..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1 Empty كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج1

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 18:21

    الوعاء المختوم على السر المكتوم

    تأليف العلامة الشيخ
    قاسم ابن أبي الفضل الشافعي
    من علماء القرن العاشر
    وهو شرح " عنقاء المغرب " لمحي الدين ابن العربي
    فرغ الشارح منه سنة 954
    شرح " عنقاء المغرب "
    تأليف الشيخ الإمام العلامة عمدة الراحلين
    قاسم أبي الفضل
    شيخ المشايخ بحلب الشهباء
    في القرن التاسع
    الإسلامي

    بخط العلامة عبد القادر الورديني المغربي الجواني
    عليه رحمة الباري
    آمين


    بسم الله الرحمن الرحيم
    صلى الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

    الحمد لله الذي جعل المعاني روح الكلمات الموضوعة في الرسوم والحـروف أجساما وجـعل صـورها دلالات تـروى بها الفهوم فـهي كالرياض يرتـع العارف مـنها أنوار نور التوحـيد والعـلوم فإذا أنشق أرج حـكمة بنور أسـرار الواردات المزهـرة كالنجـوم كـانت مزهـقة لباطـل النفـس والشيـطان ترشـقه كالرجـوم فـيبرز لهم درر لطـايفه مزلجة قاموس بحـر مظلم متراكـم مركوم ويكـشف لهم عن خـتم لـؤلـؤ معـبأ في صدف مخـتوم. أحمده حـمد عاجز عن إحصاء الثناء من كل وجـه معلوم حمد نفسه بنفسه كما ورد به الذكر المحكوم. الحمد لله فاطتر السموات والأرض جاعل الملايكـة رسـلا أولي أجـنحة لعظـمته تقوم. وأشـهد بما شـهد به لنفسه أن لا إله إلا هـو بدلالة آياته الظاهـرة ومـا تحت التخوم وأشـهد بإطاعة رسـوله وجعلها بطاعـته تقوم. وصلـى عليـه وأمرنا بذلك ليطهر سـر الخاتم والمختوم. صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه زواهر النجـوم.

    وبعد فقـد سـالني جماعـة من أثق به من الإخـوة. وله إلى الشيخ مـيل ومحبـة أن أشرح كتاب عنقاء المغرب للشيـخ الإمام العـالم العـارف بالله تعالى الولـي سيدي محـيي الدين بن عربي. فاعتذرت إليه بالعجـز عن هـذا المـقام المـغرب. وقلت كـيف يكـون مثلي له معرب. فمكث يردد علي هذا السؤال وسياط العجز تضربني ونقصيني عن الجـواب. وأقول لنفسي سـايل لسايل لا يغني عن السؤال. فلما أجهدت نفسـي من هـذا المقـام. ووسمتها بالذل أي وسـام. فغـبت عن هـيكل الأجسام والوجـوه فأبرز الحـق من رقايق اسمـه الجـواد صاحب الجود بالجواد. وجلى على رسوم جسوم لباب ما رمـزه الشـيخ في هذا الكتاب. وذلك أني رأيت في عـالم الخيال أن ورد علي رسول الإلهام مبشـرا بنتيجة هذا الكـتاب وذلك بينا أنا ساير في صحبة بعض الإخوان نريد صـلاة الجـمعة ومعه إبريق من المـاء مـلآن. فقلت لرفيقي لعلك تقـف بي هـنا لأتوضـأ فإني لست بواضـي. فقال لي افـعل ما تريد. فدخلت حـديقة من غير شجـر. ولكنها مظنة الشجر محروثة الأرض كثيرة الحجـر. وهي مستديرة بهـا استدارة الهالة بالقـمر. فأخذت أطلب مكانا يسـترني من كـشف عورتي عند الاستخـلاء فرأيت في بعـض الحجـر هيئة عـقبة فـتسترت بـها وجلسـت لقضـاء الحـاجة. وإذا بين يدي ثقب من الأرض خارج منه نفـس عال فأخذني منه خوف أن يكون ذلك ثعبانا يلدغني ويهجـم علي وهذا الخاطر يتردد في فكري. وإذا بريشة بيضـا قد لاحت من تحت التراب فزال ذلك الخاطر. وعلمت أنه طير مدفون في التراب. وإذا بمنقاره خرج من التراب أيضا وهو أحمر على هيئة المرجان. فخشيت أن يطير فهاجـمته وقبضت على عـنقه. فبالتقدير جآت القبضـة تحت رأس ذلك الطـير باربعة أصابع وأخرجته من التراب فإذا هو بطولي وهو طاووس لم ير مثله, فخـشيت أن ينشر جناحه ويطير مـني فأخذت بيد الأخرى على جناحيه ورجليه. وقـبضت عليه قبـضا بحيث لا يمكـنه التملص مني وأنا حامله وأنظـر إلى نقشـه وحـسن خلقتـه وأتعجب منه وأنا داخل في باب مدينة لا أعرفـها. فلما استيقظت علمت أنه الوحـي الإلهامي غـير أني لا أعلم بـما ألهـمت فلما كـان الليلة الثانيـة استخـرت الله تعالـى ومـن استخاره ما خاب. فرأيت كأني في عـالم الخـيال وأنا في إيوان مفـروش فيه نطـوع مكية. ورجل من أصحـابنا اسمه بدور جالس على ذلك المكان وفي صـدر ذلك المكان طرس من صفر على الجدار هيأة الطلسم وهو يدور ينطق إلي بأبيات من الشعر وأنا من شـدة فرحـي وسـروري بذلك أخـذني البكـاء بصوت عالٍ ومتحصل
    ما ينطـق به ذلك الطلسم شـعر
    لا ينـال القرب غير فـتى ... جانب الأقـران والخـلا
    جاهـدا للنفـس مجـتهدا ... يكتفي بالنجـي والخـلا
    قال الشارح :

    فأولت الطلسم الصـفر كتابا مشكـلا ونطقه لي بتساهل معانيه وبدور إشـارة إلى المبادرة فاسـتيقظت وأنا في فـترة فـعند ذلك حصلت من فيض شيخنا لمحة برق غير خلب برقت من سم إبرة فأمطر علي سحـاب غيث مغيث فانتهجت أرض وجـودي وأنبتت ما فيها من الكـلأ فأزهرت حسنا وبها فبينما أنا أرتع في رياضها إذ وجدت ضالة فالتقطتـها وهي الحكـمة في هذه المدنية الإنسانية وقـوله صلى الله عليه وسلم الحكـمة ضـالة المؤمن حيث وجدها التقطـها أي أخذها بالتفكـر والاعتبار بقوله تعالى " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ " وقد ضاهى شيخنا هذه المدنية الإنسانية بالعالم جـميعه وجعل ذكر الملاحم الظاهـرة بمنزلة القالب لتحـصيل معنى الملاحم الباطنة فإنه تعالى رضي الله عنه أشار إليه في النظم في بعض كلامه بقوله فاعرف إلهـك من قبل الممـات فإن تمت فأنت على التقليد مسجون وقد مدحه العلامة شيخ زمـانه مجد الدين الفيروزابادي صـاحب القامـوس لما سيل عن القراءة في كتب الشيخ أعاد الله تعالى علينا من بركاته فأجاب ما صورته اللهـم أنطـقنا بما فيه رضـاك. الذي أعتقده في حـال المسـئول عنه وأدين لله به أن كان شـيخ الطريقة حالا وعـلما وإمام التحقيق حقيقة ورسـما وسمى رسوم المعاني فعلا وإسما إذا تغلغل فكر المـرء في طـرف من مجده غرقت فيه خواطره في عباب لا تدركه الدلاء وسحاب تتناقص عنه الأنواء وكانت دعواته تخـترق السبع الطباق وتفترق بركاته فـتملأ الآفاق وإن ظـني به أنني ما أنصفته وأنشد شعر

    وما علي إذا ما قلت معتقدي ... دع العذول يظن الجهل عدوانا
    والله والله والله العظـيم ومن ... أقـام حجـة لله برهــانا
    إن الذي قلت شيا من مناقبه ... ألا لعل زدت الوصف نقصانا

    وأما كتبه ومصنفاته البحـار الزواخر التي بجواهرها وكثرتها لا يعرف لها أول ولا آخـر وما وضـع الواضعون مثلها وإنما خص الله بمعرفة قدرها أهـلها. صاحب كلام القاموس وأما ما جـنح إليه فكري القاهر وذهني الفاتر في مدحه نظما حيث أقول:

    والله والله أيمـانا موكـدة ... يمـيز صـدق فلا زور ولا كذب
    قد كان بحرا مع الأمواج طامية ... والسفن سايرة والريح تضطرب
    فالشيخ محيي لدين الله رايها ... بالجد والعزم لا خوف ولا حرب
    كـم فـك رموز علم مقفلة ... وفـاق أقرانه مشهور بالعرب
    عقد على جيد هذا الزمن بهجته ... تزهو جواهره بالفطن والأدب
    عـلا على الغر قريب الدهر مرتبة ... وصاغ ألفاظه من تبره الذهب
    كـبريته الأحمر الشفا وطالعه ... يدور في فلك الأفـلاك للطلب
    أكسيره الخارج الأجسام معكر ... في جوهر النفس بالتدبير يكتسب
    كـذا خزانته عـنقا مغربـة ... لطالب راغب بالجـد والنصب
    يغوص في بحر أفكار يجني جواهره ... في كل فرد يتيم لؤلؤ رطب
    قد بايع النفس يبغي وصلا رغدا ... وغاب عن جنسه والحير والتعب
    فالحاتم الطائي ذاخر فاقه وما ... عمت فضايله للعجم والعـرب
    لل؟؟؟؟؟ تـاج من جـلالته ... لما أتـاه سـليم فـاز بالأدب
    وعمه النصـر بالفتح المبـين له... والأمن يدخله مصر بلا تعب
    فإن تكن سالكا منهاجـه رغـبا ... ففي فتوحاته سلك لمرتقب
    فغرة الدهر أضحت وعلى سيرته ... من نالها جاهدا يعلو على الرتب
    و؟؟؟ ما قلت بعضا من فضايله ... فالعجز عن ضبطها أيضا وعن نسب

    فطالما حاولت هذا الديوان وحـمت حول هذا الميدان وتقهقرت خوف العجز في مقارنة الشجعان وأقول للنفس لا يقاس الأبطال بالبطال لما حـوى فيه من الإعجـاز وموجـة اللفـظ والإيجــاز
    فأحببت أن أكون له خادماً وامر عليه على سبيل المجاز* وهو المسى بِعَنْقَا مُغْرِب الذى عجز عن ضبطه كل معرب *ومترجم بالوعا المختوم * على السر المكتوم * بعد الاستخارة قبل الشروع فيما اردته * والاتيان فيما قصدته * فسارعت بالمبادرة إلى الاحكام ادفع عن نفسى الرياء ولات حين مناص * والآن أشرع فيه بحسن النية * مع المشيئة المستوفيه * وأقول وهو الموفق لكل خير وسول * ودونك إشارة على كل طالب * مطرزة بالشرع من كل جانب * كما كان الإنسان حسا ومعنى * فالحس الجسد والمعنى الروح كان كالوعا للروح وَهو المعنى والجسد مختوم * على الروح إلى قت انفكاك أجزائه والسر كامن فى النوع الإنسانى بالقوة والفعل فجميع المؤمنين كامن فيهم بالقوة والأنبياء بالفعل * وَمثاله نور مكتوم * فإذا جاهده برز من قوته إلى الفعل هذا فى حق الولى وأما الأنبياء فنور النبوة ظاهر بالقوة والفعل من غير مجاهدة فمجاهدة النبى إما شكر وإما تشريع إن أمر ذلك النبى بالإبلاغ فنوره من غير كتم ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل لى نورا فى سمعى ونورا فى بصرى ، فشرع لنا الدعاء إعلاماً بأنه نور محض ولهذا كان إذا مشى فى الشمس لا يرى له فيْئ والعارف إذا حصلت له المجاهدة استمد هذا السر المكتوم فى الوعاء أي الجسد المختوم لقوله صلى الله عليه وسلم خلق الله الخلق فى ظلمة ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ذلك النور ضل فصاروا يستمدون ذلك النور الكامن فى وجودهم بالفرآيض والنوافل للحديث ما تقرب إلى عبد بأحسن مََا افترض عليه ، الله نور السموات والأرض فإذا أشرقت أرض وجود العارف برز السر وشهده كل ما فى العالم وأشرقت الأرض بنور ربها فلما أظهره الله تعالى على هذه النعمة وجب عليه الثناء على الله جملة فعلية لأنها أعم من الجملة الاسمية وأبلغ فى المدح قال رضى الله عنه حمدت والحمد فى عرف التحقيق تعريف المحمود بنعوت الكمال وذكره للمخاطب بما هو عليه من الفضايل ومحاسن الخصال فكل حمد من كل حامد على كل محمود تعريف من الحامد للمحمود بما يستحقه وذكر لهُ بفضايل بنى آدم كقولك أن زيدا عالم حكيم جواد كريم فعرفته بالعلم والحكمة والعدل والجود والكرم عند المخاطب فقول الشيخ رضى الله عنه حمدت أراد الجملة الفعلية لعمومها لأن الفعل يتجدد بتجدد الأوقات إلهى المعبود بحق واختلف العلماء فى اسم الذات فذهب الخليل وسبويه والمبرد من علماء العربية إلى أنه اسم علم للذات ومن علماء الشريعة أبو حنيفة والشافعى والغزالى والإمام محمد بن عمر الخطيب الرازى وأبو زيد البلخى والفضال الشامى والخطابى من المتكلمين والنظار رحمت الله تعالى عليهم وكلهم اختاروا القول بعلميته وأنه مشتق من عشرة أوجه أحدها أنه مأخوذ من لاه يلوه إذا فزع ولجأ وأصله لاه على وزن فعَل بمعنى مفعول لكونه مفزع كل فزع وملجأ كل جزع فلما دخلت لام التعريف فى لام الأصل وفخمت للتعظيم والثانى من الوله وهو شدة المحبة بمعنى أنه تعالى هو المحبوب بأشد ما يكون من المحبة قال تعالى والذين آمنوا أشد حبا لله والثالث أنه مشتق من لاه يلوه إذا احتجب لأنه تعالى محتجب برداء كبريائه وإزارِ عظمته عن إدراك أبصار العيون الرابع أنه مأخوذ من لاه يلوه إذا ارتفع وذلك أن الرفعة الحقيقية له تعالى الخامس أنه مأخوذ من قولهم ألهت بالمكان إذا اقمت به هذا المعنى بالنسبة إليه تعالى كناية عن الدوام والإثبات والبقاء بالذاتية لأن الألوهية ملزوم العالم فلا يتصور وجود الألوهية بلا مألوه ولا وجود الربوبية بلا مربوب وجودا وتقديرا السادس أنه مشتق من الألوهية وهى القدرة على الإيجاد والاختراع وهى ذاتية لله تعالى والاشتقاق ماضى لا مستقبل السابع من الياله إذا تحير لأن ذاته محيرة اسم فاعل ومقام الحيرة الكبرى حضرته فقد حيرت عقول أولى الألباب والخيرة من أعلى درجات العلماء الثامن أنه مشتق من الالاهه وهى العبادة من الياله إذا عبد وتاله إذا تعبد والله تعالى هو المعبود على الحقيقة التاسع من وله الفصيل بأمه إذا ولع والمعنى أن الخلق مولهون به تعالى فى التضرع إليه والسؤال منه العاشر أن الأصل فى الاسم هو هاء الكناية عن غيب ذاته إذ الهاء كناية عن الغايب والاشارة إلى غيب هويته ثم زيد فيه لام الملك والملكوت أو لام التخصيص إذ الكل له تعالى وهو مالك الكل بالتخصيص الملك والملكوت فحارت العقول فى معرفته والمقام الذى انفردت به الربوبية عظيم من العظمة التى لا تتناهى وهى له وصف كمال فابدى بفتح الهمزة أى الحمد الذى حمدته أظهر على سرور أو بالضم يعود إلى نفس المتكلم تقديره وأنا ضمير المتكلم وحده بما حصل أى أبدى من باب إظهار النعمة شكرا للمنعم وأظهر فرحا وسرورا بما حصل له من الاطلاع على ذلك المقام والفؤاد أي سويداء القلب كظيم أي حزين خايف أن يكون ذلك استدراجا فاجتمع السرور والخوف فظاهرى عليه السرور وباطنى فيه الخوف لأن مقام القرب يقتضى ذلك لأن الأنبياء كانوا أقرب الناس إلى الله وأكثر خوفاً وبلاء وما عجبى من فرحتى التى ظهرت على كيف قورنت وهو ضرب من التعجب أي ضعف عن التجلى وكيف قورن الحزن المكمل بترحة
    قلبى الضعيف عن هذا التجلى وحل فيه عظيم لا بمعنى الحلول والاتحاد بل بالمعرفة والعلم والعظمة والاعتبار وإليه أشار فى الحديث القدسى ما وسعنى أرضى ولا سمائى ووسعنى قلب عبدى المؤمن فإذا نظر إلى قلب عبده تنور باطنه بالعلم والمعرفة كذاك ظاهر العارف بالله تعالى الذى فنى عما سوى الله تعالى أَبْدأ الله تعالى على ظاهره ما أبداه فى الباطن من النور والهيبة ليكتسب من صفات الله تعالى ظاهرا ليستوى طرفاه ظاهرا وباطنا فظاهر نور الولاية ساطع على سدف الشرفة والسدف فى لغة أهل نجد الظلمة أى ظلم ظاهر الأجسام لكنه يزول وسببه أنه عرض والعرض ليس مقيم لأن من شيمه الزوال لأن كل صفة لها نور مخصوص تتجدد بتجدد الأوقات والمقامات فتزيل السدف فلما رأيت ذلك أطرحت النعس وفنيت حتى اضمحلت ذاتى وصفاتى كموسى لما حصل له التجلى خر صعقا فلما أفاق جعل على وجهه برقعا ليلا يصعق من يراه من عظم النور الذى اكتسبه فى مقام المناجاة حين صعق فى التجلى وإلى هذا المعنى أشار سيدى عمر بن الفارض رضى الله تعالى عنه.
    * وفى صعق ذات الحسن خرت افاقة * إلى النفس قبل التوبة الموسويتى * أى لما طلب الرويا وحصل له التجلى الالهى خر صعقا فلما أفاق ورجع إلى نفسه يلومها وقال تبت إليك من طلب الرويا ثم استدرك الشيخ هذا المقام وان لم يحصل فقال ولكننى اغترف من فيض كشف بحر الشارع الأعظم التجلى الأكبر وجوده باقى فى أمته مرده إلى يوم القيامة وذلك أنه ما خصه تعالى بمنقبة إلا وجعل لنا منها نصيبا وقال صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم ونياتكم فأنا عجبت لقلبى النازح عن هذا التجلى والحقايق ظاهرة موجودة هيم والى سياح بالكسر الابل العطاش الواحد هيمان وناقة هيماء مثل عطشان وعطشى وقوم هيم أى عطاش وقد هاموا هياما وقوله تعالى فشاربون شرب الهيم هو الابل العطاش وكذلك الحقايق عطشانة تهيم فى طلب العارف لأن الطلب منها يكون لأن الله تعالى قال يحبهم ويحبونه فقدم محبته فكانت سبب محبتهم وكذا الحقايق تهيم فى طلب العارف وما عجبى من النور الذى على هيكلى من نور ظاهر سدف جسمى والجسم آلة مضمحلة ولكنه محل الشكل ليظهر آثار النعمة ويعرف عظيم القدرة وإنما عجبت لهذا السر العظيم وهو القلب إذا صلح صلح الجسد كله وذلك لنور يقرن فى القلب وبسبب ذلك يعطى الولاية على ساير الأعضاء ويَرْأسُهُم كيف يريم أي يروم غير الحقايق بريم أصله يروم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها من الروم وهو الطلب فإن كان ما يطلب القلب عن عزم صحيح وكشف وشهود روية صريح فنور تجليه ثابت عليه مقيم أي فنوره لا يزول لأنه لم يكن ظاهرا لأن الأعمال لما كانت ظاهرة كانت منشابة بالرياء فنورها مظلم وإذا كانت باطنة كان نورها مقيما . ثم التفت رضى الله عنه يخاطب السالك فى هذا المسلك بطريق الاستفهام فقال فطنت والفطنة أعم من الفهم لأنها علم وزيادة ثم أخذ يوكد على من يطلب هذه المرتبة بقوله فاسبرأي تأمل وتعقل عله ما نشا عن الأمر من حيث تعلقه بالمأمور فإن كنت يا فتى من الفتوة وهى علو الهمة والهمة صفة الانسان الكامل فشرع يخاطبه على سبيل الاستفهام قال فهل أحد راء من خلق الله تعالى أحاط علما بالعليم أي بالذات الأحدية أو عليم أحاط به تعالى وجل عن الوصف وجود الذات الأحدية بإحاطة علم أو جهة واحتجب عن نيل يتوصل به إلى علمه إلا به لقوله تعالى فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ومن وهبه أزلا عند قوله ألست بربكم وكان ذلك فصلى من ما سبق فى قديم علمه والفصال الذى أشير إليه قديم وهو من حيز فرغ من خلق الخلق فى أزله وفرغ من خلق العالم فصاروه فى كتْم العدم واشتغل بتنفيذه فى مواقيته بقوله كن فمن ذلك الوقت انفصل الأمر بما أراده لى ولغيرى من جنس الآدمى لأنهم من حيث الجنسية جزء واحد فى صورة الجمع قال تعالى ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة وهو الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها فبعض أجزايه انفصل أزلا بالنبوة وبعضم بالولاية إلى غير ذلك من الأصناف فلما برز من كتم العدم وحصل فى الكون والفسادِ احاطه بالوهبة التى انفصل عنها أزلا وأرسل إلى بعضهم وهم الأنبياء فرانت أي الوحى الملكى وإلى البعض الوحى الإلهامى قال تعالى فألهمها فجورها وتقواها فإذا أكرم ربى هذا العارف بالإلهام صارت عبادته على بصيرة قال تعالى قل هذه سبيلى ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين وقد أتانا ممن ينزل عليه الوحى الملكى مخبرا خبر انباء بتعيين من يكون ختم الأولياء لأنه يكون كريم لأن الأنبياء هم الأكرمون على الله وفيه إشارة إلى عيسى عليه السلام فإنه أكرم بمرتبة النبوة والولاية والمراد بهذا أن العارف إذا انصلح وجوده حصل لكل عضو ولاية وختامهم الوحى الالهامى لتحصل المضاهاة بالعالم فقلت وسر البيت صفه لى مقامه أي أقسم عليك بسر البيت والبيت ظاهرا يراد به البيت الحرام ومضاهاته القلب فاسم بسر البيت أن يريد ختم الاولياء وهو ما حصل من الوحى الالهامى فقال له لا ينال هذه المرتبة إلا حكيما عارفا بالالهام يصطفيه الحق تعالى أن يكون حكيم مربى القلوب وسضع الشئ فى محله فالانبياء وضع لهم الحكم بالوحى والعارفين بالالهام وكان قايلا قال ما الذى وضع لهم من الحكمة ومن الذى يرى الوحى الالهامى فقلت له يراه من كان عارفا به الختم ويعرف موقعه من القلب ويعرف خطرات النفس والتفاتها ويعرف وسوسة الشيطان كما أن النبى مداخل الشيطان فيتوقاها وذلك أن الشيطان يأتى النبى فى صورة الوحى ليدخل عليه المفاسد قال تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته
    وإنما يكون ذلك ابتلاء وفتنة ممن لا يريده فيبتليه بتلك الفتنة ليكون الإنذار حجة فى الآخرة وكذلك الولى إذا حفظه الله تعالى من فتنة الخواطر الملبوسة من النفس والشيطان لأن الولى معصوم والولى محفوظ بالهبة القديمة والذى يريد الله تعالى استدراجه والعياذ بالله تعالى يفتنه بما يلقى الشيطان قال الله تعالى ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض الآية واشتد هذا المعترض قايلا إذا لم يكن عارفا بهذا الالهام فما يكون ولى ولا تروم له درجة الولاية إذا ما رءاه وما النافية يعنى إذا ما رءا الختم تنفى عنه رتبة الولاية أو تحصل له وليس يكون ثمن يدوم له الأسرار والمقامات فقلت مجيبا وهل استفهام يبقى لهذا العارف الذى لم يجتمع بالختم هل يبقى له أن يتصرف فى الوقت أو يكون من أرباب الإدراك عند مراودات الحق تعالى جرت عادته بذلك فى زمن النبوة بالوحى يعرف الأنبياء مراداته وشرايعه والحلال والحرام وذلك عندما يراه من البلاغ والعارف

    كذلك عندما يرى من الأمر والنهى لجوارحه الظاهرة والباطنة فهل إذا فعل ذلك يكون له قابلية أن يرى الختم الباطن الذى هة رسةل الالهام نعم تقريراً للجواب فى سوال الاستفهام والأمر فى رتبة هذا العارف وفيما فيه من الكمال جسيم يعنى عظيم وبالحاء المهملة يعنى قطعى وللختم الذى يكون فى آخر الزمانِ سر وللكامل والختم الباطن أيضاً سر وها أنا انبهك على ذلك وذلك أن كل عارف لم يزل يجذب إليه قلب كل عارف لأن قلوب العارفين عامرة بنور الولاية والنور يجذب ما يشاكله ويماثله والحكم للغالب فى الجذب وقد شهدت شيا معاينة إذا اقترن نورين جذب النور الأعظم النور الأقل وكذلك المغناطيس يجذب الحديد لأنه خالى من السر الذى فى المغناطيس ولكن فيه بعض مجانسة وتلك المجانسة لا تخلو من السر الذى فى المغناطيس قليلة فيجذبه لأجل تلك المجانسة القليلة فتستولى عليه المجانسة الكثيرة لغلبتها إذا يسؤى ذلك السر الذى فيه كذلك العارف يجذبه أرواح المحبين الذى فيها المجانسة إليه فيبقى ذلك المحب كالجسد والعارف روحه وذلك المحب يحوم حول حمى ذلك العارف

    فالإمام المهدى إمام الجوارح الظاهرة والباطنة وأما القلب الوحى الالهامى أشار إليه أي إلى هذا الإمام الفرد هو ختم الأولياء الترمذى الحكيم بختمه وهو الكتاب المسمى بختم الأولياء وذكر فضله وأنه أفضل من أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه بكتاب ختم لأن هذا الختم الذى هو عيسى ابن مريم نبوته بلطفه وولايته ظاهرة بخلاف الصديق له جهة واحدة وكذلك العارف فإن اللسان له الصدق بخلاف القلب له جهتان جهة من قبل تلقى الالهام وجهة من قبل الجوارح وتنفيذ الأمر الوارد عليه من جملة الواردات ولم يبده لأنه بمنزلة الأمين على الأسرار وإنما تكون فى المحافظة عليها يصونها من الأغيار ومن الأغيار النفس والشيطان فإن النفس إذا وردت عليها الواردات الرحمانية افرطت فى الدعوى والقلب منه يرى ليس له حظ فى مرادات النفس سليم فى دعوى النفس مرفوع فى محل النصب على الحال وإنما عدل عن النصب إلى الرفع مراعاة للنظم وما ناله أي سر الاخلاص فى هذه المرتبة الصديق إلا بالصدق فى أموره ظاهرا وباطنا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا بصلاة بل بشئ وقر فى صدره أو كما قال وما ذكره الشيخ رضى الله تعالى عنه بالفرض لثبوت المضاهات باللسان والقلب لمرتبة الصديق وهى دون مرتبة الختم كما سيأتى فى كلام الشيخ وذلك أن الصديق ما نال الاخلاص إلا لما سبق له فى وقت انفصال كونه من العدم أزلا ولم يوسمه بالمخالفة وطهر فيه سر ذلك النور بانجذابه إلى النور المحمدى فلم تطلع عليه شمس التهديد وهى أحد علامات الساعة من سما وتكبر والجحد فإن من علامات الساعة طلوعها من المغرب وأما شمس المعرفة تشرق على القلب من ساير الجهات على الدوام بخلاف الجاحد لهذا المقام فإنه بعيد منه لما لم يسبق له فى وقت الانفصال توفيق فهو عديم من الاطلاع على هذه الأسرار الالهية محجوب عنها وذلك لحكمة ليحصل التفاضل بين الفاضل والمفضول فلو لم يكن له مذاقا أي ليس له ذوق يفرق بين المشارب قد علم كل أناس مشربهم فالكامل وإن كان مشتغلاً بالتربية ولكن الفؤاد الذى هو سويداء القلب مشاهد بالمراقبة إلى كل ما يبديه من الالهام ويقذف فى الفؤاد من نور الأسرار كتوم ألا لا يظهرها ولا يفشيها ما لم يحصل له الإذن فى افشايها كما قال بعضهم *
    • ومستخبى عن سر ليلى رددته * فاصبح من ليلى يعين
    • يقولون لى صفها فأنت أحببتها * وما أنا إن أخبرتهم بأمين
    فمن شرط العارف أن يغار على السرار من الأغيار لأن الغير لو كان أهلا له لما حجب عنها ورأيت فى الفتوحات المكية حكاية أخبر فيها الشيخ عن نفسه أنه أودع انسانا سرا فعاتبه الله تعالى فى سره على ذلك قال فقلت إلهى أنت قادر أن تنسيه ذلك ثم غاب عنى مدة مديدة وعاد فسألنى وقال قد كنت قلت لى شيئا ونسيته فما هو قلت ما أدرى فعلمت عند ذلك أن الله أنساه ذلك السر صونا أن تلحق الثرى أي النفس لأنها من العالم السفلى وهو الثرى وإذا اطلعت النفس على الواردات أفرطت منى الدعوى ولهذا خاف النبى صلى الله عليه وسلم ليلى اسرى به من نفسه أن تطغى فطواها فى مطاوى الانكسار فأخبر الله تعالى عند ذلك قال تعالى إن الانسان ليطغى أن رءاه استغنى فإذا مال مع هواه سقط من المرتبة وإن كنت ممن يبادر الوقت بالمراقبة فإذا بدت لك الأسرار تمتطيها أي تسر فى مجاورتها وقوله تعالى ثم ذهب إلى أهله يتمطى لأنها تبدو كالزهر لسرعة زواله وتبدو للسالك الكامل العارف وهى نجوم مزهرة مشرقة يهتدى بها وجعل لكم النجوم لتهتدوا بها وقال صلى الله عليه وسلم أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وهى عند اقوام تسميها وقايع وبعضهم يسميها خواطر وهى كالنجوم فإذا خطر له أمر ما من الأمور وشهد ما حكم الله تعالى بالبصيرة التى وهبه الله
    وقال صلى الله عليه وسلم أصحابى كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وهى عند اقوام تسميها وقايع وبعضهم يسميها خواطر وهى كالنجوم فإذا خطر له أمر ما من الأمور وشهد ما حكم الله تعالى بالبصيرة التى وهبه الله تعالى اياها إن كان ذلك الخاطر رحمانياً أو شيطانياً أو ملكياًً أو إلهاماً وعند بعضهم يسمى الإلهام إلقاء فإن خطر بالهيبة والعظمة يسمى إلقاء وإن خطر باللذات والشهوات يسمى نفسانياً وإن خطر بالميل إلى المباحات يسمى هاجساً وإن خطر بالميل إلى المعاصى يسمى شيطانياً فإذا اجتهد المريد الكامل فى المجاهدة فإن كان عارفاً بهذه النجوم والخواطر وكان له همة وسابقة لأنه قال تعالى " وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ " ؟؟ فإن كان سعيه إلى الله نجومه أبدروا لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية قال الله تعالى " وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى " وقال " وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا " فالمرتبة الأولى وهى مرتبة النجوم وهى مرتبة العوام والثانية كالبدور وهى مرتبة الخواص أو اشمسوا أى صار نور إيمانهم كالشموس وهم الأنبياء فإن نهاية ترقى الأعمال إلى سدرة المنتهى

    قال ابن الفارض *
    أخالُ حضيضي الصّحو ، والسُّكرَ معرَجي ** إليها ومحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي *

    أخال أظن من قولهم خلت كذا ظننته حضيضى والأرض وفى الحديث أتى النبى صلى الله عليه وسلم بهدية فقال ضعها على حضيضى فوضعها على الأرض والحضو الموت لقوله صلى الله عليه وسلم الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا والسكر الحياة والتكاليف ونهاية منتهى الأعمال التى يعملها أهل الدنيا
    سدرة المنتهى فالسدرة منتهى أعمال الأولياء والأنبياء فوق عرشه وكذلك العارفون منتهى الواردات الرحمانية فوق عرش القلب وكان لهم أي لكل واحدة من هذه المراتب عند المقام الذى وهبه الله تعالى عند انتهايه إليه لزوم لأنه ما من نبى ولا ملك إلا وله مقام معلوم يقف عنده والدليل قصة جبريل مع النبى صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء لما فارقه وعاتبه على غيبته فقال هذا مقامى لو تجاوزته لاحترقت بالنور وما منا إلا له مقام معلوم فمن العارف من شدة المجاهدة ؟؟؟ للتقليل قد يبدوا عليهم أشعة تلك الأنوار ويبدوا لهم شهود ما وتظهر لهم آياتها فمنهم من يومر بالارشاد وهو نجوم الهدى يهتدى بها فى ظلمات الليل قال تعالى " وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ " ومنهم من لم يومر بالارشاد فيكون كالنبى الذى لم يومر بالبلاغ والذى يهتدى كالمرسلين والعارف الكامل كأولى العزم وهذا تعظيم فى حق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ جعل الله تعالى فى أفراد أمته من لهم مراتب كمراتب الأنبياء من الأمم الماضية

    وقال الشيخ زين الدين عمر بن الفارض رضى الله عنه *
    • فعالمنا منهم نبى ومن دعى * إلى الله منهم قام بالرسليتى *

    فالذى لم يومر بالبلاغ نجم أيضاً ولكنه من غير السيارة التى يهتدى بها وإنما هو فى النجوم الثوابت ورجوم أي ترجم الشياطين أن تصل إلى سماء

    المعرفة من يريد أن يسترقوا السمع من الواردات الرحمانية فلما رءا من عظمة الفاعل الحقيقى هذه الموهبة قال فسبحان أي أنزه من أخفى من هذا العبد الضعيف هذه الرتبة العلية ووهب لهذا الانسان الكامل عين البصيرة لينظر بها أي بهذا العين ذاته التى تتفجر منها الحكمة للحديث من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه تنشأ بالمجاهدة فى وجود العارف عن قوله كن عليه أي على القلب عميم يحفظ القلب من الخطرات والهواتف ومن نظر الشيطان إليه لأنه محل نظر الحق ومحل نظره ليس للشيطان عليه سبيل ومن حجب هذه المراتب أعمى وإن كان بصيرا ولكنه قابل العلاج كالمرمود الذى أصابه رمد إذا عولج بالأكحال الحادة ربما يستقيم نظره وإن أصر على عدم المعالجة أفضى به إلى العما فيفوته إدراك هذه الأنوار وهذا المقام لا يدرى صاحب العزم السبق العالى الهمة إلا بالتوفيق وما حصل له أزلا بالمجاهدة العظيمة وكيف يرى لذة الشفاء وهو لا يعرف مقدارها فإنه لا يعرف مقدار الصحـة إلا المرضى ولا طـيب الحياة سقيم لا يعرف قدر الحياة إلا الموتى والسقيم لأن السقيم تضعف قوته عن تناول طيب الحياة والحياة لا تستقيم إلا بحفظ الصحة واستقامة العناصر الأربعة فإن قوى أحد العناصر كان الحكم للغالب كالذى غلب عليه السوداء وترك العلاج فى ابتدائه فتزايد سلطانها إلى أن أفضى به إلى الصدع فمطلق الانسان مركب من خمسة عشر شيا وإليه الإشارة بقوله وأشخاصنا ليعم الكامل وغيره خمس الأربع طبايع والجسد وخمس وهى الحواس الخمسة الظاهرة وخمسة وهى الباطنة فالخمسة الأولى الصفراء والسوداء والبلغم والدم والجسم الضابط لهم والخمس الثانية الحواس الظاهرة وهى السمع والبصر والشم والذوق واللمس والخمس الثالثة وهى القلب والعقل والروح والفكر والصبر عليهم ترى أمر الوجود الانسانى يقوم ما اختلت واحدة من هذه الخمسة عشر انخرم الجسد الآدمى واختلفت طبايعه فإذا بلغ أشده حصل له الاعتناء قال تعالى " وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا "

    وقال بعضهم أشده البلوغ ومن قال من العلماء أن من بلغ الأربعين فقد بلغ أشده فإنها نهاية لهم فى بلوغ الوقت الذي يستحق النبى النبوة والولى الولاية وهذا غير مذهب أهل هذا الشان فهو قول يرتضيه كليم أي متكلم من علماء الكلام ومن ذهب إلى ذلك من العلماء وأما علماء هذا الشان فإنهم يقولون النبوة والولاية قد يعطاها النبى قبل البلوغ كما قال فى حق يحيا واتيناه الحكم صبيا وقال صلى الله عليه وسلم كنت نبياً وآدم بين الماء والطين وكنت نبيا ولا آدم ولا ماء ولا طين فأين ما قاله علماء الكلام واختلف العلماء فى أولى العزم وان تضيف أن تنبى عن عددهم أخبر أي انبئ عن ثمانِ من الأنبياء وهم آدم ونوح وإبراهيم ويونس وداود وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم أجمعين

    فآدم أخرج منهم قال الله تعالى " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا " ويونس قال الله تعالى "وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ" ولا تزد على العدد المذكور طريقهم فرد أي واحد إليه ظاهر المسلك قويم لكل عارف بالملة المحمدية حنيفا مسلما مايلا عن الباطل إلى الحق المستقيم

    فسبعتهم فى الأرض وهم السبعة المذكورون

    وسبعة أخرى كل واحد منهم على قلب نبى الأول منهم على قلب آدم والثانى على قلب نوح والثالث على قلب إبراهيم والرابع على قلب يونس والخامس على قلب داود والسادس على قلب موسى والسابع على قلب محمد صلى الله عليه وسلم

    وفى العارفين مضاهاة هذه الحواس الخمس والقلب واللسان فهذه السبعة فى أرض المدينة الانسانية لا يجلونها العارفون بالله تعالى وكيف يجلونها وهى معلومة عندهم وثامنهم عيسى الالهام المرفوع فى السماء وأنصاره لقتل دجال الشيطان وهو عند النجوم مقيم إلى الوقت المعلوم لزيم أي ملازم إلى وقت إنزاله فعند فنا خا الزمان أي عند انقضاء آخر الزمان ودالها أي انقضا دنياها على فا أي فناء بعض الآيات الدالة فى آخر الزمان عند مدلول أي ظهور

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 11:53