أهل الطريق: محمد بن سليمان الجزولي

محمد بن سليمان الجزولي
هو الشيخ الجليل محمد بن سليمان الجزولي، صاحب الكتاب الذائع (دلائل الخيرات)، ويكفي لمعرفة فضله أن نعلم أنه توفي ساجداً في صلاة الصبح.



بدأت رحلاته العلمية بحثاً عن المعلم قبل العلم، فتنقل في ديار المغرب قبل تنقله بين الحجاز ومصر وفلسطين، حتى وجد ضالته في العلامة محمد أمغار الصغير.



في عالم الدعوة تميز الجزولي باعتماد السلوك والأفعال لا الوعظ والكلام، وهذا واضح من مؤلفه (كتاب الزهد)، ومن كتابه المبارك (دلائل الخيرات) يظهر حبه الكبير للرسول الأعظم واعتماده على الصلاة عليه.



قال عنه القطعاني «كان شديد التمسك بالكتاب والسنة، واقفاً عند حدود الله، ذاكراً لمولاه مكثراً من الأولاد، يربي المريدين ويرشدهم إلى سبيل الهدى والدين، ويحضهم على التمسك بحبل الله المتين، فانتشر به التوحيد، ولهجت الألسن بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله في سائر البلاد، وكثر أتباعه في كل صوب، فأحيا الله تعالى به البلاد وقلوب العباد بعد دروس الآثار وخبو الأنوار».



الإمام الجزولي كان يقول: «واعلم أن من كان في قلبه ثلاثة أمور وهو يدعو إلى الله بالتوبة فهو زنديق: الافتخار بالعلم، وسوء الخلق، وسوء الظن بالخلق»، وقال أيضاً: «الأولياء يحسنون الظن بعباد الله، وعامة العلماء يسيئون الظن بعباد الله»، و«ليس كل داع وجب اتباعه».



رحم الله الجزولي وجعل الجنة متقلبه ومثواه ونفعنا بعلمه وهديه وهداه وأكرمنا بمحبته ورضاه.