بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إشارة من قميص سيّدنا يوسف الكريم بن الكريم بن الكريم،
عليه وعلى نبيّنا أفضل الصّلوات وأتمّ التّسليم.
القميص في الأصل لباس داخلي بأكمام وأزرار،
متقمّص بالجسم يقلّده ويحاكيه في سائر الأدوار،
وهو كذلك للقلب شغاف، غشاء لطيف أبيض وشفّاف.
وروى ابن الأَعرابي عن عثمان أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال له:
إِن اللّه سَيُقَمِّصُك قميصاً وإِنك سَتُلاصُ على خَلْعِهِ فإِياك وخَلْعَه، قال: أَراد بالقميص الخلافة.
وقد قام القميص فعلا بدور الخلافة ليوسف الصّدّيق،
فكان بشيرا ونذيرا من الله بحفظ وتوفيق، وشاهد صدق بخبرة وتحقيق،
قال تعالى:(وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (18)يوسف.
عن قرة قال: سمعت الحسن يقول: لما جاؤوا بقميص يوسف، فلم ير يعقوب شقًّا، قال: يا بني، والله ما عهدت الذئب حليمًا؟ رواه أحمد بن عبد الصمد الأنصاري شيخ الطّبري.
نذيرا لسيّدنا يعقوب من خطب عظيم،
بفراق ابنه يوسف وحلول المحن والحزن الأليم.
من طول انتظار، بصبر مرير صار له قوت ودار.
وبشيرا بريح طيب لأب حنون، تبشّره برفع الكرب عن قلبه المحزون ،
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ (94)يوسف
فانقضى زمن الجفاء حيث كان أسيرا، وبلمس القميص لوجهه عاد بصيرا.
فبالقميص كان كدره وضرره، وبالقميص حلّ الهناء وعاد بصره .
فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)يوسف.
وكما كان القميص بشيرا ونذيرا بصاحبه مرتبط،
فهو كذلك الشاهد المدافع عنه وبسرّ قلبه منضبط.
فأرى العزيز براءته من السّوء في انخرامه بالدّبر،
وأزال اللبس من الادّعاء والكيدُ ظهر، .
فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)يوسف.
فمن لباسك تُعرف درجة تقواك، فكلّ ما بباطنك مرسوم على غطاك.
فلا تتكلّف للظّهور بما ليس فيك موجود،
فحقيقة ما فيك مُعْلَنَةٌ من لباسك والزّيف عار ومردود،
فالحقُّ أبلج، أفِقْ وأدلج، ولا تلجلج، وبذور هواك أحلج،
وكن على الغفلة أفلج، فذكر مولاك لصدرك يُثْلٍج.
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنذِرْ(2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5)المدثر.
"اللهم أسترنا فوق الأرض ،و تحت الأرض و يوم العرض عليك ".
أه
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
إشارة من قميص سيّدنا يوسف الكريم بن الكريم بن الكريم،
عليه وعلى نبيّنا أفضل الصّلوات وأتمّ التّسليم.
القميص في الأصل لباس داخلي بأكمام وأزرار،
متقمّص بالجسم يقلّده ويحاكيه في سائر الأدوار،
وهو كذلك للقلب شغاف، غشاء لطيف أبيض وشفّاف.
وروى ابن الأَعرابي عن عثمان أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال له:
إِن اللّه سَيُقَمِّصُك قميصاً وإِنك سَتُلاصُ على خَلْعِهِ فإِياك وخَلْعَه، قال: أَراد بالقميص الخلافة.
وقد قام القميص فعلا بدور الخلافة ليوسف الصّدّيق،
فكان بشيرا ونذيرا من الله بحفظ وتوفيق، وشاهد صدق بخبرة وتحقيق،
قال تعالى:(وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) (18)يوسف.
عن قرة قال: سمعت الحسن يقول: لما جاؤوا بقميص يوسف، فلم ير يعقوب شقًّا، قال: يا بني، والله ما عهدت الذئب حليمًا؟ رواه أحمد بن عبد الصمد الأنصاري شيخ الطّبري.
نذيرا لسيّدنا يعقوب من خطب عظيم،
بفراق ابنه يوسف وحلول المحن والحزن الأليم.
من طول انتظار، بصبر مرير صار له قوت ودار.
وبشيرا بريح طيب لأب حنون، تبشّره برفع الكرب عن قلبه المحزون ،
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ۖ لَوْلَا أَن تُفَنِّدُونِ (94)يوسف
فانقضى زمن الجفاء حيث كان أسيرا، وبلمس القميص لوجهه عاد بصيرا.
فبالقميص كان كدره وضرره، وبالقميص حلّ الهناء وعاد بصره .
فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ۖ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)يوسف.
وكما كان القميص بشيرا ونذيرا بصاحبه مرتبط،
فهو كذلك الشاهد المدافع عنه وبسرّ قلبه منضبط.
فأرى العزيز براءته من السّوء في انخرامه بالدّبر،
وأزال اللبس من الادّعاء والكيدُ ظهر، .
فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28)يوسف.
فمن لباسك تُعرف درجة تقواك، فكلّ ما بباطنك مرسوم على غطاك.
فلا تتكلّف للظّهور بما ليس فيك موجود،
فحقيقة ما فيك مُعْلَنَةٌ من لباسك والزّيف عار ومردود،
فالحقُّ أبلج، أفِقْ وأدلج، ولا تلجلج، وبذور هواك أحلج،
وكن على الغفلة أفلج، فذكر مولاك لصدرك يُثْلٍج.
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1)قُمْ فَأَنذِرْ(2)وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3)وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4)وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5)المدثر.
"اللهم أسترنا فوق الأرض ،و تحت الأرض و يوم العرض عليك ".
أه
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin