أهل الطريق: عبدالغني الجعفري

عبدالغني الجعفري
أتحدث اليوم عن رجل تفرّغ للعلم والذِكر وتربية السالكين، هو الشيخ عبدالغني بن صالح الجعفري، رحمه اللـه، الذي غادر دنيانا في زمن قريب.

ولد الشيخ عبدالغني عام 1932، درس في الكتّاب ثم التحق بالأزهر، وحين ظن والده الإمام الأزهري الشيخ صالح الجعفري بأن الابن قد يجامل لمكانة أبيه، أمره بالعودة إلى السودان لاستكمال العلم الشرعي وخدمة جده وجدته، فامتثل الابن البار لوالده الحكيم على الرغم من تفوقه المشهود في الأزهر. كان اللقاء مع الوالد في مصر أو خلال موسم الحج المبارك، وقد وفق اللـه سيدي عبدالغني بتحقيق تراث والده وخدمة تلامذته.

الحديث عن مكانة الشيخ عبدالغني بصفته مربياً فاضلاً يطول، فهو يهتم بطلاب العلم كاهتمامه بأبنائه وأكثر، وقد أوتي من الحكمة ما جعله إذا اختصم عنده اثنان لا يخرجان إلا بالرضا التام مهما كان حكمه. ومن فضائله التواضع ومراقبة الحق واهتمامه بالشباب ومحاربة الدجل والشعوذة، أما عذوبة حديثه عن الرسول الأعظم فليس لها مثيل.

يقول شيخنا عبدالغني «لقد جمعت الصلاة على رسول اللـه جميع المزايا وحوت كل المنح والعطايا، فضلاً عن أنها سبب لقضاء الديون وجلب الخيرات والبركات وفيوض الأسرار والأنوار، هي ذخر وزاد، والإكثار منها إكثار من الخير» .. ويضيف «هي العبادة الجامعة لكل العبادات، وأساس المحبة وعنوان المودة، وهي المدد الممدود من رسول اللـه ﻷمته». رحمه اللـه، ورضي عنه وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، ونفعنا بعلمه وهديه وهداه، وأكرمنا بمحبته ورضاه.