..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: بصائر ـ مريم عبد الرحمن المطوع
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 17:10 من طرف Admin

» كتاب: زيارة للجنّة والنّار ـ مصطغى محمود
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 17:04 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج1
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 16:58 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج2
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 16:57 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج3
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 16:54 من طرف Admin

» كتاب: السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصّحيحة ـ محمد الصوباني ـ ج4
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 16:52 من طرف Admin

» كتاب: نهج الحكمة ـ أسامة الصاوي
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Emptyاليوم في 16:47 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الأول درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:58 من طرف Admin

» كتاب: الجزء الثاني درب السلامة في إرشادات العلامة | الشيخ جميل حليم
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:57 من طرف Admin

» كتاب: التعاون على النهي عن المنكر | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:55 من طرف Admin

» كتاب: شرح الصفات الثلاث عشرة | الشيخ عبد الله الهرري
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:54 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الأول | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:52 من طرف Admin

» كتاب: بغية الطالب لمعرفة العلم الديني الواجب الجزء الثاني | الشيخ عبد الله الهرري الحبشي
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:51 من طرف Admin

» كتاب: الأطراف الحليمية | الشيخ الدكتور جميل حليم
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:43 من طرف Admin

» كتاب: الكوكب المنير بجواز الاحتفال بمولد الهادي البشير | الشيخ جميل حليم
كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty24/4/2024, 15:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري

    مُساهمة من طرف Admin 28/7/2022, 09:51

    أخبرنا القاضى الرئيس أبو المعالى يحيى بن فضل الله فى كتابه عن مكى بن علان أن الحافظ أبا القاسم بن عساكر أتاه قال أخبرنا فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوى قال أخبرنا الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى سماعا عليه فى سنة ست وأربعين وأربعمائة قال:
    الحمد لله المجمل فى بلائه المجزل فى عطائه العدل فى قضائه المكرم لأوليائه المنتقم من أعدائه الناصر لدينه بإيضاح الحق وتبيينه المبيد للإفك وأهله المجتث للباطل من أصله فاضح البدع بلسان العلماء وكاشف الشبه ببيان الحكماء وممهل الغواة حينا غير مهملهم ومجازى كل غدا على مقتضى عملهم نحمده على ما عرفنا من توحيده ونستوقفه على أداء ما كلفنا من رعاية حدوده ونستعصمه من الخطأ والخطل والزيغ والزلل فى القول والعمل ونسأله أن يصلى على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله مصابيح الدجى وأصحابه أئمة الورى هذه قصة سميناها شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة تخبر عن بثة مكروب ونفثة مغلوب وشرح ملم مؤلم
    وذكرمهم موهم وبيان خطب قادح وشر سانح للقلوب جارح رفعها عبد الكريم ابن هوازن القشيرى رحمه الله إلى العلماء الأعلام لجميع بلاد الإسلام

    أما بعد
    فإن الله تعالى إذا أراد أمرا قدره فمن ذا الذى أمسك ما سيره أو قدم ما أخره أو عارض حكمه فغيره أو غلبه على أمر فقهره كلا بل هو الله الواحد القهار الماجد الجبار
    ومما ظهر ببلاد نيسابور من قضايا التقدير فى مفتتح سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة ما دعا أهل الدين إلى شق صدور صبرهم وكشف قناع ضيرهم بل ظلت الملة الحنيفية تشكو غليلها وتبدى عويلها وتنصب عزالى رحمة الله على من يستمع شكوها وتصغى ملائكة السماء حتى تندب شجوها.
    ذلك مما أحدث من لعن إمام الدين وسراج ذوى اليقين محيى السنة وقامع البدعة وناصر الحق وناصح الخلق الزكى الرضى أبى الحسن الأشعرى قدس الله روحه وسقى بالرحمة ضريحه وهو الذى ذب عن الدين بأوضح حجج وسلك فى قمع المعتزلة وسائر أنواع المبتدعة أبين منهج واستنفد عمره فى النضح عن الحق فأورث المسلمين بعد وفاته كتبه الشاهدة بالصدق ولقد سمعت الأستاذ الشهيد أبا على الحسن بن على الدقاق رحمة الله عليه يقول سمعت أبا على زاهر بن أحمد الفقيه رحمة الله عليه يقول مات أبو الحسن الأشعرى رحمه الله ورأسه فى حجرى وكان يقول متنا فى حال نزعه من داخل حلقه فأدنيت إليه رأسى وأصغيت إلى ما كان يقرع سمعى وكان يقول لعن الله المعتزلة موهوا ومخرقوا
    وإنما كان أبو الحسن الأشعرى رحمه الله يتكلم فى أصول الدين على جهة الرد على أهل الزيغ والبدع تأديا بما أوجب الله سبحانه على العلماء من النضح عن الدين وكشف تمويه الملحدين والمبتدعين بما زالوا عن النهج المستقيم
    ولقد سمعت الأستاذ أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله الشيرازى الصوفى رحمه الله يقول سمعت بعض أصحاب أبى عبد الله بن خفيف الشيرازى رحمة الله عليهم يقول سمعت أبا عبد الله بن خفيف رحمه الله يقول دخلت البصرة فى أيام شبابى لأرى أبا الحسن الأشعرى رحمة الله عليه لما بلغنى خبره فرأيت شيخا بهى المنظر فقلت له أين منزل أبى الحسن الأشعرى فقال وما الذى تريد منه فقلت أحب أن ألقاه فقال ابتكر غدا إلى هذا الموضع قال فابتكرت فلما رأيته تبعته فدخل دار بعض وجوه البلد فلما أبصروه أكرموا محله وكان هناك جمع من العلماء ومجلس نظر فأقعدوه فى الصدر فلما شرع فى الكلام دخل هذا الشيخ فأخذ يرد عليه ويناظره حتى أفحمه فقضيت العجب من علمه وفصاحته فقلت لبعض من كان عندى من هذا الشيخ فقال أبو الحسن الأشعرى فلما قاموا تبعته فالتفت إلى وقال يا فتى كيف رأيت الأشعرى فخدمته وقلت يا سيدى كما هو فى محله ولكن مسألة قال قل يا بنى فقلت مثلك فى فضلك وعلو منزلتك كيف لم تسال ويسأل غيرك فقال أنا لا أتكلم مع هؤلاء ابتداء ولكن إذا خاضوا فى ذكر ما لا يجوز فى دين الله رددنا عليهم بحكم ما فرض الله علينا من الرد على مخالفى الحق وعلى هذه الجملة سيرة السلف أصحاب الحديث المتكلمين منهم فى الرد على المخالفين وأهل الشبه والزيغ ولما من الله الكريم على أهل الإسلام ببركات السلطان المعظم المحكم بالقوة السماوية فى رقاب الأمم الملك الأجل شاهنشاه يمين خليفة الله وغياث عباد الله طغرلبك أبى طالب محمد بن ميكائيل أطال الله عمره موفقا معصوما بقاه وأدام بالتسديد نعماه وقام بإحياء السنة والمناضلة عن الملة حتى لم يبق من أصناف المبتدعة حزبا إلا سل لاستئصالهم سيفا عضبا وأذاقهم ذلا وخسفا وعقب لآثارهم نسفا حرجت صدور أهل الزيغ عن تحمل هذه النقم وضاق صدرهم عن مقاساة هذا الألم ومنوا بلعن أنفسهم على رءوس الأشهاد بألسنتهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت بانفرادهم بالوقوع فى مهواة محنتهم فسولت لهم أنفسهم أمرا وظنوا أنهم بنوع تلبيس وضرب تدليس يجدون لعسرهم يسرا فسعوا إلى عالى مجلس السلطان المعظم أعز الله نصره بنوع نميمة ونسبوا الأشعرى إلى مذاهب ذميمة وحكوا عنه مقالات لا يوجد فى كتبه منها حرف ولم ير فى المقالات المصنفة للمتكلمين الموافقين والمخالفين من وقت الأوائل إلى زماننا هذا لشئ منها حكاية ولا وصف بل كل ذلك تصوير بتزوير وبهتان بغير تقرير وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحى فاصنع ما شئت ولما رفعنا إلى المجلس العالى زاده الله إشراقا هذه الظلامة وكشفنا قناع هذه الخطة وذكرنا أن هذه المقالات لم تسمع من ألسنة هذه الزمرة ولم يوجد شئ فى كتبهم من هذه الجملة ولا حكى فى الكتب المصنفة فى مقالات المتكلمين حرف من هذه الأقاويل بل كان الجواب إنا إنما نوعز بلعن الأشعرى الذى قال هذه المقالات على هذه الصفة فإن لم يبينوا بها ولم يقل الأشعرى شيئا منها فلا عليك ما نقول ولا يلحقكم ضرر مما نصنع فقلنا الأشعرى الذى هو ما حكيتم وكان بما ذكرتم لم يخلقه الله بعد وما محل هذا إلا محل من حكى عن أئمة السلف أنهم دانوا بالبدع ونسبهم إلى الضلال والخطأ فإذا قيل له فى ذلك يقول إنما أقول لفلان الذى قال ما نسبته إليه ودان بهذا الذى قلت ومات عليه الكيس لا يرضى منه بذلك ولا يغضى على ذلك ثم أخذنا فى سبيل الاستعطاف جريا فى دفع السيئة بالتى هى أحسن فلم تسمع لنا حجة ولم تقض لنا حاجة ولا حيلة لنا فى التوسط بيننا على من بعده فى مذهب واحد عصره فأغضينا على قذى الاحتمال واستنمنا إلى معهود الموافقة فى أصول الدين بين الفريقين فحضرنا مجلسه ولم نشك أنا لا ننصرف إلا وشمل الدين منتظم وشعب الوفاق فى الأصول ملتئم وأن كلنا على قمع المعتزلة وقهر المبتدعة يد واحدة وأن ليس بين الفريقين فى الأصول خلاف فأول ما سألناه بأن قلنا هل صح عنده عن الأشعرى هذه المقالات التى تحكى فقال لا غير أنى لا أستجيز الخوض فى هذه المسائل الكلامية وأمنع الناس عنها وأنهى ولا يجوز اللعن عندى على أهل القبلة لشئ منها وصرح بأنه ليس يعلم أنه قال هذه المسائل التى تحكى عنه أم لا ثم قال فى خلال كلامه إن الأشعرى عندى مبتدع وأنه فى البدعة يزيد على المعتزلة فحين سمعنا ذلك تحيرنا ونفينا وسمعنا غير ما ظننا وشاهدنا ما لو أخبرنا به ما صدقنا ورأينا بالعيان ما لو رأيناه فى المنام لقلنا أضغاث أحلام فسبحان الله كيف صرح بأنه لا يعرف مذهب رجل على الحقيقة وصح عنده مقالته ثم يبدعه من غير تحقق بمقالته ثم انصرفنا
    وما نقموا من الأشعرى إلا أنه قال بإثبات القدر لله خيره وشره ونفعه وضره وإثبات صفات الجلال لله من قدرته وعلمه وإرادته وحياته وبقائه وسمعه وبصره وكلامه ووجهه ويده وأن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه تعالى موجود تجوز رؤيته وأن إرادته نافذة فى مراداته وما لا يخفى من مسائل الأصول التى تخالف طريقه طريق المعتزلة والمجسمة فيها وإذا لم يكن فى مسألة لأهل القبلة غير قول المعتزلة وقول الأشعرى قول زائد فإذا بطل قول الأشعرى فهل يتعين بالصحة أقوال المعتزلة وإذا بطل القولان فهل هذا إلا تصريح بأن الحق مع غير أهل القبلة وإذا لعن المعتزلة
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty رد: كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري

    مُساهمة من طرف Admin 28/7/2022, 09:53

    والأشعرى فى مسألة لا يخرج قول الأمة عن قوليهما فهل هذا إلا لعن جميع أهل القبلة
    معاشر المسلمين الغياث الغياث سعوا فى إبطال الدين ورأوا هدم قواعد المسلمين وهيهات هيهات ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ) وقد وعد الله للحق نصره وظهوره وللباطل محقه وثبوره إلا أن كتب الأشعرى فى الآفاق مبثوثة ومذاهبه عند أهل السنة من الفريقين معروفة مشهورة فمن وصفه بالبدعة علم أنه غير محق فى دعواه وجميع أهل السنة خصمه فيما افتراه
    فأما ما حكى عنه وعن أصحابه أنهم يقولون إن محمدا ليس بنبى فى قبره ولا رسول بعد موته فبهتان عظيم وكذب محض لم ينطق منهم أحد ولا سمع فى مجلس مناظرة ذلك عنهم ولا وجد ذلك فى كتاب لهم وكيف يصح ذلك وعندهم محمد حى فى قبره قال الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فأخبر سبحانه بأن الشهداء أحياء عند ربهم والأنبياء أولى بذلك لتقاصر رتبة الشهيد عن درجة النبوة قال الله تعالى ( فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) فرتبة الشهداء ثالث درجة النبوة
    ولقد وردت الأخبار الصحيحة والآثار المروية بما تدل الشهادة على هذه الجملة
    فمن ذلك ما أخبرنا به أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الأديب حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حاتم حدثنا محمد بن إسحاق بن الصباح الصاغانى حدثنا ابن جعشم عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال ( إن لله تعالى ملائكة سياحين فى الأرض تبلغنى عن أمتى السلام ) ولا يبلغ السلام إلا ويكون حيا.
    وأخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد النسوى حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان الشيبانى النسوى حدثنا هشام ابن خالد حدثنا الحسن بن يحيى حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن يزيد بن أبى مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( ما من نبى يموت فيقيم فى قبره إلا أربعين صباحا حتى ترد إليه روحه ) وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الثقفى أخبرنا أبو الحسين هارون بن محمد بن هارون العطار حدثنا أبو على الحسن بن على بن عيسى المقبرى أبو عبد الرحمن المقرئ حدثنا حيوة بن شريح عن أبى صخر المدنى عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبى هريرة أن رسول الله قال ( ما من أحد يسلم على إلا رد الله عز وجل على روحى حتى أرد عليه السلام )
    دل الخبر على أن الميت لا يعلم حتى ترد إليه الروح ودل على أن النبي - صلى الله عليه و سلم - حى فى قبره
    وأخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أخبرنا أبو جعفر
    محمد بن عمرو البخترى حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسى حدثنا العلاء ابن عمرو الحنفى حدثنا أبو عبد الرحمن عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال ( من صلى على عند قبرى سمعته ومن صلى على نائيا أبلغته )
    وأخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد النسوي أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو المعتمر وثابت البنانى عن أنس بن مالك أن رسول الله قال ( أتيت على موسى ليلة أسرى بى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى فى قبره )
    وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الكاتب حدثنا أحمد بن عبد الصفار حدثنا تمتام محمد بن غالب حدثنا موسى حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله ( أتيت وأنا فى أهلى فانطلقوا بى إلى زمزم وشرح صدرى ثم غسل بماء زمزم ثم أتيت بطست من ذهب ممتلئة إيمانا وحكما فحشى به صدرى ) قال أنس ورسول الله يرينا أثره ( فعرج بى الملك إلى السماء الدنيا فاستفتح الملك قال من ذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قال وقد بعث قال نعم قال ففتح فإذا آدم عليه السلام قال مرحبا بك من ولد ومرحبا بك من رسول ثم عرج بى الملك إلى السماء الثانية فاستفتح الملك فقال من ذا قال جبريل قال ومن معك قال محمد قال وقد بعث قال نعم قال ففتح فإذا عيسى ويحيى عليهما السلام فقالا مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول
    ثم عرج بى الملك إلى السماء الثالثة فاستفتح الملك فقال من ذا
    قال جبريل
    قال ومن معك قال محمد
    قال وقد بعث قال نعم
    قال ففتح فإذا يوسف عليه السلام قال مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول
    ثم عرج بى الملك إلى السماء الرابعة فاستفتح الملك فقال من ذا
    قال جبريل قال ومن معك
    قال محمد
    قال وقد بعث قال نعم
    قال ففتح فإذا أدريس عليه السلام قال مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول
    ثم عرج بى الملك إلى السماء الخامسة فاستفتح فقال من ذا
    قال جبريل قال ومن معك
    قال محمد قال وقد بعث
    قال نعم قال ففتح فإذا هارون عليه السلام فقال مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول
    ثم عرج بى الملك إلى السماء السادسة فاستفتح الملك فقال من ذا
    قال جبريل
    قال ومن معك قال محمد
    قال وقد بعث قال نعم
    قال ففتح فإذا موسى عليه السلام فقال مرحبا بك من أخ ومرحبا بك من رسول
    ثم عرج بى الملك إلى السماء السابعة فاستفتح الملك قال من ذا قال جبريل
    قال ومن معك
    قال محمد
    قال وقد بعث قال نعم قال ففتح فإذا إبراهيم عليه السلام فقال مرحبا بك من رسول الخبر بطوله
    فدل هذا الخبر على أنهم عليهم السلام أحياء.
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty رد: كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري

    مُساهمة من طرف Admin 28/7/2022, 09:54

    ولقد روى الحسن بن قتيبة المدائنى وعد ذلك فى أفراده عن المسلم بن سعيد الثقفى عن الحجاج بن الأسود عن ثابت البنانى عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأنبياء أحياء فى قبورهم يصلون )
    فإذا ثبت أن نبينا حى فالحى لابد من أن يكون إما عالما أو جاهلا ولا يجوز أن يكون النبي جاهلا قال تعالى فى صفته ( ما ضل صاحبكم وما غوى ) وقال ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه )
    فثبت أنه مؤمن ورتبة النبوة رتبة الشرف وعلو المنزلة وهو يزداد كل يوم شرفا ورتبة إلى الأبد فكيف لا يكون عارفا ولا نبيا والرسول فعول بمعنى المرسل ولا نظير له فى اللغة والإرسال كلام الله وكلامه قديم وهو قبل أن خلق كان رسولا بإرسال الله وفى حالة اليوم وإلى الأبد رسول لبقاء كلامه وقدم قوله واستحالة البطلان على إرساله الذى هو كلامه ولقد سئل رسول الله فقيل له متى كنت نبيا فقال صلى الله عليه وسلم (وآدم منجدل فى طينته)
    وأخبرنا أبو الحسن على بن أحمد الكاتب حدثنا أحمد بن عبد الصفار حدثنا يعقوب بن غيلان حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الرحمن بن مهدى حدثنا معاوية بن صالح عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمى عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنى لخاتم النبيين وإن آدم منجدل فى طينته)
    وأخبرنا أبو الحسن على بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد حدثنا محمد بن غالب حدثنى محمد بن سنان حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة وعن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال (وآدم بين الروح والجسد)
    فإن قيل فمن أين وقعت هذه المسألة إن لم يكن لها أصل قيل إن بعض الكرامية ملأ الله قبره نارا وظنى أن الله قد فعل ألزم بعض أصحابنا وقال إذا كان عندكم الميت فى حال موته لا يحس ولا يعلم فيجب أن يكون النبي - صلى الله عليه و سلم - فى قبره غير مؤمن لأن الإيمان عندكم المعرفة والتصديق والموت ينافى ذلك فإذا لم يكن له علم وتصديق لا يكون له إيمان ومن لا يكون مؤمنا لا يكون نبيا ولأن عندهم الإيمان الإقرار الفرد وذلك قولهم لما قال الله لهم ( ألست بربكم قالوا بلى ) وزعموا أن قولهم ( بلى ) باق والإيمان ذلك وفى حال الموت عندهم الميت يحس ويعلم وقوله ( بلى ) باق عينه.
    وهذه المذاهب لهم مع ركاكتها وفسادها غير ملزمة لنا ما ألزمونا لأن عندنا رسول الله حى يحس ويعلم وتعرض عليه أعمال الأمة ويبلغ الصلاة والسلام على ما بينا ثم الأشعرى لا يختص بقوله إن الميت لا يحس ولا يعلم فإن أحدا من المعتزلة وغيرهم من المتكلمين سوى الكرامية لم يقل إن الميت يحس ويعلم وغير الكرامية لم يقل أحد إن الإيمان هو الإقرار المجرد وهو قولهم ( بلى ) ولم يقل أحد سواهم إن ذلك الإقرار الذى هو ( بلى ) موجود وإن قال كثير من الناس ببقاء بعض الأعراض وجواب الأشعرى كجواب جميع الناس عن هذه المسألة مع ركاكتها وفساد قواعدها.
    واعلموا رحمكم الله أن ما يلزمه الخصم بدعواه فيقول هذا على أصلكم ومقتضى علتكم يلزمكم فلا يجوز أن ينسب ذلك إلى صاحب المذهب فيقال هذا مذهب فلان وما عروض هذا إلا عروض من قال إن مذهب الحنفى أن الوضوء بالخمر جائز فى السفر لأنه إذا جوز التوضى بالنبيذ على وصف يلزمه أن يجوز فى الخمر لاشتراكهما فى العلة وهو أن كل واحد منهما مسكر فمثل هذا الإلزام لا يصح أن ينسب به الحنفى أن يقول يجوز التوضى فى السفر بالخمر عند عدم الماء.
    كذلك إذا قالوا إن مذهب الأشعرى أن النبي - صلى الله عليه و سلم - ليس بنبي فى قبره لأنه يلزمه حين قال إن الميت لا يحس ولا يعلم أن يقول إنه ليس بعالم ولا نبى ومن قال هذا كان كاذبا وكان قوله بهتانا فليعلم ذلك يزل الإيهام إن شاء الله تعالى.
    وأما ما قالوه إن مذهبه أنه يقول إن الله لا يجازى المطيعين على إيمانهم وطاعاتهم ولا يعذب الكفار والعصاة على كفرهم ومعاصيهم فذلك أيضا بهتان وتقول وكيف يصح من قول أحد يقر بالقرآن والله تعالى يقول فى محكم كتابه ( جزاء بما كانوا يعملون ) ويقول ( ذلك جزيناهم بما كفروا ) ويقول ( جزاء من ربك عطاء حسابا ) ويقول ( كذلك نجزى من شكر ) وغير ذلك من الآيات وليس الخلاف فى ذلك وإنما الخلاف فى أن المعتزلة ومن سلك سبيلهم فى التعديل والتجوير زعموا أنه يجب على الله تعالى أن يثيب المطيعين ويجب عليه أن يعذب العاصين.
    فطاعة المطيعين علة فى استحقاقهم ثوابه وزلات العاصين علة فى استحقاقهم عقابه.
    وقال أهل السنة من الأشعرية ومن جميع من خالف المعتزلة إن الله سبحانه لا يجب عليه شئ وقالوا إن الخلق خلقه والملك ملكه والحكم حكمه فله أن يتصرف فى العباد بما يشاء وله أن يوصل الألم إلى من يشاء ويوصل اللذة إلى من يشاء وأنه يثيب المؤمنين ووعد لهم الجنة وقوله صدق فلا محالة أنه يجازيهم ويثيبهم ولو لم يعدهم عن طاعاتهم الثواب لم يكن يجب للعبد عليه شئ فإنه توعد العصاة بالعقوبة على معاصيهم على ذلك لأن وعيده حق ولو لم يعذبهم ولم يتوعدهم لكان ذلك جائزا إلا أن الله سبحانه قال فى صفة نفسه ( فعال لما يريد ) فالمطيعون لا محالة لهم جزاء الطاعات ولكن بفضل الله عليهم لا باستحقاقهم والعاصون لا محالة لهم على معاصيهم ما توعدهم به من العقاب لكن لحكمة لا باستحقاقهم فالطاعات والمعاصى علامات للثواب والعقاب لا علل ولا موجبات ومن صرح فى مخالفة هذا فقد أقر بالإعتزال والقدر ولقد أخبر الله سبحانه عن أهل الجنة أنهم يقولون (الذى أحلنا دار المقامة من فضله)
    وقال تعالى (ولولا فضل الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحد أبدا)
    وقال تعالى (ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
    وقال تعالى (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)
    وقال تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)
    أخبرنا أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد الإسفراينى أخبرنا أبو عوانة يعقوب
    ابن إسحاق حدثنا سعيد بن مسعود المروزى السلمى أخبرنا النضر عن شهيل أخبرنا ابن عون عن محمد عن أبى هريرة قال قال رسول الله (ليس أحد منكم ينجيه عمله) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال (ولا أنا إلا إن يتغمدنى الله منه برحمة ومغفرة)
    أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمة الله عليه أن عبد الله ابن جعفر أخبرهم حدثنا يونس بن حبيب حدثنا أبو داود الطيالسى حدثنا ابن أبى ذئب عن سعيد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله (ما منكم أحد ينجيه عمله) قالوا ولا أنت يا رسول الله قال (ولا أنا إلا إن يتغمدنى الله منه برحمة)
    وهذه المسألة من شعب مسألة القدر وأهل الحق لا يقولون بوجوب شئ على الله ويقولون لله أن يحكم على عباده بما يرد ويختص من يشاء بالرحمة ويخص من يشاء بالألم والشدة ولو لم يعد أهل الطاعات بالثواب لم يتوجه لأحد عليه حق ولو ابتدأ الخلق بالعذاب لم يلحقه فيه لوم
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 67708
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري Empty رد: كتاب: رسالة شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة ـ للإمام القشيري

    مُساهمة من طرف Admin 28/7/2022, 09:54

    ولقد روى ابن الديلمى رحمه الله قال أتيت أبى بن كعب رضى الله عنه فقلت إنه وقع فى نفسى شئ من القدر فحدثنى بشئ لعل الله أن يذهب من قلبى فقال لو أن الله عز وجل عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله الله عز وجل منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك ولو مت على غير هذا دخلت النار
    ثم لقيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك
    ثم لقيت حذيفة بن اليمان فقال مثل ذلك
    ثم لقيت زيد بن ثابت فحدثنى عن النبي - صلى الله عليه و سلم – بمثل
    ولقد أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد الأهوازى أخبرنا أحمد بن عبد الصفار حدثنا بشر بن موسى حدثنا حجاج حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصى حدثنا عمر بن عبيد الله مولى غفرة عن رجل من الأنصار عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( كون قوم يقولون لا قدر أولئك مجوس هذه الأمة فإن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم فإنهم شيعة الدجال وحق على الله أن يلحقهم به)
    وأخبرنا على بن أحمد أخبرنا أحمد بن عبد حدثنا محمد بن خلف بن هشام حدثنا محرز بن عون عن حسان بن إبراهيم الكرمانى عن نصر عن قتادة عن أبى حسان الأعرج عن ناجية بن كعب عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله (خلق الله يحيى فى بطن أمه مؤمنا وخلق الله فرعون فى بطن أمه كافرا).
    فالحمد لله الذى أوضح سبيل الدين بحججه وهدى للحق سالكى نهجه وخذل أهل البدع حتى فضحوا أنفسهم بنصرة الباطل وظهر لجميع أهل السنة ما كان ملتبسا عليهم من أحوالهم الخافية.
    وأما ما يقولون عن الأشعرى أن مذهبه أن موسى عليه السلام لم يسمع كلام الله عز وجل فسبحان الله كيف لا يستحيى من يأتى بمثل هذا البهتان الذى يشهد بتكذيبه كل مخالف وموافق إن حد ما يجوز أن يسمع عند الأشعرى هو الموجود وكلام الله عنده قديم فكيف يقول لا يجوز أن يسمع كلام الله وقد قال الله سبحانه.
    ( وكلم الله موسى تكليما ) ومذهبه أن الله تعالى أفرد موسى فى وقته بأن أسمعه كلام نفسه بغير واسطة ولا على لسان رسول وإنما لا يصح هذا على أصول القدرية الذين يقولون إن كلام الله مخلوق فى الشجرة وموسى عليه السلام يسمع كلامه وقال الأشعرى لو كان كلامه سبحانه فى الشجرة لكان المتكلم بذلك الكلام الشجرة فالقدرية قالوا إن موسى عليه السلام سمع كلاما من الشجرة فلزمهم أن يقولوا إنه سمع كلام الشجرة لا كلام الله وهذا كما قيل فى المثل رمتنى بدائها وانسلت ومن نسب إلى أحد قولا لم يسمعه يقوله ولا أحد حكى أنه سمعه يقول ذلك ولا وجد ذلك فى كتبه ولم يقله أحد من أصحابه ولم يناظر عليه أحد ممن ينتحل مذهبه ولا وجد فى كتب المقالات لموافق ولا مخالف أن ذلك مذهبه علم أنه بهتان وكذب وقد قال الله تعالى فى قصة الإفك ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم ) وهذه مضاهية لتلك ونعوذ بالله من رقة الدين وقلة الحياء.
    وأما ما قالوا إن مذهبه أن القرآن لم يكن بين الدفتين وليس القرآن فى المصحف عنده فهذا أيضا تشنيع فظيع وتلبيس على العوام.
    إن الأشعرى وكل مسلم غير مبتدع يقول إن القرآن كلام الله وهو على الحقيقة مكتوب فى المصاحف لا على المجاز ومن قال إن القرآن ليس فى المصاحف على هذا الإطلاق فهو مخطئ بل القرآن مكتوب فى المصحف على الحقيقة والقرآن كلام الله وهو قديم غير مخلوق ولم يزل القديم سبحانه به متكلما ولا يزال به قائما ولا يجوز الانفصال على القرآن عن ذات الله ولا الحلول فى المحال وكون الكلام مكتوبا على الحقيقة فى الكتاب لا يقتضى حلوله فيه ولا انفصاله عن ذات المتكلم قال الله سبحانه ( النبي - صلى الله عليه و سلم - الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل ) فالنبي - صلى الله عليه و سلم - على الحقيقة مكتوب فى التوراة والإنجيل وكذلك القرآن على الحقيقة مكتوب فى المصاحف محفوظ فى قلوب المؤمنين مقروء متلو على الحقيقة بألسنة القارئين من المسلمين كما أن الله تعالى على الحقيقة لا على المجاز معبود فى مساجدنا معلوم فى قلوبنا مذكور بألسنتنا وهذا واضح بحمد الله ومن زاغ عن هذه الطريقة فهو قدرى معتزلى يقول بخلق القرآن وأنه حال فى المصحف نظير ما قالوا إنه لما أسمع موسى عليه السلام كلامه خلق كلامه فى الشجرة وهذا من فضائح المعتزلة التى لا يخفى فسادها على محصل وذلك أن عند الجبائى الذى هو رئيس القدرية البصرية أن القرآن يحل فى جميع المصاحف ولا يزداد بزيادة المصاحف ولا ينقص بنقصانها وهو حال فى حالة واحدة فى ألف ألف مصحف وإذا زيد فى المصاحف يحصل فيها وإذا نقصت المصاحف وبطلت لم يبطل الكلام ولم ينقص ولئن لم يكن هذا قولا متناقضا فاسدا فلا محال فى الدنيا.
    وأما البغداديون من المعتزلة فعندهم كلام الله عز وجل كان أعراضا حين خلقه والقرآن عندهم كان أعراضا ولا يجوز عندهم البقاء على الأعراض فعلى مذهبهم ليس لله إلا كلام موجود على الحقيقة والقرآن الذى أنزله الله عز وجل على محمد ليس بباق اليوم ولا موجود ومن ينتحل مثل هذه البدع ثم يرمى خصمه بما هو برئ منه فالله سبحانه حسيبه وجميع أهل التحصيل شهداء على بهته.
    وأما ما قالوا إن الأشعرى يقول بتكفير العوام فهو أيضا كذب وزور وقصد من يتعنت بذلك تحريش الجهلة والذين لا تحصيل لهم عليه كعادة من لا تحصيل له فى تقوله بما لا أصل له وهذا أيضا من تلبيسات الكرامية على العوام ومن لا تحصيل له.
    فإنهم يقولون الإيمان هو الإقرار المجرد ومن لا يقول الإيمان هو الإقرار انسد عليه طريق التمييز بين المؤمن وبين الكافر لأنا إنما نفرق بينهما بهذا الإقرار وغير الكرامية من غير أهل القبلة لا يجوز هذا السؤال وجميع أهل القبلة سوى الكرامية فى الجواب عن هذا السؤال متساوون
    وذلك أن الإيمان عند أصحاب الحديث جميع الطاعات فرضها ونفلها والانتهاء عن جميع ما نهى الله عنه تحريما وتنزيها
    وعند أبى الحسن الأشعرى رحمه الله الإيمان هو التصديق وهذا مذهب أبى حنيفة رضى الله عنه والظن بجميع عوام المسلمين أنهم يصدقون الله تعالى فى إخباره وأنهم عارفون بالله مستدلون عليه بآياته فأما ما تنطوى عليه العقائد ويستكن فى القلوب من اليقين والشك فالله تعالى أعلم به وليس لأحد على ما فى قلب أحد اطلاع فنحن نحكم لجميع عوام المسلمين بأنهم مؤمنون مسلمون فى الظاهر ونحسن الظن بهم ونعتقد أن لهم نظرا واستدلالافى أفعال الله وأنهم يعرفونه سبحانه والله أعلم بما فى قلوبهم وليس كل ما يحكم به على الناس بأحكام المسلمين هو عين الإيمان فإن الدار إذا كانت دار إسلام ووجدنا شخصا ليس معه غيار الكفار فإنا نأكل ذبيحته ونصلى خلفه ولو وجدناه ميتا لغسلناه ونصلى عليه وندفنه فى مقابر المسلمين ونعقد معه عقد المصاهرة وإن لم نسمع منه الإقرار وكونه بزى المسلمين بالاتفاق ليس بإيمان وبذلك نجرى عليه أحكام المؤمنين وكذلك بالإقرار نجرى عليه أحكام المؤمنين وإن كان الإيمان غير الإقرار
    فإن قيل فقد قال الله تعالى ( ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ) وإذا أتى بالإقرار حكمنا بإيمانه فعلم أن الإقرار هو الإيمان.
    قيل هذا كسؤال الكرامية ولا يختص الأشعرى بجوابه فجميع من لا يقول إن الإيمان هو الإقرار المجرد مشتركون فى الجواب عن هذا.
    وجواب الجمهور أنا بإقراره نحكم فى الظاهر بإيمانه والله أعلم بحقيقة حاله فى صدقه وكذبه وهذا كقوله تعالى ( ولا تقربوهن حتى يطهرن ) ثم إذا قالت قد طهرت جاز قربانها وإن جاء أن يكون حالها فى المغيب بخلاف ما قالت فكذلك هذا.
    فإن قالوا فالأشعري يقول إن العوام إذا لم يعلموا علم الكلام فهم أصحاب التقليد فليسوا بمؤمنين
    قيل هذا أيضا تلبيس ونقول إن الأشعرى لا يشترط فى صحة الإيمان ما قالوا من علم الكلام بل هو وجميع أهل التحصيل من أهل القبلة يقولون يجب على المكلف أن يعرف الصانع المعبود بدلائله التى نصبها على توحيده واستحقاق نعوت الربوبية وليس المقصود استعمال ألفاظ المتكلمين من الجوهر والعرض وإنما المقصود حصول النظر والاستدلال المؤدى إلى معرفة الله عز وجل وإنما استعمل المتكلمون هذه الألفاظ على سبيل التقريب والتسهيل على المتعلمين والسلف الصالح وإن لم يستعملوا هذه الألفاظ لم يكن فى معارفهم خلل والخلف الذين استعملوا هذه الألفاظ لم يكن ذلك منهم لطريق الحق مباينة ولا فى الدين بدعة كما أن المتأخرين من الفقهاء عن زمان الصحابة والتابعين استعملوا ألفاظ الفقهاء من لفظ العلة والمعلول والقياس وغيره ثم لم يكن استعمالهم بذلك بدعة ولا خلو السلف عن ذلك كان لهم نقصا وكذلك شأن النحويين والتصريفيين ونقلة الأخبار فى ألفاظ تختص كل فرقة منهم بها.
    فإن قالوا إن الاشتغال بعلم الكلام بدعة ومخالفة لطريق السلف.
    قيل لا يختص بهذا السؤال الأشعرى دون غيره من متكلمى أهل القبلة ثم الاسترواح إلى مثل هذا الكلام صفة الحشوية الذين لا تحصيل لهم وكيف يظن بسلف الأمة أنهم لم يسلكوا سبيل النظر وأنهم رضوا بالتقليد حاش لله أن يكون ذلك وصفهم ولقد كان السلف من الصحابة رضى الله عنهم مستقلين بما عرفوا من الحق وسمعوا من الرسول من أوصاف المعبود وتأملوه من الأدلة المنصوبة فى القرآن وإخبار الرسول فى مسائل التوحيد وكذلك التابعون وأتباع التابعين لقرب عهدهم من الرسول فلما ظهر أهل الأهواء وكثر أهل البدع من الخوارج والجهمية والمعتزلة والقدرية وأوردوا الشبه انتدب أئمة السنة لمخالفتهم والانتصار للمسلمين بما ينير طريقهم فلما أشفقوا على القلوب أن تخامرها شبههم شرعوا فى الرد عليهم وكشف فسقهم وأجابوهم عن أسئلتهم وتحاموا عن دين الله بإيضاح الحجج ولما قال الله تعالى ( وجادلهم بالتى هى أحسن ) تأدبوا بآدابه سبحانه ولم يقولوا فى مسائل التوحيد إلا بما نبههم الله سبحانه عليه فى محكم التنزيل والعجب ممن يقول ليس فى القرآن علم الكلام والآيات التى فى الأحكام الشرعية والآيات التى فيها علم الأصول يجدها توفى على ذلك وتربى بكثير وفى الجملة لا يجحد علم الكلام إلا أحد رجلين جاهل ركن إلى التقليد وشق عليه سلوك أهل التحصيل وخلا عن طريق أهل النظر والناس أعداء ما جهلوا فلما انتهى عن التحقق بهذا العلم نهى الناس ليضل غيره كما ضل أو رجل يعتقد مذاهب فاسدة فينطوى على بدع خفية يلبس على الناس عوار مذهبه ويعمى عليهم فضائح طويته وعقيدته ويعلم أن أهل التحصيل من أهل النظر هم الذين يهتكون الستر عن بدعهم ويظهرون للناس قبح مقالتهم والقلاب لا يحب من يميز النقود والخلل فيما فى يده من النقود الفاسدة لا فى الصراف ذى التمييز والبصيرة وقد قال الله تعالى ( هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون)
    ولما ظهر ابتداء هذه الفتنة بنيسابور وانتشر فى الآفاق خبره وعظم على قلوب كافة المسلمين من أهل السنة والجماعة أثره ولم يبعد أن يخامر قلوب بعض أهل السلامة والوداعة توهم فى بعض هذه المسائل أن لعل أبا الحسن على بن إسماعيل الأشعرى رحمه الله قال ببعض المقالات فى بعض كتبه ولقد قيل من يسمع يخل أثبتنا هذه الفصول فى شرح هذه الحالة وأوضحنا صورة الأمر بذكر هذه الجملة ليضرب كل من أهل السنة إذا وقف عليها بسهمه فى الانتصار لدين الله عز وجل من دعاء يخلصه واهتمام يصدقه وكل عن قلوبنا بالاستماع إلى شرح هذه القصة يحلمه بل ثواب من الله سبحانه على التوجع بذلك يستوجبه والله غالب على أمره
    وله الحمد على ما يمضيه من أحكامه ويبرمه ويقضيه فى أفعاله فيما يؤخره ويقدمه على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله وسلم تسليما.
    تمت الرسالة والحمد والمنة له سبحانه

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/4/2024, 19:44