بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
سيّدنا عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه.
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل ، وأمه : حتمة بنت هاشم بن المغيرة فى عداد أشراف مكة نسباً ، ومن أرفعها قدراً ، وأعلاها منزلة .
وكانت استجابته للاسلام دعوة نبوية بظهر الغيب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين اليك ، بأبى جهل ، أوبعمر بن الخطاب ، فكان أحبهما الى الله تعالى عمر بن الخطاب " حديث صحيح أخرجه أحمد والترمزى
وجاءت الهجرة الى المدينة ، وهاجر الصحب الكرام سراً، وأبَى عمر الا أن تكون هجرته علانية ، فانه لما هم بالهجرة تقلد سيفه ، ومضى قِبَل الكعبة والاء من قريش فى فنائها ، فطاف سبعاً متمكناً، ثم أتى مقام ابراهيم فصلى متمكناً، ثم قال لهم : من أراد أن تثكله أمه ، أو يوتم ولده ، أو يرمل زوجه فليلقنى وراء هذا الوادى .
فما تبعه أحد الا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.
وفى ظلال الاسلام عاش الفاروق حتى صار مُلهِم الأمة الاسلاميه، كما قال عليه الصلاة والسلام : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناسٌ محدثُون ، فان يك فى أمتى أحدٌ فانه عمر.
فكان رضى الله عنه يرى الأمر ، ويذكره للنبى صلى الله عليه وسلم آملاً فى حدوثه ، فتنزل آيات القرآن الكريم بما أرتآه عمر ، حتى قال :
وافقت ربى فى ثلاث ، فقلت : يارسول الله ، لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى ، فنزلت ( واتخِذوا من مقام ابراهم مصلى )
ومن مناقب الفاروق : كون الشيطان يفر من طريقه ، فيقول صلى الله عليه وسلم " اِيه يا ابن الخطاب ،فوالذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً اِلا سلك فجاً غير فجك " رواه البخارى ومسلم.
فأى اِيمانٍ ذلك الذى يفر منه الشيطان ؟!
ويقول عليه الصلاة والسلام :
" اِنى لأحسب الشيطان يفر منك ياعمر ".
ويتعجب المرء من سيرة الفاروق ، فما كان بأولهم اِسلاماً ،ولاأفضلهم نفقة ، ولكنه غلب الناس بالزهد فى الدنيا ، والصرامة فى أمر الله ، وعدم خوفه فى الله لومة لائم.
وهذا الحرص من الفاروق على الزهد فى متاع الدنيا، اِنما جاء بعد عظة مرت عليه فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
" لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوى ماعنده ما يملأ بطنه من الدقل "
وماهو الدقل ؟
اِنه نوع من التمر الردئ قليل الحلاوة
وما أروعه فى عام الرمادة ؟!
لقد شارك الناس المحنة ، ولم يفرق بينه وبينهم بدعوى أنه أميرهم !
فقد أصاب الناس عام الرمادة شدة ومجاعة فغلا فيها السمن ، وكان يأكله ، فلما قل ، قال لا آكله حتى يأكله الناس، فكان يأكل الزيت .
يقول الفاروق رضى الله عنه :
اِن أناساً كنوا يؤخذون بالوحى فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واِن الوحى قد انقطع ، واِنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم .
فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس اِلينا من سريرته شيئ ، الله يحاسب سريرته ، ومن أظهر لنا سوءً لم نأمنه ، ولم نصدقه ، وان قال:سريرته حسنة .
وكان رضى الله عنه يعلم الرعية حقوقها الواجبة على الرعاة ، فيقول لهم :
ألا اِنى أبعث عمالى ليعلموكم دينكم ، وليعلموكم سننكم ، ولاأبعثهم ليضربوا ظهوركم ، ولا ليأخذوا أموالكم .
ألا فمن رابه شيئ من ذلك فليرفعه إلى، فوالذى نفس عمر بيده، لأقصنكم منه .
فقال عمروبن العاص رضى اللع عنه : ياأمير المؤمنين ، أرأيت إن بعثت عاملا من عمالك ، فأدب رجلا من رعيته ، أكنت تقصه منه ؟
فقال : نعم والذى نفس عمر بيده لأقُص منه !
ألا أقِص ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ؟!
ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولاتمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ، ولاتجمروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم .
ولكن بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة ، وتحكموا بينهم بالعدل .
وكان من دعائه رضى الله عنه :
" اللهم توفنى مع الأبرار، ولاتُخلفى فى الأشرار، وقنى عذاب النار ، وألحقنى بالأخيار
وتقول السيدة حفصة رضى الله عنها سمعت أبى يقول :
" اللهم ارزقنى قتلاً فى سبيلك ، ووفاة ببلد رسولك "
وتحققت الأمنية ، وسقط الفاروق شهيداً على يد المجوسى الغادر .
ويحدثنا عثمان بن عفان رضى الله عنه فيقول:
أنا آخركم عهداً بعمر ، دخلت عليه ،ورأسه فى حجر ابنه عبد الله فقال له : ضع خدى بالأرض .
قال: فخدّى والأرض سواء ؟!
قال: ضع خدى بالأرض لا أَم لك ، فى الثانية والثالثة ، ثم شبك بين رجليه ، وقال:
ويلى ...وويل أمى إن لم يغفر الله لى ، ويل لى ، وويل لأَمى إن لم يغفر لى ربى .
حتى فاضت روحه.
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
سيّدنا عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه.
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل ، وأمه : حتمة بنت هاشم بن المغيرة فى عداد أشراف مكة نسباً ، ومن أرفعها قدراً ، وأعلاها منزلة .
وكانت استجابته للاسلام دعوة نبوية بظهر الغيب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم أعز الاسلام بأحب الرجلين اليك ، بأبى جهل ، أوبعمر بن الخطاب ، فكان أحبهما الى الله تعالى عمر بن الخطاب " حديث صحيح أخرجه أحمد والترمزى
وجاءت الهجرة الى المدينة ، وهاجر الصحب الكرام سراً، وأبَى عمر الا أن تكون هجرته علانية ، فانه لما هم بالهجرة تقلد سيفه ، ومضى قِبَل الكعبة والاء من قريش فى فنائها ، فطاف سبعاً متمكناً، ثم أتى مقام ابراهيم فصلى متمكناً، ثم قال لهم : من أراد أن تثكله أمه ، أو يوتم ولده ، أو يرمل زوجه فليلقنى وراء هذا الوادى .
فما تبعه أحد الا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.
وفى ظلال الاسلام عاش الفاروق حتى صار مُلهِم الأمة الاسلاميه، كما قال عليه الصلاة والسلام : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناسٌ محدثُون ، فان يك فى أمتى أحدٌ فانه عمر.
فكان رضى الله عنه يرى الأمر ، ويذكره للنبى صلى الله عليه وسلم آملاً فى حدوثه ، فتنزل آيات القرآن الكريم بما أرتآه عمر ، حتى قال :
وافقت ربى فى ثلاث ، فقلت : يارسول الله ، لو اتخذنا من مقام ابراهيم مصلى ، فنزلت ( واتخِذوا من مقام ابراهم مصلى )
ومن مناقب الفاروق : كون الشيطان يفر من طريقه ، فيقول صلى الله عليه وسلم " اِيه يا ابن الخطاب ،فوالذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً اِلا سلك فجاً غير فجك " رواه البخارى ومسلم.
فأى اِيمانٍ ذلك الذى يفر منه الشيطان ؟!
ويقول عليه الصلاة والسلام :
" اِنى لأحسب الشيطان يفر منك ياعمر ".
ويتعجب المرء من سيرة الفاروق ، فما كان بأولهم اِسلاماً ،ولاأفضلهم نفقة ، ولكنه غلب الناس بالزهد فى الدنيا ، والصرامة فى أمر الله ، وعدم خوفه فى الله لومة لائم.
وهذا الحرص من الفاروق على الزهد فى متاع الدنيا، اِنما جاء بعد عظة مرت عليه فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول :
" لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوى ماعنده ما يملأ بطنه من الدقل "
وماهو الدقل ؟
اِنه نوع من التمر الردئ قليل الحلاوة
وما أروعه فى عام الرمادة ؟!
لقد شارك الناس المحنة ، ولم يفرق بينه وبينهم بدعوى أنه أميرهم !
فقد أصاب الناس عام الرمادة شدة ومجاعة فغلا فيها السمن ، وكان يأكله ، فلما قل ، قال لا آكله حتى يأكله الناس، فكان يأكل الزيت .
يقول الفاروق رضى الله عنه :
اِن أناساً كنوا يؤخذون بالوحى فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واِن الوحى قد انقطع ، واِنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم .
فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس اِلينا من سريرته شيئ ، الله يحاسب سريرته ، ومن أظهر لنا سوءً لم نأمنه ، ولم نصدقه ، وان قال:سريرته حسنة .
وكان رضى الله عنه يعلم الرعية حقوقها الواجبة على الرعاة ، فيقول لهم :
ألا اِنى أبعث عمالى ليعلموكم دينكم ، وليعلموكم سننكم ، ولاأبعثهم ليضربوا ظهوركم ، ولا ليأخذوا أموالكم .
ألا فمن رابه شيئ من ذلك فليرفعه إلى، فوالذى نفس عمر بيده، لأقصنكم منه .
فقال عمروبن العاص رضى اللع عنه : ياأمير المؤمنين ، أرأيت إن بعثت عاملا من عمالك ، فأدب رجلا من رعيته ، أكنت تقصه منه ؟
فقال : نعم والذى نفس عمر بيده لأقُص منه !
ألا أقِص ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ؟!
ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولاتمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ، ولاتجمروهم فتفتنوهم ، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم .
ولكن بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة ، وتحكموا بينهم بالعدل .
وكان من دعائه رضى الله عنه :
" اللهم توفنى مع الأبرار، ولاتُخلفى فى الأشرار، وقنى عذاب النار ، وألحقنى بالأخيار
وتقول السيدة حفصة رضى الله عنها سمعت أبى يقول :
" اللهم ارزقنى قتلاً فى سبيلك ، ووفاة ببلد رسولك "
وتحققت الأمنية ، وسقط الفاروق شهيداً على يد المجوسى الغادر .
ويحدثنا عثمان بن عفان رضى الله عنه فيقول:
أنا آخركم عهداً بعمر ، دخلت عليه ،ورأسه فى حجر ابنه عبد الله فقال له : ضع خدى بالأرض .
قال: فخدّى والأرض سواء ؟!
قال: ضع خدى بالأرض لا أَم لك ، فى الثانية والثالثة ، ثم شبك بين رجليه ، وقال:
ويلى ...وويل أمى إن لم يغفر الله لى ، ويل لى ، وويل لأَمى إن لم يغفر لى ربى .
حتى فاضت روحه.
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin