدَى إليْكُمْ مَعرُوفاً فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرُوا فَادْعُوا لَهُ). كل ذلك ليتخلّص القلب من رقِّ إحسان الخلق ويتعلّق بالملك الحقّ.
وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : اهرب من خير الناس ، أكثر ما تهرب من شرهم ، فإنَّ خيرهم يُصيبك في قلبك ، وشرهم يُصيبك في بدنك ، ولئن تُصاب في بدنك خير من أن تصاب في قلبك ، ولعدو تصل به إلى الله خير من صديق يقطعك عن الله. وعدّ إقبالهم عليك ليلاً إعراضهم عنك نهاراً، ألا تراهم إذا أقبلوا فتنوا ؟ قال : وتسليط الخلق على أولياء الله تعالى في مبدإ طرقهم سنّة الله في أحبّائه وأصفياءه.
قلت : ولا تراهم ينكرون على أحد من أهل الطريقة رضي الله عنهم كما تراهم ينكرون على أهل التجريد منهم وعلى أهل السؤال، ولا شك أن التجريد مقابل الأسباب، وكلاهما جائز شرعاً، فمن طعن في التجريد فقد طعن في التوكل، وقد قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3]. وقال ولي الله تعالى سيدي ابن البنا رضي الله عنه في مباحثه :
والشُّغل دون الكسب في العبادة .. محض التوكل ورأي السادة
إلى غير هذا. كما أن من طعن في الأسباب فقد طعن في السنّة، والسؤال أيضاً جائز شرعاً، إذ قال تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم : {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}[الضحى:10].
وعنه صلى الله عليه وسلم : (اعطُوا السّائل ولو جاء على فرس).
قلت : ومن كذب فعليه كذبه -كما قال تعالى-، ومن بدّل أو غيّر أيضاً فالله حسيبه، والسلام.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin