(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...)(159)آل عمران.

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...)(159)آل عمران.
هذه همسة ولمسة في مناجات، بسرّ المصافات، المودع في حوض الحياة.
وأمواج امتنان، من الحنّان المنّان، لعبده المصان، في أمان واطمئنان.
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ
أنت بعطفي وحناني صغت، ومن قدسي وإحساني جئت، وبما جمعت فيك وأودعت كنت.
وارتضيتك صفيّا، وطويت عنك الكون طيّا، ورفعتك إليّ، لأريك ما لديّ،
كلّ ما بدا منك، بتقديري وتدبيري ظهر،
فبسرّي في يديك كان تسبيح الحجر، وخطابي بان فيك بانقياد للشّجر،
وبتيسيري دعاك انهلّ بك المطر، وفي نظرة منّي أليك انشقّ لها القمر.
صببت عليك حبّي صبّا، وجعلتك عنوان مجدي قربا.
فمن أتاك أتاني، ومن رجاك رجاني، ومن جفاك جفاني.
فأحبابك أحبابي لا يمسّهم عذابي، أنت بابي وبوّابي.
بك غفرت الذّنوب، عنك أبعدت الخطوب، لك حنّنت القلوب، لم أبق بك محجوب.
أنت المثال المقتفى، في العطاء والوفاء، أنت الزّلال المصفّى، في الخشوع والخضوع والتّقى.
والضّمان الموفّى، في الدّعاء والرّجاء، والرّضاء بالقضاء.
ماذا أقول في عطيّة الرّحمان، والعجز باد لمن رام فيه البيان
فكلّ وصف تعتيم، في جناب حبيب الرّحمن الرّحيم،
وكلّ مدح عديم، في صاحب الخلق العظيم.
وكلّ قول تخمين، أمام خطاب الحقّ المبينوَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ(107) الأنبياء.
هذا نزر من جمّ، وفتات من كمّ، وما وراءه أعظم وأتمّ.
"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيّدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيّدنا مُحَمَّد في الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ."
أه.