الباب الأول
في فضلِ الذِّكر والحث عليه والتحذير من تركه
أما فضله والحث عليه فثابتان بالكتاب والسنَّة والأثر، أمّا الكتاب فقد قال تعالى : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}(1) وقال : {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}(2) وقال : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}(3) وقال : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}(4) وقال : {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا}(5) وقال : {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}(6) وقال : {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}(7) وقال : {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(8) وقال : {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}(9) قال ابن عباس رضي الله عنهما له وجهان : أحدهما أنَّ ذكر الله لكم أكبر من ذكركم أيَّاه، والآخر أن ذكر الله أكبر من عبادة سواه. وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا }(10) وقال : {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}(11) إلى غير ذلك من الآيات.
وأمَّا السنَّة : فقال ﷺ : {يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً}(12). وقال ﷺ : قال الله جل ذكره : {لا يَذْكُرُنِي عَبْدٌ فِي نَفْسِهِ ، إِلا ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ مِنْ مَلائِكَتِي ، وَلا يَذْكُرُنِي فِي مَلأٍ ، إِلا ذَكَرْتُهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى}(13). وقال ﷺ : {أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ}(14). وقال عليه السلام : {قال الله عز وجل : مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ}(15). وقال عليه الصىلاة والسلام : {أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم ، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم ، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم ، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتَضْرِبوا أعناقَهُم ، ويَضْرِبوا أعْناقكُم ؟ ! ، قالوا : بَلَى ، قال : ذِكْرُ اللهِ}(16). وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : {إِنَّ آخِرَ كَلِمَةٍ فَارَقْتُ عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَوْ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}(17). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : {أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ - أَبْوَابِ الْخَيْرِ كَثِيرة وَلَا اسْتَطِيعُ القيام بِكُلَهَا، فأخبرني بِشَيْء أَتَشَبَّثُ بِهِ وَلَا تكثر عَليَّ فَأَنْسَىَ، وفي رواية: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، وأنا قد كبرت فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ وَلَا تكثر عَليَّ فَأَنْسَىَ، قَالَ : "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ"}(18). وقال ﷺ : {إنّ لكلّ شيء صِقَالَةً ، وَإِنَّ صِقَالَةَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللَّهِ تعالى وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع}. قال ثلاث مرات(19). وفي رواية ذكرها رزين : سُئل رسول الله ﷺ : {أي العبادات أفضل وأرفع درجةً عند الله يوم القيامة ؟ قال ذكر الله}(20). وقال عليه السلام : {ما مِن صدَقةٍ أفضلُ من ذِكرِ الله تعالى}(21).
الهوامش
1 - سورة البقرة : الآية 152.
2 - سورة البقرة : الآية 198.
3 - سورة البقرة : الآية 200.
4 - سورة البقرة : الآية 203.
5 - سورة آل عمران : الآية 41.
6 - سورة النساء : الآية 103.
7 - سورة الأعراف : الآية 205.
8 - سورة الرعد : الآية 28.
9 - سورة العنكبوت : الآية 45.
10 - سورة الأحزاب : الآية 41.
11 - سورة الانسان : الآية 25.
12 - رواه البخاري
13 - رواه الطبراني
14 - رواه ابن حبان
15 - رواه البخاري
16 - سنن الترمذي
17 - رواه البخاري
18 - رواه الترمذي
19 - رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي
20 - الترمذي عن أبي سعيد
21 - حديث ليس له أصل
في فضلِ الذِّكر والحث عليه والتحذير من تركه
أما فضله والحث عليه فثابتان بالكتاب والسنَّة والأثر، أمّا الكتاب فقد قال تعالى : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}(1) وقال : {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}(2) وقال : {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}(3) وقال : {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}(4) وقال : {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا}(5) وقال : {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}(6) وقال : {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}(7) وقال : {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(8) وقال : {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}(9) قال ابن عباس رضي الله عنهما له وجهان : أحدهما أنَّ ذكر الله لكم أكبر من ذكركم أيَّاه، والآخر أن ذكر الله أكبر من عبادة سواه. وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا }(10) وقال : {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}(11) إلى غير ذلك من الآيات.
وأمَّا السنَّة : فقال ﷺ : {يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً}(12). وقال ﷺ : قال الله جل ذكره : {لا يَذْكُرُنِي عَبْدٌ فِي نَفْسِهِ ، إِلا ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ مِنْ مَلائِكَتِي ، وَلا يَذْكُرُنِي فِي مَلأٍ ، إِلا ذَكَرْتُهُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى}(13). وقال ﷺ : {أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ}(14). وقال عليه السلام : {قال الله عز وجل : مَنْ شَغَلَهُ الْقُرْآنُ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ}(15). وقال عليه الصىلاة والسلام : {أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم ، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم ، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم ، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتَضْرِبوا أعناقَهُم ، ويَضْرِبوا أعْناقكُم ؟ ! ، قالوا : بَلَى ، قال : ذِكْرُ اللهِ}(16). وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : {إِنَّ آخِرَ كَلِمَةٍ فَارَقْتُ عَلَيْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَوْ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَمُوتَ وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ}(17). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : {أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ - أَبْوَابِ الْخَيْرِ كَثِيرة وَلَا اسْتَطِيعُ القيام بِكُلَهَا، فأخبرني بِشَيْء أَتَشَبَّثُ بِهِ وَلَا تكثر عَليَّ فَأَنْسَىَ، وفي رواية: إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، وأنا قد كبرت فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ وَلَا تكثر عَليَّ فَأَنْسَىَ، قَالَ : "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ"}(18). وقال ﷺ : {إنّ لكلّ شيء صِقَالَةً ، وَإِنَّ صِقَالَةَ الْقُلُوبِ ذِكْرُ اللَّهِ تعالى وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع}. قال ثلاث مرات(19). وفي رواية ذكرها رزين : سُئل رسول الله ﷺ : {أي العبادات أفضل وأرفع درجةً عند الله يوم القيامة ؟ قال ذكر الله}(20). وقال عليه السلام : {ما مِن صدَقةٍ أفضلُ من ذِكرِ الله تعالى}(21).
الهوامش
1 - سورة البقرة : الآية 152.
2 - سورة البقرة : الآية 198.
3 - سورة البقرة : الآية 200.
4 - سورة البقرة : الآية 203.
5 - سورة آل عمران : الآية 41.
6 - سورة النساء : الآية 103.
7 - سورة الأعراف : الآية 205.
8 - سورة الرعد : الآية 28.
9 - سورة العنكبوت : الآية 45.
10 - سورة الأحزاب : الآية 41.
11 - سورة الانسان : الآية 25.
12 - رواه البخاري
13 - رواه الطبراني
14 - رواه ابن حبان
15 - رواه البخاري
16 - سنن الترمذي
17 - رواه البخاري
18 - رواه الترمذي
19 - رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي
20 - الترمذي عن أبي سعيد
21 - حديث ليس له أصل
اليوم في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
اليوم في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
اليوم في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
اليوم في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
اليوم في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
اليوم في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
اليوم في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
اليوم في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
اليوم في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
اليوم في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
اليوم في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
اليوم في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
اليوم في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
اليوم في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
اليوم في 19:12 من طرف Admin