من وصايا المولى عبد السلام بن مشيش لمريده أبي الحسن علي الشاذلي :
ياعلي : ليكن هروبك من خير الناس أكثر من هروبك من شرهم ، لأن
خيرهم يصيبك في قلبك ، وشرهم يصيبك في بدنك ، ولأن تصاب في بدنك
خير من أن تصاب في قلبك .
ياعلي : الله الله ، والناس الناس ، نزه لسانك عن ذكرهم ، وقلبك عــــن
التماثيل من قلبهم ، وعليك بحفظ الجوارح ، وأداء الفرائض ، وقد تمت ولاية
الله عليك ، ولا تذكرهم الا بواجب حق الله عليك ، وقل : اللهـم اغنني بخيرك
عن خيرهم ، وقني شرهم ، وتولني بالخصوصية من بينهم ، انــــك على كل
شئ قدير .
خف من الله خوفا تأمن به من كل شئ ، واحذر قلبك أن يأمن من اللــه في
كل شئ ، فلا معنى للخوف من شئ ، ولا للأمن من الله تعالى في شئ وحده
انظر ببصر ايمانك تجد الله في كل شئ ، وعند كل شئ ، ومــــــــع كل شئ
وتحت كل شئ ، وفوق كل شئ ، وقريبا من كل شئ ، ومحيطا بكل شـــــئ
بقرب هو وصفه ، وباحاطة هي نعته ، وعد عن الظرفية والحدود ، وعـــن
الأماكن والجهات ، وعن الصحبة والقرب من المسافات ، وعن الــــــــــدور
بالمخلوقات ، وامحق الكل بوصفه : الأول والآخر والظاهر والباطن ، وهو
هو هو ، كان الله ولا شئ معه ، وهو الآن على ما عليه كان ،
الزم الطهارة من الشكوك كلما أحدثت تطهرت ومن دنس الدنيا كلما ملت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى.
عليك بمحبة الله على التوقير والنزاهة.
يا أبا الحسن لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله.
كان من دعائه رضي الله عنه ( اللهم من سبق له الشقاء منك فلا يصل إلينا ومن وصل إلي أكون له شفيعا يوم القيامة، اللهم لا تبعث إلينا من حكمت بشقائه).
قال سيدي أبو الحسن قدس الله سره سألني أستاذي أي سيدي عبد السلام رضي الله عنه بماذا تلقى الله تعالى فقلت بفقري فقال والله لئن لقيت الله بفقرك لتلقينه بالصنم الأعظم. قال سيدي ابن عجيبة إنما يلقى الله به لا بشيء سواه.
قال له رجل يا سيدي وظف علي وظائف وأورادا أعمل بها فقال له: أرسول أنا، الفرائض مشهورة والمحرمات معلومة فكن للفرائض حافظا وللمعاصي رافضا واحفظ قلبك من حب الدنيا وحب النساء وحب الجاه.
قال سيدي أبو الحسن رضي الله عنه أنه حين أقام عنده رأى له خوارق عادات وكرامات، ومن أعظمها رسمه لحياة سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه من الذهاب إلى تونس وغضب السلطان عليه إلى الذهاب مدينة تسمى شاذلة واخبره أنه سيكنى بها ويسمى الشاذلي ثم الذهاب إلى مصر ووراثة القطبانة بها.
وصلى اللـه على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما .
24/4/2024, 15:58 من طرف Admin
» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:57 من طرف Admin
» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:55 من طرف Admin
» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:54 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:52 من طرف Admin
» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
24/4/2024, 15:51 من طرف Admin
» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
24/4/2024, 15:43 من طرف Admin
» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:42 من طرف Admin
» كتاب: طالعة الأقمار من سيرة سيد الأبرار | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:40 من طرف Admin
» كتاب: قلائد الأئمة المرصعة بعقائد الأئمة الأربعة | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:38 من طرف Admin
» كتاب: الرسائل الهررية | الشيخ عبد الله الهرري
24/4/2024, 15:37 من طرف Admin
» كتاب: إيضَاحُ المَرَام من رسالَة الأشعري الإِمام ـ الشيخ سمير القاضي
24/4/2024, 15:35 من طرف Admin
» كتاب: الارتواء من أخبار عاشوراء | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:34 من طرف Admin
» كتاب: الإنفاق في سبيل الله | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:31 من طرف Admin
» كتاب: النجوم الحسان على كتاب التبيان | الشيخ جميل حليم
24/4/2024, 15:29 من طرف Admin