كتاب: عهد ووعد ـالسّيّد محمّد مهدي الصّيّادي الرّفاعي الحسيني الحسني الشّهير بالرّوّاس

《 عهد ووعد 》

(ما أعظمَه من عهد وما أصدقَه من وعد )

قال العارف بالله المجدّد السّيّد محمّد مهدي الصّيّادي الرّفاعي الحسيني الحسني الشّهير بالرّوّاس رضي الله عنه وعنّا به ونفعنا بعلومه وببركته وبكم ؛ قال في كتابه فصل الخطاب مخاطباً خليفته وولده الروحي السيد أبو الهدى قدس سره والبشارة له ولمن جاء من بعده نائباً عنه :

أيها الوارث : كأنّي بكَ وأنتَ في مظهر عزّك، تلتفُّ عليك المحافل وأنت صدرُها ، وتجتمع عليك طلاب الوسائل وأنت بدرُها ، وإليك يؤول أمرها، في حضرة من حضرات الله تعالى ألا له الخلق والأمر، تَعِظُ مَظهريّتُك قلوباً، وتُشيظ نفوساً، وتُصَغِّر عيوناً، وتُصفّرُ وجوهاً، وتُلكِن ألسُناً، فاصبر لحكم ربّك ولا تكن في ضيق ممّا يمكرون .

:arrow_backward: عهدي من حضرة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم في ساحة المدد الأجمع ؛ أن مَنْ آمن بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ وأتى بالمفروضات وشيء من السُّنن؛ وكفَّ خوفاً من الله تعالى عن الكبائر، وتخلّقَ بخُلُقٍ حَسَن ،ولَحِقَتْهُ بيعتُكَ عنّي في الطّريقة الزّهراء الرّفاعيّة ؛ فأخلص الحبَّ لي ولك ؛ وجمَعَ بين حبِّ الآل والصّحابة رضي الله عنهم؛ وصحَّحَ الإعتقادَ موقِناً بظهور ما طواه الله لنا في غيبه من العناية والظّهور ؛في هذا الطّريق الأحمديّ المبرور ؛ فإن الله تعالى وفضلُه لا يُحصَر؛ يُدخِلُهُ في عِداد أوليائه أهل مقام القُرْب الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

:arrow_backward: ولنا من فضل الله حال آخر : فإنَّ كلّ مَنْ لحقَتْهُ بيعتُنا في هذه الطّريقة المهدويّة الرّفاعيّة ؛ له عينُ عنايةٍ ترعاه في منامِه ويقظتِه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ لا تنفكُّ عنه تلك الرّعاية؛ وكلُّ وليٍّ في دواوين الله حيّاً وميتاً تَصِلُ إليه أسرارُ الكشوفات والمنازلات؛ فهو مأمورٌ أيضاً برعاية كلِّ مَن لحِقَتْهُ بيعتُنا وأخلصَ الحبَّ لنا كيف كان وأين كان ؛ والحمد لله رب العالمين، ولا تنقطع الرّعاية عمَّنْ لحقته بيعتنا أو تعلَّقَت به نظرَتُنا إلا إذا أَحدَثَ في الدِّين أو انقلب عن صدقه في محبّتنا؛ وإلا فالعناية له سارية ؛ والمدد الرّبّاني شامل؛ والفضل واسع؛ فتحقَّقْ بحالك، وتمكّنْ بمقامك، ولا تخشَ غير ربك . وكن منتظراً بوارق الفتح الإلهي المتدلية من سماوات الوعد الحقّ ، إنّ الله لايخلف الميعاد .

:arrow_backward: من كتاب (فصل الخطاب فيما تنزلت به
عناية الكريم الوهاب) تأليف العارف بالله
المجدد السيد محمد مهدي الصيادي الرفاعي
الحسيني الحسني الشهير بالرواس رضي الله عنه وعنا به ونفعنا بعلومه وببركته وبكم.

:arrow_backward: جعلنا الله وإياكم من أهل هذا العهد ،
وأكرمنا بالثبات عليه وحققنا به إكراماً لصاحبه قدس الله سره وروحه .

واليك أخي المحب المحبوب المؤمن ما قاله فيه أيضا أبوه الروحي ، وأستاذه المحمدي ، الرفاعي الثاني ، والعارف الرباني ، أبو البهاء ، و غریب الغرباء ، القطب الغوث سیدنا و مولانا السيد محمد مهدي آل خزام الصيادي الرفاعي الشهير بالرواس رضي الله عنهم وعن سلفهم وخلفهم .
وهذا نصُّ ما قال وقد ترجَم قولَه السابق بأوضح المقال :
:leftwards_arrow_with_hook: وقلت وقد رأيت وارثي على منصة *
ففتحت بصيرته بمشاهدة تلك القصة :
رأيت وارثي على منصّةٍ
رفيعةٍ ذات وطاءٍ مُخملٍ
غَلغَلَهُ غَيمٌ فرامَ سِترَهُ
فشقَّهُ بقاطعاتِ الأزلِ
علِمتُ أن سَعدَه سيرتقي
وأنَّ بدرّ حظِّهِ سينجلي
وشِمتُ من تحت الغطاء راحةً
ترفعُه لذروة العزِّ العلي
رمقتُها لكي أرى صاحبَها
وإذ هو المقدامُ في كلّ ولي
سیدُنا الغوثُ الرفاعي الذي
عن الحسين نابَ فينا وعلي
فقلتُ : أَوَارثَ سرّي فابتهِج
أنا الفقيرُ ؛ إنّما المولى ملي
خُذها إليك تحفةً قدسيّةً
واردةً إليّ بالتّسلسلِ
ونَم على فرُشِ القَبول آمناً
مِن كلِّ مملوءٍ عِناداً وخَلي
و سِر بمُلك الله بالظّلّ الذي
قد جَرَّهُ عليكَ خيرُ مُرسلِ
فكُلُّ مَن أخلصَ حبَّكَ انطوى
بذيلِه في الحال والمستقبلِ
وكلُّ مَن قد نال منكَ بيعةً
على الطّريق الأحمديِّ الأفضلِ
نامَ بعين الله في أمانِهِ
حيّاً وميتاً أبداً لم يُخذَلِ
إنْ باشَرَ الفروضَ غيرَ تاركٍ
لحُكمِها بحالة المُمتثِلِ
ورَدَّ عن لوثِ الكبائرِ الهوى
وأخلَص الحبَّ بلا تَختُّلِ
يُعدُّ في الحضرة ما بين الألى
وإنْ تمطّی کسلاً نِعْمَ ولي
وتلك من بارئِنا عطيّةٌ
وإنّه سبحانَه لم يبخَلِ
ومَن رآك مُخلصاً بقلبِه
وارثَ سرّي و مقامَ هیکلي
وقد طَوى حبَّك في مهجتِه
طيّاً وعنكَ مخلصاً لم يَحُلِ
يُجزى ولو قبل المماتِ بالرّضا
وكشفِ ملبوسِ الغطاءِ المسدَل
وكلُّ قُطبٍ في الورى يحرسُهُ
بمقتضى نوبتِه لم يَجهلِ
أَمْرٌ من النّبيِّ في ديوانِهِ
قد عزَّ شأنُ أمرِه المُمتَثَل
ومَن یَکن مُعارضاً مُنفِّراً
لو صام كلَّ الدّهر لم يتّصلِ
تأخذُهُ السّيوف في جهاتِه
من حيث لا يدري إذا جَدَّ بُلي
فمُدَّ رِجلاً لا تخَف من صادمِ
مهما يشا أخو الغُوى فليَقُلِ
في كلِّ يومٍ خارقٌ لِطَمسِهِ
يبدو وأنت بالظّهور تعتلي
فقُل لخُلّانِك تيهوا طرباً
ذي نوبة المهديِّ ذي الشّأن الجلي
مَخفيُّ بيتِ أحمدٍ ظاهرُهُ
أبو المقام الطّمطميِّ الأكمل
فاسكَر بكأسٍ لك قد أترعتُه
وطِب به في حانِ قلبي واثمَلِ
تخدِمُك الأيّامُ في ساعاتها
بها استرِح واعجَب من المشتغلِ
الوهبُ لا يسلبُه حَويسِدٌ
رَبُّ جُحودٍ وقِحٌ ذو خَبَلِ
وهذه آياتنا قد تُليت
بلهجةِ المجوِّد المرتِّلِ
بِكرٌ من الغيب انجَلَت سطورُها
عن غيرنا وحقّنا لم تُنقَلِ
خطيبُها في حضرة القُرب شذا
منشورُها في محضر الغيب تُلي
ابن الرفاعي مدارُ طِرزِها
طوراً وروحُ مجدِها المؤثَّل
وإنّما أحكامُها منصوصةٌ
مِن جَدِّه سلطانِ حزبِ الرّسلِ
صلّى عليه الله ما هبّ الصّبا
يحمِل صُبحاً نفحةَ القُرنفُل
وآلِه وصحبِه وحزبِه
وكلّ فردٍ فاطميٍّ وولي