الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
الجزء الثاني
محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1
تابع المقدمة :-
“ 19 “
وإذا قلت : روينا من حديث الخرائطي ، فهو ما ثناه محمد بن يوسف بن علي الفرنوي كتابة ، عن أبي الفتح أحمد بن محمد بن سليمان ، عن أبي عبد اللّه محمد بن أبي نصر عبد اللّه الحميدي الحافظ ، عن أبي القسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحناني ، عن أبي بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي عبد الحكم ، فهو ما ثناه الحافظ السلفي إجازة عن مرشد بن يحيى بن القسم المديني ، عن علي بن منير بن أحمد الحلّال ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الفرج القماح ، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم بن أعين القرشي .
وإذا قلت : روينا من حديث الواحدي ، فهو ما ثناه أبو عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن منصور الصفاري ، عن عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحزازي ، عن علي الواحدي .
وإذا قلت : روينا من حديث الأصمعي ، فهو ما ثناه ابن محمد بن قاسم علي ، عن أبي عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي ، عن عبد اللّه الرازي ، عن أبي هاشم ، والحسين بن محمد بن الضراب ، عن أحمد بن مروان المالكي ، عن إبراهيم الحزمي ، عن أبي نصر ، عن الأصمعي ، واللّه أعلم .
“ 21 “
خطبة الشيخ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .نسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم ، واسم هاشم ، عمرو بن عبد مناف ، واسم عبد مناف ، المغيرة بن قصي ، واسم قصي ، زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة ، عامر بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقدم بن ياخور بن مرخ بن يعرب بن يسحب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ، ابن يارج ، هو آزر بن ياخور بن شاروخ بن راغو بن فالخ بن عبير بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن مالك بن متوشالخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام ، ابن يزد بن مهلييل بن قاين بن يأنس بن شيث عليه السلام ، ابن آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام ، وعلى الأول والآخر بينهما من النبيّين صلوات اللّه دائمة وسلاما إلى يوم الدين .
ثنا بهذا النسب الزكي الشريف سردا من لفظه كما كتبته من محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم من بني تميم ، قال : ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي ، أنبأ أبو عبد اللّه بن رفاعة بن عزيز السعدي ، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحيم ، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ، ثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن الورد بن ريحويه البغدادي ، ثنا أبو عبد اللّه بن سعيد عبد الرحيم بن عبد اللّه بن عبد الرحيم ، ثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ، عن جبير بن مطعم ، عن أبي بكر النحوي ، ثنا دياب بن عبد اللّه البكاري ، عن محمد بن إسحاق المطلبي .
روينا من حديث مالك بن أنس عن الزهري ، عن عثمان بن سليمان بن أبي خيثمة العدوي ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن حارثة بن هشام ، عن جبير بن مطعم ، عن سيدي
“ 22 “
أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه ، في سرد النسب إلى عدنان . فقال : في حديث عدنان أدد ، وهو الهميسع بن يولخ بن سالف بن عامر بن مثير بن الصيّاح بن عوام بن مرام بن يشخب بن كعب بن ثابت ، وإسماعيل بن إبراهيم بن آذر بن ياخور بن شارونما بن أرغوا ، وهو هود بن شيث عليهم السلام ، ابن فالح بن عبير بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، ابن مالك بن المتوثلخ بن حويك ، وهو إدريس عليه السلام ، ابن يزيد بن ماليل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليهما السلام .أنساب العشرة متصلة بنسبه صلى اللّه عليه وسلم
نسب سيدنا عليّ رضي اللّه عنه ، وهو أقربهم نسبا ، وهو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وأبعدهم سيدنا عثمان رضي اللّه عنه ، وهو سيدنا عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف . وأبعد منه الزبير ، وعبد الرحمن رضي اللّه عنهما ، فهو الزبير بن عوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ .
وأما سيدنا عبد الرحمن بن عوف ، هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحرث بن زهرة بن قصيّ . وأبعد منهما سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه ، وهو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن كعب بن زهرة بن كلاب ، وأبعد منه الصدّيق وطلحة رضي اللّه عنهما . أما سيدنا أبو بكر رضي اللّه عنه ، فهو عتيق بن عثمان ، يكنّى أبا قحافة بن عامر بن عمرو .
وأما سيدنا طلحة رضي اللّه عنه ، فهو ابن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو ، اجتمعا في عمرو ، وهو كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، وأبعد منهما سيدنا عمر وسيدنا سعيد رضي اللّه عنهما . أما سيدنا عمر رضي اللّه عنه ، فهو ابن الخطاب بن نفيل .
وأما سيدنا سعيد فهو ابن زيد بن عمرو بن نفيل ، اجتمعا في نفيل ، وهو عبد العزّى بن رباح عبد اللّه بن قرط بن زراع بن عدي بن كعب . وأبعد منهما أبو عبيدة بن الجرّاح رضي اللّه عنه ، وهو سيدنا أبو عبيدة بن عبد اللّه بن الجرّاح بن كعب بن ضبة بن الحرب بن فهر .نسب أمه صلى اللّه عليه وسلم ورضي عنها
وهي آمنة بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب . اجتمعت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كلاب بن مرة .
“ 23 “
نسب أمه التي أرضعته صلى اللّه عليه وسلم وهي : ضيرة ، وهي : حليمة بنت أبي ذويب عبد اللّه بن الحرث بن شيحة بن جابر بن رامة بن ناصرة بن سعيد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر ، اجتمع مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مضر .نسب والده من الرضاع
هو الحرث بن عبد العزّى بن رقاعة بن فلان بن ناصرة بن سعيد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر . اجتمع مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مضر .إخوته من الرضاعة
الحرث بن عبد اللّه ، وأنيسة بنت الحرث ، وحذافة بنت الحرث ، وهي : الشيحا ، غلب عليها ذلك فلا تعرف في قومها إلا به ، وكانت تحضنه مع أمه حليمة إذا كانت عندهم ، وكان عمه حمزة بن عبد المطلب أخاه أيضا من الرضاع ، فقال : أرضعته التي أرضعت حمزة .أولاده صلى اللّه عليه وسلم
الذكور ، منهم : القاسم وبه كان يكنّى ، ثم الطيب ، ثم الطاهر ، وعبد اللّه ، وإبراهيم . وإناث منهن : أكبرهن رقية ، ثم زينب ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، وجميع أولاده عليهم السلام من خديجة رضي اللّه عنها ، غير سيدنا إبراهيم عليه السلام فأمه مارية القبطية سرّيته صلى اللّه عليه وسلم .أعمامه صلى اللّه عليه وسلم وعماته
فمنهم العباس ، وضرار ، ابنا عبد المطلب ، وهما شقيقان لأم واحدة ، وهي : نبيلة بنت حباب بن كليب بن ربيعة بن نزار .
فأما العباس فأعقب ، ولم يعقب ضرار ، وحمزة ، والمقوم ، وجحل ، وصفية أبناء عبد المطلب لأم واحدة وهي هالة بنت أهيب بن عبد مناف ، ولم يعقب حمزة ، والمقوم ولد بنتا ، وأعقب جحل ، وصفية ولدت الزبير ، وأبو طالب ، ووالد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
“ 24 “
عبد اللّه ، وأم حكيم يقال لها : البيضاء ، وعاتكة ، وأروى ، وبرّة أبناء لعبد المطلب لأم واحدة وهي : فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم بن نقطة بن مرة بن كعب .
فأما أبو طالب وعبد اللّه فأعقبا ، والزبير أدرج عقيبه ، وأما البنات فولدن كلهن .
والحرث بن عبد المطلب ، وأمه سمراء بنت جندب بن حجير بن هوازن ، وأعقب الحرث ، وأبو لهب واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، أمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن طاطل الخزاعية ، وأبو لهب أعقب .وأزواجه صلى اللّه عليه وسلم
فمنهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ بن كلاب ، ماتت قبل الهجرة . وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهما .
ومنهن حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما . ومنهن أم سلمة ، واسمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن مخزوم ، وهي آخر من مات من أزواجه بعده .
ومنهن سودة بنت زمعة بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن جبير بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .
ومنهن أم حبيبة ، واسمها رميلة بنت أبي سفيان بن الحارث بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .
ومنهن زينب بنت جحش بن رباب بن أسد بن خزيمة ، وأمها آمنة عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنت عبد المطلب ، وهي أول من مات من أزواجه بعده ، وهي أول من حملت جنازتها على النعش . ومنهن : زينب بنت خزيمة ، وهي : أم المساكين ، وهي من عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة توفيت في حياته عليه السلام .
ومنهن ميمونة بنت الحرث بن حرب بن بحر بن الحرص بن رومية بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة ، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه وسلم .
وقيل : الواهبة نفسها خولة بنت حكيم السلميّ . وقيل : أم شريك . وقيل : زينب بنت جحش .
ومنهن جويرة بنت الحرث بن أبي ضرار بن الحرث بن عابد بن مالك بن
“ 25 “
المصطلق بن خزاعة ، سباها النبي صلى اللّه عليه وسلم في غزوة المريسع وتزوج بها . ومنهن صفية بنت جبير بن أحطب من بني النضير سباها يوم خيبر . فهؤلاء إحدى عشرة امرأة دخل بهنّ صلى اللّه عليه وسلم بلا خلاف .
ومنهنّ الغالية بنت صبيان بن عمرو بن أبي بكر بن كلاب ، اختلف في الدخول بها ، ثم إنه طلّقها .
ومنهن امرأة من بني عمرو بن كلاب أخو بكر بن كلاب ، فطلقها قبل الدخول لبياض كان بها .
ومنهن أسماء بنت كعب الحرثية ، وقيل : اسمها أميمة بنت النعمان بن شرحبيل فاستعادت منه فطلقها ، ولم يدخل بها . وقيل : التي استعادت هي مليكة الليثية . وقيل :
هي فاطمة بنت الضحّاك .
ومنهن عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب فطلقها ولم يدخل بها . قال بعض العلماء : هي التي اختارت نفسها فابتلاها اللّه عند ذلك بالجنون .
ومنهن أم شريك الأزديّة الأنصارية من بني النجار طلقها ولم يدخل بها ، وهي التي قلنا : إنها قد روي أنها التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه وسلم .
ومنهن أسماء بنت الصلت من بني خزام من بني سليم لم يدخل بها . ومنهن قيلة بنت قيس أخت الأشعث لم يدخل بها ولا رآها . ومنهن فاطمة بنت شريح . فهؤلاء أقصى ما بلغن من عدد أزواجه .ومات صلى اللّه عليه وسلم عن تسع منهن
ميمونة ، وسودة ، وصفيّة ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب بنت جحش .من مات في حياته منهن :
خديجة بنت خويلد ، وزينب بنت خزيمة أم المساكين . القرشيات : منهن عائشة ، وحفصة ، وأم حبيبة .
اللاتي كان يساوي بينهن في القسمة أربع : عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب .
“ 26 “
جواريه صلى اللّه عليه وسلم
مارية بنت شمعون القبطية ، ولدت له سيدنا إبراهيم عليه السلام . وريحانة بنت زيد من بني قريظة ، من بني النضير .حجّاته صلى اللّه عليه وسلم
حج صلى اللّه عليه وسلم ثلاث حجّات ، حجّتان من مكة ، وواحدة من المدينة ، وهي التي تسمى حجة الوداع .عمره صلى اللّه عليه وسلم
وأما عمره : من الحديبية في ذي القعدة ، وأما عمرة القضاء من العام المقبل كانت أيضا في ذي القعدة ، وعمرة من الجعرّانة حيث قسم غنائم حنين في القعدة وعمرة مع حجته وإحرامه بها عليه السلام في ذي القعدة .ذكر غزواته صلى اللّه عليه وسلم التي خرج إليها بنفسه
فأول ذلك غزوة الأبواء . خرج إليها في صفر سنة اثنين على رأس اثني عشر شهرا من هجرته حتى بلغ ردان . ثم غزوة في شهر ربيع الآخر ثالث الشهر من غزوة الأبواء يريد قريشا حتى بلغ بواط من ناحية رضوى . ثم غزا العشير في جمادى الأولى سنة اثنتين وهي من بطن ينبع . ثم غزا يطلب كرز بن جابر وهي غزوة بدر الأولى سنة اثنتين .
ثم غزوة بدر سنة اثنتين في شهر رمضان الذي قتل فيه صناديد قريش . ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكدر في شوّال سنة اثنتين .
ثم غزوة السويق في ذي الحجة سنة اثنتين بعد بدر بشهرين يطلب أبا سفيان بن حرب . ثم غزوة نجد يريد غطفان .
ثم غزوة ذي أمر في صفر سنة ثلاث . ثم غزوة نجران في ربيع الأول سنة ثلاث ، يريد قريشا وبني سليم فيما بين ذلك أمر بني قينقاع من سنة ثلاث .
ثم غزوة أحد في شوال سنة ثلاث . ثم غزوة حمر الأسد في شوال سنة ثلاث . ثم غزوة بني النضير وإجلائهم في ربيع الأول سنة أربع .
“ 27 “
ثم غزوة ذات الرقاع من جمادى الأولى سنة أربع . ثم غزا في شعبان أي بدر بميعاد أبي سفيان وهي بدر الآخرة سنة أربع .
ثم غزا دومة الجندل فرجع قبل أن يصل إليها في ربيع الأول سنة خمس .
ثم غزا بالخندق في شوال سنة خمس . ثم غزا بني قريظة في ذي القعدة أو في الحجة سنة خمس .
ثم غزا الرجيع خرج في جمادى الأولى إلى بني لحيان يطلب أصحاب بني الرجيع في جمادى الأولى سنة ست .
ثم غزا ذي قرد وهي التي أغار فيها عيينة بن حصن على لقاحة فخرج إليهم سنة ستّ بعد الرجيع بليال .
ثم غزا بني المصطلق في شعبان سنة ستّ . ثم غزا الحديبية خرج في ذي القعدة معتمرا قصده المشركون سنة ستّ .
ثم غزا خيبر خرج إليها في بقية المحرم سنة سبع . ثم خرج في القعدة يعني لعمرة القضاء سنة سبع .
ثم أقام في المدينة بعد بعثه إلى موتة في جمادى الآخر ، ورجب . ثم غزا فتح مكة بعشر مضين من رمضان سنة ثمان .
ثم غزا حنينا سار إليها من مكة في شوال سنة ثمان . ثم غزا الطائف سنة ثمان ، سار إليها من حنين ورجع إلى المدينة ، وأقام بها ما بين الحجة إلى رجب .
ثم غزا تبوك وأمر الناس بالتهيّؤ لغزوة الروم فخرج إلى تبوك ولم يجاوزها سنة تسع .سراياه صلى اللّه عليه وسلم ، وبعوثه فيما بين أن قدم المدينة إلى أن قبضه اللّه عز وجل
غزوة عبيدة بن الحرث إلى أحياء من أسفل ثنية المرة ، وهي ماء بالحجاز . وغزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص ، وبعض الناس يقدمون غزوة حمزة قبل غزوة عبيدة .
ثم غزوة سعد بن أبي وقاص ، وبعث محمد بن مسلمة فيما بين أحد وبدر إلى كعب بن الأشرف وقتله .
“ 28 “
ثم غزوة عبد اللّه بن جحش إلى نخلة . ثم غزوة زيد بن حارثة القدرة . ثم غزوة مرشد بن أبي مرشد الغنوي الرجيع لقوا فيها .
ثم غزوة منذر بن عمرو ببئر معاوية لقوا فيها . ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه ذا العصة من طريق العراق .
ثم غزوة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه تربة من أرض بني عامر . ثم غزوة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه إلى بني عبد اللّه بن سعد من أهل فدك .
ثم غزوة أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم لقوا فيها بعثه بعد رجوعه من عمرة القصة في الحجة سنة سبع ، وأصيبوا وجاء جريحا حتى قدم المدينة في صفر سنة ثمان .
ثم غزوة عكاشة بن محصن العمدة . ثم غزوة أبي سلمة بن عبد الأسد ببطن قطنا ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد لقوا فيها فقتل فيها مسعود بن عروة .
ثم غزوة محمد بن سلمة أخي بني الحارثة . أي مواضع من هوازن تسمى القرضا .
ثم غزوة بشير بن سعد أيضا إلى جنان ناحية خيبر . ثم غزوة زيد بن حارثة الجموح من أرض بني سليم . ثم غزوة زيد بن حارثة أيضا حرام من أرض حسما لقوا فيها .
ثم غزوة زيد بن حارثة أيضا الطرف من ناحية النخل أو من ناحية طريق العراق . ثم غزوة بني حارثة أيضا وادي القرى لقوا فيها بني فزارة .
ثم غزوة عبد اللّه بن رواحة خيبر . ثم غزوة عبد اللّه بن رواحة أيضا خيبر أصاب فيها بشير بن رزام اليهودي .
ثم غزوة عبد اللّه بن عتيك إلى خيبر وأصاب فيها أبا رافع بن الحقيق . وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث عبد اللّه بن أنيس خالد بن سفيان النهري فقتله .
ثم غزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد اللّه بن رواحة إلى موتة فأصيبوا فيها .
ثم غزوة كعب بن عمرو الغفاري ذات الطلاع من أرض الشام فأصيب فيها . ثم غزوة عيينة بن حفص بن حذيفة بن زيد بن العبير من بني تميم لقوا فيها .
ثم غزوة غالب بن عبد اللّه الكلبي كلب ليث أرض بني مرة لقوا فيها . ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بني عذرة .
ثم غزوة أبي حدرد وأصحابه إلى بطن أضم قبل الفتح لقوا فيها ، كذا قال هنا ابن أبي حدرد ، وقال : فيما مضى أبي حدرد .
“ 29 “
ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه إلى سيف البحر ، ويسمى جيش الحيط .
انتهى ما ذكر ابن إسحاق .
وزاد ابن هشام : بعث عمرو بن أمية الضمري ، بعثه عليه السلام لقتل أبي سفيان بمكة وسرية بن حارثة إلى مدين . ثم غزوة سالم بن عمير أبا جعد حدثني به عمرو بن عوف .
ثم غزوة عمير بن عدي الخطمي عصماء بنت مروان ، والسرية التي أسرت ثمامة بن إياك الخيفي .
وبعث علقمة بن محدر في طلب القوم الذين قتلوا وقاص بن محرز بوادي قرد .
وبعث كرز بن جابر في طلب الرعاء الذين قتلوا راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلي وذكوان .
ثم غزوة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه إلى اليمن مرة أخرى . ثم غزوة أسامة بن زيد إلى الداروم فمات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل خروجه وولّى أبا بكر رضي اللّه عنه فأمضاه لوجهه ، فمضى حتى وطئ نخيلة أرض الداروم .
بعث خالد بن الوليد إلى نخلة لهدم العزّى . بعث خالد بن الوليد إلى بني خزيمة .
بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس . بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي ملك دومة .
بعث جرير بن عبد اللّه إلى ذي الخلصة ليهدمها ، بعثه على مائتين وخمسين فارسا .
بعث خالد بن الوليد إلى بني الحرث .
ثم غزوة أبي بكر رضي اللّه عنه إلى نجد ، قبل بني فزارة فأصاب منهم .
سرية عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى عجز هوران وراء مكة بأربعة أميال .
سرية عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي ، هو بعث علقمة بن محرز بولاية علقمة على طائفة من بني الحيس .عدد نقبائه صلى اللّه عليه وسلم اثنا عشر نقيبا
ولم يكن لنبيّ قبله هذا القدر ، بل كان لكل نبي سبعة نقباء ، وهم رضي اللّه عنهم :
أبو بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وجعفر بن أبي طالب ، ومصعب بن عمر ، وبلال بن رباح ، وعمّار بن ياسر ،
“ 30 “
والمقداد بن الأسود ، وعثمان بن مظعون ، وعبد اللّه بن مسعود .
وأما نجباؤه ، فكلهم من الأنصار ، اثنا عشر نجيبا : سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف ، وسعد بن الربيع من بني النجار ، وسعد بن عبادة من بني عبد الأسهل ، وعبيد اللّه بن رواحة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، والبرّاء بن معروس ، ورافع بن مالك الأزرقي ، وعبد اللّه بن عمرو بن حزام وهو أبو جابر ، وعبادة بن الصامت من بني سلمة ، والمنذر بن عمرو من بني ساعدة .
وأما حواريوه صلى اللّه عليه وسلم ، فكلهم من قريش ، وهم اثنا عشر رجلا : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وحمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعثمان بن مظعون .
فالذي جمع بين النجابة والحوارية : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجعفر بن مظعون . فهؤلاء الستة جمعوا بين الشرفين رضي اللّه عنهم .
وأما مواليه صلى اللّه عليه وسلم : زيد بن حارثة ، وأسامة بن زيد ، وأبو رافع السلمي ، ويقال :
إبراهيم ، ويقال : هرم ، ويقال : سنان ، كان قبطيا ، وسفينة ، واسمه مهران ، ويقال : رياح ، وبونان .
وسار أبو بكر ، وهو الذي قتله العربيون ، وشقران ، اسمه صالح ، وأبو كبشة ، اسمه سليم ، وأبو ضميرة مدغم ، وهو الذي أصابه السهم فمات يوم حنين ، ورويقع ، وسلمان ، ورياح ، وعبيد ، وأحمر ، وكيبا ، وأبو أثيلة ، وشعبة .
الإناث : سلمى ، ودرّة ، وميمونة .خلقه وشمائله وحالاته وحركاته وسكناته ومجالسه
كان صلى اللّه عليه وسلم فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأعظم من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعران ، انفرقت عقيصته فرق ، وإلا خلا ، ولا يجاوز شعره شحمة أذنه ، إذ هو وفره ، أزهر اللون ، ليس بالأبيض الأمهق ، ولا بالأدم ، سهل الخدين ، صلتهما ليس بالطويل الوجه ، ولا المكلثم ، واسع الجبين ، أزجّ الحواجب ، سوابغ من غير قرن بينهما ، عرق يدرّه الغضب ، أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله اسم ، كثاء اللحية ، أدعج ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج
“ 31 “
الأسنان ، عنفقته بارزة ، فكّاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ ، دقيق المرية ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ، معتدل الخلق ، باديا متماسكا ، سواء البطن والصدر ، عريض الصدر ، بعيد المنكبين ، جليل الكتدين ، بين منكبيه خاتم النبوة وهو شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متواليات كأنها من عرف فرس ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبّة والسّرة بشعر يجري كخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، سبط العصب ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، خمصان الأخمصين ، مسبح القدمين ، ينبو عنهما الماء .
إذا أزل زال تقلعا ، يخطو تكفأ ، ويمشي هونا ، ذريع المشية ، كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جلّ نظره الملاحظة ، يشوق أصحابه ، يبدأ من لقي بالسلام ، متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليس له راحة ، لا ينطق في غير الحاجة ، طويل السكت ، يفتح الكلام ويختمه :
ببسم اللّه ، ويتكلم بجوامع الكلم ، فضل لا فضول فيه ولا تقصير ، دمثا ليس بالجاحف ولا المهين ، يعظّم النّعم ، وإن دقت لا يذم منها شيئا ، ولا يذم مذاقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها ، وإذا تعرض للحق لا يعرفه أحد ، ولا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، ولا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها ، وإذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها كلها ، وإذا تحدث اتصل بها ، فيضرب ببطن راحته اليمنى إبهام اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غضّ طرفه ، جلّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حبّ الغمام ، كان دخوله لنفسه ما دون له في ذلك .
كان إذا آوى إلى منزله جزّأ نفسه ثلاثة أجزاء : جزء للّه تعالى ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه . ثم يجزّئ جزءه بينه وبين الناس ، فيردّ ذلك على العامة بالخاصة ، ولا يدّخر عنهم شيئا ، فكان في سيرته في جزء أهله الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه عليهم على قدر فضلهم في الدنيا ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم فيما أصلحهم ، والأمة عن مسألة عنهم ، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : « ليبلّغ الشاهد الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع بلاغي ، فإن من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت اللّه قدمه يوم القيامة » . ولا يذكر عنده الأراذل ، ولا يقبل من أحد غيره عذره ، يدخلون زواد ، ولا يفترون إلا عن ذواق ، ويخرجون أذلة .
وكان صلى اللّه عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ، ويؤلفهم ولا يفرقهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم
“ 32 “
كل قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي على أحد بشره ولا خلقه ، يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عمّا في الناس ، ويحسّن الحسن ويصوّبه ، ويقبّح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عياد ، لا يقصّر عن الحق ، ولا يجاوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، وأفضلهم عنده أعمّهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
وكان صلى اللّه عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا بذكر اللّه تعالى ، لا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا جلس إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، يعطي كل جلسائه بنصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه ممن جالسه أو قاومه في حاجة صابرة ، ما تفارقه حتى يده يكون هو المنصرف ، ومن سأله في حاجة لم يردّه إلا بها أو ما يسره من القول .
قد وسع الناس بينهم منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه حلم ، وحياء وصبر ، وأمانة ، لا ترفع عنده الأصوات ، ولا تؤبّن فيه الحرم ، ولا تثني فلتأته ، معادلين متفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعون يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذوي الحاجة ، ويحفظون الغريب .
وكان صلى اللّه عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ، ولا غليظ ، ولا صخّاب ، ولا فحّاش ، ولا عيّاب ، ولا مزّاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا ييأس ولا يخيب فيه مؤمّله ، قد تزكى من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وتزكي الناس نفسه من ثلاث .
كان لا يذمّ أحدا ، ولا يعيّره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرتجى ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده ، إن تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أوليتهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون ، ويصبر على الغريب ، على الجفوة ، في مسألته ومنطقه ، حتى إن كان أصحابه يستجلبون بهم ، ويقول : “ إذا رأيتم طالب حاجة فأرشدوه “ ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه .
وكان سكوته على أربع : الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكّر . فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكّره ففي ما يفنى ويبقى ، وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ، ولا يستفزّه . وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن
“ 33 “
ليقتدي به ، وتركه القبيح لينتهي عنه ، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته ، والقيام فيما جمع له من خيري الدنيا والآخرة .
خدمه أنس بن مالك عشر سنين إلى أن توفاه اللّه تعالى ، فما قال لشيء فعله ، لم فعلته ؟ ولا لشيء لم يفعله ، لم لم تفعله ؟ ما عاب طعاما ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهيه تركه ، كان يقول في السرّاء : “ الحمد للّه المنعم المتفضل “ . وكان يقول في الضرّاء :“ الحمد للّه على كل حال “ .
كان يذكر اللّه على كل أحيانه . كان يسلّم على العبيد والإماء والصبيان .
كان يمازح الصغير ، ويلاعب الوليد ، ويمازح العجوز ، ولا يقول إلا حقا .
كان رؤوفا ، رحيما ، ليّنا ، هيّنا ، شفيقا ، رفيقا ، لطيفا ، سئوسا .
كان صلى اللّه عليه وسلم أجلّ وأعظم من أن يحيط ناعت بوصفه ، ولكن ما وصفه من وصفه إلا بقدر ما ظهر له منه صلى اللّه عليه وسلم .تفسير ما وقع في هذا الفصل من الغريب
المشذب : المفرط في الطول ، شعر رجل : الرجل الذي ليس بالسبط فإن السبط الذي لا تكسّر فيه ، والقطط : الشديد الجعودة ، والعقصة : الشعر المعقوص ، وهو نحو من المظفور ، وهي ظفيرتان تضم إحداهما إلى الأخرى ، يشبه التكتف ، الزجج في الحواجب : أن يكون بينهما تقوّس مع طول في أطرافها ، وهي التوسع فيها ، والقرن : التقاء الحاجبين حتى يتصلا ، والبلج : ضد القرن وهو أن لا يلتقي الحاجبان ويبقى بينهما بياض ، وهو محبوب ، والعرق : الذي يدرّه الغضب دروره غلظه وتنوه وامتلاؤه إذا غضب ، والعرنين : الأنف ، والقنا : أن يكون فيه دقة ارتفاع في قصبته ، يقال منه رجل أقنى ، وامرأة قنواء ، والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قناء فيه ، وكتفاه من غير عرض ، ولا طول ، والظليع : الفم الواسع .
قال أبو عبيد اللّه : وأحسبه بعين جود في الشفتين ، والأشنب : الذي في أسنانه تفرّق ، والمشربة : الشعر الذي بين اللبة والسرة كالخط . والجيد : العنق . والدمية : الصورة من الرخام ، وتجمع على دما . والكراديش : - العظام ، والزندان ، العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين . والقصب : كل عظم ذي مخ مثل الساقين والذراعين والعضدين . وبسوطتهما : امتدادهما . والشئن في الكفين والقدمين : بعض غلط ،
“ 34 “
والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها ، وهو الذي يلصق بالأرض من القدمين في الوطء ، ومعنى قوله خمصان : يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع مأخوذ من خمصانة البطن وهو ضمره . والمسبح القدمين : يعني أنهم ملسان وأن ليس في ظهرهما تكبير ، قال : ينبو عنهما الماء ، يقول : لا ثبات للماء عليهما ، وقوله : إذا خطا تكفأ : يعني تمايل ، مأخوذ من تكفئ السفن . ذريع المشية : واسع الخطى ، كأنما ينحط من صبب . يريد أنه مقبل على ما بين يديه . غضّ الطرف : خافض الطرف . التفت جميعا : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جيده ، فإن فيه بعض الخفة والطيش .
والدمث : اللين السهل . والإشاحة : الحد والحذر . والافترار : أن تكثر الأسنان ضاحكا من غير قهقهة . وصبّ الغمام : البرد شبه بياض أسنانه . الرواد : الطالبون ، أحدهم رائد .
والعثار : العدّة ، لا يوطن نفسه : لا يجعل له موضعا عرف ، إنما يجلس حيث ينتهي به المجلس . لا تؤبن له الحرم : أي لا توصف فيه النساء . لا تثني فلتأته : الفلتات السقطات .
ويثني : يتحدث بها ، يقال : ثنوت أثنو ، والاسم منه الثناء ، ومنه قول امرئ القيس :
ولو عن ثناء غيره جاءني * وجرح اللسان كجرح اليد
والأمهق : الشديد البياض الذي يضرب بياضه إلى الشهبة . والأزهر : هو الأبيض الناصع البياض . والصلت : المستوى . والفتكان : مواضع العظام حول العنفقة . والكتد : موضع الكتفين .
أسماؤه صلى اللّه عليه وسلم
محمد ، وأحمد ، وقاسم ، والعاقب ، والحاشر ، والمقفى ، نبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، والبشير ، والنذير ، والسراج المنير ، والعزيز ، والرؤوف ، والرحيم ، والخاتم ، والماحي ، ونبي التوبة ، ونبي الملاحة ، والفاتح ، والمتوكل ، والشاهد ، والحرز ، والراعي ، وطه ، ويس ، والمزمّل ، والمدّثر .
خصائصه صلى اللّه عليه وسلم ، وعلى الأنبياء عليهم السلام
بعث إلى الناس كافة ، وأحلّت له الغنائم ، ونصر بالرعب مسيرة أشهر ، وأوتي جوامع الكلم ، وجعلت له الأرض مسجدا ، وجعل التراب له طهورا ما لم يجد الماء ، وأعطي مفاتيح خزائن الأرض ، وأعطي فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة ، وأعطي افتتاح الشفاعة .
“ 35 “
بعوثه صلى اللّه عليه وسلم إلى كسر الأصنام إلى ذي الخلصة ليهدمها
وبعث خالد بن عبد اللّه الوليد إلى العزّى ، وبعث إلى ذي الكفين الطفيل بن عمرو الدوسي ، فجعل يحرقه بالنار ، ويقول : “ يا ذا الكفين لست من عبّادك “ . وكان ذو الكفين صنما لعمر بن جمحة ، وبعث سعيد بن عمير الأسهل إلى مياه بالمشلل ، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع هذيل .ركابه صلى اللّه عليه وسلم
كان له ثلاث نياق : الجدعاء ، والعضباء ، والقصوى .أفراسه صلى اللّه عليه وسلم
ستة : سكب ، والمرتجى ، وطرب ، واللحيف ، والورد ، واليعسوب .سيوفه صلى اللّه عليه وسلم
ذو الفقار ، والمخدم ، والرسوب ، والعضب ، والبتار ، والحتف .دروعه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاث : الصغدية ، وقصية ، وذات الفصول .قسيه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاثة : الروحا ، والصفرا ، والبيضاء .رماحه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاثة : لم يسمّهم لنا أحد ممن روينا عنهم ، وكان له ترس واحد لم يسمّ لنا ، وكان اسم بغلته : دلدل . واسم حماره : اليعفور . واسم جبته : اللكناء . واسم عمامته : السحاب . واسم رايته : العقاب . واسم لوائه : الحمد . واسم قصعته : الغرّاء . وكان يحملها أربع رجال ، فيها أربع حلق حديد ، وقد نظمت أسماء ما ذكرته في أبيات لتضبط لحفّاظها ، فقلت :
“ 36 “
ذات الفصول وذو الفقار ودلدل * والحمد واليعفور واللكناء
سكب ومرتجى وثم لحيفة * والورد واليعسوب والجدعاء
طرب وقصية مثلها صعديّة * والعضب والبتار والبيضاء
ثم الرسوب ومخدم والحتف لا * تنساه والروحاء والصفراء
ثم السحاب مع العقاب يليهما * الناقة العضباء والقصواء
وإذا أراد بأن يمدّ سماطه * قامت به وبصحبة الغرّاء
فمتاعه وسلاحه وركابه * هذا الذي جاءت به الأنباء
ومنه قول القائل :” لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضحى “والذي رويناه من مآكله ومشاربه سيأتي بعد إن شاء اللّه تعالى بطريق كما رويناه .أسماء الغزوات التي قاتل فيها عليه الصلاة والسلام
وهي : بدر ، وأحد ، والخندق ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف .
كذا قال ابن إسحاق : قدر ما بلغ صداق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الدراهم والدنانير وغير ذلك ، من أصدقها أربعمائة درهم : عائشة ، وسودة ، وزينب بنت جحش ، وحفصة ، وجويرية .
وقيل : ممن قضى عنهما كتابهما ، وجعل ذلك صداقهما : ميمونة بنت الحارث ، وزينب بنت خزيمة . ومن أصدقهما أربعمائة دينار ، ومن أصدقها فراشا حشوة ليف ، وقدحا وصحفة وخشبة . وأما صفية فجعل عنقها صداقها . وما بلغني مقدار صداق بقية نسائه .ذكر من تولى غسله صلى اللّه عليه وسلم لمّا مات
وهم : علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأحضروا أوس بن خولي جدّ بني عوف بن الجراح ، فكان علي يسنده ويغسله ، وكان العباس ، والفضل ، وقثم ، يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران يصبّان الماء عليه ، وأنزله في قبره عليه السلام علي بن أبي طالب ، والعباس ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وأوس بن خولي .
“ 37 “
أكفانه صلى اللّه عليه وسلم
كفّن عليه السلام في ثلاثة أثواب بيض سحولية ، ليس فيها قميص ولا عمامة . قال ابن إسحاق : ثوبان صحاريان ، وبرد حبرة ، وأدرج فيها إدراجا .نوابه صلى اللّه عليه وسلم الذين استعملهم على المدينة في وقت خروجه لغزو أو عمرة أو حج
أبو لبابة ، وبشير بن عبد المنذر ، وعثمان بن عفان رضي اللّه عنهم ، وعبد اللّه ابن أم مكتوم الأعمى ، وأبو ذر الغفاري ، وعبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي سلول الأنصاري ، وسباع بن عرفطة ، ونميلة بن عبد اللّه الليثي ، وعريف بن أضبط الديلمي ، وأبو دهم كلثوم ، ومحمد بن مسلمة ، وزيد بن حارثة ، والسائب بن عثمان بن مظعون ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وسعد بن عبادة ، وأبو دجانة الساعدي .
فأما لبابة وبشير بن المنذر استعملهما صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في وقت خروجه لغزوة السويق وبني قينقاع ، وهي غزوة بدر الكبرى ، بعد ما كان قد استعمل ابن أم مكتوم ، فردّ أبو لبابة من الروحاء .
وأما عثمان بن عفان رضي اللّه عنه فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في وقت خروجه لغزوة ذي أمر ، وغزوة ذات الرقاع ، وقيل : إنما استعمل أبا ذر في ذات الرقاع .
وأما عبد اللّه بن أم مكتوم الأعمى فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة نجران يريد قريشا ، وغزوة أحد ، وغزوة بني النضير ، قريظة ، وغزوة الرجيع وغزوة ذي قرد ، وغزوة بدر ، إلا أنه بعث صلى اللّه عليه وسلم من الروحاء أبا لبابة إلى المدينة في غزوة بدر ، استعمله عليها .
وأما أبو ذر الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة ذات الرقاع ، وغزوة بني المصطلق ، وقيل : إنما استعمل عليها نميلة بن عبد اللّه الليثي .
وأما عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي سلول فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لميعاد أبي سفيان بن حرب .
وأما سباع بن عرفطة الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة دومة الجندل ، وفي استعماله عليها في غزوة تبوك وفي خروجه لحجة الوداع خلاف .
“ 38 “
وأما نميلة بن عبد اللّه الليثي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه للحديبية وخيبر ، وفي استعماله في غزوة بني المصطلق خلاف .
وأما عوف بن أضبط الديلمي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لعمرة القضاء .
وأما أبو دهم كلثوم بن حصين بن عينية بن خلف الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة فتح مكة .
وأما محمد بن سلمة الأنصاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة تبوك ، وفيه خلاف ، فإن عبد العزيز بن محمد الدراوردي .
وأما زيد بن حارثة فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة كرز بن جابر ، وهي بدر الأولى .
وأما السائب بن عثمان بن مظعون فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة بواط يريد قريش ، وهي ناحية رضوى . وأما أبو سلمة بن عبد الأسد فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة العشيرة من بطن ينبع . وأما سعد بن عبادة فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة الأبواء . وأما أبو دجانة الساعدي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لحجة الوداع .
وأما نائبه بمكة فعتّاب بن أسيد .كتّابه صلى اللّه عليه وسلم
وهم : عثمان ، وعلي ، وأبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وأبّان بن سعيد ، والعلاء بن الحضرمي ، وحنظلة بن الربيع ، وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاع ، فهؤلاء كتّاب الوحي رضي اللّه عنهم أجمعين . وكان الزبير بن العوّام وجهم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات ، وكان حذيفة بن اليمان يكتب حوض النخل ، وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان المداينات والمعاملات ، وكان شرحبيل ابن حسنة يكتب التوقيعات إلى الملوك ، وقد كتب له أبو بكر رضي اللّه عنه حين هاجر في الطريق .أولاد هاشم بن عبد مناف بن قصيّ
عبد المطلب ، وأسد ، وأبو صيفي ، ونضلة . وبناته : السقا ، وخالدة ، وصفية ،
“ 39 “
ورقيّة ، وحية . فعبد المطلب ورقية لأم واحدة وهي سلمة بنت عمرو ، وريحانة وأم أسد قبيلة بنت عامر الخزاعية ، وأبو صيفي وحية لأم واحدة وهي هند بنت عمرو الخزاعية ، ونضلة والسقا لأم واحدة وهي قضاعية ، وخالدة وصفية لأم واحدة وهي واقدة بنت أبي عديّ المازية .
وأولاد عبد مناف : هاشم ، وعبد شمس ، والمطلب وهم لأم واحدة وهي عاتكة بنت مرة ، ونوفل بن عبد مناف أمه واقدة بنت عمر ، ومارية وأبو عمرو وريطة أمهما ، ثقيفة ، وتماضر ، وقلابة ، وحنّة ، وأم الأختم ، وأم سفيان كلهم لأم واحدة وهي عاتكة بنت مرة التي هي أم عبد شمس . والمطلب أولاد عبد مناف ، أولاد قصي ، واسمه زيد بن كلاب ، وعبد مناف ، وعبد الدار ، والعزى ، وبحير ، ونجم ، وأمهم حنّة بنت خليل الخزاعية .ذكر حجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي تسمى حجة الوداع
وفيها قال : “ خذوا عني مناسككم “ ، من حديث الحميدي ، قال : أنشدني أبو محمد عبد اللّه بن عثمان النحوي بالمغرب لبعض أهل بلاد المغرب في التشويق إلى مكة ، ولم يسمّ قائلها ، وقد كان أنشدنيها ابن هلال ، وذكر قائلها :يحن إلى أرض الحجاز فؤادي * ويحدو اشتياقي نحو مكة حادي
ولي أمل ما زال يسمو بهمّتي * إلى البلدة الغرّاء خير بلاد
بها كعبة اللّه التي طاف حولها * عباد هم للّه خير عباد
لا قضى حقّ اللّه في حجّ بيته * بأصدق إيمان وأطيب زاد
أطوف كما طاف النبيون حولها * طواف انقياد لا طواف عناد
وأستلم الركن اليماني تابعا * لسنّة مهديّ وطاعة هادي
وأركع تلقاء المقام مصلّيا * صلاة أرجّيها ليوم معادي
وأسعى سبوعا بين مروة والصفا * أهلل ربي تارة وأنادي
وآتي منى أقضي بها التفث الذي * يتم به حجّي وهدي رشادي
فيا ليتني شارفت أجبل مكة * وبتّ بواد عند أكرم وادي
ويا ليتني روّيت من ماء زمزم * صدى خلد بين الجوانح صادي
ويا ليتني قد زرت قبر محمد * فأشفي بتسليم عليه فؤادي
قال ابن هلال : أجبال مكة ، وقال : صدى كبدي ، والسياق للحميديّ .
الجزء الثاني
محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1
تابع المقدمة :-
“ 19 “
وإذا قلت : روينا من حديث الخرائطي ، فهو ما ثناه محمد بن يوسف بن علي الفرنوي كتابة ، عن أبي الفتح أحمد بن محمد بن سليمان ، عن أبي عبد اللّه محمد بن أبي نصر عبد اللّه الحميدي الحافظ ، عن أبي القسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحناني ، عن أبي بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي عبد الحكم ، فهو ما ثناه الحافظ السلفي إجازة عن مرشد بن يحيى بن القسم المديني ، عن علي بن منير بن أحمد الحلّال ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الفرج القماح ، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الحكم بن أعين القرشي .
وإذا قلت : روينا من حديث الواحدي ، فهو ما ثناه أبو عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن منصور الصفاري ، عن عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحزازي ، عن علي الواحدي .
وإذا قلت : روينا من حديث الأصمعي ، فهو ما ثناه ابن محمد بن قاسم علي ، عن أبي عبد اللّه محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي ، عن عبد اللّه الرازي ، عن أبي هاشم ، والحسين بن محمد بن الضراب ، عن أحمد بن مروان المالكي ، عن إبراهيم الحزمي ، عن أبي نصر ، عن الأصمعي ، واللّه أعلم .
“ 21 “
خطبة الشيخ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .نسب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم ، واسم هاشم ، عمرو بن عبد مناف ، واسم عبد مناف ، المغيرة بن قصي ، واسم قصي ، زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ، واسم مدركة ، عامر بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقدم بن ياخور بن مرخ بن يعرب بن يسحب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن ، ابن يارج ، هو آزر بن ياخور بن شاروخ بن راغو بن فالخ بن عبير بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن مالك بن متوشالخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلام ، ابن يزد بن مهلييل بن قاين بن يأنس بن شيث عليه السلام ، ابن آدم أبو البشر عليه الصلاة والسلام ، وعلى الأول والآخر بينهما من النبيّين صلوات اللّه دائمة وسلاما إلى يوم الدين .
ثنا بهذا النسب الزكي الشريف سردا من لفظه كما كتبته من محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم من بني تميم ، قال : ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن بن محمد المسعودي ، أنبأ أبو عبد اللّه بن رفاعة بن عزيز السعدي ، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي ، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحيم ، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس ، ثنا أبو محمد عبد اللّه بن جعفر بن الورد بن ريحويه البغدادي ، ثنا أبو عبد اللّه بن سعيد عبد الرحيم بن عبد اللّه بن عبد الرحيم ، ثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام ، عن جبير بن مطعم ، عن أبي بكر النحوي ، ثنا دياب بن عبد اللّه البكاري ، عن محمد بن إسحاق المطلبي .
روينا من حديث مالك بن أنس عن الزهري ، عن عثمان بن سليمان بن أبي خيثمة العدوي ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن حارثة بن هشام ، عن جبير بن مطعم ، عن سيدي
“ 22 “
أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه ، في سرد النسب إلى عدنان . فقال : في حديث عدنان أدد ، وهو الهميسع بن يولخ بن سالف بن عامر بن مثير بن الصيّاح بن عوام بن مرام بن يشخب بن كعب بن ثابت ، وإسماعيل بن إبراهيم بن آذر بن ياخور بن شارونما بن أرغوا ، وهو هود بن شيث عليهم السلام ، ابن فالح بن عبير بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام ، ابن مالك بن المتوثلخ بن حويك ، وهو إدريس عليه السلام ، ابن يزيد بن ماليل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليهما السلام .أنساب العشرة متصلة بنسبه صلى اللّه عليه وسلم
نسب سيدنا عليّ رضي اللّه عنه ، وهو أقربهم نسبا ، وهو عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وأبعدهم سيدنا عثمان رضي اللّه عنه ، وهو سيدنا عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف . وأبعد منه الزبير ، وعبد الرحمن رضي اللّه عنهما ، فهو الزبير بن عوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ .
وأما سيدنا عبد الرحمن بن عوف ، هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن الحرث بن زهرة بن قصيّ . وأبعد منهما سعد بن أبي وقاص رضي اللّه عنه ، وهو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن كعب بن زهرة بن كلاب ، وأبعد منه الصدّيق وطلحة رضي اللّه عنهما . أما سيدنا أبو بكر رضي اللّه عنه ، فهو عتيق بن عثمان ، يكنّى أبا قحافة بن عامر بن عمرو .
وأما سيدنا طلحة رضي اللّه عنه ، فهو ابن عبيد اللّه بن عثمان بن عمرو ، اجتمعا في عمرو ، وهو كعب بن سعد بن تيم بن مرة ، وأبعد منهما سيدنا عمر وسيدنا سعيد رضي اللّه عنهما . أما سيدنا عمر رضي اللّه عنه ، فهو ابن الخطاب بن نفيل .
وأما سيدنا سعيد فهو ابن زيد بن عمرو بن نفيل ، اجتمعا في نفيل ، وهو عبد العزّى بن رباح عبد اللّه بن قرط بن زراع بن عدي بن كعب . وأبعد منهما أبو عبيدة بن الجرّاح رضي اللّه عنه ، وهو سيدنا أبو عبيدة بن عبد اللّه بن الجرّاح بن كعب بن ضبة بن الحرب بن فهر .نسب أمه صلى اللّه عليه وسلم ورضي عنها
وهي آمنة بنت عبد مناف بن زهرة بن كلاب . اجتمعت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في كلاب بن مرة .
“ 23 “
نسب أمه التي أرضعته صلى اللّه عليه وسلم وهي : ضيرة ، وهي : حليمة بنت أبي ذويب عبد اللّه بن الحرث بن شيحة بن جابر بن رامة بن ناصرة بن سعيد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر ، اجتمع مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مضر .نسب والده من الرضاع
هو الحرث بن عبد العزّى بن رقاعة بن فلان بن ناصرة بن سعيد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن غيلان بن مضر . اجتمع مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في مضر .إخوته من الرضاعة
الحرث بن عبد اللّه ، وأنيسة بنت الحرث ، وحذافة بنت الحرث ، وهي : الشيحا ، غلب عليها ذلك فلا تعرف في قومها إلا به ، وكانت تحضنه مع أمه حليمة إذا كانت عندهم ، وكان عمه حمزة بن عبد المطلب أخاه أيضا من الرضاع ، فقال : أرضعته التي أرضعت حمزة .أولاده صلى اللّه عليه وسلم
الذكور ، منهم : القاسم وبه كان يكنّى ، ثم الطيب ، ثم الطاهر ، وعبد اللّه ، وإبراهيم . وإناث منهن : أكبرهن رقية ، ثم زينب ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة ، وجميع أولاده عليهم السلام من خديجة رضي اللّه عنها ، غير سيدنا إبراهيم عليه السلام فأمه مارية القبطية سرّيته صلى اللّه عليه وسلم .أعمامه صلى اللّه عليه وسلم وعماته
فمنهم العباس ، وضرار ، ابنا عبد المطلب ، وهما شقيقان لأم واحدة ، وهي : نبيلة بنت حباب بن كليب بن ربيعة بن نزار .
فأما العباس فأعقب ، ولم يعقب ضرار ، وحمزة ، والمقوم ، وجحل ، وصفية أبناء عبد المطلب لأم واحدة وهي هالة بنت أهيب بن عبد مناف ، ولم يعقب حمزة ، والمقوم ولد بنتا ، وأعقب جحل ، وصفية ولدت الزبير ، وأبو طالب ، ووالد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
“ 24 “
عبد اللّه ، وأم حكيم يقال لها : البيضاء ، وعاتكة ، وأروى ، وبرّة أبناء لعبد المطلب لأم واحدة وهي : فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم بن نقطة بن مرة بن كعب .
فأما أبو طالب وعبد اللّه فأعقبا ، والزبير أدرج عقيبه ، وأما البنات فولدن كلهن .
والحرث بن عبد المطلب ، وأمه سمراء بنت جندب بن حجير بن هوازن ، وأعقب الحرث ، وأبو لهب واسمه عبد العزى بن عبد المطلب ، أمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن طاطل الخزاعية ، وأبو لهب أعقب .وأزواجه صلى اللّه عليه وسلم
فمنهن خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ بن كلاب ، ماتت قبل الهجرة . وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه عنهما .
ومنهن حفصة بنت سيدنا عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما . ومنهن أم سلمة ، واسمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد اللّه بن مخزوم ، وهي آخر من مات من أزواجه بعده .
ومنهن سودة بنت زمعة بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن جبير بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر .
ومنهن أم حبيبة ، واسمها رميلة بنت أبي سفيان بن الحارث بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب .
ومنهن زينب بنت جحش بن رباب بن أسد بن خزيمة ، وأمها آمنة عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بنت عبد المطلب ، وهي أول من مات من أزواجه بعده ، وهي أول من حملت جنازتها على النعش . ومنهن : زينب بنت خزيمة ، وهي : أم المساكين ، وهي من عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة توفيت في حياته عليه السلام .
ومنهن ميمونة بنت الحرث بن حرب بن بحر بن الحرص بن رومية بن عبد اللّه بن هلال بن عامر بن صعصعة ، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه وسلم .
وقيل : الواهبة نفسها خولة بنت حكيم السلميّ . وقيل : أم شريك . وقيل : زينب بنت جحش .
ومنهن جويرة بنت الحرث بن أبي ضرار بن الحرث بن عابد بن مالك بن
“ 25 “
المصطلق بن خزاعة ، سباها النبي صلى اللّه عليه وسلم في غزوة المريسع وتزوج بها . ومنهن صفية بنت جبير بن أحطب من بني النضير سباها يوم خيبر . فهؤلاء إحدى عشرة امرأة دخل بهنّ صلى اللّه عليه وسلم بلا خلاف .
ومنهنّ الغالية بنت صبيان بن عمرو بن أبي بكر بن كلاب ، اختلف في الدخول بها ، ثم إنه طلّقها .
ومنهن امرأة من بني عمرو بن كلاب أخو بكر بن كلاب ، فطلقها قبل الدخول لبياض كان بها .
ومنهن أسماء بنت كعب الحرثية ، وقيل : اسمها أميمة بنت النعمان بن شرحبيل فاستعادت منه فطلقها ، ولم يدخل بها . وقيل : التي استعادت هي مليكة الليثية . وقيل :
هي فاطمة بنت الضحّاك .
ومنهن عمرة بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب فطلقها ولم يدخل بها . قال بعض العلماء : هي التي اختارت نفسها فابتلاها اللّه عند ذلك بالجنون .
ومنهن أم شريك الأزديّة الأنصارية من بني النجار طلقها ولم يدخل بها ، وهي التي قلنا : إنها قد روي أنها التي وهبت نفسها للنبي صلى اللّه عليه وسلم .
ومنهن أسماء بنت الصلت من بني خزام من بني سليم لم يدخل بها . ومنهن قيلة بنت قيس أخت الأشعث لم يدخل بها ولا رآها . ومنهن فاطمة بنت شريح . فهؤلاء أقصى ما بلغن من عدد أزواجه .ومات صلى اللّه عليه وسلم عن تسع منهن
ميمونة ، وسودة ، وصفيّة ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب بنت جحش .من مات في حياته منهن :
خديجة بنت خويلد ، وزينب بنت خزيمة أم المساكين . القرشيات : منهن عائشة ، وحفصة ، وأم حبيبة .
اللاتي كان يساوي بينهن في القسمة أربع : عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وزينب .
“ 26 “
جواريه صلى اللّه عليه وسلم
مارية بنت شمعون القبطية ، ولدت له سيدنا إبراهيم عليه السلام . وريحانة بنت زيد من بني قريظة ، من بني النضير .حجّاته صلى اللّه عليه وسلم
حج صلى اللّه عليه وسلم ثلاث حجّات ، حجّتان من مكة ، وواحدة من المدينة ، وهي التي تسمى حجة الوداع .عمره صلى اللّه عليه وسلم
وأما عمره : من الحديبية في ذي القعدة ، وأما عمرة القضاء من العام المقبل كانت أيضا في ذي القعدة ، وعمرة من الجعرّانة حيث قسم غنائم حنين في القعدة وعمرة مع حجته وإحرامه بها عليه السلام في ذي القعدة .ذكر غزواته صلى اللّه عليه وسلم التي خرج إليها بنفسه
فأول ذلك غزوة الأبواء . خرج إليها في صفر سنة اثنين على رأس اثني عشر شهرا من هجرته حتى بلغ ردان . ثم غزوة في شهر ربيع الآخر ثالث الشهر من غزوة الأبواء يريد قريشا حتى بلغ بواط من ناحية رضوى . ثم غزا العشير في جمادى الأولى سنة اثنتين وهي من بطن ينبع . ثم غزا يطلب كرز بن جابر وهي غزوة بدر الأولى سنة اثنتين .
ثم غزوة بدر سنة اثنتين في شهر رمضان الذي قتل فيه صناديد قريش . ثم غزوة بني سليم حتى بلغ الكدر في شوّال سنة اثنتين .
ثم غزوة السويق في ذي الحجة سنة اثنتين بعد بدر بشهرين يطلب أبا سفيان بن حرب . ثم غزوة نجد يريد غطفان .
ثم غزوة ذي أمر في صفر سنة ثلاث . ثم غزوة نجران في ربيع الأول سنة ثلاث ، يريد قريشا وبني سليم فيما بين ذلك أمر بني قينقاع من سنة ثلاث .
ثم غزوة أحد في شوال سنة ثلاث . ثم غزوة حمر الأسد في شوال سنة ثلاث . ثم غزوة بني النضير وإجلائهم في ربيع الأول سنة أربع .
“ 27 “
ثم غزوة ذات الرقاع من جمادى الأولى سنة أربع . ثم غزا في شعبان أي بدر بميعاد أبي سفيان وهي بدر الآخرة سنة أربع .
ثم غزا دومة الجندل فرجع قبل أن يصل إليها في ربيع الأول سنة خمس .
ثم غزا بالخندق في شوال سنة خمس . ثم غزا بني قريظة في ذي القعدة أو في الحجة سنة خمس .
ثم غزا الرجيع خرج في جمادى الأولى إلى بني لحيان يطلب أصحاب بني الرجيع في جمادى الأولى سنة ست .
ثم غزا ذي قرد وهي التي أغار فيها عيينة بن حصن على لقاحة فخرج إليهم سنة ستّ بعد الرجيع بليال .
ثم غزا بني المصطلق في شعبان سنة ستّ . ثم غزا الحديبية خرج في ذي القعدة معتمرا قصده المشركون سنة ستّ .
ثم غزا خيبر خرج إليها في بقية المحرم سنة سبع . ثم خرج في القعدة يعني لعمرة القضاء سنة سبع .
ثم أقام في المدينة بعد بعثه إلى موتة في جمادى الآخر ، ورجب . ثم غزا فتح مكة بعشر مضين من رمضان سنة ثمان .
ثم غزا حنينا سار إليها من مكة في شوال سنة ثمان . ثم غزا الطائف سنة ثمان ، سار إليها من حنين ورجع إلى المدينة ، وأقام بها ما بين الحجة إلى رجب .
ثم غزا تبوك وأمر الناس بالتهيّؤ لغزوة الروم فخرج إلى تبوك ولم يجاوزها سنة تسع .سراياه صلى اللّه عليه وسلم ، وبعوثه فيما بين أن قدم المدينة إلى أن قبضه اللّه عز وجل
غزوة عبيدة بن الحرث إلى أحياء من أسفل ثنية المرة ، وهي ماء بالحجاز . وغزوة حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر من ناحية العيص ، وبعض الناس يقدمون غزوة حمزة قبل غزوة عبيدة .
ثم غزوة سعد بن أبي وقاص ، وبعث محمد بن مسلمة فيما بين أحد وبدر إلى كعب بن الأشرف وقتله .
“ 28 “
ثم غزوة عبد اللّه بن جحش إلى نخلة . ثم غزوة زيد بن حارثة القدرة . ثم غزوة مرشد بن أبي مرشد الغنوي الرجيع لقوا فيها .
ثم غزوة منذر بن عمرو ببئر معاوية لقوا فيها . ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه ذا العصة من طريق العراق .
ثم غزوة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه تربة من أرض بني عامر . ثم غزوة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه إلى بني عبد اللّه بن سعد من أهل فدك .
ثم غزوة أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم لقوا فيها بعثه بعد رجوعه من عمرة القصة في الحجة سنة سبع ، وأصيبوا وجاء جريحا حتى قدم المدينة في صفر سنة ثمان .
ثم غزوة عكاشة بن محصن العمدة . ثم غزوة أبي سلمة بن عبد الأسد ببطن قطنا ماء من مياه بني أسد من ناحية نجد لقوا فيها فقتل فيها مسعود بن عروة .
ثم غزوة محمد بن سلمة أخي بني الحارثة . أي مواضع من هوازن تسمى القرضا .
ثم غزوة بشير بن سعد أيضا إلى جنان ناحية خيبر . ثم غزوة زيد بن حارثة الجموح من أرض بني سليم . ثم غزوة زيد بن حارثة أيضا حرام من أرض حسما لقوا فيها .
ثم غزوة زيد بن حارثة أيضا الطرف من ناحية النخل أو من ناحية طريق العراق . ثم غزوة بني حارثة أيضا وادي القرى لقوا فيها بني فزارة .
ثم غزوة عبد اللّه بن رواحة خيبر . ثم غزوة عبد اللّه بن رواحة أيضا خيبر أصاب فيها بشير بن رزام اليهودي .
ثم غزوة عبد اللّه بن عتيك إلى خيبر وأصاب فيها أبا رافع بن الحقيق . وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعث عبد اللّه بن أنيس خالد بن سفيان النهري فقتله .
ثم غزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد اللّه بن رواحة إلى موتة فأصيبوا فيها .
ثم غزوة كعب بن عمرو الغفاري ذات الطلاع من أرض الشام فأصيب فيها . ثم غزوة عيينة بن حفص بن حذيفة بن زيد بن العبير من بني تميم لقوا فيها .
ثم غزوة غالب بن عبد اللّه الكلبي كلب ليث أرض بني مرة لقوا فيها . ثم غزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بني عذرة .
ثم غزوة أبي حدرد وأصحابه إلى بطن أضم قبل الفتح لقوا فيها ، كذا قال هنا ابن أبي حدرد ، وقال : فيما مضى أبي حدرد .
“ 29 “
ثم غزوة أبي عبيدة بن الجراح رضي اللّه عنه إلى سيف البحر ، ويسمى جيش الحيط .
انتهى ما ذكر ابن إسحاق .
وزاد ابن هشام : بعث عمرو بن أمية الضمري ، بعثه عليه السلام لقتل أبي سفيان بمكة وسرية بن حارثة إلى مدين . ثم غزوة سالم بن عمير أبا جعد حدثني به عمرو بن عوف .
ثم غزوة عمير بن عدي الخطمي عصماء بنت مروان ، والسرية التي أسرت ثمامة بن إياك الخيفي .
وبعث علقمة بن محدر في طلب القوم الذين قتلوا وقاص بن محرز بوادي قرد .
وبعث كرز بن جابر في طلب الرعاء الذين قتلوا راعي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلي وذكوان .
ثم غزوة علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه إلى اليمن مرة أخرى . ثم غزوة أسامة بن زيد إلى الداروم فمات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل خروجه وولّى أبا بكر رضي اللّه عنه فأمضاه لوجهه ، فمضى حتى وطئ نخيلة أرض الداروم .
بعث خالد بن الوليد إلى نخلة لهدم العزّى . بعث خالد بن الوليد إلى بني خزيمة .
بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس . بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي ملك دومة .
بعث جرير بن عبد اللّه إلى ذي الخلصة ليهدمها ، بعثه على مائتين وخمسين فارسا .
بعث خالد بن الوليد إلى بني الحرث .
ثم غزوة أبي بكر رضي اللّه عنه إلى نجد ، قبل بني فزارة فأصاب منهم .
سرية عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه إلى عجز هوران وراء مكة بأربعة أميال .
سرية عبد اللّه بن حذافة بن قيس بن عدي السهمي ، هو بعث علقمة بن محرز بولاية علقمة على طائفة من بني الحيس .عدد نقبائه صلى اللّه عليه وسلم اثنا عشر نقيبا
ولم يكن لنبيّ قبله هذا القدر ، بل كان لكل نبي سبعة نقباء ، وهم رضي اللّه عنهم :
أبو بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوام ، وجعفر بن أبي طالب ، ومصعب بن عمر ، وبلال بن رباح ، وعمّار بن ياسر ،
“ 30 “
والمقداد بن الأسود ، وعثمان بن مظعون ، وعبد اللّه بن مسعود .
وأما نجباؤه ، فكلهم من الأنصار ، اثنا عشر نجيبا : سعد بن خيثمة من بني عمرو بن عوف ، وسعد بن الربيع من بني النجار ، وسعد بن عبادة من بني عبد الأسهل ، وعبيد اللّه بن رواحة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، والبرّاء بن معروس ، ورافع بن مالك الأزرقي ، وعبد اللّه بن عمرو بن حزام وهو أبو جابر ، وعبادة بن الصامت من بني سلمة ، والمنذر بن عمرو من بني ساعدة .
وأما حواريوه صلى اللّه عليه وسلم ، فكلهم من قريش ، وهم اثنا عشر رجلا : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وحمزة بن عبد المطلب ، وجعفر بن أبي طالب ، وأبو عبيدة بن الجراح ، وعثمان بن مظعون .
فالذي جمع بين النجابة والحوارية : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجعفر بن مظعون . فهؤلاء الستة جمعوا بين الشرفين رضي اللّه عنهم .
وأما مواليه صلى اللّه عليه وسلم : زيد بن حارثة ، وأسامة بن زيد ، وأبو رافع السلمي ، ويقال :
إبراهيم ، ويقال : هرم ، ويقال : سنان ، كان قبطيا ، وسفينة ، واسمه مهران ، ويقال : رياح ، وبونان .
وسار أبو بكر ، وهو الذي قتله العربيون ، وشقران ، اسمه صالح ، وأبو كبشة ، اسمه سليم ، وأبو ضميرة مدغم ، وهو الذي أصابه السهم فمات يوم حنين ، ورويقع ، وسلمان ، ورياح ، وعبيد ، وأحمر ، وكيبا ، وأبو أثيلة ، وشعبة .
الإناث : سلمى ، ودرّة ، وميمونة .خلقه وشمائله وحالاته وحركاته وسكناته ومجالسه
كان صلى اللّه عليه وسلم فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأعظم من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعران ، انفرقت عقيصته فرق ، وإلا خلا ، ولا يجاوز شعره شحمة أذنه ، إذ هو وفره ، أزهر اللون ، ليس بالأبيض الأمهق ، ولا بالأدم ، سهل الخدين ، صلتهما ليس بالطويل الوجه ، ولا المكلثم ، واسع الجبين ، أزجّ الحواجب ، سوابغ من غير قرن بينهما ، عرق يدرّه الغضب ، أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله اسم ، كثاء اللحية ، أدعج ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج
“ 31 “
الأسنان ، عنفقته بارزة ، فكّاه حول العنفقة كأنها بياض اللؤلؤ ، دقيق المرية ، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ، معتدل الخلق ، باديا متماسكا ، سواء البطن والصدر ، عريض الصدر ، بعيد المنكبين ، جليل الكتدين ، بين منكبيه خاتم النبوة وهو شامة سوداء تضرب إلى الصفرة حولها شعرات متواليات كأنها من عرف فرس ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبّة والسّرة بشعر يجري كخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، سبط العصب ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، خمصان الأخمصين ، مسبح القدمين ، ينبو عنهما الماء .
إذا أزل زال تقلعا ، يخطو تكفأ ، ويمشي هونا ، ذريع المشية ، كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جلّ نظره الملاحظة ، يشوق أصحابه ، يبدأ من لقي بالسلام ، متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليس له راحة ، لا ينطق في غير الحاجة ، طويل السكت ، يفتح الكلام ويختمه :
ببسم اللّه ، ويتكلم بجوامع الكلم ، فضل لا فضول فيه ولا تقصير ، دمثا ليس بالجاحف ولا المهين ، يعظّم النّعم ، وإن دقت لا يذم منها شيئا ، ولا يذم مذاقا ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها ، وإذا تعرض للحق لا يعرفه أحد ، ولا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، ولا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها ، وإذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها كلها ، وإذا تحدث اتصل بها ، فيضرب ببطن راحته اليمنى إبهام اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غضّ طرفه ، جلّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حبّ الغمام ، كان دخوله لنفسه ما دون له في ذلك .
كان إذا آوى إلى منزله جزّأ نفسه ثلاثة أجزاء : جزء للّه تعالى ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه . ثم يجزّئ جزءه بينه وبين الناس ، فيردّ ذلك على العامة بالخاصة ، ولا يدّخر عنهم شيئا ، فكان في سيرته في جزء أهله الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه عليهم على قدر فضلهم في الدنيا ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم فيما أصلحهم ، والأمة عن مسألة عنهم ، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : « ليبلّغ الشاهد الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع بلاغي ، فإن من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبّت اللّه قدمه يوم القيامة » . ولا يذكر عنده الأراذل ، ولا يقبل من أحد غيره عذره ، يدخلون زواد ، ولا يفترون إلا عن ذواق ، ويخرجون أذلة .
وكان صلى اللّه عليه وسلم يخزن لسانه إلا مما يعنيهم ، ويؤلفهم ولا يفرقهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم
“ 32 “
كل قوم ، ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي على أحد بشره ولا خلقه ، يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عمّا في الناس ، ويحسّن الحسن ويصوّبه ، ويقبّح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا لكل حال عنده عياد ، لا يقصّر عن الحق ، ولا يجاوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، وأفضلهم عنده أعمّهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
وكان صلى اللّه عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا بذكر اللّه تعالى ، لا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا جلس إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، يعطي كل جلسائه بنصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه ممن جالسه أو قاومه في حاجة صابرة ، ما تفارقه حتى يده يكون هو المنصرف ، ومن سأله في حاجة لم يردّه إلا بها أو ما يسره من القول .
قد وسع الناس بينهم منه بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا ، وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه حلم ، وحياء وصبر ، وأمانة ، لا ترفع عنده الأصوات ، ولا تؤبّن فيه الحرم ، ولا تثني فلتأته ، معادلين متفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعون يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذوي الحاجة ، ويحفظون الغريب .
وكان صلى اللّه عليه وسلم دائم البشر ، سهل الخلق ، ليّن الجانب ، ليس بفظّ ، ولا غليظ ، ولا صخّاب ، ولا فحّاش ، ولا عيّاب ، ولا مزّاح ، يتغافل عما لا يشتهي ، ولا ييأس ولا يخيب فيه مؤمّله ، قد تزكى من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وتزكي الناس نفسه من ثلاث .
كان لا يذمّ أحدا ، ولا يعيّره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرتجى ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده ، إن تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أوليتهم ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون ، ويصبر على الغريب ، على الجفوة ، في مسألته ومنطقه ، حتى إن كان أصحابه يستجلبون بهم ، ويقول : “ إذا رأيتم طالب حاجة فأرشدوه “ ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه .
وكان سكوته على أربع : الحلم ، والحذر ، والتقدير ، والتفكّر . فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكّره ففي ما يفنى ويبقى ، وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شيء ، ولا يستفزّه . وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن
“ 33 “
ليقتدي به ، وتركه القبيح لينتهي عنه ، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته ، والقيام فيما جمع له من خيري الدنيا والآخرة .
خدمه أنس بن مالك عشر سنين إلى أن توفاه اللّه تعالى ، فما قال لشيء فعله ، لم فعلته ؟ ولا لشيء لم يفعله ، لم لم تفعله ؟ ما عاب طعاما ، كان إذا اشتهاه أكله ، وإن لم يشتهيه تركه ، كان يقول في السرّاء : “ الحمد للّه المنعم المتفضل “ . وكان يقول في الضرّاء :“ الحمد للّه على كل حال “ .
كان يذكر اللّه على كل أحيانه . كان يسلّم على العبيد والإماء والصبيان .
كان يمازح الصغير ، ويلاعب الوليد ، ويمازح العجوز ، ولا يقول إلا حقا .
كان رؤوفا ، رحيما ، ليّنا ، هيّنا ، شفيقا ، رفيقا ، لطيفا ، سئوسا .
كان صلى اللّه عليه وسلم أجلّ وأعظم من أن يحيط ناعت بوصفه ، ولكن ما وصفه من وصفه إلا بقدر ما ظهر له منه صلى اللّه عليه وسلم .تفسير ما وقع في هذا الفصل من الغريب
المشذب : المفرط في الطول ، شعر رجل : الرجل الذي ليس بالسبط فإن السبط الذي لا تكسّر فيه ، والقطط : الشديد الجعودة ، والعقصة : الشعر المعقوص ، وهو نحو من المظفور ، وهي ظفيرتان تضم إحداهما إلى الأخرى ، يشبه التكتف ، الزجج في الحواجب : أن يكون بينهما تقوّس مع طول في أطرافها ، وهي التوسع فيها ، والقرن : التقاء الحاجبين حتى يتصلا ، والبلج : ضد القرن وهو أن لا يلتقي الحاجبان ويبقى بينهما بياض ، وهو محبوب ، والعرق : الذي يدرّه الغضب دروره غلظه وتنوه وامتلاؤه إذا غضب ، والعرنين : الأنف ، والقنا : أن يكون فيه دقة ارتفاع في قصبته ، يقال منه رجل أقنى ، وامرأة قنواء ، والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قناء فيه ، وكتفاه من غير عرض ، ولا طول ، والظليع : الفم الواسع .
قال أبو عبيد اللّه : وأحسبه بعين جود في الشفتين ، والأشنب : الذي في أسنانه تفرّق ، والمشربة : الشعر الذي بين اللبة والسرة كالخط . والجيد : العنق . والدمية : الصورة من الرخام ، وتجمع على دما . والكراديش : - العظام ، والزندان ، العظمان اللذان في الساعدين المتصلان بالكفين . والقصب : كل عظم ذي مخ مثل الساقين والذراعين والعضدين . وبسوطتهما : امتدادهما . والشئن في الكفين والقدمين : بعض غلط ،
“ 34 “
والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها ، وهو الذي يلصق بالأرض من القدمين في الوطء ، ومعنى قوله خمصان : يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع مأخوذ من خمصانة البطن وهو ضمره . والمسبح القدمين : يعني أنهم ملسان وأن ليس في ظهرهما تكبير ، قال : ينبو عنهما الماء ، يقول : لا ثبات للماء عليهما ، وقوله : إذا خطا تكفأ : يعني تمايل ، مأخوذ من تكفئ السفن . ذريع المشية : واسع الخطى ، كأنما ينحط من صبب . يريد أنه مقبل على ما بين يديه . غضّ الطرف : خافض الطرف . التفت جميعا : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جيده ، فإن فيه بعض الخفة والطيش .
والدمث : اللين السهل . والإشاحة : الحد والحذر . والافترار : أن تكثر الأسنان ضاحكا من غير قهقهة . وصبّ الغمام : البرد شبه بياض أسنانه . الرواد : الطالبون ، أحدهم رائد .
والعثار : العدّة ، لا يوطن نفسه : لا يجعل له موضعا عرف ، إنما يجلس حيث ينتهي به المجلس . لا تؤبن له الحرم : أي لا توصف فيه النساء . لا تثني فلتأته : الفلتات السقطات .
ويثني : يتحدث بها ، يقال : ثنوت أثنو ، والاسم منه الثناء ، ومنه قول امرئ القيس :
ولو عن ثناء غيره جاءني * وجرح اللسان كجرح اليد
والأمهق : الشديد البياض الذي يضرب بياضه إلى الشهبة . والأزهر : هو الأبيض الناصع البياض . والصلت : المستوى . والفتكان : مواضع العظام حول العنفقة . والكتد : موضع الكتفين .
أسماؤه صلى اللّه عليه وسلم
محمد ، وأحمد ، وقاسم ، والعاقب ، والحاشر ، والمقفى ، نبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، والبشير ، والنذير ، والسراج المنير ، والعزيز ، والرؤوف ، والرحيم ، والخاتم ، والماحي ، ونبي التوبة ، ونبي الملاحة ، والفاتح ، والمتوكل ، والشاهد ، والحرز ، والراعي ، وطه ، ويس ، والمزمّل ، والمدّثر .
خصائصه صلى اللّه عليه وسلم ، وعلى الأنبياء عليهم السلام
بعث إلى الناس كافة ، وأحلّت له الغنائم ، ونصر بالرعب مسيرة أشهر ، وأوتي جوامع الكلم ، وجعلت له الأرض مسجدا ، وجعل التراب له طهورا ما لم يجد الماء ، وأعطي مفاتيح خزائن الأرض ، وأعطي فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة ، وأعطي افتتاح الشفاعة .
“ 35 “
بعوثه صلى اللّه عليه وسلم إلى كسر الأصنام إلى ذي الخلصة ليهدمها
وبعث خالد بن عبد اللّه الوليد إلى العزّى ، وبعث إلى ذي الكفين الطفيل بن عمرو الدوسي ، فجعل يحرقه بالنار ، ويقول : “ يا ذا الكفين لست من عبّادك “ . وكان ذو الكفين صنما لعمر بن جمحة ، وبعث سعيد بن عمير الأسهل إلى مياه بالمشلل ، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع هذيل .ركابه صلى اللّه عليه وسلم
كان له ثلاث نياق : الجدعاء ، والعضباء ، والقصوى .أفراسه صلى اللّه عليه وسلم
ستة : سكب ، والمرتجى ، وطرب ، واللحيف ، والورد ، واليعسوب .سيوفه صلى اللّه عليه وسلم
ذو الفقار ، والمخدم ، والرسوب ، والعضب ، والبتار ، والحتف .دروعه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاث : الصغدية ، وقصية ، وذات الفصول .قسيه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاثة : الروحا ، والصفرا ، والبيضاء .رماحه صلى اللّه عليه وسلم
ثلاثة : لم يسمّهم لنا أحد ممن روينا عنهم ، وكان له ترس واحد لم يسمّ لنا ، وكان اسم بغلته : دلدل . واسم حماره : اليعفور . واسم جبته : اللكناء . واسم عمامته : السحاب . واسم رايته : العقاب . واسم لوائه : الحمد . واسم قصعته : الغرّاء . وكان يحملها أربع رجال ، فيها أربع حلق حديد ، وقد نظمت أسماء ما ذكرته في أبيات لتضبط لحفّاظها ، فقلت :
“ 36 “
ذات الفصول وذو الفقار ودلدل * والحمد واليعفور واللكناء
سكب ومرتجى وثم لحيفة * والورد واليعسوب والجدعاء
طرب وقصية مثلها صعديّة * والعضب والبتار والبيضاء
ثم الرسوب ومخدم والحتف لا * تنساه والروحاء والصفراء
ثم السحاب مع العقاب يليهما * الناقة العضباء والقصواء
وإذا أراد بأن يمدّ سماطه * قامت به وبصحبة الغرّاء
فمتاعه وسلاحه وركابه * هذا الذي جاءت به الأنباء
ومنه قول القائل :” لنا الجفنات الغرّ يلمعن في الضحى “والذي رويناه من مآكله ومشاربه سيأتي بعد إن شاء اللّه تعالى بطريق كما رويناه .أسماء الغزوات التي قاتل فيها عليه الصلاة والسلام
وهي : بدر ، وأحد ، والخندق ، والمصطلق ، وخيبر ، والفتح ، وحنين ، والطائف .
كذا قال ابن إسحاق : قدر ما بلغ صداق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الدراهم والدنانير وغير ذلك ، من أصدقها أربعمائة درهم : عائشة ، وسودة ، وزينب بنت جحش ، وحفصة ، وجويرية .
وقيل : ممن قضى عنهما كتابهما ، وجعل ذلك صداقهما : ميمونة بنت الحارث ، وزينب بنت خزيمة . ومن أصدقهما أربعمائة دينار ، ومن أصدقها فراشا حشوة ليف ، وقدحا وصحفة وخشبة . وأما صفية فجعل عنقها صداقها . وما بلغني مقدار صداق بقية نسائه .ذكر من تولى غسله صلى اللّه عليه وسلم لمّا مات
وهم : علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأحضروا أوس بن خولي جدّ بني عوف بن الجراح ، فكان علي يسنده ويغسله ، وكان العباس ، والفضل ، وقثم ، يقلبونه معه ، وكان أسامة بن زيد وشقران يصبّان الماء عليه ، وأنزله في قبره عليه السلام علي بن أبي طالب ، والعباس ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وأوس بن خولي .
“ 37 “
أكفانه صلى اللّه عليه وسلم
كفّن عليه السلام في ثلاثة أثواب بيض سحولية ، ليس فيها قميص ولا عمامة . قال ابن إسحاق : ثوبان صحاريان ، وبرد حبرة ، وأدرج فيها إدراجا .نوابه صلى اللّه عليه وسلم الذين استعملهم على المدينة في وقت خروجه لغزو أو عمرة أو حج
أبو لبابة ، وبشير بن عبد المنذر ، وعثمان بن عفان رضي اللّه عنهم ، وعبد اللّه ابن أم مكتوم الأعمى ، وأبو ذر الغفاري ، وعبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي سلول الأنصاري ، وسباع بن عرفطة ، ونميلة بن عبد اللّه الليثي ، وعريف بن أضبط الديلمي ، وأبو دهم كلثوم ، ومحمد بن مسلمة ، وزيد بن حارثة ، والسائب بن عثمان بن مظعون ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وسعد بن عبادة ، وأبو دجانة الساعدي .
فأما لبابة وبشير بن المنذر استعملهما صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في وقت خروجه لغزوة السويق وبني قينقاع ، وهي غزوة بدر الكبرى ، بعد ما كان قد استعمل ابن أم مكتوم ، فردّ أبو لبابة من الروحاء .
وأما عثمان بن عفان رضي اللّه عنه فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في وقت خروجه لغزوة ذي أمر ، وغزوة ذات الرقاع ، وقيل : إنما استعمل أبا ذر في ذات الرقاع .
وأما عبد اللّه بن أم مكتوم الأعمى فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة نجران يريد قريشا ، وغزوة أحد ، وغزوة بني النضير ، قريظة ، وغزوة الرجيع وغزوة ذي قرد ، وغزوة بدر ، إلا أنه بعث صلى اللّه عليه وسلم من الروحاء أبا لبابة إلى المدينة في غزوة بدر ، استعمله عليها .
وأما أبو ذر الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة ذات الرقاع ، وغزوة بني المصطلق ، وقيل : إنما استعمل عليها نميلة بن عبد اللّه الليثي .
وأما عبد اللّه بن عبد اللّه بن أبي سلول فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لميعاد أبي سفيان بن حرب .
وأما سباع بن عرفطة الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة دومة الجندل ، وفي استعماله عليها في غزوة تبوك وفي خروجه لحجة الوداع خلاف .
“ 38 “
وأما نميلة بن عبد اللّه الليثي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه للحديبية وخيبر ، وفي استعماله في غزوة بني المصطلق خلاف .
وأما عوف بن أضبط الديلمي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لعمرة القضاء .
وأما أبو دهم كلثوم بن حصين بن عينية بن خلف الغفاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة فتح مكة .
وأما محمد بن سلمة الأنصاري فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة تبوك ، وفيه خلاف ، فإن عبد العزيز بن محمد الدراوردي .
وأما زيد بن حارثة فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة كرز بن جابر ، وهي بدر الأولى .
وأما السائب بن عثمان بن مظعون فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة بواط يريد قريش ، وهي ناحية رضوى . وأما أبو سلمة بن عبد الأسد فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم في خروجه لغزوة العشيرة من بطن ينبع . وأما سعد بن عبادة فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لغزوة الأبواء . وأما أبو دجانة الساعدي فاستعمله صلى اللّه عليه وسلم على المدينة في خروجه لحجة الوداع .
وأما نائبه بمكة فعتّاب بن أسيد .كتّابه صلى اللّه عليه وسلم
وهم : عثمان ، وعلي ، وأبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، ومعاوية ، وخالد بن سعيد بن العاص ، وأبّان بن سعيد ، والعلاء بن الحضرمي ، وحنظلة بن الربيع ، وعبد اللّه بن سعد بن أبي سرح أخو عثمان من الرضاع ، فهؤلاء كتّاب الوحي رضي اللّه عنهم أجمعين . وكان الزبير بن العوّام وجهم بن الصلت يكتبان أموال الصدقات ، وكان حذيفة بن اليمان يكتب حوض النخل ، وكان المغيرة بن شعبة والحصين بن نمير يكتبان المداينات والمعاملات ، وكان شرحبيل ابن حسنة يكتب التوقيعات إلى الملوك ، وقد كتب له أبو بكر رضي اللّه عنه حين هاجر في الطريق .أولاد هاشم بن عبد مناف بن قصيّ
عبد المطلب ، وأسد ، وأبو صيفي ، ونضلة . وبناته : السقا ، وخالدة ، وصفية ،
“ 39 “
ورقيّة ، وحية . فعبد المطلب ورقية لأم واحدة وهي سلمة بنت عمرو ، وريحانة وأم أسد قبيلة بنت عامر الخزاعية ، وأبو صيفي وحية لأم واحدة وهي هند بنت عمرو الخزاعية ، ونضلة والسقا لأم واحدة وهي قضاعية ، وخالدة وصفية لأم واحدة وهي واقدة بنت أبي عديّ المازية .
وأولاد عبد مناف : هاشم ، وعبد شمس ، والمطلب وهم لأم واحدة وهي عاتكة بنت مرة ، ونوفل بن عبد مناف أمه واقدة بنت عمر ، ومارية وأبو عمرو وريطة أمهما ، ثقيفة ، وتماضر ، وقلابة ، وحنّة ، وأم الأختم ، وأم سفيان كلهم لأم واحدة وهي عاتكة بنت مرة التي هي أم عبد شمس . والمطلب أولاد عبد مناف ، أولاد قصي ، واسمه زيد بن كلاب ، وعبد مناف ، وعبد الدار ، والعزى ، وبحير ، ونجم ، وأمهم حنّة بنت خليل الخزاعية .ذكر حجة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي تسمى حجة الوداع
وفيها قال : “ خذوا عني مناسككم “ ، من حديث الحميدي ، قال : أنشدني أبو محمد عبد اللّه بن عثمان النحوي بالمغرب لبعض أهل بلاد المغرب في التشويق إلى مكة ، ولم يسمّ قائلها ، وقد كان أنشدنيها ابن هلال ، وذكر قائلها :يحن إلى أرض الحجاز فؤادي * ويحدو اشتياقي نحو مكة حادي
ولي أمل ما زال يسمو بهمّتي * إلى البلدة الغرّاء خير بلاد
بها كعبة اللّه التي طاف حولها * عباد هم للّه خير عباد
لا قضى حقّ اللّه في حجّ بيته * بأصدق إيمان وأطيب زاد
أطوف كما طاف النبيون حولها * طواف انقياد لا طواف عناد
وأستلم الركن اليماني تابعا * لسنّة مهديّ وطاعة هادي
وأركع تلقاء المقام مصلّيا * صلاة أرجّيها ليوم معادي
وأسعى سبوعا بين مروة والصفا * أهلل ربي تارة وأنادي
وآتي منى أقضي بها التفث الذي * يتم به حجّي وهدي رشادي
فيا ليتني شارفت أجبل مكة * وبتّ بواد عند أكرم وادي
ويا ليتني روّيت من ماء زمزم * صدى خلد بين الجوانح صادي
ويا ليتني قد زرت قبر محمد * فأشفي بتسليم عليه فؤادي
قال ابن هلال : أجبال مكة ، وقال : صدى كبدي ، والسياق للحميديّ .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin