قال الله تعالى:(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ...)45البقرة.

بسم الله الرّحمن الرّحيم والصّلاة والسّلام على سيّد الأوّلين والآخرين.
قال الله تعالى:(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ...)45البقرة.
قال مقاتل بن حيان في تفسير هذه الآية: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض ، والصلاة .
وقبل استعينوا على ما يستقبلكم من أنواع البلاء بالصّبر والصّلاة..
وقال سفيان الثوري أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال : الصوم نصف الصبر .
وقيل : المراد بالصبر الكف عن المعاصي؛ ولهذا قرنه بأداء العبادات وأعلاها : فعل الصلاة. قال تعالى:(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)(45)العنكبوت. 
وقال ابن المبارك : الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب فيه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل ويتجلد، ولا يُرى منه إلا الصبر. 
فالصلاة هي الدّواء الرّباني الأكيد للنفس ففيها الشّفاء والهدى من المولى سبحانه، قال نعالى:(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...) (132)طه
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزن من أمر فزع إلى الصلاة،
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة والحاكم "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة"
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة قال: " رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو من وجع بطني، فقال لي: يا أبا هريرة، أيوجعك بطنك ؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: قم فصل، فإن في الصلاة شفاء. 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد: " إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب غمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فهل يبقى من درنه شيء؟..