أنوارُ الحمدِ الإلهيةِ
في
السيرةِ المحمدِّيةِ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * آمين نستفتحُ بهذه الفاتحةِ ألواحَ هذه السيرةِ النبويَّةِ ۩ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين دائماً في البدءِ والختامّيةِ القائلُ في محكمِ التنزيلِ أعوذ باللهِ من الشيطانِ الرجيم * بسمِ الله الرحمنِ الرَّحيمِ * (الَم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الحيُّ القيومُ) وَيْتلوه شاهدٌ منّا بإذنهِ تعالى على ألسنتِنا وقلوبِنا الرُّوحيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
فأوَّلُ ما نبتدىءُ بهِ ألواحَ هذه السيرةِ المحمديةِ هو قولُنا باللهِ : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والشكرُ للهِ ربِّ العالمين في الأوليةِ والأُخْرَيةِ حمداً وشكراً من اللهِ وإلى اللهِ في كلِّ لمحةٍ ونفسٍ عددَ مَا وسِعَه علمُ اللهِ وهو القائلُ في الآياتِ القرآنيةِ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) فَيا لَهُ من وعدٍ إلهيٍّ قَديمٍ غيرُ مقيدٍ بالمشيئيةِ ۩ وفي هذا الشكرِ سرُّ المزيدِ لكلِّ النِّعم الحسَّيةِ والمعنويةِ فنسالُ اللهَ العظيمَ الأعظم الحيَّ القيومَ ذا القدوسيةِ أن يُصلِّي ويسلِّمَ علَى سيدِنا ومولانا محمدٍ ذو الخُلُقِ العظيمِ والأخلاقِ المرضيةِ وعلى آلِه وصحبِه ذَوِي المكارمِ والفضلِ والمزيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[2]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعدُ ,,, يقولُ صاحب النِّسبةِ الشَّريفةِ النبوَّيةِ السِّيدُ الشريفُ الفاتحُ بنُ السِّيدِ الشريفِ يوسفَ بنُ السيدِ الشريفِ الطاهرِ البركاتيّ الحَسنيِّ من الديارِ السودانيةِ المشهورُ بنسبتهِ العِرفانيَّةِ لشيخِنا القطبِ المكتوم سيدنا أحمد بنِ محمدٍ التجاني صاحبِ الطريقةِ التِّجانيةِ قدَّسَ اللهُ سرَّه في الدنيا والأُخرَويةِ ۩ لَمّا دَعاني باعِثُ روحِ القُدْسِ لمشاهدةِ ذاك الجمالِ الأنفسِ للحضرةِ المحمديةِ شمرتُ عن ساعدِ الجدِّ وسطَّرتُ للأحبابِ والطلابِ ما حققتُه من فصولِ هذه السيرةِ النبويةِ حيثُ أنَّ أسرارَها لا تُحصَي لِمُعالِجِها بالكليةِ فكلُّ ما أذكرُه هو قبسٌ من إشارةٍ لذاك الجنابِ المستطابِ ذِي المعارفِ النوريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[3]
وسألتُ اللهَ العزيزَ أن تكونَ هذه السيرةُ النبويةُ العطرةُ الشذّية مشجعةً ودافعةً ورافعةً لأهلِ الهممِ العليةِ فقد نَسجْتُها من مَحْتَدِ السرِّ والقُرب والنورانيةِ فجاءَتْ تختالُ في أزيائِها وحللِها السُّنْدسيَّةِ مسرعةً ومسعفةً لأهلِ الحبِّ والودِّ والخصوصيَّةِ ۩ وقد جعلتُها مختصرةً غايةَ الإختصارِ لتكونَ سهلة القرآءةِ عند الأحبابِ والإخوانِ والصَّحْبيةِ وسميتُها أنوار الحمدِ الإلهيةِ في السيرةِ المحمديَّةِ راجياً من اللهِ أن تكونَ نبراساً وهدايةً لكلِّ من يقرؤها من الخلقِ وأن تزيَدهُ وتفيدَه بالأنوارِ المحمديةِ وأن يزيدَ هو ويفيدَ سِجَالاً بالأبَّوةِ والبنوةِ الروحيةِ دَونَ حَصْرٍ أو استثناءٍ أو تحجيرٍ لعََمْرٍ و زيدٍ أو العامريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[4]
وعليهِ نسألُ اللهَ العظيمَ دائماً تصحيحَ القَصدِ والنيَّة لنَا ولكافةِ الأصحابِ والإخوانِ بالسَّوِيةِ والتبرُءَ من حولنا وقوَّانا البشريَّةِ إلى حولِ اللهِ وقوتِه القديميةِ فهذا ديدنُ ِالرِّجال وأهلِ الحلِّ والعَقَدِيةِ وحسبُنا في ذلك قولُه تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهي واضحةٌ جليةٌ ۩ ونسألُ اللهَ العظيمَ أن يتقبلَ منَّا هذه السيرةَ النبويةَ وأن يجعلَها مستحسنةً وذاتَ رَهَجٍ وجمالٍ وَرَوِيّةٍ في التعريفِ بسيدِنا محمدٍ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأخلاقِه العظيميةِ والتعَلُقِ بجنابِه الرفيعِ والإنحياشِ له دائماً وأبداً بالكليةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[5]
والآنَ فهيا بنا أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الأصحابية دون تأنٍ أو توانٍ أو تأخيريَّةٍ لنتلوا ما سطَّرتُه لكم من حروفِ هذه السيرةِ السَنيَّةِ من لوحٍ مسطور هذه المهجةَ الحسنيةِ في رَقٍّ منشورٍ تلك الحضرةِ المحمديةِ الأحمديةِ على صاحبِها من اللهِ أتمُّ التحياتِ والتبريكاتِ والصلواتِ الزكيةِ ۩ فقد جعلتُها منجَّمةً على ألواحٍ كما هو ظاهرٌ ليقرأها الناسُ مجتَمعينَ أو أفذاذا على التخيريةِ وأن لا يَحْرمُوا من قرآءتِها أحدًا من الرجالِ والصبيانِ والنِّسْويةِ مع مراعاةِ الآدابِ وعَدمِ الجمعيةِ فهذه السيرةُ متاحةٌ لجميعِ المسلمينَ والخلقيةِ فلا تُخَصِّصُوا بعضَ الألواحِ لمن تَظُنونَ أنَّهم أهلُ الفضلِ والمقامِ والمزيةِ فتقعُوا في متاهاتِ الحسدِ والغِبْطَةِ والنِّدِّيةِ فَليحذرِ الجميعُ منّا التَّصَدُّرَ والرِّياسَةِ والزَّعامِيةِ واللهُ أعلمُ منّا جميعاً بالسِّرِّ والطَّوِيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[6]
وقدِّمُوا بين يَدَيِّ هذه السيرةِ النبويةِ جزءاً من الآياتِ القرآنيةِ لأنَّ كلامَ اللهِ هو أفضلُ ما يُستفتحُ به دونَ شكٍّ أو رَيبيةٍ واقرأُوها على الدوامِ وكذا في المناسباتِ والأفراحِ والأتراحِ وعلى مَرِّ الليالي القمريَّةِ ففيها روحُ الإيمانِ حقاً وهو التعلقُ بالجنابِ المحمَّدِيِّ والحضرةِ المحموديةِ وهذه السيرةُ مصحوبةٌ لِرَاعِيها بالفرحة والبهجةِ والسرورِ والأريحيةِ وكذلك السَّلْوى والعزاءِ والأزْهَرِيةِ فيكفي بروُزها من العدمِ للوجودِ ببركةِ هذه البضَعةِ النبويةِ ۩ فكلُّ من يقرؤها ولو مرةٍ واحدةٍ يجدُ فيها بإذنِ اللهِ تعالى المعرفةَ والصفاءَ والراحةَ القلبيةَ غيرَ ما هو مدخرٌ له عند خالقِ البرية بحكمِ تَعَلُقِه برسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلّم َخيرُ مَنْ مشى على الأرْضيّةِ فهَيا أقبلُوا عليها جميعاً ودَعُوا عنكم الشَّواغِل والقُصُوريةَ وشَجِّعُوا بعضَكم بعضاً لحفظِها وفَهمِ معانيَها الحقيقيةَ عَسى أن يَنِيلَنا اللهُ من فيضِهِ بالسرِّ والقربِ والخصوصيةِ فنسعدَ بجاهِ وبركةِ ومحبةِ رسولِ اللهِ خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[7]
ونصيحتي لكم أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الصحبيةِ أن تكونَ مجالسُكُمْ بِذكرِ اللهِ دائماً عَطِرةً نَديةً وواظبُوا على قراءةِ سيرةِ رسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَوارُ الحمدِ الإلهيةِ ولا تَلْتَفِتوا لقول مُدَّعٍ أومُبْغضٍ أومُتَحامِلٍ صاحب قَدْحِيةٍ لأنَّ قليل الإلتفاتِ يُؤخِّرُكم عن التقاطِ هذه الأصدافِ والدُّرَرِ السََّنيةِ مِن فصوصِِ هذه السيرة النبويةِ ۩ فَنَحْمَدُ اللهَ على ما خَصَّنَا به من فضلٍ ومزيةٍ في نَسْجِ وترتيبِ هذه السيرةِ المحمديةِ والمزيةُ عندَ الأكابر لا تَقْتضي الأفضليةَ وتكفي هذه الإشارةُ الجليةُ لأهلِ العقولِ والبصيريةِ وأمَّا أهلُ الغفلةِ والحِجَابيةِ فلا إلمامَ لهم بهذه المواردِ الوِرْديّة فإن الأمرَ للهُ من قبلُ ومن بعدُ في الأولى والأُخْرَويةِ وحسبُنا في ذلك محبةُ اللهِ ورسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وآلِه وصحبِه وأهلِ العزائمِ العَدْلِيةِ ولعلَّ ما جَرَى به القلمُ في هذا الشأنِ كافياً لأصحابِ العنايةِ الألهيةِ والقِسَمِ الأزليةِ والسَّوائِقِ السَّعْدِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[8]
والآنَ أنْصِتُوا معاشِرَ الحاضِرينَ والسامعينَ جميعاً وجَدِّدُوا إيمانَكُمْ وقُولُوا مَعِي بصوتٍ واحدٍ وبقوةٍ جهوريةٍ بعدَد ثلاثِ مراتٍ سَوَّيةٍ :{ لا إله إلاّ اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ } صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ في الأُولى والأُخْرَويةِ فَهو رسولُنا وحِبُّنا وطِبُّنا صَاحِبُ الحُللِ السَنيةِ والسَّواطِعِ النَّديةِ والبوارقِ البهيةِ ۩ ولْنبَتَدِيءِ الآنَ بعدَ هذا التَّداني والتَّدلِّي بتأكيدِ إخلاصِ النيةِ ثم حَمْدِ اللهِ تعالى وشُكرِه بالألسنةِ والقلوبِ الرقيقيةِ وبعدَها ندعُوا اللهَ جميعاً بأسمائِه الحُسنَى تصديقاً لقولِه تعالى في أربعِ آياتٍ قرآنيةٍ الأولى هي قولُه تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فهذه واحدةٌ سَنيةٌ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[9]
والآياتُ الثلاثُ الأُخْرَياتُ هي قولُه تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) وقوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقوله تعالى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) فيا لها من آلاءٍ قرآنيةٍ ۩ وهذه الاسماءُ الحُسنى جاءَ فيها قولُ رسولِنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (للهِ تسعةٌ وتسعون اسماً من أحْصَاها دخلَ الجنَّةَ ) وإحصاؤها هو حفظُها عندَ أهلِ العلومِ الظاهريةِ والدعاءُ بها والسَبحُ في فلكِها عند َأهل المعارف اللَّدُنية والإنتقالُ فيها بسرِّ الذكرِ واحداً بعدَ الآخرِ عند أهل العوارفِ الإحسانيةِ فنسألُ الله باسمائِه الحسنى أن يُنْعِمَ علينا جميعاً بالفتوحاتِ الربانيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[10]
هو اللهُ * الذي لا إلهَ الإ هو الرحمنُ * الرحيمُ* الملكُ * القدوسُ * السلامُ * المؤمنُ * المهيمنُ* العزيزُ * الجبارُ* المتكبرُ * الخالقُ * الباريُ* المصورُ* الغفارُ * القهارُ * الوهابُ * الرزاقُ * الفتاحُ * العليمُ * القابضُ * الباسطُ * الخافضُ * الرافعُ* المعزُ* المذلُّّ * السميع ُ* البصيرُ* الحكم ُ* العدلُ * اللطيفُ * الخبيرُ* الحليمُ * العظيمُ * الغفورُ* الشكورُ* العليُّّ* الكبيرُ* الحفيظُ* المقيتُ* الحسيبُ* الجليلُ* الكريمُ* الرقيبُ* المجيبُ* الواسعُ* الحكيمُ* الودودُ* المجيدُ* الباعثُ* الشهيدُ* الحقُ* الوكيلُ* القويُّ* المتينُ* الوليُّ* الحميدُ* المحصي* المبدي* المعيدُ* المحي* المميتُ* الحيُّ* القيومُ* الواجدُ* الماجدُ* الواحدُ* الصمدُ* القادرُ* المقتدرُ* المقدِّمُ* المؤخِّرُ* الأوَّلُ* الآخِرُ* الظاهرُ* الباطنُ* الوالِي* المتعالِي* البَرُّ* التوابُ* المنتقـمُ* العفـوُ* الرؤوفُ * مالكُ الملكِ * ذوالجلال والإكرام* المًقسِطُ* الجامعُ* الغنيُّ* المغني* المانعُ* الضارُ* النافعُ* النورُ* الهاَدي* البَديعُ* الباقي* الوارثًُ* الرشيدُ* الصبورُ *
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[11]
ولْتَعلمُوا معاشِرَ الأحبابِ والأصحابِ والقُربيةِ أنَّ سيدَنا وشفيعَنا محمداً رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو صاحبُ المعجزاتِ الشهيريةِ فقد وردَ اسُمه الشريفُ في أربعةِ مواضِعَ من كتابِ اللهِ العزيز وإليكم هذه الآياتُ القرآنيةُ ۩ وهي قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ رَحْمَانيةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[12]
والآياتُ الثلاثُ الأخرياتُ هي قولُه تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) فيا لها من آيةٍ رحيميةٍ وقولُه تعالى : (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ ربَّانيةٍ وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) فيا لها من آيةٍ إلهيةٍ ۩ وأمَّا اسمُه أحمدُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد وردَ مرةً واحدةً في قولُه تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) فيا لها من آيةٍ قُدُّوسِيةٍ فجملةُ اسمائهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائتانِ وواحدٌ بلا نُقْصَانيةٍ كما وردَ في السُّنةِ المطهرةِ النبَّويةِ وهي منقوشةٌ الآن في المسجدِ النَبوِيِّ على الواجِهةِ المِحْرابيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[13]
محمدٌ * أحمدُ * حامدٌ * محمودٌ * أحِيدٌ * وَحيدٌ * مَـاحٍ * حـاشٌر* عاقـبٌ * طــه *يس* طـاهرٌ* مُطهَّــرٌ* طيبٌ* سيدٌ * رسول* نبيٌّ* رسولُ الرحمةِ * قيمٌ * جامعٌ * مقتفٍ * مقفَّى* رسولُ الملاحمِ * رسولُ الراحةِ* كاملٌ* إكليلٌ* مدثِّرٌ *مزمِّلٌ* عبدُ اللـــهِ * حبيبُ اللهِ *صفيُّ اللهِ* نجِيُّ اللهِ* كليمُ اللهِ* خاتمُ الأنبياءِ *خاتَمُ الرسلِ* محي* منجٍ* مذَكِّرٌ* ناصرٌ* منصورٌ* نبيُّ الرحمـةِ* نبيُّ التوبةِ * حريصٌ عليكم* معلومٌ* شهيرٌ* شاهدٌ* شهيدٌ* مشهودٌ* بشيرٌ* مبشِّرٌ* نذيرٌ* منذِرٌ* نورٌ* سراجٌ* مِصْباحٌ* هَدىٌّ* مهدِيٌّ * منيرٌ * داعٍ * مدعُــــــوٌّ* مُجيبٌ* مُجَابٌ * حَفيُّ * عفــــُـــوٌ * ولـيُّ * حَــقٌ * قَــويٌ* أمــينٌ * مـأمونٌ* كريمٌ *مُكـــرَمٌ* مَكَينٌ * متينٌ * مبينٌ *مؤمِّلٌ * ذُو قوةٍ * ذو حُرمةٍ* ذو مكانةٍ* ذو عزٍ* ذو فضلٍ *مُطــــــــاعٌ* مُطِيعٌ* قدمُ صدقٍ* رحمةٌ* بُشرى* غوثٌ* غَيثٌ* غِياثٌ * نعمةُ اللهِ* هديةُ اللهِ *عروةٌ وثقْي* صراطُ الله* صراطُ مستقيمٌ* ذِكرُ اللهِ* سيفُ اللهِ* حزبُ اللهِ *النجمُ الثاقِبُ * مُصطفى* مُجتبى *مُنتَقى* أُمُيُّ* مختارٌ* أجيرٌ* جبَّارٌ* أبو القاسم * أبوالطاهر* أبو الطيب* أبوإبراهيم* مُشفَّعٌ* شفِِيعٌ* صالحٌ* مُصلحٌ* مُهيمنٌ* صادقٌ *مصدَّقٌ* صدِقٌ * سيدُ المرسلينَ * إمامُ المتقينَ* قائد الغرِّ المحجَلينَ *خليلُ الرحمنِ* بَرٌّ* مُبِرٌّ*وجيهُ *نصيحٌ* ناصِحٌ* وكيلٌ*متوكِّلٌ*كفيلٌ* شفيقٌ* مقيمُ السنةِ* مقدَّسٌ * روحُ القدُس* روحُ الحقِّ *روحُ القِسْطِ *كافٍ *مكتفٍ* بالغٌ* مُبلِّغٌ* شــــــــــافٍ* واصلٌ*وِصولٌ * موصولٌ * سابقٌ* سائـــِقٌ* هــــــادي * مُقَدَّمٌ* عزيزٌ* فاضِلٌ* مُفضَّلٌ * فاتِحٌ* مفتاحٌ* مفتاحُ الرحمةِ *مفتاحُ الجنةِ *عَلمُ الإيمانِ *عِلمُ اليقينِ* دلِيلُ الخيـــــــــــراتِ * مصحِّحُ الحسناتِ *مُقيلُ العثراتِ* صفوحٌ عن الزلاتِ*صاحبُ الشفاعةِ* صاحبُ المَقامِ* صاحبُ القَدمِ* مخصوصٌ بالعزِّ* مخصوصٌ بالمجدِ* مخصوصٌ بالشرفِ* صاحبُ الوسيلةِ *صاحبُ السيفِ* صاحبُ الفضيلةِ* صاحبُ الإزارِ * صاحبُ الحجةِ* صاحبُ السلطانِ* صاحبُ الرداءِ* صاحبُ الدرجةِ الرفيعةِ* صاحبُ التاجِ* صاحبُ المِغْفر* صاحبُ اللواءِ *صاحبُ المعراجِ* صاحبُ القضيبِ* صاحبُ البُراقِ* صاحبُ الخاتَم* صاحبُ العلامةِ* صاحبُ البرهانِ*صاحبُ البيانِ *فصيحُ اللسانِ *مُطَهرُالجَنانِ* رؤوفٌ رحيمٌ * أُُذُنُ خيرٍ* صحِيحُ الإسلامِ* سيدُ الكونينِ *عينُ النعيمِ* عينُ اليقينِ* سَعدُ اللهِ* سَعدُ الخلقِ* خطِيبُ الأُممِ *علمُ الهُدى* كاشِفُ الكَرْبِ* رافعُ الرتبِ* عِِزُالعربِ* صاحــــبُ الفَـــرَجِ*
¬اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[14]
وَرِضِيَ اللهُ عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذين أنزلَ اللهُ فيهم قولهَ تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ سُبُّوحِيةٍ ۩ كما نزلَ فيهم قولُه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ عَظِيميةٍ وقال تعالى فيهم : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فيا لها من آيةٍ إكراميَّةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[15]
وقولُه تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) فيا لها من آيةٍ سُبْحانِيةٍ ۩ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شأنِ أصحابِه : (اللهَ اللهَ في أصحابي ) وقال فيهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمّ (أصحابي كالنُّجومِ بأيِّهمِ إقْتَدْيتُم ْإهْتَدْيتُم ) . فما أعَظمَ سَبْحَنا في تلكَ المقاماتِ الصَّحبيةِ وبعدَها فلنُعرِّجْ على سلِيلِ تلك الدوحةِ النبويةِ وهم آلُ بيتِ نبيِّنا محمدٍّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صاحبُ الفصاحةِ العربيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[16]
فآلُ البيتِ هم أبناءُ رسولِنَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرُ البريةِ الذينَ قالَ اللهُ فيهم : (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) وقال تعالى : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وقال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فانظروا إلى هذه الأفعالِ الثلاثةِ المُضَارِعةِ التي تفيد التَجدُّدَ والدَّوامَ والإستمراريةَ لكلِّ آلِ البيتِ الكِرامِ دونَ تقييدٍ بالزَّمانيةِ فقد صَحَّ طُهرُهُم من غيرِ ماءٍ فما أعلى هذه المقاماتِ الطاهرةِ المطهرةِ الطُهْريةِ ۩ نسألُ اللهَ تعالى أن يملأَ قلوبَنَا بحبِّ هذه البِضْعةِ النَّبويةِ وأن لا نحسدَ آلَ بيتِ نبينَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحالٍ من الأحوالِ لِمَا خَصَّهُم اللهَ بهِ من فضلٍ ومَزيَّةٍ فَينطبقْ علينا قولهُ تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) اللهُمُّ أرزْقنا حُبَّهم واجعلْنا ممن يُوقرونَهم ويناصرونهم دُنيا وأُخرَويّةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[17]
وقد مدحهم جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث المروية فقال : (آل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق) وقال صلى الله عليه وسلم : (سألت الله لكم ثلاثا يا آل بيتي أن يعلم جاهلكم وأن يرد غائبكم وأن يهدي ضالكم) وقال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) على رواية مسلم وغير ذلك من الأحاديث النبوية وقد أجمع العلماء على أن سب الصحابة فسق وسب آل البيت كفر نعوذ بالله من الكفر والضلال والفسق وسائر العقائد الشركية ۩ ولننظر معا أيها الأحباب ونتفكر كيف أن الهداية في القرآن الكريم وفي أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على السوية وهذا الكلام ورد بنص كتاب الله العظيم وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الأخلاق المرضية الذي كان خلقه القرآن الكريم بل كان قرآناً يمشي بين الناس كما جاء في الآثار المروية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[18]
فلا غَرْو ولا غرابةَ في أنَّ آلَ البيتِ الأطهارِ هم عَدْلُ القرآنُ والقرآنٌ هو كلامُ اللهِ المُنزَّلُ على رسولِه محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المتعبدُ بتلاوتِه المتحدَّى بأقصرِ سورةٍ منه مرويِّةٍ وقد وردَ أنَّ للقرآن الكريمِ ظاهراً وباطناً وحداً ومَطْلَعاً وبطْناً إلى سبعةِ بطونِ إلى سبعينَ بطناً فما أعظمَ تلك المعارفَ المبشِّرِيةِ فياليتَ شعري كم من البطونِ نَدْرِي نَحنُ في الأزمنةِ الأخِيريةِ فو اللهِ حقاً هنيئاً لنا بهذا القرآنِ الكريمِ وبهذه البضعةِ النبويةِ ۩ فقد وردَ عن أبي الحسنين عليٍ الكرارِ رَضِيَ اللهُ عنه بابِ مدينةِ العِلم للحضرةِ المحموديةِ عندما سألُه بعضُ الصحابةِ الكرامِ حرصاً منهم على إكرامِ أهلِ البيتِ والقُربيةِ هل خَصَّكُمْ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشيءٍ من بيننا يا أهلَ البِضَعةِ النبويةِ فقالَ رَضِيَ اللهُ عنه مجيباً: نعَم خصَّنا بفهمٍ خاصٍ في كتابِ اللهِ ذي الآياتِ المكنونيةِ فانْظُروا أيُّها الكرامُ الأماجدُ إلى هذه الخصوصيةِ، نسألُ اللهَ أن نكونَ من مُحبِّيهِم ومَوَاليهم دنياً وبرزخاً وأُخْرَويةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[19]
وَبَعدُ تأكيدِ الثوابتِ الشَّرعيةِ بتوحيدِ اللهِ عزَ وجلَّ وإفرادِهِ بالعبوديةِ وحُبِّ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآلِ بيتِه والأصحابيةِ فنقولُ : إنَّ مولدَهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما صحَّ عندَنا في الأخبارِ المَرْويةِ يومُ الإثنين الثاني عَشَرْ من ربيعٍ الأولِ من شهورِ السنةِ القمريةِ لثلاثِ وخمسين سنةً قبلَ الهجرةِ النبويةِ وكانَ مفتاحُ المحرَّمِ لتلك السنةِ العجيبيةِ على مائةٍ وثمانيةٍ وخمسين يوماً بالتَّمامِ والكماليةِ وهذا العددُ يجمعُ اسميَ اللهَ ومحمدٍ مقرونيةً كما في عِلم الجُمَّلِ الحسابيةِ ۩ وكانَ ميلادهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوافقُ يومَ الخامسِ والعشرينَ من الشهرِ الخامسِ لسنةِ خمسمائةٍ وواحدٍ وسبعينَ وهو المشهورُ بعامِ الفيلِ من السنينِ الميلاديةِ للمسيحِ عيسى عليهِ علي نبيِّنَا الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ وهو الشاهدُ علىَ هذا المقامِ الفاتحِ آخرِ الزمانِ فينزلُ ولياً خَاتماً بشرعِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما جاءَ في السنُّةِ النبويةِ وأخبرَتْ بِه الآياتُ القرآنيةُ فحسبُنا كلامُ اللهِ ورسولِهِ وتِلكَ الشَّهادِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[20]
ويوافقُ ميلادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كذلك من تقويمِ السنينِ الشمسيةِ الثاني عَشَرْ من شهرِ نيسانٍ سنةِ خمْسٍ وعشرين وثلاثمائةٍ وألفٍ منَ السنينِ الرُّوميةِ والشمسُ على درجتَينِ من منزلةِ البُطينِ الثَّوريةِ وعلى ثلاثِ درجاتٍ من الثَّورِ بوجهِ فَلَكِ الدائرةِ البُّرْجِيةِ والقمرُ إذاكَ على منزلةِ السِّماكِ وبه خمسٌ وعشرون ساعةً وثلاثٌ وأربعون دقيقةً مَطْلَعيةً وفي الوجهِ الرابعِ من الميزانِ وفيه ثمانٌ وأربعون ساعةُ فلكيةً بوسطِ الدورةِ البُّرجيةِ التي تغيَّرتْ الآنَ من الميزانِ إلى السُّنْبلةِ العزراويةِ ۩ وما ذكرناه هو الحقُ وليس تنجيماً يا أصحابَ الغفلةِ والبطالةِ والجاهليةِ ويكفي فيه قولُه تعالىَ : (لِتَعْلمُوا عددَ السنينَ والحساب) فهي آيةٌ إلهيةٌ فيا أحبابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسَائرَ الأُمَمِ والصَّحبيةِ فباللهِ عليكم ما أعظمَ تلك المشاهداتِ السَّماويةَ حيثُ تدلَّتْ تلك المجراتُ والكواكبُ النَّجْمِيّةُ عند ولادتِه وكانتْ بأعلى مُوافقةٍ مطْلعيةٍ وبأزهى صورةٍ نَجْميَّةٍ لأعظمَ طوالعٍ وقتيةٍ إختارها ربُّ الأرْضِينَ والسمواتِ العَليّةِ لميلادِ رسولِه محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[21]
وأمَّا نسبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : فهو سيدنا محمدُ بنُ سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ سيدِنا عبدِ المطلبِ بنُ سيدِنا هاشمِ بنُ سيدِنا عبدِ منافٍ بنُ سيدِنا قُصَّي بنُ سيدِنا كلابٍ بنُ سيدِنا مُرَّةٍ بنُ سيدِنا كَعْبٍ بنُ سيدِنا لؤيٍّ بنُ سيدِنا غالبٍ بنُ سيدِنا فِهْرٍ بنُ سيدِنا مالكِ بنُ سيدِنا النَّضْرِ بنُ سيدِنا كنانةٍ بنُ سيدِنا خزيمةٍ بنُ سيدِنا مُدْرِكةٍ بنُ سيدِنا إلياسَ بنُ سيدِنا مُضَرٍ بنُ سيدِنا نِزَارٍ بنُ سيدِنا مَعَد بنُ سيدِنا عَدنانَ وإلى هنا إنتهى بنا تحريرُ تلكَ النسبةِ النبويةِ ۩ وأمَّا حَمْلُ والدتِه سيدتِنا آمنةَ بنتِ وَهْبٍ به عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فكان في أوَّل يومٍ من شهرِ اللهِ رجبٍ الأصبِّ من والدِه سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المطلبِ صاحبِ الهيئةِ الجماليةِ وأمَّا إرهاصاتُ ليلةِ وضُوعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فمنها انصداعُ إيوانِ كِسْرى وسقوطُ أربعَ عَشْرَةَ شرفةً من شُرفِه ذاتِ اللَّدائنِ الأُخْدُوديةِ وخُمودُ النارِ الفارسيةِ وغيضُ بُحيرةِ طَبَريةِ وفَيضُ وادي سماوةِ بالمياهِ الغزيريةِ وأمَّا وضوعُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد وُضِعَ مَخْتُوناً ورافعاً رأسَه إلى السماواتِ العليةِ وأمَّا رِضَاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد أرضَعَتْهُ أمَّهُ ثم ثُويبةُ الأسلميةُ ثم بعدَ ذلك حليمةُ السَّعْدِيةُ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[22]
وَأمَّا وَفاةُ سيِّدِنا عَبْدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ والدِ سيدنا رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقد كانَ بعدَ شهرينِ من حَملِه حيثُ تُوُفِّيَ بدارِ الهجرةِ النبويةِ عندَ أخوالِه بني النجارِ أهلِ المكارم والرِّفْدِيَّةِ وأمَّا وفاةُ سيدتِنا آمنةَ بنتِ وهْبٍ أمِّ سيدِنَا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كانَتْ بعدَ وضوعه صلَّى اللهَ عليه وسلَّمَ بمدةٍ من الزمانِ يَسيريِّةٍ وبعدَ ذلكَ كفلَهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ صاحبِ المكانةِ القُرشِّيةِ وبعدَ وفاتِه كفلَهُ عمُّهُ أبو طالبِ فنعَم تلكَ الكفاليةِ ۩ وأمَّا رعـيُهُ للأغنامِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كان من صِغَرِه حيثُ أتاهُ الملكانِ فشقَّا صدرَهُ الشريفَ بأمرٍ من الحضرةِ الإلهيةِ واسْتَرْجَعَا المُضْغَةَ النَّوريةَ بعدَ غسْلِهَا بالمياهِ الّثلْجِيَّةِ الغَيْبيةِ وَمَلآها أسراراً وأنواراً حِكْمِيةً وأمَّا تِجارتُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقد كانتْ وعمُرُه خمسٌ وعشرون سنة قَسمية حيث سافر إلى الشام في تجارةٍ لخديجة بنت خويلد وسافر معه غلامها ميسرة الذي رأى ملكان يظلانه من حر الأشعة الشمسية فذكر ذلك إلى خديجة فكانت معجبة به وبأمانته القريحية وبعد مدة من الزمان قليلية تم زواجه منها عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية وذلك بعد خُطبةٍ جامعة شهيرية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[23]
وأمَّا نزولٌ الوحْيِ على رسولنا عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فقدْ كانَ في السابعِ والعشرين من رمضانَ بعدَ بُلوغِهِ سنَّ الأربعينِ العِقْدِيةِ فجاءَهُ المَلكُ حيثُ كانَ يتعبدُ في غارِ حِراءٍ في المغارةِ الجبليةِ وقالَ لهُ إقرأْ فقالَ مَا أنَاَ بقاريءٍ فَغَطَّهُ ثلاثَ مراتٍ عدَدِيةٍ حتي أجهدَهُ بأمرٍ من الحضرةِ العليةِ ثم قالَ لهُ في الثالثةِ إقرأْ بِاسْمِ ربِّكَ الذي خلقَ وكانَ ذلكَ بَدْءَ الوَحْيِ للحضرةِ المُصْطَفويةِ ۩ ثم تتابعَ حتى آمنَ من الرجالِ أبُو بكرٍ ومن النِّساءِ خديجةِ ومن الصبيانِ عليٌّ صاحبِ التكريميةِ ثمَّ زيدُ بنُ حارثةِ وبلالُ بنُ رباحٍ وباقي الأصحابيةِ وأمَّا إسراؤه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقدْ كان مِن المسجدِ الحرامِ زادَه اللهُ مهابةً وتشريفيةً إلى المسجدِ الأقصى أوّلِّ قبلةٍ نبويةٍ حيثُ أمّ الأنبياءَ والرُّسْليةَ وسائرَ الملائكةَ والروحانية وجاءَ في الآياتِ القرآنيةِ قوله تعالى سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِالأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) فيا لها من آية سُبْحانية إسرائية بركاتية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[24]
ثم عُرج به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى السمواتِ العُلاَ فَلقِيَ في الأولى سيدَنا آدمَ عليهِ السلامُ وفي الثانيةِ إبنيَ الخالةِ سيَّدَيْنا يحيى وعيسى عليهما السلامُ والتحيةُ وفي الثالثةِ سيدَنا يُوسُف بنَ يعقوبَ عليهما السلامُ وفي الرابعةِ سيدَنا إدريسَ عليهِ السلامُ الذي قالَ اللهُ فيه : (وَرَفَعْناهُ مكاناً عَلِياً ) وهِيَ آيةٌ إلهيةٌ وفي الخامسةِ سيدَنا هارونَ عليه السلامُ وفي السادسةِ سيدنا مُوسى عليه السلام صاحبُ الفَهْوَانِيَةِ وفي السابعةِ سيدَنا إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ عليهِ السلامُ فَيا لهَا مِن مَقاماتٍ سَمَاويةٍ ۩ وبعدَها فارقَ جبريلَ عند سدرةِ المُنْتَهى الفِيلِيَّةِ وَرقَى إلى الحضرةِ العرشيةِ حيثُ رَأى اللهَ عياناً كمَا جاءَ في الأحاديثِ المرويةِ وتنزَّلَ عليهِ من مولاهُ السلامُ والرحمةُ والتحيةُ وغشيتْهُ مِن اللهِ سَحائِبُ الأنوارِ البركاتيةًِ المُنزَّهةِ عن صورةِ الشابِ الأمْرَديةِ وفُرِضَتْ عليه الصلواتُ خمسونَ وقتاً كتابية فصارَتْ بمراجعةِ الكليمِ لهُ عُشْرَاً من الكليةِ فيا عَجباً لقبُولِ رَسولِنَا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمراجعةِ الحَضْرةِ المُوسَوِيَّةِ في طلبِ التخفيفِ من ربِّ البريَّةِ وما ذاكَ إلا تواضعاً منه وتعليمٌ ورحمةٌ بأمتِهِ خير الأُمَمِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[25]
يتبع
في
السيرةِ المحمدِّيةِ
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ * مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ * آمين نستفتحُ بهذه الفاتحةِ ألواحَ هذه السيرةِ النبويَّةِ ۩ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين دائماً في البدءِ والختامّيةِ القائلُ في محكمِ التنزيلِ أعوذ باللهِ من الشيطانِ الرجيم * بسمِ الله الرحمنِ الرَّحيمِ * (الَم * اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الحيُّ القيومُ) وَيْتلوه شاهدٌ منّا بإذنهِ تعالى على ألسنتِنا وقلوبِنا الرُّوحيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[1]
بسم الله الرحمن الرحيم
فأوَّلُ ما نبتدىءُ بهِ ألواحَ هذه السيرةِ المحمديةِ هو قولُنا باللهِ : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين والشكرُ للهِ ربِّ العالمين في الأوليةِ والأُخْرَيةِ حمداً وشكراً من اللهِ وإلى اللهِ في كلِّ لمحةٍ ونفسٍ عددَ مَا وسِعَه علمُ اللهِ وهو القائلُ في الآياتِ القرآنيةِ : أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) فَيا لَهُ من وعدٍ إلهيٍّ قَديمٍ غيرُ مقيدٍ بالمشيئيةِ ۩ وفي هذا الشكرِ سرُّ المزيدِ لكلِّ النِّعم الحسَّيةِ والمعنويةِ فنسالُ اللهَ العظيمَ الأعظم الحيَّ القيومَ ذا القدوسيةِ أن يُصلِّي ويسلِّمَ علَى سيدِنا ومولانا محمدٍ ذو الخُلُقِ العظيمِ والأخلاقِ المرضيةِ وعلى آلِه وصحبِه ذَوِي المكارمِ والفضلِ والمزيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[2]
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعدُ ,,, يقولُ صاحب النِّسبةِ الشَّريفةِ النبوَّيةِ السِّيدُ الشريفُ الفاتحُ بنُ السِّيدِ الشريفِ يوسفَ بنُ السيدِ الشريفِ الطاهرِ البركاتيّ الحَسنيِّ من الديارِ السودانيةِ المشهورُ بنسبتهِ العِرفانيَّةِ لشيخِنا القطبِ المكتوم سيدنا أحمد بنِ محمدٍ التجاني صاحبِ الطريقةِ التِّجانيةِ قدَّسَ اللهُ سرَّه في الدنيا والأُخرَويةِ ۩ لَمّا دَعاني باعِثُ روحِ القُدْسِ لمشاهدةِ ذاك الجمالِ الأنفسِ للحضرةِ المحمديةِ شمرتُ عن ساعدِ الجدِّ وسطَّرتُ للأحبابِ والطلابِ ما حققتُه من فصولِ هذه السيرةِ النبويةِ حيثُ أنَّ أسرارَها لا تُحصَي لِمُعالِجِها بالكليةِ فكلُّ ما أذكرُه هو قبسٌ من إشارةٍ لذاك الجنابِ المستطابِ ذِي المعارفِ النوريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
وصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[3]
وسألتُ اللهَ العزيزَ أن تكونَ هذه السيرةُ النبويةُ العطرةُ الشذّية مشجعةً ودافعةً ورافعةً لأهلِ الهممِ العليةِ فقد نَسجْتُها من مَحْتَدِ السرِّ والقُرب والنورانيةِ فجاءَتْ تختالُ في أزيائِها وحللِها السُّنْدسيَّةِ مسرعةً ومسعفةً لأهلِ الحبِّ والودِّ والخصوصيَّةِ ۩ وقد جعلتُها مختصرةً غايةَ الإختصارِ لتكونَ سهلة القرآءةِ عند الأحبابِ والإخوانِ والصَّحْبيةِ وسميتُها أنوار الحمدِ الإلهيةِ في السيرةِ المحمديَّةِ راجياً من اللهِ أن تكونَ نبراساً وهدايةً لكلِّ من يقرؤها من الخلقِ وأن تزيَدهُ وتفيدَه بالأنوارِ المحمديةِ وأن يزيدَ هو ويفيدَ سِجَالاً بالأبَّوةِ والبنوةِ الروحيةِ دَونَ حَصْرٍ أو استثناءٍ أو تحجيرٍ لعََمْرٍ و زيدٍ أو العامريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[4]
وعليهِ نسألُ اللهَ العظيمَ دائماً تصحيحَ القَصدِ والنيَّة لنَا ولكافةِ الأصحابِ والإخوانِ بالسَّوِيةِ والتبرُءَ من حولنا وقوَّانا البشريَّةِ إلى حولِ اللهِ وقوتِه القديميةِ فهذا ديدنُ ِالرِّجال وأهلِ الحلِّ والعَقَدِيةِ وحسبُنا في ذلك قولُه تعالى (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهي واضحةٌ جليةٌ ۩ ونسألُ اللهَ العظيمَ أن يتقبلَ منَّا هذه السيرةَ النبويةَ وأن يجعلَها مستحسنةً وذاتَ رَهَجٍ وجمالٍ وَرَوِيّةٍ في التعريفِ بسيدِنا محمدٍ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ وأخلاقِه العظيميةِ والتعَلُقِ بجنابِه الرفيعِ والإنحياشِ له دائماً وأبداً بالكليةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[5]
والآنَ فهيا بنا أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الأصحابية دون تأنٍ أو توانٍ أو تأخيريَّةٍ لنتلوا ما سطَّرتُه لكم من حروفِ هذه السيرةِ السَنيَّةِ من لوحٍ مسطور هذه المهجةَ الحسنيةِ في رَقٍّ منشورٍ تلك الحضرةِ المحمديةِ الأحمديةِ على صاحبِها من اللهِ أتمُّ التحياتِ والتبريكاتِ والصلواتِ الزكيةِ ۩ فقد جعلتُها منجَّمةً على ألواحٍ كما هو ظاهرٌ ليقرأها الناسُ مجتَمعينَ أو أفذاذا على التخيريةِ وأن لا يَحْرمُوا من قرآءتِها أحدًا من الرجالِ والصبيانِ والنِّسْويةِ مع مراعاةِ الآدابِ وعَدمِ الجمعيةِ فهذه السيرةُ متاحةٌ لجميعِ المسلمينَ والخلقيةِ فلا تُخَصِّصُوا بعضَ الألواحِ لمن تَظُنونَ أنَّهم أهلُ الفضلِ والمقامِ والمزيةِ فتقعُوا في متاهاتِ الحسدِ والغِبْطَةِ والنِّدِّيةِ فَليحذرِ الجميعُ منّا التَّصَدُّرَ والرِّياسَةِ والزَّعامِيةِ واللهُ أعلمُ منّا جميعاً بالسِّرِّ والطَّوِيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[6]
وقدِّمُوا بين يَدَيِّ هذه السيرةِ النبويةِ جزءاً من الآياتِ القرآنيةِ لأنَّ كلامَ اللهِ هو أفضلُ ما يُستفتحُ به دونَ شكٍّ أو رَيبيةٍ واقرأُوها على الدوامِ وكذا في المناسباتِ والأفراحِ والأتراحِ وعلى مَرِّ الليالي القمريَّةِ ففيها روحُ الإيمانِ حقاً وهو التعلقُ بالجنابِ المحمَّدِيِّ والحضرةِ المحموديةِ وهذه السيرةُ مصحوبةٌ لِرَاعِيها بالفرحة والبهجةِ والسرورِ والأريحيةِ وكذلك السَّلْوى والعزاءِ والأزْهَرِيةِ فيكفي بروُزها من العدمِ للوجودِ ببركةِ هذه البضَعةِ النبويةِ ۩ فكلُّ من يقرؤها ولو مرةٍ واحدةٍ يجدُ فيها بإذنِ اللهِ تعالى المعرفةَ والصفاءَ والراحةَ القلبيةَ غيرَ ما هو مدخرٌ له عند خالقِ البرية بحكمِ تَعَلُقِه برسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلّم َخيرُ مَنْ مشى على الأرْضيّةِ فهَيا أقبلُوا عليها جميعاً ودَعُوا عنكم الشَّواغِل والقُصُوريةَ وشَجِّعُوا بعضَكم بعضاً لحفظِها وفَهمِ معانيَها الحقيقيةَ عَسى أن يَنِيلَنا اللهُ من فيضِهِ بالسرِّ والقربِ والخصوصيةِ فنسعدَ بجاهِ وبركةِ ومحبةِ رسولِ اللهِ خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[7]
ونصيحتي لكم أيُّها الأحبابُ والإخوانُ وكافةُ الصحبيةِ أن تكونَ مجالسُكُمْ بِذكرِ اللهِ دائماً عَطِرةً نَديةً وواظبُوا على قراءةِ سيرةِ رسولِنا محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَوارُ الحمدِ الإلهيةِ ولا تَلْتَفِتوا لقول مُدَّعٍ أومُبْغضٍ أومُتَحامِلٍ صاحب قَدْحِيةٍ لأنَّ قليل الإلتفاتِ يُؤخِّرُكم عن التقاطِ هذه الأصدافِ والدُّرَرِ السََّنيةِ مِن فصوصِِ هذه السيرة النبويةِ ۩ فَنَحْمَدُ اللهَ على ما خَصَّنَا به من فضلٍ ومزيةٍ في نَسْجِ وترتيبِ هذه السيرةِ المحمديةِ والمزيةُ عندَ الأكابر لا تَقْتضي الأفضليةَ وتكفي هذه الإشارةُ الجليةُ لأهلِ العقولِ والبصيريةِ وأمَّا أهلُ الغفلةِ والحِجَابيةِ فلا إلمامَ لهم بهذه المواردِ الوِرْديّة فإن الأمرَ للهُ من قبلُ ومن بعدُ في الأولى والأُخْرَويةِ وحسبُنا في ذلك محبةُ اللهِ ورسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وآلِه وصحبِه وأهلِ العزائمِ العَدْلِيةِ ولعلَّ ما جَرَى به القلمُ في هذا الشأنِ كافياً لأصحابِ العنايةِ الألهيةِ والقِسَمِ الأزليةِ والسَّوائِقِ السَّعْدِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[8]
والآنَ أنْصِتُوا معاشِرَ الحاضِرينَ والسامعينَ جميعاً وجَدِّدُوا إيمانَكُمْ وقُولُوا مَعِي بصوتٍ واحدٍ وبقوةٍ جهوريةٍ بعدَد ثلاثِ مراتٍ سَوَّيةٍ :{ لا إله إلاّ اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ } صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ في الأُولى والأُخْرَويةِ فَهو رسولُنا وحِبُّنا وطِبُّنا صَاحِبُ الحُللِ السَنيةِ والسَّواطِعِ النَّديةِ والبوارقِ البهيةِ ۩ ولْنبَتَدِيءِ الآنَ بعدَ هذا التَّداني والتَّدلِّي بتأكيدِ إخلاصِ النيةِ ثم حَمْدِ اللهِ تعالى وشُكرِه بالألسنةِ والقلوبِ الرقيقيةِ وبعدَها ندعُوا اللهَ جميعاً بأسمائِه الحُسنَى تصديقاً لقولِه تعالى في أربعِ آياتٍ قرآنيةٍ الأولى هي قولُه تعالى : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) فهذه واحدةٌ سَنيةٌ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[9]
والآياتُ الثلاثُ الأُخْرَياتُ هي قولُه تعالى : (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) وقوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقوله تعالى اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) فيا لها من آلاءٍ قرآنيةٍ ۩ وهذه الاسماءُ الحُسنى جاءَ فيها قولُ رسولِنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (للهِ تسعةٌ وتسعون اسماً من أحْصَاها دخلَ الجنَّةَ ) وإحصاؤها هو حفظُها عندَ أهلِ العلومِ الظاهريةِ والدعاءُ بها والسَبحُ في فلكِها عند َأهل المعارف اللَّدُنية والإنتقالُ فيها بسرِّ الذكرِ واحداً بعدَ الآخرِ عند أهل العوارفِ الإحسانيةِ فنسألُ الله باسمائِه الحسنى أن يُنْعِمَ علينا جميعاً بالفتوحاتِ الربانيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[10]
هو اللهُ * الذي لا إلهَ الإ هو الرحمنُ * الرحيمُ* الملكُ * القدوسُ * السلامُ * المؤمنُ * المهيمنُ* العزيزُ * الجبارُ* المتكبرُ * الخالقُ * الباريُ* المصورُ* الغفارُ * القهارُ * الوهابُ * الرزاقُ * الفتاحُ * العليمُ * القابضُ * الباسطُ * الخافضُ * الرافعُ* المعزُ* المذلُّّ * السميع ُ* البصيرُ* الحكم ُ* العدلُ * اللطيفُ * الخبيرُ* الحليمُ * العظيمُ * الغفورُ* الشكورُ* العليُّّ* الكبيرُ* الحفيظُ* المقيتُ* الحسيبُ* الجليلُ* الكريمُ* الرقيبُ* المجيبُ* الواسعُ* الحكيمُ* الودودُ* المجيدُ* الباعثُ* الشهيدُ* الحقُ* الوكيلُ* القويُّ* المتينُ* الوليُّ* الحميدُ* المحصي* المبدي* المعيدُ* المحي* المميتُ* الحيُّ* القيومُ* الواجدُ* الماجدُ* الواحدُ* الصمدُ* القادرُ* المقتدرُ* المقدِّمُ* المؤخِّرُ* الأوَّلُ* الآخِرُ* الظاهرُ* الباطنُ* الوالِي* المتعالِي* البَرُّ* التوابُ* المنتقـمُ* العفـوُ* الرؤوفُ * مالكُ الملكِ * ذوالجلال والإكرام* المًقسِطُ* الجامعُ* الغنيُّ* المغني* المانعُ* الضارُ* النافعُ* النورُ* الهاَدي* البَديعُ* الباقي* الوارثًُ* الرشيدُ* الصبورُ *
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[11]
ولْتَعلمُوا معاشِرَ الأحبابِ والأصحابِ والقُربيةِ أنَّ سيدَنا وشفيعَنا محمداً رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو صاحبُ المعجزاتِ الشهيريةِ فقد وردَ اسُمه الشريفُ في أربعةِ مواضِعَ من كتابِ اللهِ العزيز وإليكم هذه الآياتُ القرآنيةُ ۩ وهي قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ رَحْمَانيةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[12]
والآياتُ الثلاثُ الأخرياتُ هي قولُه تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) فيا لها من آيةٍ رحيميةٍ وقولُه تعالى : (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) فَيَا لَهَا من آيةٍ ربَّانيةٍ وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) فيا لها من آيةٍ إلهيةٍ ۩ وأمَّا اسمُه أحمدُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد وردَ مرةً واحدةً في قولُه تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) فيا لها من آيةٍ قُدُّوسِيةٍ فجملةُ اسمائهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مائتانِ وواحدٌ بلا نُقْصَانيةٍ كما وردَ في السُّنةِ المطهرةِ النبَّويةِ وهي منقوشةٌ الآن في المسجدِ النَبوِيِّ على الواجِهةِ المِحْرابيّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[13]
محمدٌ * أحمدُ * حامدٌ * محمودٌ * أحِيدٌ * وَحيدٌ * مَـاحٍ * حـاشٌر* عاقـبٌ * طــه *يس* طـاهرٌ* مُطهَّــرٌ* طيبٌ* سيدٌ * رسول* نبيٌّ* رسولُ الرحمةِ * قيمٌ * جامعٌ * مقتفٍ * مقفَّى* رسولُ الملاحمِ * رسولُ الراحةِ* كاملٌ* إكليلٌ* مدثِّرٌ *مزمِّلٌ* عبدُ اللـــهِ * حبيبُ اللهِ *صفيُّ اللهِ* نجِيُّ اللهِ* كليمُ اللهِ* خاتمُ الأنبياءِ *خاتَمُ الرسلِ* محي* منجٍ* مذَكِّرٌ* ناصرٌ* منصورٌ* نبيُّ الرحمـةِ* نبيُّ التوبةِ * حريصٌ عليكم* معلومٌ* شهيرٌ* شاهدٌ* شهيدٌ* مشهودٌ* بشيرٌ* مبشِّرٌ* نذيرٌ* منذِرٌ* نورٌ* سراجٌ* مِصْباحٌ* هَدىٌّ* مهدِيٌّ * منيرٌ * داعٍ * مدعُــــــوٌّ* مُجيبٌ* مُجَابٌ * حَفيُّ * عفــــُـــوٌ * ولـيُّ * حَــقٌ * قَــويٌ* أمــينٌ * مـأمونٌ* كريمٌ *مُكـــرَمٌ* مَكَينٌ * متينٌ * مبينٌ *مؤمِّلٌ * ذُو قوةٍ * ذو حُرمةٍ* ذو مكانةٍ* ذو عزٍ* ذو فضلٍ *مُطــــــــاعٌ* مُطِيعٌ* قدمُ صدقٍ* رحمةٌ* بُشرى* غوثٌ* غَيثٌ* غِياثٌ * نعمةُ اللهِ* هديةُ اللهِ *عروةٌ وثقْي* صراطُ الله* صراطُ مستقيمٌ* ذِكرُ اللهِ* سيفُ اللهِ* حزبُ اللهِ *النجمُ الثاقِبُ * مُصطفى* مُجتبى *مُنتَقى* أُمُيُّ* مختارٌ* أجيرٌ* جبَّارٌ* أبو القاسم * أبوالطاهر* أبو الطيب* أبوإبراهيم* مُشفَّعٌ* شفِِيعٌ* صالحٌ* مُصلحٌ* مُهيمنٌ* صادقٌ *مصدَّقٌ* صدِقٌ * سيدُ المرسلينَ * إمامُ المتقينَ* قائد الغرِّ المحجَلينَ *خليلُ الرحمنِ* بَرٌّ* مُبِرٌّ*وجيهُ *نصيحٌ* ناصِحٌ* وكيلٌ*متوكِّلٌ*كفيلٌ* شفيقٌ* مقيمُ السنةِ* مقدَّسٌ * روحُ القدُس* روحُ الحقِّ *روحُ القِسْطِ *كافٍ *مكتفٍ* بالغٌ* مُبلِّغٌ* شــــــــــافٍ* واصلٌ*وِصولٌ * موصولٌ * سابقٌ* سائـــِقٌ* هــــــادي * مُقَدَّمٌ* عزيزٌ* فاضِلٌ* مُفضَّلٌ * فاتِحٌ* مفتاحٌ* مفتاحُ الرحمةِ *مفتاحُ الجنةِ *عَلمُ الإيمانِ *عِلمُ اليقينِ* دلِيلُ الخيـــــــــــراتِ * مصحِّحُ الحسناتِ *مُقيلُ العثراتِ* صفوحٌ عن الزلاتِ*صاحبُ الشفاعةِ* صاحبُ المَقامِ* صاحبُ القَدمِ* مخصوصٌ بالعزِّ* مخصوصٌ بالمجدِ* مخصوصٌ بالشرفِ* صاحبُ الوسيلةِ *صاحبُ السيفِ* صاحبُ الفضيلةِ* صاحبُ الإزارِ * صاحبُ الحجةِ* صاحبُ السلطانِ* صاحبُ الرداءِ* صاحبُ الدرجةِ الرفيعةِ* صاحبُ التاجِ* صاحبُ المِغْفر* صاحبُ اللواءِ *صاحبُ المعراجِ* صاحبُ القضيبِ* صاحبُ البُراقِ* صاحبُ الخاتَم* صاحبُ العلامةِ* صاحبُ البرهانِ*صاحبُ البيانِ *فصيحُ اللسانِ *مُطَهرُالجَنانِ* رؤوفٌ رحيمٌ * أُُذُنُ خيرٍ* صحِيحُ الإسلامِ* سيدُ الكونينِ *عينُ النعيمِ* عينُ اليقينِ* سَعدُ اللهِ* سَعدُ الخلقِ* خطِيبُ الأُممِ *علمُ الهُدى* كاشِفُ الكَرْبِ* رافعُ الرتبِ* عِِزُالعربِ* صاحــــبُ الفَـــرَجِ*
¬اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[14]
وَرِضِيَ اللهُ عن أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذين أنزلَ اللهُ فيهم قولهَ تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ سُبُّوحِيةٍ ۩ كما نزلَ فيهم قولُه تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فيا لها من آيةٍ عَظِيميةٍ وقال تعالى فيهم : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) فيا لها من آيةٍ إكراميَّةٍ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[15]
وقولُه تعالى : (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) فيا لها من آيةٍ سُبْحانِيةٍ ۩ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شأنِ أصحابِه : (اللهَ اللهَ في أصحابي ) وقال فيهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمّ (أصحابي كالنُّجومِ بأيِّهمِ إقْتَدْيتُم ْإهْتَدْيتُم ) . فما أعَظمَ سَبْحَنا في تلكَ المقاماتِ الصَّحبيةِ وبعدَها فلنُعرِّجْ على سلِيلِ تلك الدوحةِ النبويةِ وهم آلُ بيتِ نبيِّنا محمدٍّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صاحبُ الفصاحةِ العربيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[16]
فآلُ البيتِ هم أبناءُ رسولِنَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرُ البريةِ الذينَ قالَ اللهُ فيهم : (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) وقال تعالى : (وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ) وقال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فانظروا إلى هذه الأفعالِ الثلاثةِ المُضَارِعةِ التي تفيد التَجدُّدَ والدَّوامَ والإستمراريةَ لكلِّ آلِ البيتِ الكِرامِ دونَ تقييدٍ بالزَّمانيةِ فقد صَحَّ طُهرُهُم من غيرِ ماءٍ فما أعلى هذه المقاماتِ الطاهرةِ المطهرةِ الطُهْريةِ ۩ نسألُ اللهَ تعالى أن يملأَ قلوبَنَا بحبِّ هذه البِضْعةِ النَّبويةِ وأن لا نحسدَ آلَ بيتِ نبينَا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحالٍ من الأحوالِ لِمَا خَصَّهُم اللهَ بهِ من فضلٍ ومَزيَّةٍ فَينطبقْ علينا قولهُ تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) اللهُمُّ أرزْقنا حُبَّهم واجعلْنا ممن يُوقرونَهم ويناصرونهم دُنيا وأُخرَويّةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[17]
وقد مدحهم جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الأحاديث المروية فقال : (آل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق) وقال صلى الله عليه وسلم : (سألت الله لكم ثلاثا يا آل بيتي أن يعلم جاهلكم وأن يرد غائبكم وأن يهدي ضالكم) وقال صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي) على رواية مسلم وغير ذلك من الأحاديث النبوية وقد أجمع العلماء على أن سب الصحابة فسق وسب آل البيت كفر نعوذ بالله من الكفر والضلال والفسق وسائر العقائد الشركية ۩ ولننظر معا أيها الأحباب ونتفكر كيف أن الهداية في القرآن الكريم وفي أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على السوية وهذا الكلام ورد بنص كتاب الله العظيم وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الأخلاق المرضية الذي كان خلقه القرآن الكريم بل كان قرآناً يمشي بين الناس كما جاء في الآثار المروية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[18]
فلا غَرْو ولا غرابةَ في أنَّ آلَ البيتِ الأطهارِ هم عَدْلُ القرآنُ والقرآنٌ هو كلامُ اللهِ المُنزَّلُ على رسولِه محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المتعبدُ بتلاوتِه المتحدَّى بأقصرِ سورةٍ منه مرويِّةٍ وقد وردَ أنَّ للقرآن الكريمِ ظاهراً وباطناً وحداً ومَطْلَعاً وبطْناً إلى سبعةِ بطونِ إلى سبعينَ بطناً فما أعظمَ تلك المعارفَ المبشِّرِيةِ فياليتَ شعري كم من البطونِ نَدْرِي نَحنُ في الأزمنةِ الأخِيريةِ فو اللهِ حقاً هنيئاً لنا بهذا القرآنِ الكريمِ وبهذه البضعةِ النبويةِ ۩ فقد وردَ عن أبي الحسنين عليٍ الكرارِ رَضِيَ اللهُ عنه بابِ مدينةِ العِلم للحضرةِ المحموديةِ عندما سألُه بعضُ الصحابةِ الكرامِ حرصاً منهم على إكرامِ أهلِ البيتِ والقُربيةِ هل خَصَّكُمْ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشيءٍ من بيننا يا أهلَ البِضَعةِ النبويةِ فقالَ رَضِيَ اللهُ عنه مجيباً: نعَم خصَّنا بفهمٍ خاصٍ في كتابِ اللهِ ذي الآياتِ المكنونيةِ فانْظُروا أيُّها الكرامُ الأماجدُ إلى هذه الخصوصيةِ، نسألُ اللهَ أن نكونَ من مُحبِّيهِم ومَوَاليهم دنياً وبرزخاً وأُخْرَويةً ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[19]
وَبَعدُ تأكيدِ الثوابتِ الشَّرعيةِ بتوحيدِ اللهِ عزَ وجلَّ وإفرادِهِ بالعبوديةِ وحُبِّ رسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآلِ بيتِه والأصحابيةِ فنقولُ : إنَّ مولدَهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما صحَّ عندَنا في الأخبارِ المَرْويةِ يومُ الإثنين الثاني عَشَرْ من ربيعٍ الأولِ من شهورِ السنةِ القمريةِ لثلاثِ وخمسين سنةً قبلَ الهجرةِ النبويةِ وكانَ مفتاحُ المحرَّمِ لتلك السنةِ العجيبيةِ على مائةٍ وثمانيةٍ وخمسين يوماً بالتَّمامِ والكماليةِ وهذا العددُ يجمعُ اسميَ اللهَ ومحمدٍ مقرونيةً كما في عِلم الجُمَّلِ الحسابيةِ ۩ وكانَ ميلادهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يوافقُ يومَ الخامسِ والعشرينَ من الشهرِ الخامسِ لسنةِ خمسمائةٍ وواحدٍ وسبعينَ وهو المشهورُ بعامِ الفيلِ من السنينِ الميلاديةِ للمسيحِ عيسى عليهِ علي نبيِّنَا الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ وهو الشاهدُ علىَ هذا المقامِ الفاتحِ آخرِ الزمانِ فينزلُ ولياً خَاتماً بشرعِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما جاءَ في السنُّةِ النبويةِ وأخبرَتْ بِه الآياتُ القرآنيةُ فحسبُنا كلامُ اللهِ ورسولِهِ وتِلكَ الشَّهادِيةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[20]
ويوافقُ ميلادُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كذلك من تقويمِ السنينِ الشمسيةِ الثاني عَشَرْ من شهرِ نيسانٍ سنةِ خمْسٍ وعشرين وثلاثمائةٍ وألفٍ منَ السنينِ الرُّوميةِ والشمسُ على درجتَينِ من منزلةِ البُطينِ الثَّوريةِ وعلى ثلاثِ درجاتٍ من الثَّورِ بوجهِ فَلَكِ الدائرةِ البُّرْجِيةِ والقمرُ إذاكَ على منزلةِ السِّماكِ وبه خمسٌ وعشرون ساعةً وثلاثٌ وأربعون دقيقةً مَطْلَعيةً وفي الوجهِ الرابعِ من الميزانِ وفيه ثمانٌ وأربعون ساعةُ فلكيةً بوسطِ الدورةِ البُّرجيةِ التي تغيَّرتْ الآنَ من الميزانِ إلى السُّنْبلةِ العزراويةِ ۩ وما ذكرناه هو الحقُ وليس تنجيماً يا أصحابَ الغفلةِ والبطالةِ والجاهليةِ ويكفي فيه قولُه تعالىَ : (لِتَعْلمُوا عددَ السنينَ والحساب) فهي آيةٌ إلهيةٌ فيا أحبابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسَائرَ الأُمَمِ والصَّحبيةِ فباللهِ عليكم ما أعظمَ تلك المشاهداتِ السَّماويةَ حيثُ تدلَّتْ تلك المجراتُ والكواكبُ النَّجْمِيّةُ عند ولادتِه وكانتْ بأعلى مُوافقةٍ مطْلعيةٍ وبأزهى صورةٍ نَجْميَّةٍ لأعظمَ طوالعٍ وقتيةٍ إختارها ربُّ الأرْضِينَ والسمواتِ العَليّةِ لميلادِ رسولِه محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو خيرُ البريةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[21]
وأمَّا نسبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : فهو سيدنا محمدُ بنُ سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ سيدِنا عبدِ المطلبِ بنُ سيدِنا هاشمِ بنُ سيدِنا عبدِ منافٍ بنُ سيدِنا قُصَّي بنُ سيدِنا كلابٍ بنُ سيدِنا مُرَّةٍ بنُ سيدِنا كَعْبٍ بنُ سيدِنا لؤيٍّ بنُ سيدِنا غالبٍ بنُ سيدِنا فِهْرٍ بنُ سيدِنا مالكِ بنُ سيدِنا النَّضْرِ بنُ سيدِنا كنانةٍ بنُ سيدِنا خزيمةٍ بنُ سيدِنا مُدْرِكةٍ بنُ سيدِنا إلياسَ بنُ سيدِنا مُضَرٍ بنُ سيدِنا نِزَارٍ بنُ سيدِنا مَعَد بنُ سيدِنا عَدنانَ وإلى هنا إنتهى بنا تحريرُ تلكَ النسبةِ النبويةِ ۩ وأمَّا حَمْلُ والدتِه سيدتِنا آمنةَ بنتِ وَهْبٍ به عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فكان في أوَّل يومٍ من شهرِ اللهِ رجبٍ الأصبِّ من والدِه سيدِنا عبدِ اللهِ بنُ عبدِ المطلبِ صاحبِ الهيئةِ الجماليةِ وأمَّا إرهاصاتُ ليلةِ وضُوعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فمنها انصداعُ إيوانِ كِسْرى وسقوطُ أربعَ عَشْرَةَ شرفةً من شُرفِه ذاتِ اللَّدائنِ الأُخْدُوديةِ وخُمودُ النارِ الفارسيةِ وغيضُ بُحيرةِ طَبَريةِ وفَيضُ وادي سماوةِ بالمياهِ الغزيريةِ وأمَّا وضوعُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد وُضِعَ مَخْتُوناً ورافعاً رأسَه إلى السماواتِ العليةِ وأمَّا رِضَاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلمَ فقد أرضَعَتْهُ أمَّهُ ثم ثُويبةُ الأسلميةُ ثم بعدَ ذلك حليمةُ السَّعْدِيةُ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[22]
وَأمَّا وَفاةُ سيِّدِنا عَبْدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ والدِ سيدنا رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقد كانَ بعدَ شهرينِ من حَملِه حيثُ تُوُفِّيَ بدارِ الهجرةِ النبويةِ عندَ أخوالِه بني النجارِ أهلِ المكارم والرِّفْدِيَّةِ وأمَّا وفاةُ سيدتِنا آمنةَ بنتِ وهْبٍ أمِّ سيدِنَا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كانَتْ بعدَ وضوعه صلَّى اللهَ عليه وسلَّمَ بمدةٍ من الزمانِ يَسيريِّةٍ وبعدَ ذلكَ كفلَهُ جدُّهُ عبدُ المطلبِ صاحبِ المكانةِ القُرشِّيةِ وبعدَ وفاتِه كفلَهُ عمُّهُ أبو طالبِ فنعَم تلكَ الكفاليةِ ۩ وأمَّا رعـيُهُ للأغنامِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقد كان من صِغَرِه حيثُ أتاهُ الملكانِ فشقَّا صدرَهُ الشريفَ بأمرٍ من الحضرةِ الإلهيةِ واسْتَرْجَعَا المُضْغَةَ النَّوريةَ بعدَ غسْلِهَا بالمياهِ الّثلْجِيَّةِ الغَيْبيةِ وَمَلآها أسراراً وأنواراً حِكْمِيةً وأمَّا تِجارتُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقد كانتْ وعمُرُه خمسٌ وعشرون سنة قَسمية حيث سافر إلى الشام في تجارةٍ لخديجة بنت خويلد وسافر معه غلامها ميسرة الذي رأى ملكان يظلانه من حر الأشعة الشمسية فذكر ذلك إلى خديجة فكانت معجبة به وبأمانته القريحية وبعد مدة من الزمان قليلية تم زواجه منها عليه أفضل الصلاة والسلام والتحية وذلك بعد خُطبةٍ جامعة شهيرية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[23]
وأمَّا نزولٌ الوحْيِ على رسولنا عليه الصلاةُ والسلامُ والتحيةُ فقدْ كانَ في السابعِ والعشرين من رمضانَ بعدَ بُلوغِهِ سنَّ الأربعينِ العِقْدِيةِ فجاءَهُ المَلكُ حيثُ كانَ يتعبدُ في غارِ حِراءٍ في المغارةِ الجبليةِ وقالَ لهُ إقرأْ فقالَ مَا أنَاَ بقاريءٍ فَغَطَّهُ ثلاثَ مراتٍ عدَدِيةٍ حتي أجهدَهُ بأمرٍ من الحضرةِ العليةِ ثم قالَ لهُ في الثالثةِ إقرأْ بِاسْمِ ربِّكَ الذي خلقَ وكانَ ذلكَ بَدْءَ الوَحْيِ للحضرةِ المُصْطَفويةِ ۩ ثم تتابعَ حتى آمنَ من الرجالِ أبُو بكرٍ ومن النِّساءِ خديجةِ ومن الصبيانِ عليٌّ صاحبِ التكريميةِ ثمَّ زيدُ بنُ حارثةِ وبلالُ بنُ رباحٍ وباقي الأصحابيةِ وأمَّا إسراؤه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقدْ كان مِن المسجدِ الحرامِ زادَه اللهُ مهابةً وتشريفيةً إلى المسجدِ الأقصى أوّلِّ قبلةٍ نبويةٍ حيثُ أمّ الأنبياءَ والرُّسْليةَ وسائرَ الملائكةَ والروحانية وجاءَ في الآياتِ القرآنيةِ قوله تعالى سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِالأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) فيا لها من آية سُبْحانية إسرائية بركاتية ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[24]
ثم عُرج به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى السمواتِ العُلاَ فَلقِيَ في الأولى سيدَنا آدمَ عليهِ السلامُ وفي الثانيةِ إبنيَ الخالةِ سيَّدَيْنا يحيى وعيسى عليهما السلامُ والتحيةُ وفي الثالثةِ سيدَنا يُوسُف بنَ يعقوبَ عليهما السلامُ وفي الرابعةِ سيدَنا إدريسَ عليهِ السلامُ الذي قالَ اللهُ فيه : (وَرَفَعْناهُ مكاناً عَلِياً ) وهِيَ آيةٌ إلهيةٌ وفي الخامسةِ سيدَنا هارونَ عليه السلامُ وفي السادسةِ سيدنا مُوسى عليه السلام صاحبُ الفَهْوَانِيَةِ وفي السابعةِ سيدَنا إبراهيمَ خليلَ الرحمنِ عليهِ السلامُ فَيا لهَا مِن مَقاماتٍ سَمَاويةٍ ۩ وبعدَها فارقَ جبريلَ عند سدرةِ المُنْتَهى الفِيلِيَّةِ وَرقَى إلى الحضرةِ العرشيةِ حيثُ رَأى اللهَ عياناً كمَا جاءَ في الأحاديثِ المرويةِ وتنزَّلَ عليهِ من مولاهُ السلامُ والرحمةُ والتحيةُ وغشيتْهُ مِن اللهِ سَحائِبُ الأنوارِ البركاتيةًِ المُنزَّهةِ عن صورةِ الشابِ الأمْرَديةِ وفُرِضَتْ عليه الصلواتُ خمسونَ وقتاً كتابية فصارَتْ بمراجعةِ الكليمِ لهُ عُشْرَاً من الكليةِ فيا عَجباً لقبُولِ رَسولِنَا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمراجعةِ الحَضْرةِ المُوسَوِيَّةِ في طلبِ التخفيفِ من ربِّ البريَّةِ وما ذاكَ إلا تواضعاً منه وتعليمٌ ورحمةٌ بأمتِهِ خير الأُمَمِيَّةِ ۩
اللَّهُمَّ اقْبَلْنَا وَتَقَبَّلْنَا عَلَى أيِّ حَالَةٍ كُنَّا يَا كَرِيمُ
َوصَلِّ اللَّهُمَّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ ذِي الخُلُقِ العَظِيمِ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ذوِي العِزِّ وَالتَكْرِيمِ
[25]
يتبع
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin