الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في الدائرة من الحوادث الكونية الجزء الثاني .كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي شرح صدر الدين القونوي
الجزء الثاني
كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي بشرح الشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي
تابع الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية .
فالكنانة مصونة وأسرارها مكنونة كلما أطرقها طارق أو قصدها مارق رمي بشهاب ثاقب من رب المشارق والمغارب لأن عمدها قائمة وإمداداتها دائمة وهي الربوة المباركة التي لا تقبل المشاركة قد أحاط بها جبل ق من جميع الأطراف قاف محيط بالأكناف فهو عالي الذرى لتربية أمجاد الورى سيفشو أمره ويذاع خبره ترقبه في جوف الكنانة وهو محيط بها لكن ميقاته السين لكمال التعيين .
أما رابع النار فعليه المدار في حفظ الديار لا بد من الاتفاق على ترك النفاق ، وفي دسغ العدد يظهر سر المدد وذلك أعدل المدد لقرب الوقت المعلوم وحصول القدر المحتوم ، إذا نفذ عدد الدسغ فاح شذا طيب الميم فلا يشمه إلّا كريم ذو عقل سليم .
وليس أحرى لذلك الإسهام الكنانة المهيؤون لحفظ الأمانة ، وفي عين الغين ينصلح وجه البسيطة بالتمهيد المطلوب بكل حبيب يحكم محبوب ، هذا ما دلت عليه الحروف في حيثية أعدادها واستنطاقاتها بحكم الاصطلاح المتفق عليه الجمهور ، فانتبه لما أبرزته قدرة الباري سبحانه من أسرار الحروف والأعداد فافهم .
وقال بعض من اطلع على دائرة الشجرة النعمانية وحرر إشاراتها وأظهر مكنوناتها بالصناعة الحرفية ، إنه إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها تختلف أحوال القاهرة من الحوادث المتواترة ، ويختل نظام قطانها وتتغير أهوية أزمانها وتنبت بها شجرة الخلاف تعم وتتفرق أغصانها ، في الأطراف وتثمر عدم الائتلاف بين الجواهر والأصداف ، تلك شجرة الحنظل التي تقذفها النفوس وبظهورها تتفشى المظالم والمكوس ويتكرر الطاء المترادف بالعكوف .
فالرجات مترادفة والحركات متقاربة ، وهي مبنية على السالفة فالعين مخذولة وحرف الألف مقتول والميم سيفه مسلول يقتضي الأسود وأمره غير مردود وعلى يده نقص العدد وإرغام أنف الوالد والولد وإخراج فرقة بعض النواجذ من شؤم رأيهم الفاسد ويناصحه الميم والباء بلا مراء وهو خراب أول القرى ، ويكون الدور والتسلسل في النزاع وظهور الابتداع .
ولا تنسى رجة الحرم من الأوغاد وسهام الكنانة تأخذهم في الواد عند شجرة القتاد ، هل سهام الكنانة إلّا رجال النجدة وأرباب الحدة ، سيظعنون منها وإليها يعودون بعزم متين ونصر عزيز وتمكين ، أسس تلك الحركة قيام القاف بالجيم ، إلى الياء يقضي ذلك إلى اختلاف عظيم في الأمور ويفر القاف من الجيم ويرجع بأقبح رد غيبته ، يريد الكنانة فيرده من يرهقه ويصده عنها إلى مغربها تقول برهة ويقضي فلا يعمر عشه بأفراخه إلى غير الغين ، تأمله تراه وترقبه تلقاه ، أما قيام العرب من العجب لأنه ينتج النصب ، وتعطيل النفوذ من السود أكالين الكبود ، وتكرار وارد الباب من أعظم الأسباب للخراب ، إن صحت الجمعية هلكت الرعية .
إياك والغفلة فإنها رفلة ، كن في السواد الأعظم فإنك لا تندم بل تغنم ، عليك بالبيت المعمور فإنه مغشى بالنور ، لا تفارق الكنانة تبقى وحيد وتستحكم فيك العبيد ، وإذا رأيت القران الأول فاعلم أنه علامة واضحة أنوارها واضحة غير معاينة هي علامة ظهور الكردي النائم وملاقاته لميم قائم ، ويستمد الميم من الكنانة بعدة الغين فيظعنون إليه ويجتمعون عليه .
وينهزم الكردي بخربة ويرجع المصري على دربه بعد حربه يدخل الكنانة في رجب ، والناس من جهته في وصب ، ولا تنسى حادثة الزوراء وما بعدها فإن لها سبع كرات حتى يجتمع الشتات ويذل شاه العجم لراعي الغنم ويؤخذ ولده أسيرا إذا خالف المشير .
وسابع كرة عند اجتماع نجوم المجرة ، وتسكن الحركات بالكنانة بصفاء الوقت برهة حتى ترد أخبار الكنانة من الروم بقيامهم على ساق واجتماعهم على حصن النهر ، ومالكه إذ ذاك ميم ونصرته ميم وميم وميم وحاء وياء قديم .
وتستمر الحرب بينهم ميقات والنار يضرمها الهياج والنهر متلاطم الأمواج والسبعة المجتمعة يهزمهم صاحب الراية المرتفعة ميم الحصن العثماني وصدر المقام الخاقاني والسابع منهم غريق وهلاك السفن من الحريق يا لها من وقعة هائلة ما شوهد مثلها في القرون الخالية الزائلة كيف لا ؟ وجنود أهل الطغيان مجتمعة من خلف هميان ، لا شك ولا خفاء إن عظيمهم القران الأكبر شناره مرتفع بصليب الجوهر .
ثم لا تقوم لهم بعدها قائمة وهزيمتهم إلى الميقات دائمة .
عندها يلج الميم بالجيم دخولا إلى مدينة العجب وكنيسة الذهب ، يتم حصارها ميقات وتفتح في أشرف الأوقات الذي هو اليوم الأزهر في ساعة صعود الخطيب على المنبر ، ويغنم الميم وجنده غنيمة ما غنموها قط إلّا في تلك الوقعة غاية الوقائع الإسلامية وما بعدها إلّا وقعة أصفهان مع جنود فارس وكرمان .
وينهزم رب الطيلسان بجنوده على شط النهروان ، تلك نهاية حركات الميم صاحب القائم .
وقد تم دور المريخ وكيوان المنتظر في حكم القران ، ليت شعري هل علمت من يكون ذلك الميم هل هو إلا ليث الكنانة الصمداني المتصدر في سدة السين العثماني عهده مثبوت وعقده غير مبتوت لتعلم أن الحركات التي تحصل في الدائرة أسسها ومعظمها جيم القاهرة ، هذا غاية ما نصه ذلك الحبر في معنى قوله : إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها كان وكان فافهم .
واعلم أن الغين الجامدة عدتها ألف سنة شمسية ، والغين غير الجامدة زيادتها سين سين ، وينتقل الحكم إلى قران آخر عجيب يتعين فيه كل أمر غريب ينسحب حكم الحوادث فيه إلى تمام القران الزائد الذي رأسه يظهر المجد الماجد صاحب القران الخاتم للأمر المهول اللازم ، وقد تصدى بعض أرباب الفن واستخرج اسم الأفراد من الحروف والأعداد من دسغ العدد إلى نهاية قاف الغين فرد فردا لكنه ما قيد الحروف بزمان مخصوص بل أطلقها في العموم والخصوص غير أنه ذكرها على التوالي حتى لا يدع عامه خالي .
قال إذا كان عام دال سين الغين بعمر عشر الحرف الإحاطي في الكنانة بالسبعة الشداد الذين هم أعيان الأفراد م م س س ي ق دورة ظهورهم من دسغ إلى دقع ، يظهرون للتعمير ولا ينبئك مثل خبير ، سل عنهم صاحب الإمداد قوي الأوتاد المنبه عليه في دائرة الشجرة بأنه من البررة ، نجمه أزهر وقدره أفخر وعلمه أظهر ، وبقية الحروف في ضمن دائرته تظهر يستمدون منه ويأخذون المجد عنه ، لكل فرد منهم نعت يخصه دون صاحبه وهذا نعت التخصيص م س ق ح ي إمداد فتأمل ترشد واللّه يتولى هداك .
واعلم أن هؤلاء الأفراد نعتهم هكذا كما ترى : صلابة مدد سيار بصيرة قوة حلم يقين ص م س س ق ح ي
ثم يرث مراتبهم عشرة من دفغ إلى طمغ لكنهم ليسوا من عش واحد ، تربيهم الكنانة في ضميرها فلا تظهرهم إلّا إذا عدم مشيرها ، ترقبهم تجدهم حال الظهور في المجد والجمهور وهذه أحرفهم ح ح ق م م س س ع م .
هؤلاء رجال التمهيد للفرد المجدد المجيد وعلى أيديهم عمارة القصور وسد الثغور وجباية الأموال وترتيب الرجال وحرب قطان المدن والجبال وحفظ الديار من الأهوال ورد جيوش المغرب الأقصى من المدينة الحادثة غربي الكنانة وملكهم المنعوت بالديانة ، وأخذ المراكب البحرية في عتبة الإسكندرية والأمواج قائمة كالجبال والرياح تختلف على اليمين والشمال ، يا لها من غنيمة ما أكثرها من نعمة ما أغزرها ، ونقمة على الأعداء الذين لا يبتغون الهدى ولا يستحقون النداء ولا يتقون أفعال الردى ، تلك الواقعة سبب تخريب بلاد الصليب وقيام الأطراف على جزيرة القليب ، هذا في قران ثابت الطرف من هوله .
إلّا في قطر الكنانة فإن طالعها قد خص بالصيانة لا يقهرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر.
فهي محفوظة الأركان مخصوصة بالأمان والإيمان حتى تشرق الشمس من عين الروح إذا تعين نزوله في يوم العروبة من المنارة البيضاء كما هو منصوص عليه في الأصول المشيرة إلى ما ذكرناه آنفا .
ورب قائل يقول قد دلت الأصول بالقرائن إلى عالم طصنع وختمه ، فماذا تدل عليه بعد ذلك وهذا مما لا بأس به لأن الحوادث لم تزل مترادفة ما دامت الأفلاك دائرة بالحكمة .
فإذا تمت الدورة الخيالية المثالية وأخذت استحقاقها بعقود المدة المقدورة العددية المشار إليها بلفظة قيام وينظرون تم الأمر وانتقل الحكم من ترتيب الحكمة إلى تدبير القدرة ، وينقضي طرد الحوادث بانقضاء الدورة الخيالية لكن لما كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على ما بعد عام قاف الغين إلى نفوذ عدد ينظرون نقول إن القاف إذا تمت شهورها وأيامها ربما واللّه أعلم تنحاز الممالك في أيدي البغاة من المتغلبين في كامل أقطار البسيطة .
وتستمر الكنانة في حصن الصيانة فتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل رجالها الأعيان عدتهم الغين الجامدة غير المتحركة ، إذا آن أوانهم وتعينت أعيانهم شيدوا أركانها وكثروا أعيانها ، فالفرد القائم إذ ذاك هو الميم ابن الميم من الأحرار لا من العبيد ، رجاله رجال النجدة عدة الغين كما تقوم حوادث زمانهم جزئيات غير كليات لكثرتها ، فلا حاجة إلى ذكرها لعدم فائدتها ، غير أن التنبيه على الأحرف الضابطة لأسماء الرؤساء منهم لا بأس به والأخرى منهم بالتنبيه على اسمه ما في هذه الدائرة :
ع ح ح م م ق س وهم سبعة لأنهم رؤس والجميع بالتفاق 70 8 8 40 40 100 10
وعليهم المدار في الخلاف والوفاق فافهم الأمام والوراء هذا ما دل عليه نطق الأعداد المستخرجة من الأزواج والأفراد بالأصول الحرفية والقواعد الجفرية فاعلم ذلك واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه ، وحوله رجوع واستدراك لما فيه الحاجة أكد من التنبيه على حوادث الوقت الذي بين الغين الجامدة والغين غير الجامدة والمدة الزائدة إلى تمام عدد القاف الجامدة ، فنقول وباللّه التوفيق إن واضع الشجرة لم ينبه فيها إلّا على مقتضى حكم الوقت لا غير .
وذلك من القران الأول الذي نص عليه في قوله :
إذا انقضت قاف الجيم قامت ميم سليم إلى القران الثاني المشار إليه بقوله حيث يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان ، وأحال الاطلاع على ما وراء ذلك من الحوادث الكلية على فن الاستنباط من الأصول لكنه أنموذج الجميع ، وقد نبهنا على بيان ما رمزه الشيخ رضي اللّه عنه في دائرة الشجرة بحسب الوقت والقابل فلا بد من التنبيه على أسماء رجال بين الغين والسين وإن تأخر محل التبعية فلا معيب وهذه دائرتهم كما ترى :
ثم على سبع جداول حرفية تشتمل على أسرار خفية يفهم منها ما أغفله الشيخ وظن به فلم يذكره صريحا غيرة عليه كما جرت عادة كل واصف خبير .
الجدول الأول جدول التقابل للحروف المشار إليها :
وهي حروف الكوكبين المشار إليهما في دائرة الشجرة بأنهما إذا تقابلا في آخر درجة من الميزان كان وصار وهذه صفة تقابلهما في الدرجة المذكورة بالاعتدال الطبيعي كما ترى :
والجدول الثاني جدول المقارنة وفيه الأحرف على غير النعت الأول:
فهي مقارنة فلكية تشير إلى أسماء أفراد الوقت الذي هو بين الغين والسين فافهم وتأمل وهو هذا كما ترى :
لأن الأحرف تكون تارة بالمصادقة وتارة بالمضاضدة لكن على طريق مخصوصة خالية غير طبيعية فافهم .
الجدول الثالث جدول الاستبدال وهو جدول فيه الأحرف عربية بأعيانها وهي :
فتبدل الحرف بما في رتبة من العنصر الثالث حتى تتصور الأحرف ينظر فيها فكل حرف منها أول اسم من أسماء الأفراد أصحاب الوقت المشار إليه بأن فيه مقابلة المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان وهم أفراد البطون أرباب المدد الذين يمهدون ويمدون أرباب السيف بالهمم وعليهم المدار فافهم .
الجدول الرابع جدول الاشتراك توضع فيه الأحرف جملة بأعدادها وأولادها :
ويصور منها الأحرف الجامعة للسيف والمدد ، هم خواص الأفراد بحكم الوقت في دائرة الكنانة وهذه صفاتها :
الجدول الخامس :
جدول طبيعي توضع فيه الأحرف عربية بأولادها دون الأعداد وتجمع كل حرف طبيعة على حدتها فيعطي لكل ركن حقه من الأحرف وتصور الأسماء من الحروف كما ترى فتظهر أسماء الأفراد أرباب المراتب في الكنانة بحكم ما بين النون إلى العين فافهم ذلك ترشد إلى وجه الصواب واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه وهو الهادي إلى طريق الصواب وهذه صفاتها :
الجدول السادس جدول الأسرار : وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها عربية جامدة ممتزجة ببعضها سطرا واحدا أو ترد العجز على الصدر حتى يصير الأخير هو الأول بعينه وتجمع أعداد الجميع جملة واحدة وتقسم جملتين بالسوية وما زاد ينزل فيصور من كل من جملة اسم أو اسمين أو ثلاثة مثلا فافهم واللّه الهادي إلى طريق الرشاد .
ا ك ل ى م ور ا ر ن ى خ ك ى وا ن
لا تزال إلى ترد وصدوره ص على عجزه حتى يظهر زمامه بعينه وتسلك به المسالك كما تقدم فإفهم .
الجدول السابع جدول الأسرار: وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها بعد توليدها ، والأخذ منه العاشر دأبا على التوالي من أعلاه إلى أسفله حتى لا يبقى فيه حرف ثم انظر في الأحرف الملقوطة من العاشر للعاشر وتضم إلى بعضها وتركب أسماء فيظهر من تركيبها أسماء حوادث عجيبة ووقائع غريبة ، فاعمل بهذه الجداول السبعة ترى عجبا عجيبا وأمرا غريبا لأن الإشارة في الكوكبين جمعت أسرار الدائرة ، واعلم أن الكوكبين إشارة إلى رجلين نحسين يظهران في معرض المضاددة والمباينة والصورة صورة المصادقة ، وذلك هو النفاق الصريح وظهوره هو النعت القبيح .
وإليه الإشارة في دائرة الشجرة بقوله :
ويظهر الشقاق بين الرفاق : واعلم أن ميقات ذلك ما بين النون إلى السين نفوذ عدد غين ، أما بعد سين الغين فحكم آخر غير النفاق المشار إليه ، فمن أراد أن يعرف شخصي الكوكبين النحسين المشار إليهما ، فليأخذ عدد أحرف الكوكب الواحد دون الآخر ويضرب العدد في نفسه فيتصور له جملة جامدة يركب منها أحرف الاسم ضرورة .
ويفعل بأحرف الكوكب الثاني كذلك فإنه يعرف الاسمين كل واحد على حدته ، وإن تعذر النطق فهو بالخيار إن شاء ولد أحرف النطق واستطرد حتى يظهر الاسم صريحا ، وإن شاء أبدل الأحرف من العنصر الثالث من رتبته يظهر لك صريحا ، وكأني تلمحت طريقة في بعض الأصول تجمع أسرار الدائرة كلها جليها وخفيها وتوضح مكنوناتها .
وذلك أن الشيخ رضي اللّه عنه رمز في حروف الدائرة التي بين الدائرتين وأغمض الرمز عند قوله :
دائرة كرة مصر مقدار أفقها لا تزال بادعة ومع حكامها مخادعة ولأثقال الأمور موادعة حتى يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان تخرج من يد آل عثمان ، واعلم أن السر المكتوم المكنون في هذه الأحرف من الدال إلى النون ،
فطريقة استخراج ما فيها من الأسرار الخفية أن تؤخذ أعداد الأحرف كلها جريدة واحدة بالجمل الكبير وتعقد جملة واحدة ويزاد عليها قدرها مرة واحدة ويعمر بها وفق الكاف بشروطه ويلقط 12 12 أدوار حتى يتم لقطة ينظر في الأحرف الملقوطة فتعزل كل طليعة وحدها .
أما الأحرف النارية ، فيركب منها أسماء أرباب السلاح ،
وأما الأحرف الهوائية فيركب منها أسماء قسم عطارد ،
وأما الأحرف المائية فيركب منها أسماء علماء الوقت ،
وأما الأحرف الترابية فيركب منها أسماء رجال الوقت لأن الثبوت والرسوخ لهم ،
وقولنا يركب من الأحرف أسماء كذا وكذا فيحتاج إلى معرفة صناعة التركيب للأسماء من الأحرف المذكورة لأنه تارة ينطق الحرف بأول حرف من الاسم كالسين مثلا من اسم سليم أو الدال من اسم داوود والميم من اسم محمد هذا وجه .
وتارة يكون الحرف الناطق في عدد غير الناطق في بدله من ثالث عنصر ، وبهذا يتضح لك سر وضع الحروف في الدائرة وتركيبها كلمات ناطقة من دائرة كرة مصر إلى لفظة عثمان ،
وأما ما زاد على ذلك في بعض النسخ كقوله بعد لفظة عثمان : خروج وعدل لا خروج جور فذلك ليس فيه رمز بل فيه إشارة إلى أن الخروج ليس على ظاهره كما يظنه من لا معرفة له بالاصطلاح ،
فالخروج هنا على الحقيقة من الجور إلى العدل لا غير لكون الميم الخاتم القائم على ظهوره رحمة لأهل الإيمان ونقمه على أهل الكفر والطغيان ، قيامه لتجديد الشريعة وسد الذريعة ،
وأعظم أنصار ميم السين العز والتمكين صدر الصدور الخنكارية وأمين الأسرار العثمانية ترقبه تراه إذا سبق رب الباب ، وهو بأرض دارب يجتمع على سميه ببلدة قونيه الرومية ويبايعه ببيعة يتربصها رب الباب ويحققها بتكميل عدد الأصحاب ، ذلك أوان السرور وزمان الرضا والحبور ، كيف يقال إن ميم الختام يتعرض بطريق التغليب لا صلح حكام الأنام في الإسلام حاشا وكلا أن المنعوت بالفضل الموصوف بالعدل يعدل عن الصراط المستقيم أو يميل عن الخط القويم ، لا سيّما وقد نعته سيد الأكوان وأشرف ولد عدنان بأنه المحيي للسنة والفرض وأنه رحمة لأهل الأرض ،
وقد ثبت عند علماء الحقيقة ومشايخ الطريقة بأنه يظهر في آخر الزمان وتقبل راياته من قبل خراسان وسواد راياته من السؤدد لا من السواد ، وقائد جنده أعظم الأفراد يقوم من وراء النهر في عدة مستعدة وأمجاد أهل قوة وشدة حتى يوافي شط الفرات ويقابل أبطال الغزاة ، يا لها من فرحة ما أعظمها وجملة أعياد ما أكرمها ،
هذا والميم الخاتم الأعظم بين الركن والمقام وزمزم ينتظرون الوقت المعلوم وإن برز له من الحضرة مرسوم يأتيه الإذن بالظهور في أشرف الشهور فيأتي بخواص أصحابه الكرام إلى غوطة الشام ، ثم ينتهي سيره إلى عين تاب ويجتمع عليه قبائل الأعراب ، فإذا وصل قونيه الحصينة يجتمع به صدر الباب العثماني على الرضا والتسليم عن إذن سين سليم الحميم .
هناك اتفاق الأمراء على الفتح المبين الخاتم لفتوحات أهل اليمن ، ذاك هو الفتح الموعود به في الأصول لإعادة ذخائر بيت المقدس وكنزه المنقول بعد خراب رومية وهدم البيعة الذهبية ، وهي أعظم مدينة يغنمها جند الميم ، وهذه صفة البيعة وبيانها للتعليم .
أما التعليم فهو الإعلام بالسر المكتوب والتقسيم لبيان الأحرف المرقوقة لأربابها في الأس القديم واسم البيعة هيكل أهل الطغيان وحزب الشيطان وعباد الصلبان .
بعد هذه الوقعة لا تقوم لهم قائمة وهي الوقعة الخاتمة يرجع منها ميم الختام وميم الصدر المقدام إلى كاف القاف الجامع للأطراف المحفوظ الأكناف .
معقل الدين الحنيف ومقام العز والتشريف ينفرد بالمقام فيه ذلك المقدار مع سين الوقت القائم في بابه بأتم النظام ، ويرجع صاحب الديوان إلى مستقره مع يحيى صاحب سره الذي لم يقف أحد على حقيقة اسمه ومقره ، معلوم عند علماء الرسوم ، وعند ذلك تندمج الميم في العين ويزول العرض من البين وينفرد العين بالملك دون مشاركة ، ومدته هي المدة المباركة وقد قلت في ذلك قصيدة :
يقوم بأمر اللّه في الأرض ظاهر .... على رغم شيطائل يمحق الكفر
يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه .... ويمتد من ميم بأحكامها يدري
ومدة ميقات موسى وجنده .... خيار الورى في الوقت جلوا عن الحصر
على يده محق اللئام جميعهم .... بسيف قوي متين عسى تدري
حقيقة ذاك السيف والقائم الذي .... تعين للدين القويم على الأمر
لعمري هو الفرد الذي سريانه .... بكل زمان في مظاهره يسري
تسمى بأسماء المراتب كلها .... خفاء وإعلانا كذلك إلى الحشر
أليس هو النور الأتم حقيقة .... ونقطة ميم منه إمدادها يجري
يفيض على الأكوان ما قد أفاضه .... عليه إله العرش في أزل الدهر
فما تم إلا الميم لا شيء غيرها .... وذا العين من نوابه مفرد العصر
هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا .... بلغت إلى مد مديد من العمر
كأنك بالمذكور يهبط راقيا .... إلى ذروة المجد الأتيل على القدر
بذا قال أهل الحل والعقد فاكتفي .... بنصهم المثبوت في صحف الزبر
فإن تبغ ميقات الظهور فإنه .... يكون بدور جامع مطلع الفجر
بشمس تمد الكل من ضوء نورها .... وجمع دراري الأوج فيها مع البدر
فلا تك في ريب مريب لريبة .... قد ودمع الأوهام والحدس والفكر
وخذ محض علم الحق من أحرف بدت .... عن الفرد المغرور للحجب في حذر
مبنية في مخضها وانبساطها .... وتوليدها والشفع يخبر بالوتر
وصلّ على المختار من آل هاشم .... محمد المبعوث بالنهي والأمر
عليه صلاة اللّه ما لاح بارق .... وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر
وآل وأصحاب أولي المجد والتقى .... صلاة وتسليما يدومان للحشر
الجزء الثاني
كتاب الشجرة النعمانية للشيخ الأكبر ابن العربي بشرح الشيخ صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي
تابع الفصل الثالث في بيان رموز هذه الشجرة وما في ضمن الدائرة المذكورة من التنبيه على الحوادث الكونية .
فالكنانة مصونة وأسرارها مكنونة كلما أطرقها طارق أو قصدها مارق رمي بشهاب ثاقب من رب المشارق والمغارب لأن عمدها قائمة وإمداداتها دائمة وهي الربوة المباركة التي لا تقبل المشاركة قد أحاط بها جبل ق من جميع الأطراف قاف محيط بالأكناف فهو عالي الذرى لتربية أمجاد الورى سيفشو أمره ويذاع خبره ترقبه في جوف الكنانة وهو محيط بها لكن ميقاته السين لكمال التعيين .
أما رابع النار فعليه المدار في حفظ الديار لا بد من الاتفاق على ترك النفاق ، وفي دسغ العدد يظهر سر المدد وذلك أعدل المدد لقرب الوقت المعلوم وحصول القدر المحتوم ، إذا نفذ عدد الدسغ فاح شذا طيب الميم فلا يشمه إلّا كريم ذو عقل سليم .
وليس أحرى لذلك الإسهام الكنانة المهيؤون لحفظ الأمانة ، وفي عين الغين ينصلح وجه البسيطة بالتمهيد المطلوب بكل حبيب يحكم محبوب ، هذا ما دلت عليه الحروف في حيثية أعدادها واستنطاقاتها بحكم الاصطلاح المتفق عليه الجمهور ، فانتبه لما أبرزته قدرة الباري سبحانه من أسرار الحروف والأعداد فافهم .
وقال بعض من اطلع على دائرة الشجرة النعمانية وحرر إشاراتها وأظهر مكنوناتها بالصناعة الحرفية ، إنه إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها تختلف أحوال القاهرة من الحوادث المتواترة ، ويختل نظام قطانها وتتغير أهوية أزمانها وتنبت بها شجرة الخلاف تعم وتتفرق أغصانها ، في الأطراف وتثمر عدم الائتلاف بين الجواهر والأصداف ، تلك شجرة الحنظل التي تقذفها النفوس وبظهورها تتفشى المظالم والمكوس ويتكرر الطاء المترادف بالعكوف .
فالرجات مترادفة والحركات متقاربة ، وهي مبنية على السالفة فالعين مخذولة وحرف الألف مقتول والميم سيفه مسلول يقتضي الأسود وأمره غير مردود وعلى يده نقص العدد وإرغام أنف الوالد والولد وإخراج فرقة بعض النواجذ من شؤم رأيهم الفاسد ويناصحه الميم والباء بلا مراء وهو خراب أول القرى ، ويكون الدور والتسلسل في النزاع وظهور الابتداع .
ولا تنسى رجة الحرم من الأوغاد وسهام الكنانة تأخذهم في الواد عند شجرة القتاد ، هل سهام الكنانة إلّا رجال النجدة وأرباب الحدة ، سيظعنون منها وإليها يعودون بعزم متين ونصر عزيز وتمكين ، أسس تلك الحركة قيام القاف بالجيم ، إلى الياء يقضي ذلك إلى اختلاف عظيم في الأمور ويفر القاف من الجيم ويرجع بأقبح رد غيبته ، يريد الكنانة فيرده من يرهقه ويصده عنها إلى مغربها تقول برهة ويقضي فلا يعمر عشه بأفراخه إلى غير الغين ، تأمله تراه وترقبه تلقاه ، أما قيام العرب من العجب لأنه ينتج النصب ، وتعطيل النفوذ من السود أكالين الكبود ، وتكرار وارد الباب من أعظم الأسباب للخراب ، إن صحت الجمعية هلكت الرعية .
إياك والغفلة فإنها رفلة ، كن في السواد الأعظم فإنك لا تندم بل تغنم ، عليك بالبيت المعمور فإنه مغشى بالنور ، لا تفارق الكنانة تبقى وحيد وتستحكم فيك العبيد ، وإذا رأيت القران الأول فاعلم أنه علامة واضحة أنوارها واضحة غير معاينة هي علامة ظهور الكردي النائم وملاقاته لميم قائم ، ويستمد الميم من الكنانة بعدة الغين فيظعنون إليه ويجتمعون عليه .
وينهزم الكردي بخربة ويرجع المصري على دربه بعد حربه يدخل الكنانة في رجب ، والناس من جهته في وصب ، ولا تنسى حادثة الزوراء وما بعدها فإن لها سبع كرات حتى يجتمع الشتات ويذل شاه العجم لراعي الغنم ويؤخذ ولده أسيرا إذا خالف المشير .
وسابع كرة عند اجتماع نجوم المجرة ، وتسكن الحركات بالكنانة بصفاء الوقت برهة حتى ترد أخبار الكنانة من الروم بقيامهم على ساق واجتماعهم على حصن النهر ، ومالكه إذ ذاك ميم ونصرته ميم وميم وميم وحاء وياء قديم .
وتستمر الحرب بينهم ميقات والنار يضرمها الهياج والنهر متلاطم الأمواج والسبعة المجتمعة يهزمهم صاحب الراية المرتفعة ميم الحصن العثماني وصدر المقام الخاقاني والسابع منهم غريق وهلاك السفن من الحريق يا لها من وقعة هائلة ما شوهد مثلها في القرون الخالية الزائلة كيف لا ؟ وجنود أهل الطغيان مجتمعة من خلف هميان ، لا شك ولا خفاء إن عظيمهم القران الأكبر شناره مرتفع بصليب الجوهر .
ثم لا تقوم لهم بعدها قائمة وهزيمتهم إلى الميقات دائمة .
عندها يلج الميم بالجيم دخولا إلى مدينة العجب وكنيسة الذهب ، يتم حصارها ميقات وتفتح في أشرف الأوقات الذي هو اليوم الأزهر في ساعة صعود الخطيب على المنبر ، ويغنم الميم وجنده غنيمة ما غنموها قط إلّا في تلك الوقعة غاية الوقائع الإسلامية وما بعدها إلّا وقعة أصفهان مع جنود فارس وكرمان .
وينهزم رب الطيلسان بجنوده على شط النهروان ، تلك نهاية حركات الميم صاحب القائم .
وقد تم دور المريخ وكيوان المنتظر في حكم القران ، ليت شعري هل علمت من يكون ذلك الميم هل هو إلا ليث الكنانة الصمداني المتصدر في سدة السين العثماني عهده مثبوت وعقده غير مبتوت لتعلم أن الحركات التي تحصل في الدائرة أسسها ومعظمها جيم القاهرة ، هذا غاية ما نصه ذلك الحبر في معنى قوله : إذا أخذت الغين الجامدة استحقاقها كان وكان فافهم .
واعلم أن الغين الجامدة عدتها ألف سنة شمسية ، والغين غير الجامدة زيادتها سين سين ، وينتقل الحكم إلى قران آخر عجيب يتعين فيه كل أمر غريب ينسحب حكم الحوادث فيه إلى تمام القران الزائد الذي رأسه يظهر المجد الماجد صاحب القران الخاتم للأمر المهول اللازم ، وقد تصدى بعض أرباب الفن واستخرج اسم الأفراد من الحروف والأعداد من دسغ العدد إلى نهاية قاف الغين فرد فردا لكنه ما قيد الحروف بزمان مخصوص بل أطلقها في العموم والخصوص غير أنه ذكرها على التوالي حتى لا يدع عامه خالي .
قال إذا كان عام دال سين الغين بعمر عشر الحرف الإحاطي في الكنانة بالسبعة الشداد الذين هم أعيان الأفراد م م س س ي ق دورة ظهورهم من دسغ إلى دقع ، يظهرون للتعمير ولا ينبئك مثل خبير ، سل عنهم صاحب الإمداد قوي الأوتاد المنبه عليه في دائرة الشجرة بأنه من البررة ، نجمه أزهر وقدره أفخر وعلمه أظهر ، وبقية الحروف في ضمن دائرته تظهر يستمدون منه ويأخذون المجد عنه ، لكل فرد منهم نعت يخصه دون صاحبه وهذا نعت التخصيص م س ق ح ي إمداد فتأمل ترشد واللّه يتولى هداك .
واعلم أن هؤلاء الأفراد نعتهم هكذا كما ترى : صلابة مدد سيار بصيرة قوة حلم يقين ص م س س ق ح ي
ثم يرث مراتبهم عشرة من دفغ إلى طمغ لكنهم ليسوا من عش واحد ، تربيهم الكنانة في ضميرها فلا تظهرهم إلّا إذا عدم مشيرها ، ترقبهم تجدهم حال الظهور في المجد والجمهور وهذه أحرفهم ح ح ق م م س س ع م .
هؤلاء رجال التمهيد للفرد المجدد المجيد وعلى أيديهم عمارة القصور وسد الثغور وجباية الأموال وترتيب الرجال وحرب قطان المدن والجبال وحفظ الديار من الأهوال ورد جيوش المغرب الأقصى من المدينة الحادثة غربي الكنانة وملكهم المنعوت بالديانة ، وأخذ المراكب البحرية في عتبة الإسكندرية والأمواج قائمة كالجبال والرياح تختلف على اليمين والشمال ، يا لها من غنيمة ما أكثرها من نعمة ما أغزرها ، ونقمة على الأعداء الذين لا يبتغون الهدى ولا يستحقون النداء ولا يتقون أفعال الردى ، تلك الواقعة سبب تخريب بلاد الصليب وقيام الأطراف على جزيرة القليب ، هذا في قران ثابت الطرف من هوله .
إلّا في قطر الكنانة فإن طالعها قد خص بالصيانة لا يقهرها قاهر ولا يظهر عليها فاجر.
فهي محفوظة الأركان مخصوصة بالأمان والإيمان حتى تشرق الشمس من عين الروح إذا تعين نزوله في يوم العروبة من المنارة البيضاء كما هو منصوص عليه في الأصول المشيرة إلى ما ذكرناه آنفا .
ورب قائل يقول قد دلت الأصول بالقرائن إلى عالم طصنع وختمه ، فماذا تدل عليه بعد ذلك وهذا مما لا بأس به لأن الحوادث لم تزل مترادفة ما دامت الأفلاك دائرة بالحكمة .
فإذا تمت الدورة الخيالية المثالية وأخذت استحقاقها بعقود المدة المقدورة العددية المشار إليها بلفظة قيام وينظرون تم الأمر وانتقل الحكم من ترتيب الحكمة إلى تدبير القدرة ، وينقضي طرد الحوادث بانقضاء الدورة الخيالية لكن لما كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على ما بعد عام قاف الغين إلى نفوذ عدد ينظرون نقول إن القاف إذا تمت شهورها وأيامها ربما واللّه أعلم تنحاز الممالك في أيدي البغاة من المتغلبين في كامل أقطار البسيطة .
وتستمر الكنانة في حصن الصيانة فتقوى شوكة قطانها حتى لا يدخلها دخيل ولا يتصرف فيها بديل رجالها الأعيان عدتهم الغين الجامدة غير المتحركة ، إذا آن أوانهم وتعينت أعيانهم شيدوا أركانها وكثروا أعيانها ، فالفرد القائم إذ ذاك هو الميم ابن الميم من الأحرار لا من العبيد ، رجاله رجال النجدة عدة الغين كما تقوم حوادث زمانهم جزئيات غير كليات لكثرتها ، فلا حاجة إلى ذكرها لعدم فائدتها ، غير أن التنبيه على الأحرف الضابطة لأسماء الرؤساء منهم لا بأس به والأخرى منهم بالتنبيه على اسمه ما في هذه الدائرة :
ع ح ح م م ق س وهم سبعة لأنهم رؤس والجميع بالتفاق 70 8 8 40 40 100 10
وعليهم المدار في الخلاف والوفاق فافهم الأمام والوراء هذا ما دل عليه نطق الأعداد المستخرجة من الأزواج والأفراد بالأصول الحرفية والقواعد الجفرية فاعلم ذلك واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه ، وحوله رجوع واستدراك لما فيه الحاجة أكد من التنبيه على حوادث الوقت الذي بين الغين الجامدة والغين غير الجامدة والمدة الزائدة إلى تمام عدد القاف الجامدة ، فنقول وباللّه التوفيق إن واضع الشجرة لم ينبه فيها إلّا على مقتضى حكم الوقت لا غير .
وذلك من القران الأول الذي نص عليه في قوله :
إذا انقضت قاف الجيم قامت ميم سليم إلى القران الثاني المشار إليه بقوله حيث يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان ، وأحال الاطلاع على ما وراء ذلك من الحوادث الكلية على فن الاستنباط من الأصول لكنه أنموذج الجميع ، وقد نبهنا على بيان ما رمزه الشيخ رضي اللّه عنه في دائرة الشجرة بحسب الوقت والقابل فلا بد من التنبيه على أسماء رجال بين الغين والسين وإن تأخر محل التبعية فلا معيب وهذه دائرتهم كما ترى :
ثم على سبع جداول حرفية تشتمل على أسرار خفية يفهم منها ما أغفله الشيخ وظن به فلم يذكره صريحا غيرة عليه كما جرت عادة كل واصف خبير .
الجدول الأول جدول التقابل للحروف المشار إليها :
وهي حروف الكوكبين المشار إليهما في دائرة الشجرة بأنهما إذا تقابلا في آخر درجة من الميزان كان وصار وهذه صفة تقابلهما في الدرجة المذكورة بالاعتدال الطبيعي كما ترى :
والجدول الثاني جدول المقارنة وفيه الأحرف على غير النعت الأول:
فهي مقارنة فلكية تشير إلى أسماء أفراد الوقت الذي هو بين الغين والسين فافهم وتأمل وهو هذا كما ترى :
لأن الأحرف تكون تارة بالمصادقة وتارة بالمضاضدة لكن على طريق مخصوصة خالية غير طبيعية فافهم .
الجدول الثالث جدول الاستبدال وهو جدول فيه الأحرف عربية بأعيانها وهي :
فتبدل الحرف بما في رتبة من العنصر الثالث حتى تتصور الأحرف ينظر فيها فكل حرف منها أول اسم من أسماء الأفراد أصحاب الوقت المشار إليه بأن فيه مقابلة المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان وهم أفراد البطون أرباب المدد الذين يمهدون ويمدون أرباب السيف بالهمم وعليهم المدار فافهم .
الجدول الرابع جدول الاشتراك توضع فيه الأحرف جملة بأعدادها وأولادها :
ويصور منها الأحرف الجامعة للسيف والمدد ، هم خواص الأفراد بحكم الوقت في دائرة الكنانة وهذه صفاتها :
الجدول الخامس :
جدول طبيعي توضع فيه الأحرف عربية بأولادها دون الأعداد وتجمع كل حرف طبيعة على حدتها فيعطي لكل ركن حقه من الأحرف وتصور الأسماء من الحروف كما ترى فتظهر أسماء الأفراد أرباب المراتب في الكنانة بحكم ما بين النون إلى العين فافهم ذلك ترشد إلى وجه الصواب واللّه يتولى هداك بمنه وكرمه وهو الهادي إلى طريق الصواب وهذه صفاتها :
الجدول السادس جدول الأسرار : وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها عربية جامدة ممتزجة ببعضها سطرا واحدا أو ترد العجز على الصدر حتى يصير الأخير هو الأول بعينه وتجمع أعداد الجميع جملة واحدة وتقسم جملتين بالسوية وما زاد ينزل فيصور من كل من جملة اسم أو اسمين أو ثلاثة مثلا فافهم واللّه الهادي إلى طريق الرشاد .
ا ك ل ى م ور ا ر ن ى خ ك ى وا ن
لا تزال إلى ترد وصدوره ص على عجزه حتى يظهر زمامه بعينه وتسلك به المسالك كما تقدم فإفهم .
الجدول السابع جدول الأسرار: وهو جدول توضع فيه الأحرف كما هي بقدرها بعد توليدها ، والأخذ منه العاشر دأبا على التوالي من أعلاه إلى أسفله حتى لا يبقى فيه حرف ثم انظر في الأحرف الملقوطة من العاشر للعاشر وتضم إلى بعضها وتركب أسماء فيظهر من تركيبها أسماء حوادث عجيبة ووقائع غريبة ، فاعمل بهذه الجداول السبعة ترى عجبا عجيبا وأمرا غريبا لأن الإشارة في الكوكبين جمعت أسرار الدائرة ، واعلم أن الكوكبين إشارة إلى رجلين نحسين يظهران في معرض المضاددة والمباينة والصورة صورة المصادقة ، وذلك هو النفاق الصريح وظهوره هو النعت القبيح .
وإليه الإشارة في دائرة الشجرة بقوله :
ويظهر الشقاق بين الرفاق : واعلم أن ميقات ذلك ما بين النون إلى السين نفوذ عدد غين ، أما بعد سين الغين فحكم آخر غير النفاق المشار إليه ، فمن أراد أن يعرف شخصي الكوكبين النحسين المشار إليهما ، فليأخذ عدد أحرف الكوكب الواحد دون الآخر ويضرب العدد في نفسه فيتصور له جملة جامدة يركب منها أحرف الاسم ضرورة .
ويفعل بأحرف الكوكب الثاني كذلك فإنه يعرف الاسمين كل واحد على حدته ، وإن تعذر النطق فهو بالخيار إن شاء ولد أحرف النطق واستطرد حتى يظهر الاسم صريحا ، وإن شاء أبدل الأحرف من العنصر الثالث من رتبته يظهر لك صريحا ، وكأني تلمحت طريقة في بعض الأصول تجمع أسرار الدائرة كلها جليها وخفيها وتوضح مكنوناتها .
وذلك أن الشيخ رضي اللّه عنه رمز في حروف الدائرة التي بين الدائرتين وأغمض الرمز عند قوله :
دائرة كرة مصر مقدار أفقها لا تزال بادعة ومع حكامها مخادعة ولأثقال الأمور موادعة حتى يقابل المريخ كيوان في آخر درجة من الميزان تخرج من يد آل عثمان ، واعلم أن السر المكتوم المكنون في هذه الأحرف من الدال إلى النون ،
فطريقة استخراج ما فيها من الأسرار الخفية أن تؤخذ أعداد الأحرف كلها جريدة واحدة بالجمل الكبير وتعقد جملة واحدة ويزاد عليها قدرها مرة واحدة ويعمر بها وفق الكاف بشروطه ويلقط 12 12 أدوار حتى يتم لقطة ينظر في الأحرف الملقوطة فتعزل كل طليعة وحدها .
أما الأحرف النارية ، فيركب منها أسماء أرباب السلاح ،
وأما الأحرف الهوائية فيركب منها أسماء قسم عطارد ،
وأما الأحرف المائية فيركب منها أسماء علماء الوقت ،
وأما الأحرف الترابية فيركب منها أسماء رجال الوقت لأن الثبوت والرسوخ لهم ،
وقولنا يركب من الأحرف أسماء كذا وكذا فيحتاج إلى معرفة صناعة التركيب للأسماء من الأحرف المذكورة لأنه تارة ينطق الحرف بأول حرف من الاسم كالسين مثلا من اسم سليم أو الدال من اسم داوود والميم من اسم محمد هذا وجه .
وتارة يكون الحرف الناطق في عدد غير الناطق في بدله من ثالث عنصر ، وبهذا يتضح لك سر وضع الحروف في الدائرة وتركيبها كلمات ناطقة من دائرة كرة مصر إلى لفظة عثمان ،
وأما ما زاد على ذلك في بعض النسخ كقوله بعد لفظة عثمان : خروج وعدل لا خروج جور فذلك ليس فيه رمز بل فيه إشارة إلى أن الخروج ليس على ظاهره كما يظنه من لا معرفة له بالاصطلاح ،
فالخروج هنا على الحقيقة من الجور إلى العدل لا غير لكون الميم الخاتم القائم على ظهوره رحمة لأهل الإيمان ونقمه على أهل الكفر والطغيان ، قيامه لتجديد الشريعة وسد الذريعة ،
وأعظم أنصار ميم السين العز والتمكين صدر الصدور الخنكارية وأمين الأسرار العثمانية ترقبه تراه إذا سبق رب الباب ، وهو بأرض دارب يجتمع على سميه ببلدة قونيه الرومية ويبايعه ببيعة يتربصها رب الباب ويحققها بتكميل عدد الأصحاب ، ذلك أوان السرور وزمان الرضا والحبور ، كيف يقال إن ميم الختام يتعرض بطريق التغليب لا صلح حكام الأنام في الإسلام حاشا وكلا أن المنعوت بالفضل الموصوف بالعدل يعدل عن الصراط المستقيم أو يميل عن الخط القويم ، لا سيّما وقد نعته سيد الأكوان وأشرف ولد عدنان بأنه المحيي للسنة والفرض وأنه رحمة لأهل الأرض ،
وقد ثبت عند علماء الحقيقة ومشايخ الطريقة بأنه يظهر في آخر الزمان وتقبل راياته من قبل خراسان وسواد راياته من السؤدد لا من السواد ، وقائد جنده أعظم الأفراد يقوم من وراء النهر في عدة مستعدة وأمجاد أهل قوة وشدة حتى يوافي شط الفرات ويقابل أبطال الغزاة ، يا لها من فرحة ما أعظمها وجملة أعياد ما أكرمها ،
هذا والميم الخاتم الأعظم بين الركن والمقام وزمزم ينتظرون الوقت المعلوم وإن برز له من الحضرة مرسوم يأتيه الإذن بالظهور في أشرف الشهور فيأتي بخواص أصحابه الكرام إلى غوطة الشام ، ثم ينتهي سيره إلى عين تاب ويجتمع عليه قبائل الأعراب ، فإذا وصل قونيه الحصينة يجتمع به صدر الباب العثماني على الرضا والتسليم عن إذن سين سليم الحميم .
هناك اتفاق الأمراء على الفتح المبين الخاتم لفتوحات أهل اليمن ، ذاك هو الفتح الموعود به في الأصول لإعادة ذخائر بيت المقدس وكنزه المنقول بعد خراب رومية وهدم البيعة الذهبية ، وهي أعظم مدينة يغنمها جند الميم ، وهذه صفة البيعة وبيانها للتعليم .
أما التعليم فهو الإعلام بالسر المكتوب والتقسيم لبيان الأحرف المرقوقة لأربابها في الأس القديم واسم البيعة هيكل أهل الطغيان وحزب الشيطان وعباد الصلبان .
بعد هذه الوقعة لا تقوم لهم قائمة وهي الوقعة الخاتمة يرجع منها ميم الختام وميم الصدر المقدام إلى كاف القاف الجامع للأطراف المحفوظ الأكناف .
معقل الدين الحنيف ومقام العز والتشريف ينفرد بالمقام فيه ذلك المقدار مع سين الوقت القائم في بابه بأتم النظام ، ويرجع صاحب الديوان إلى مستقره مع يحيى صاحب سره الذي لم يقف أحد على حقيقة اسمه ومقره ، معلوم عند علماء الرسوم ، وعند ذلك تندمج الميم في العين ويزول العرض من البين وينفرد العين بالملك دون مشاركة ، ومدته هي المدة المباركة وقد قلت في ذلك قصيدة :
يقوم بأمر اللّه في الأرض ظاهر .... على رغم شيطائل يمحق الكفر
يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه .... ويمتد من ميم بأحكامها يدري
ومدة ميقات موسى وجنده .... خيار الورى في الوقت جلوا عن الحصر
على يده محق اللئام جميعهم .... بسيف قوي متين عسى تدري
حقيقة ذاك السيف والقائم الذي .... تعين للدين القويم على الأمر
لعمري هو الفرد الذي سريانه .... بكل زمان في مظاهره يسري
تسمى بأسماء المراتب كلها .... خفاء وإعلانا كذلك إلى الحشر
أليس هو النور الأتم حقيقة .... ونقطة ميم منه إمدادها يجري
يفيض على الأكوان ما قد أفاضه .... عليه إله العرش في أزل الدهر
فما تم إلا الميم لا شيء غيرها .... وذا العين من نوابه مفرد العصر
هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا .... بلغت إلى مد مديد من العمر
كأنك بالمذكور يهبط راقيا .... إلى ذروة المجد الأتيل على القدر
بذا قال أهل الحل والعقد فاكتفي .... بنصهم المثبوت في صحف الزبر
فإن تبغ ميقات الظهور فإنه .... يكون بدور جامع مطلع الفجر
بشمس تمد الكل من ضوء نورها .... وجمع دراري الأوج فيها مع البدر
فلا تك في ريب مريب لريبة .... قد ودمع الأوهام والحدس والفكر
وخذ محض علم الحق من أحرف بدت .... عن الفرد المغرور للحجب في حذر
مبنية في مخضها وانبساطها .... وتوليدها والشفع يخبر بالوتر
وصلّ على المختار من آل هاشم .... محمد المبعوث بالنهي والأمر
عليه صلاة اللّه ما لاح بارق .... وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر
وآل وأصحاب أولي المجد والتقى .... صلاة وتسليما يدومان للحشر
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin