السّلوك الحضاري والأخلاق.

بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
الآداب هي أساليب المعاملات في القيام بالحقوق والواجبات.
ضمن أحكام القوانين الوضعيّة، أو الشّرائع السّماويّة.
فإذا ارتبطت بالقوانين الوضعيّة تسمّى سلوك حضاري باتّفاق.
وإذا ارتبطت بالشّرائع السّماويّة تسمّى سيرة ربّانيّة وحسن أخلاق.
حُسنُ أخلاق العبد دليل قوّة إيمانه وتجذّر تقواه،
ولا يكون ذلك إلّا نتيجةً لتحقّقه ومعرفته بالله.
إذ حسن الأخلاق هو حسن الآداب مع الله تّوكّلا عليه.
ومراعاتها تعني مراقبة الله في التّعامل مع الخلق بما يحبّه ويرضيه.
ومزيد ترسيخها في النّفس بمحاسبتها بين يديه، والعمل بما يقرّب إليه.
روى أحمد عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ،
وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ).
فالسّلوك الحضاري شجرة اصطناعية،
طلعتها تكلّف في التّصرّف بهمّة سفليّة،
أصولها مقاصد دنياويّة، وفروعها سعادة وهميّة،
ثمارها نفاق وتزلّف، آثارها سراب بانجذاب متخطّف .
أمّا الأخلاق الفاضلة فهي شجرة مباركة حيّة حقيقيّة،
طلعتها تلقائيّة عفويّة، مشرقة بصفاء واضحة جليّة،
أصولها ربّانيّة وفروعها محمّديّة.
ثمارها صدق وتعفّف، آثارها يقين في تحقّق بتلطّف .
(...زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (35)النور
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ(24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25))ابراهيم.
"اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها ولا يصرف عني سيئها إلا أنت".
أه