لا تفعل الخير وتنساه، بل افعل الخير وأنت متيقّن بمن يسّره وأسداه.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
لا تفعل الخير وتنساه، بل افعل الخير وأنت متيقّن بمن يسّره وأسداه.
وانظره منّة عليك من مولاك، تستوجب الشكر لما إليه هداك.
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) النساء.79.
فهو المعطي بيديك، جعلك سببا لإيصال عطيّته لعبده مثل ما أوصلها إليك.
انْسَ أنّك أعطيت، حتّى لا تستشعر نفسك نسبة الفضل الذّي أتيت.
ولا تنسى فضله أن جعلك سببا للخير في العمل الذّي أدّيت.
فالكلّ من فضله وامتنانه. (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ...) النّحل.53.
أنت من جملة الأسباب المسخّرة ليطعم عبده من بستانه.
فإذا تيقّنت بأنّه هو المعطي سبحانه،
بتحريك الأسباب فيك وجعلك تسعى لما كتب لك من إحسانه،
فأنت العبد بالتّحقيق، اصطفاك امتنانا بالتّوفيق،
فاسأله الثّبات على الطّريق، وأن يجعلك على الدّوام له رفيق.
وممّن استثنى بصريح خطابه جمعا بالتفريق، إيضاحا وتوصيفا للكلّ بالتّدقيق.
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) المعارج.
"عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ" انتفاء الغفلة بدوام الحضور، استغراقا في حضرته سبحانه في الخفاء وفي الظّهور.
"رب آتني رحمة من عندك وعلمني من لدنك علما .. اللهم ارزقني متعة الدارين الدنيا والآخرة ، اللهم اجعلني سببا لإسعاد عبادك واجعلني رحمة للعالمين."
أه