قال الله تعالى:(وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ )48الذّاريات.

بسم الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الاولين والاخرين.
قال الله تعالى:(وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ )48الذّاريات.
إن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي جاء تصميمه مناسباً تماماً لاستمرار الحياة على ظهره في انتظام واستقرار،
كما أنّ حجم الأرض وكتلتها وبعدها عن الشمس ودورانها حول نفسها وحول الشمس، مناسب جداً للحياة، ولو أن حجم الأرض أو كتلتها أو بعدها عن الشمس أو سرعة دورانها كانت أكبر بقليل أو أصغر ممّا هي عليه لاختلت الحياة على ظهرها.
وكذلك هنالك أمر مهم لولاه لما أمكن لنا أن نستقر على هذه الأرض ونعني به الجاذبية الأرضية، فكوكب الأرض حباه المولى سبحانه وتعالى بجاذبية محددة مناسبة للحياة المستقرة، ولو كانت جاذبية الأرض أقل ممّا هي عليه (مثل القمر) فإن الإنسان سيطير في الهواء عندما يبذل أي جهد، ولو كانت الجاذبية أكبر ممّا هي عليه (مثل المشتري) لالتصق الإنسان بالأرض ولم يعد قادراً على الحركة... فسبحان مصمّم الكون على هيأته التي هو عليها، الخالق المدبّر والميسّر لكلّ نفس ما قضاه وقدّره إليها،
اللهمّ اجعلنا ممّن خلقتهم للخير وأجريته على يديهم، وألحقنا بالصّالحين وانسبنا إليهم.
اللهمّ ولا تحرمنا محبّتك ودوام الجلوس بين يديك، ومحبّة رسولك الرّؤوف الرّحيم أحبّ خلقك إليك. وصلّ اللهمّ وسلّم عليه صلاة ترضيك وترضيه وتجمعنا بها لديك.