أبو مسلم الخولاني
سيد التابعين وزاهد العصر وحكيم الأمة. اسمه على الأصح: عبد الله بن ثوب، وقيل: اسمه عبد الله بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن ثواب ، وقيل غير ذلك .
قدم من اليمن. أسلم في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة في خلافة الصديق.
وحدث عن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبي عبيدة، وأبي ذرالغفاري، وعبادة بن الصامت.
روى عنه أبو إدريس الخولاني، وأبو العالية الرياحي، وجبير بن نفير، وعطاء بن أبي رباح، وشرحبيل بن مسلم،وغيرهم.
روى اسماعيل بن عياش عن شرحبيل الخولاني قال بينما الأسود بن قيس العنسي باليمن أرسل إلى أبي مسلم فقال له: أتشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله قال نعم قال فتشهد أني رسول الله ، قال ما أسمع ، قال: فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره فقال له أهل مملكته إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك فأمره بالرحيل فقدم المدينة،فأناخ راحلته، ودخل المسجد يصلي، فبصر به عمر رضي الله عنه، فقام إليه، فقال: ممن الرجل ؟ قال: من اليمن.
قال: ما فعل الدي حرقه الكذاب بالنار ؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب.
قال: نشدتك بالله، أنت هو ؟ قال: اللهم نعم.
فاعتنقه عمر وقبّله وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكرالصديق رضي الله عنه،
فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل عليه السلام .
ويروي عن مالك بن دينار، أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال: من هذا ؟ قالوا: أبو مسلم، فقال: هذا حكيم هذه الامة.
وكان أبو مسلم يقول: لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد .
وعن شرحبيل، أن رجلين أتيا أبا مسلم، فلم يجداه في منزله، فأتيا المسجد، فوجداه يركع، فانتظراه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مئة ركعة.
قال ابن كثير : وقد نزل أبو مسلم بداريا من غربي دمشق وكان لا يسبقه أحد إلى المسجد الجامع بدمشق وقت الصبح وكان يغازي ببلاد الروم وله أحوال وكرامات كثيرة جدا وقبره مشهور بداريا والظاهر أنه مقامه الذي كان يكون فيه فان الحافظ ابن عساكر رجح انه مات ببلاد الروم في خلافة معاوية وقيل في أيام ابنه يزيد بعد الستين والله أعلم .
ومن كراماته :
روى محمد بن زياد الالهاني، عن أبي مسلم الخولاني، أنه كان إذا غزا أرض الروم، فمروا بنهر فقال: أجيزوا بسم الله، ويمر بين أيديهم، فيمرون بالنهر الغمر، فربما لم يبلغ من الدواب إلا الركب، فإذا جازوا قال: هل ذهب لكم شئ ؟ فمن ذهب له شئ فأنا ضامن له فألقى بعضهم مخلاته عمدا.
فلما جاوزوا قال الرجل: مخلاتي وقعت، قال: اتبعني فاتبعه، فإذا بها معلقة بعود في النهر، قال: خذها.
وقال عبد الملك بن عمير: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سُقي.
وروى بقية عن محمد بن زياد: عن أبي مسلم، أن امرأة خببت عليه امرأته، فدعا عليها، فعميت، فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة، فاردد بصرها، فأبصرت .
وعن عطاء الخراساني، أن امرأة أبي مسلم قالت: ليس لنا دقيق.
فقال: هل عندك شئ ؟ قالت: درهم بعنا به غزلا.
قال: ابغينيه وهاتي الجراب، فدخل السوق، فأتاه سائل، وألح، فأعطاه الدرهم، وملا الجراب نشارة مع تراب، وأتى وقلبه مرعوب منها، وذهب، ففتحته، فإذا به دقيق.
فعجنت وخبزت، فلما جاء ليلا، وضعته، فقال: من أين هذا ؟ قالت: من الدقيق، فأكل وبكى .
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبي قال حدثنا أبو المغيرة حدثني أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغساني حدثني عطية بن قيس أن أناسا من أهل دمشق أتوا أبا مسلم الخولاني في منزله وكان غازيا بأرض الروم فوجدوه قد احتفر في فسطاطه حفرة ووضع في الحفرة نطعا وأفرغ ماء فهو يتصلق فيه وهو صائم فقال له النفر ما يحملك على الصيام وأنت مسافر وقد رخص الله تعالى لك الفطر في السفر والغزو فقال لو حضر قتال أفطرت وتقويت للقتال إن الخيل لا تجري الغايات وهي بدنى انما تجري وهي ضمرات بين أيدينا أياما لها نعمل .
قال أحمد بن حنبل: حدثنا عن محمد بن شعيب عن بعض المشيخة قال: أقبلنا من أرض الروم فمررنا بالعمير على أربعة أميال من حمص في آخر الليل، فاطلع راهب من صومعة، فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني ؟ قلنا: نعم.
قال: إذا أتيتموه، فأقرؤوه السلام، فإنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم، أما إنكم لا تجدونه حيا.
قال: فلما أشرفنا على الغوطة، بلغنا موته. قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: يعني سمعوا ذلك، وكانت وفاته بأرض الروم.
ومات رضي اللع عنه في سنة اثنتين وستين ،قال الذهبي وبداريا قبر يزار، يقال: إنه قبر أبي مسلم الخولاني، وذلك محتمل .
ـــــــــــ
*انظر ترجمته واخباره في: تهذيب الكمال (22 / 36)، وحلية الاولياء (2 / 123) وتاريخ داريا ص59 ، وشذرات الذهب 1 / 75 وصفة الصفوة 4 / 79 ومرآة الجنان(1/ 138 وسير الاعلام( 4 / 7 ) والوافي بالوفيات (17 / 99 ) ،وتاريخ الاسلام ( حوادث سنة 61 - 80 ) ص292. ،( تذكرة الحفاظ 1/49) .(مرآة الجنان (1/62) والبداية والنهاية(8/146) ،صفة الصفوة (4/213)، .الطبقات الكبرى للشعراني (1/95).وطبقات الصوفية للمناوي(1/224)
سيد التابعين وزاهد العصر وحكيم الأمة. اسمه على الأصح: عبد الله بن ثوب، وقيل: اسمه عبد الله بن عبد الله، وقيل: عبد الله بن ثواب ، وقيل غير ذلك .
قدم من اليمن. أسلم في أيام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة في خلافة الصديق.
وحدث عن عمر، ومعاذ بن جبل، وأبي عبيدة، وأبي ذرالغفاري، وعبادة بن الصامت.
روى عنه أبو إدريس الخولاني، وأبو العالية الرياحي، وجبير بن نفير، وعطاء بن أبي رباح، وشرحبيل بن مسلم،وغيرهم.
روى اسماعيل بن عياش عن شرحبيل الخولاني قال بينما الأسود بن قيس العنسي باليمن أرسل إلى أبي مسلم فقال له: أتشهد أن محمدا صلى الله عليه و سلم رسول الله قال نعم قال فتشهد أني رسول الله ، قال ما أسمع ، قال: فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره فقال له أهل مملكته إن تركت هذا في بلدك أفسدها عليك فأمره بالرحيل فقدم المدينة،فأناخ راحلته، ودخل المسجد يصلي، فبصر به عمر رضي الله عنه، فقام إليه، فقال: ممن الرجل ؟ قال: من اليمن.
قال: ما فعل الدي حرقه الكذاب بالنار ؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب.
قال: نشدتك بالله، أنت هو ؟ قال: اللهم نعم.
فاعتنقه عمر وقبّله وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكرالصديق رضي الله عنه،
فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل عليه السلام .
ويروي عن مالك بن دينار، أن كعبا رأى أبا مسلم الخولاني، فقال: من هذا ؟ قالوا: أبو مسلم، فقال: هذا حكيم هذه الامة.
وكان أبو مسلم يقول: لو رأيت الجنة عيانا أو النار عيانا ما كان عندي مستزاد .
وعن شرحبيل، أن رجلين أتيا أبا مسلم، فلم يجداه في منزله، فأتيا المسجد، فوجداه يركع، فانتظراه، فأحصى أحدهما أنه ركع ثلاث مئة ركعة.
قال ابن كثير : وقد نزل أبو مسلم بداريا من غربي دمشق وكان لا يسبقه أحد إلى المسجد الجامع بدمشق وقت الصبح وكان يغازي ببلاد الروم وله أحوال وكرامات كثيرة جدا وقبره مشهور بداريا والظاهر أنه مقامه الذي كان يكون فيه فان الحافظ ابن عساكر رجح انه مات ببلاد الروم في خلافة معاوية وقيل في أيام ابنه يزيد بعد الستين والله أعلم .
ومن كراماته :
روى محمد بن زياد الالهاني، عن أبي مسلم الخولاني، أنه كان إذا غزا أرض الروم، فمروا بنهر فقال: أجيزوا بسم الله، ويمر بين أيديهم، فيمرون بالنهر الغمر، فربما لم يبلغ من الدواب إلا الركب، فإذا جازوا قال: هل ذهب لكم شئ ؟ فمن ذهب له شئ فأنا ضامن له فألقى بعضهم مخلاته عمدا.
فلما جاوزوا قال الرجل: مخلاتي وقعت، قال: اتبعني فاتبعه، فإذا بها معلقة بعود في النهر، قال: خذها.
وقال عبد الملك بن عمير: كان أبو مسلم الخولاني إذا استسقى سُقي.
وروى بقية عن محمد بن زياد: عن أبي مسلم، أن امرأة خببت عليه امرأته، فدعا عليها، فعميت، فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة، فاردد بصرها، فأبصرت .
وعن عطاء الخراساني، أن امرأة أبي مسلم قالت: ليس لنا دقيق.
فقال: هل عندك شئ ؟ قالت: درهم بعنا به غزلا.
قال: ابغينيه وهاتي الجراب، فدخل السوق، فأتاه سائل، وألح، فأعطاه الدرهم، وملا الجراب نشارة مع تراب، وأتى وقلبه مرعوب منها، وذهب، ففتحته، فإذا به دقيق.
فعجنت وخبزت، فلما جاء ليلا، وضعته، فقال: من أين هذا ؟ قالت: من الدقيق، فأكل وبكى .
قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : حدثني أبي قال حدثنا أبو المغيرة حدثني أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم الغساني حدثني عطية بن قيس أن أناسا من أهل دمشق أتوا أبا مسلم الخولاني في منزله وكان غازيا بأرض الروم فوجدوه قد احتفر في فسطاطه حفرة ووضع في الحفرة نطعا وأفرغ ماء فهو يتصلق فيه وهو صائم فقال له النفر ما يحملك على الصيام وأنت مسافر وقد رخص الله تعالى لك الفطر في السفر والغزو فقال لو حضر قتال أفطرت وتقويت للقتال إن الخيل لا تجري الغايات وهي بدنى انما تجري وهي ضمرات بين أيدينا أياما لها نعمل .
قال أحمد بن حنبل: حدثنا عن محمد بن شعيب عن بعض المشيخة قال: أقبلنا من أرض الروم فمررنا بالعمير على أربعة أميال من حمص في آخر الليل، فاطلع راهب من صومعة، فقال: هل تعرفون أبا مسلم الخولاني ؟ قلنا: نعم.
قال: إذا أتيتموه، فأقرؤوه السلام، فإنا نجده في الكتب رفيق عيسى ابن مريم، أما إنكم لا تجدونه حيا.
قال: فلما أشرفنا على الغوطة، بلغنا موته. قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: يعني سمعوا ذلك، وكانت وفاته بأرض الروم.
ومات رضي اللع عنه في سنة اثنتين وستين ،قال الذهبي وبداريا قبر يزار، يقال: إنه قبر أبي مسلم الخولاني، وذلك محتمل .
ـــــــــــ
*انظر ترجمته واخباره في: تهذيب الكمال (22 / 36)، وحلية الاولياء (2 / 123) وتاريخ داريا ص59 ، وشذرات الذهب 1 / 75 وصفة الصفوة 4 / 79 ومرآة الجنان(1/ 138 وسير الاعلام( 4 / 7 ) والوافي بالوفيات (17 / 99 ) ،وتاريخ الاسلام ( حوادث سنة 61 - 80 ) ص292. ،( تذكرة الحفاظ 1/49) .(مرآة الجنان (1/62) والبداية والنهاية(8/146) ،صفة الصفوة (4/213)، .الطبقات الكبرى للشعراني (1/95).وطبقات الصوفية للمناوي(1/224)
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin