مقامات وأحوال الصوفية : التَّجَلّي والاسْتِتَار
حسن بن أحمد
قال سهل:" التجلي على ثلاثة أحوال: تجلي ذات ( وهي المكاشفة )، وتجلي صفات الذات ( وهي موضع النور )، وتجلّي حكم الذات ( وهي الآخرة وما فيها ) ".معنى قوله " تجلي ذات وهي المكاشفة ": كشوف القلب في الدنيا؛ كقول عبد الله بن عمر:" كنا نتراءى الله في ذلك المكان "، يعني في الطواف، وقال النبي : { اعبد الله كأنك تراه }. وكشوف العيان في الآخرة.ومعنى قوله " تجلي صفات الذات وهي موضع النور ": هو أن تتجلى له قدرته عليه فلا يخاف غيره،وكفايته له فلا يرجو سواه، وكذلك جميع الصفات؛ كما قال حارثة:" كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا "، كأنه تجلى له كلامه في أخباره، فصار الخبر له كالمعاينة،و" تجلي حكم الذات ": يكون في الآخرة: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
قال بعض الكبار:" علامة تجلى الحق للأسرار: هو أن لا يشهد السر ما يتسلط عليه التعبير، أو يحويه الفهم، فمن عبر أو فهم فهو خاطر استدلال، لا ناظر إجلال ".معناه: أن يشهد ما لا يمكنه العبارة عنه، أي التعبير عنه؛ لأنه لا يشهد إلا تعظيما وهيبة، فيمنعه ذلك عن تحصيل ما شاهد من الحال.وأنشدونا لبعضهم:
إذا مـا بدت لي تَعاظَمتُها
فأصدر في حال من لم يرد
أجِـدْهُ إذا غبت عني بـه
وأشْـهَدُ وجدي لـه قد فقد
فلا الوصل يشهدني غيره
ولا أنـا أشْـهَدُهُ مُنْفَـرِد
جُمِعْـتُ وفُرِّقْتُ به عني
فَفَـرْدُ التواصل مثنى العدد
معناه: إذا بدت الحقيقة غلب عليّ التعظيم، فأغيب في شاهد التعظيم عن شهود التحصيل، فأكون كمن لم يبد له، وإنما يكون وجودي له إذا غبت عني، وإذا غبت فقد وجودي، فحالة الوصل الذي هو فنائي عني لا يشهدني غيره، وحالة الانفراد وقيامي بصفتي يغيبني عن شهوده، فكأن جمعي به فرقني عني، فيكون حالة الوصل: هو أن يكون الله عز و جل مصرفي، فلا أكون أنا في أفعالي، فهو: الله تعالى لا أنا؛كما قال الله تعالى لنبيه: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }، وهذا لسان الحال.
ولسان العلم: أن الله مصرفي وأنا به متصرف، فيكون المعبود والعبد.وقال بعضهم:
" التجلي: رفع حجبة البشرية، لا أن تتلون ذات الحق عن ذلك وعلا. والاستتار: أن تكون البشرية حائلة بينك وبين شهود الغيب "، ومعنى " رفع حجبة البشرية ": أن يكون الله تعالى يقيمك تحت موارد ما يبدو لك من الغيب؛ لأن البشرية لا تقاوم أحوال الغيب.والاستتار الذي يعقب التجلي: هو أن تستتر الأشياء عنك فلا تشاهدها، كقول عبد الله بن عمر للذي سلم عليه وهو في الطواف فلم يرد عليه فشكاه _ فقال:" إنا كنا نتراءى الله في ذلك المكان "؛ أخبر عن تجلى الحق له بقوله " كنا نتراءى الله "، وأخبر عن الاستتار بغيبته عن التسليم عليه.وأنشدنا لبعض الكبار:
سَرائرُ الحق لا تبدو لِمُحْتَجِبٍ
أخفاه عنك فلا تعرض لِمُخْفيه
لا تعن نفسك فيما لست تدركه
حاشا الحقيقة أن تبدو فتؤويه
حسن بن أحمد
قال سهل:" التجلي على ثلاثة أحوال: تجلي ذات ( وهي المكاشفة )، وتجلي صفات الذات ( وهي موضع النور )، وتجلّي حكم الذات ( وهي الآخرة وما فيها ) ".معنى قوله " تجلي ذات وهي المكاشفة ": كشوف القلب في الدنيا؛ كقول عبد الله بن عمر:" كنا نتراءى الله في ذلك المكان "، يعني في الطواف، وقال النبي : { اعبد الله كأنك تراه }. وكشوف العيان في الآخرة.ومعنى قوله " تجلي صفات الذات وهي موضع النور ": هو أن تتجلى له قدرته عليه فلا يخاف غيره،وكفايته له فلا يرجو سواه، وكذلك جميع الصفات؛ كما قال حارثة:" كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا "، كأنه تجلى له كلامه في أخباره، فصار الخبر له كالمعاينة،و" تجلي حكم الذات ": يكون في الآخرة: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
قال بعض الكبار:" علامة تجلى الحق للأسرار: هو أن لا يشهد السر ما يتسلط عليه التعبير، أو يحويه الفهم، فمن عبر أو فهم فهو خاطر استدلال، لا ناظر إجلال ".معناه: أن يشهد ما لا يمكنه العبارة عنه، أي التعبير عنه؛ لأنه لا يشهد إلا تعظيما وهيبة، فيمنعه ذلك عن تحصيل ما شاهد من الحال.وأنشدونا لبعضهم:
إذا مـا بدت لي تَعاظَمتُها
فأصدر في حال من لم يرد
أجِـدْهُ إذا غبت عني بـه
وأشْـهَدُ وجدي لـه قد فقد
فلا الوصل يشهدني غيره
ولا أنـا أشْـهَدُهُ مُنْفَـرِد
جُمِعْـتُ وفُرِّقْتُ به عني
فَفَـرْدُ التواصل مثنى العدد
معناه: إذا بدت الحقيقة غلب عليّ التعظيم، فأغيب في شاهد التعظيم عن شهود التحصيل، فأكون كمن لم يبد له، وإنما يكون وجودي له إذا غبت عني، وإذا غبت فقد وجودي، فحالة الوصل الذي هو فنائي عني لا يشهدني غيره، وحالة الانفراد وقيامي بصفتي يغيبني عن شهوده، فكأن جمعي به فرقني عني، فيكون حالة الوصل: هو أن يكون الله عز و جل مصرفي، فلا أكون أنا في أفعالي، فهو: الله تعالى لا أنا؛كما قال الله تعالى لنبيه: { وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى }، وهذا لسان الحال.
ولسان العلم: أن الله مصرفي وأنا به متصرف، فيكون المعبود والعبد.وقال بعضهم:
" التجلي: رفع حجبة البشرية، لا أن تتلون ذات الحق عن ذلك وعلا. والاستتار: أن تكون البشرية حائلة بينك وبين شهود الغيب "، ومعنى " رفع حجبة البشرية ": أن يكون الله تعالى يقيمك تحت موارد ما يبدو لك من الغيب؛ لأن البشرية لا تقاوم أحوال الغيب.والاستتار الذي يعقب التجلي: هو أن تستتر الأشياء عنك فلا تشاهدها، كقول عبد الله بن عمر للذي سلم عليه وهو في الطواف فلم يرد عليه فشكاه _ فقال:" إنا كنا نتراءى الله في ذلك المكان "؛ أخبر عن تجلى الحق له بقوله " كنا نتراءى الله "، وأخبر عن الاستتار بغيبته عن التسليم عليه.وأنشدنا لبعض الكبار:
سَرائرُ الحق لا تبدو لِمُحْتَجِبٍ
أخفاه عنك فلا تعرض لِمُخْفيه
لا تعن نفسك فيما لست تدركه
حاشا الحقيقة أن تبدو فتؤويه
اليوم في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
اليوم في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
اليوم في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
اليوم في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
اليوم في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
اليوم في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
اليوم في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
اليوم في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
اليوم في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
اليوم في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
اليوم في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
اليوم في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
اليوم في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
اليوم في 19:09 من طرف Admin