8 - إذ فتح لك وجها من التعرف فلا تبال معها أن قل عملك فإنه ما فتحها عليك إلا وهو يريد
أن يتعرف إليك ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك والأعمال أنت تهديها إليه وأين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك .
كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم ابن عطاء الله السكندري
فتح هنا بمعنى هيأ ويسر والغالب إستعماله في الخير فأشع الإتيان به هنا أن جهة التعريف من الأمور الجميلة والوجهة هي الجهة والمراد هنا الباب والمدخل والتعرف طلب المعرفة تقول تعرف لي فلان إذا طلب مني معرفته والمعرفة تمكن حقيقة العلم بالمعروف من القلب حتى لا يمكن الإنفكاك عنه بحل والمبالاة التهمم بفوات الشيء قلت إذا تجلى لك الحق تعالى بإسمه الجليل أو بإسمه القهار وفتح لك منها باباً ووجهة لتعرفه منها فإعلم أن الله تعالى قد أعتنى بك وأراد أن يجتبيك لقربه ويصطفيك لحضرته فإلتزم الأدب معه بالرضي ولتسليم وقابله بالفرح والسرور ولا تبال بما يفوتك بها معها من الأعمال البدنية فإنما هي وسيلة للأعمال القلبية فإنه ما فتح هذا الباب إلا وهو يريد أن يرفع بينك وبينه الحجاب ألم تعلم أن التعرفات الجلالية هو الذي أوردها عليك لتكون عليه وارداً والأعمال البدنية أنت مهديها إليه لتكون إليه بها وأصلاً وفرق كبير بين ما تهديه أنت من الأعمال المدخولة والأحوال المعلولة وبين ما يورده عليك الحق تعالى من تحف المعارف الربانية والعلوم اللدنية فطب نفساً أيها المريد بما ينزل عليك من هذه التعرفات الجلالية والنوازل القهرية ومثل ذلك كالأمراض والأوجاع والشدائد والأهوال وكل ما يثقل على النفس ويؤلمها كالفقر والذل وأذية الخلق وغير ذلك مما تكرهه النفوس فكل ما ينزل بك من هذه الأمور فهي نعم كبيرة ومواهب غزيرة تدل على قوة صدقك إذ بقدر ما يعظم الصدق يعظم التعرف أشدكم بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل والصدق متبوع وإذا أراد الله أن يطوي مسافة البعد بينه وبين عبده سلط عليه البلاء حتى إذا تخلص وتشحر صلح للحضرة كما تصفي الفضة والذهب بالنار لتصلح لخزانة الملك وما زالت الشيوخ والعارفون يفرحون بهذه النوازل ويستعدون لها في كسب المواهب كان شيخ شيوخنا سيدي على العمراني رضي الله عنه يسميها ليلة القدر ويقول أل الحيزة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وذلك لأجل ما يجتنيه العبد منها من أعمال القلوب التي الذرة منها أفضل من أمثال الجبال من أعمال الجوارح وقد قلت في ذلك بيتين وهماا يتردد ولا يتعجب والصادق يتردد ثم يجزم وأن رأى خرق عادة تعجب وأستغرب والله تعالى أعلم ولما كانت التعرفات القهرية ظاهرها جلال وباطنها جمال لما يعقبها من أوصاف الكمال وربما يشك المريد فيما وعد الحق عليها من الخيرات وما رتب عليها من الفتوحات نبه الشيخ على ذلك فقال إذ فتح لك وجهة من للتعرف فلا تبال معها أن قل عملك فإنه ما فتحها عليك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك والأعمال أنت مهديها إليه وأين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك فتح هنا بمعنى هيأ ويسر والغالب إستعماله في الخير فأشع الإتيان به هنا أن جهة التعريف من الأمور الجميلة والوجهة هي الجهة والمراد هنا الباب والمدخل والتعرف طلب المعرفة تقول تعرف لي فلان إذا طلب مني معرفته والمعرفة تمكن حقيقة العلم بالمعروف من القلب حتى لا يمكن الإنفكاك عنه بحل والمبالاة التهمم بفوات الشيء قلت إذا تجلى لك الحق تعالى بإسمه الجليل أو بإسمه القهار وفتح لك منها باباً ووجهة لتعرفه منها فإعلم أن الله تعالى قد أعتنى بك وأراد أن يجتبيك لقربه ويصطفيك لحضرته فإلتزم الأدب معه بالرضي ولتسليم وقابله بالفرح والسرور ولا تبال بما يفوتك بها معها من الأعمال البدنية فإنما هي وسيلة للأعمال القلبية فإنه ما فتح هذا الباب إلا وهو يريد أن يرفع بينك وبينه الحجاب ألم تعلم أن التعرفات الجلالية هو الذي أوردها عليك لتكون عليه وارداً والأعمال البدنية أنت مهديها إليه لتكون إليه بها وأصلاً وفرق كبير بين ما تهديه أنت من الأعمال المدخولة والأحوال المعلولة وبين ما يورده عليك الحق تعالى من تحف المعارف الربانية والعلوم اللدنية فطب نفساً أيها المريد بما ينزل عليك من هذه التعرفات الجلالية والنوازل القهرية ومثل ذلك كالأمراض والأوجاع والشدائد والأهوال وكل ما يثقل على النفس ويؤلمها كالفقر والذل وأذية الخلق وغير ذلك مما تكرهه النفوس فكل ما ينزل بك من هذه الأمور فهي نعم كبيرة ومواهب غزيرة تدل على قوة صدقك إذ بقدر ما يعظم الصدق يعظم التعرف أشدكم بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل والصدق متبوع وإذا أراد الله أن يطوي مسافة البعد بينه وبين عبده سلط عليه البلاء حتى إذا تخلص وتشحر صلح للحضرة كما تصفي الفضة والذهب بالنار لتصلح لخزانة الملك وما زالت الشيوخ والعارفون يفرحون بهذه النوازل ويستعدون لها في كسب المواهب كان شيخ شيوخنا سيدي على العمراني رضي الله عنه يسميها ليلة القدر ويقول أل الحيزة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وذلك لأجل ما يجتنيه العبد منها من أعمال القلوب التي الذرة منها أفضل من أمثال الجبال من أعمال الجوارح وقد قلت في ذلك بيتين وهما
إذا طرقت بابي من الدهر فاقة ... فتحت لها باب المسرة والبشر
وقلت لها أهلاً وسهلاً ومرحباً ... فوقتك عندي أحظى من ليلة القدر
وأعلم أن هذه التعرفات الجلالية هي أختبار من الحق ومعيار للناس وبها تعرف الفضة والذهب من النحاس فكثير من المدعين يظهرون على ألسنتهم المعرفة واليقين فإذا وردت عليهم عواصف رباح الأقدار ألقتهم في مهاوي القنط والإنكار من أدعى ما ليس فيه فضحته شواهد الإمتحان وكان شيخ شيخنا مولاي العربي رضي الله عنه يقول العجب كل العجب ممن يطلب معرفة الله ويحرص عليها فإذا تعرف له الحق تعالى هرب منه وأنكر وقال شيخنا البزيدي رضي الله عنه هذه التعرفات الجلالية على ثلاثة أقسام قسم عقوبة وطرد وقسم تأديب وقسم زيادة وترق أما الذي هو عقوبة وطرد فهو الذي يسيء لأدب فيعاقبه الحق تعالى ويجهل فيها فيسخط ويقنط وينكر فيزداد من الله طرداً وبعداً وأما القسم الذي هو تأديب فهو الذي يسيء الأدب فيؤدبه الحق تعالى فيعرفه فيها وينتبه لسوء أدبه وينهض من غفلته فهي في حقه نعمة في مظهر النقمة وأما الذي هي في حقه زيادة وترق فهو الذي تنزل به هذه التعرفات من غير سبب فيعرف فيها ويتأدب معها ويترقى بها إلى مقام الرسوخ والتمكين اه بالمعنى قلت ولذلك قال بعضهم بقدر الأمتحان يكون الإمتكان وقال أيضاً أختبار الباقي يقطع التباقي فائدة إذا أردت أن يسهل عليك الجلال فقابله بضده وهو الجمال فإنه ينقلب جمالاً في ساعته وكيفية ذلك أنه إذا تجلى بإسمه القابض في الظاهر فقابله أنت بالبسط في الباطن فإنه ينقلب بسطاً وإذا تجلى لك بإسمه القوي فقابله أنت بالضعف أو تجلي بإسمه العزيز فقابله بالذل في الباطن وهكذا يقابل الشيء بضده قياماً بالقدرة والحكمة وكان شيخ شيخنا مولاي العربي رضي الله عنه يقول ما هي إلا حقيقة واحدة أن شربتها عسلاً وجدتها عسلاً وأن شربتها لبناً وجدتها لبناً وأن شربتها حنظلاً وجدتها حنظلاً فأشرب يا أخي المليح ولا تشرب القبيح اه ومعنى كلامه رضي الله عنه هو كما تقابله يقابلك والله تعالى أعلم ولما تكلم على الأعمال وثمراتها وهو الأدب ومرجعه إلى السكون تحت مجاري الأقدار من غير تدبير ولا أختيار ولا تعجيل لما تأخر ولا تأخر لما تعجل بل يكون مخط نظره إلى ما يبرز من عنصر القدرة فيتلقاه بالمعرفة تكلم على تنويعها وتهذيبها بتهذيب عاملها
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin