الصفحة 16 من 53
(قول ابن الصلاح لبس الخرقة من القرب)
(فصل) قال الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين ابن الصلاح إمام الشافعية والمحدثين في عصره: لبس الخرقة من القرب، وقد استخرج لها بعض المشايخ أصلاً من سنة النبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- وهو حديث أُمّ خَالِد بِنْت خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللّٰهِ -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- أُتِيَ بِكِسْوَةٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أَحَقَّ بِهَذِهِ». فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ». فَأُتِيَ بِهَا فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهَا ثُمَّ قَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» مَرَّتَيْنِ. أخرجه البخاري([1]).
([1]) وأبوداود، وأسنده السهروردي في (العوارف) من طريق الحاكم، وعزاه صاحب المنح البادية لمسلم، فوهم، وقد نقل المؤلف كلام ابن الصلاح هذا في زاد المسير، وقال عقبه ما لفظه: وقد استنبطت للخرقة أصلاً من السنة أوضح مما تقدم، وهو ما رواه البيهقي في الشعب عن عطاء الخرساني (أن رجلاً أتى ابن عمر فسأله عن إرخاء طرف العمامة فقال عبدالله: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية وأمَّرَ عليها عبدالرحمن بن عوف، وعقد لواء وعلىٰ عبدالرحمن عمامة من كرابيس مصبوغة بسواد، فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلَّ عمامته ثم عممه بيده وأفضل موضع أربع أصابع أو نحوها فقال: «هكذا فاعتم، فإنه أحسن وأجمل»)، وما رواه أبوداود والبيهقي عن عبدالرحمن بن عوف قال: (عممني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسدلها بين يدي ومن خلفي)أهـ.
قلت: الحديث الأول رواه الطبراني في الأوسط مطولاً بإسناد حسن، والثاني في إسناده راو لم يسمّ ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عائشة -رضي الله عنها- بإسناد ضعيف، هذا وأوضح ما استنبطه المصنف ما رواه الطبراني بإسناد حسن عن عبد الله بن بشر قال: (بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا علىٰ بعث فعممه بعمامة سوداء، ثم أرسلها من ورائه أو قال علىٰ كتفه اليسرى) ورواه البغوي في معجم الصحابة، وقال: لا أحسب لعبدالله صحبة، وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن علي قال: (عممني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غدير خم فسدلها خلفي)، ولابن شاذان في مشيخته عنه نحوه، وللديلمي عن ابن عباس قال: (لمَّا عَمَّمَ النبي -صلى الله عليه وسلم عليًّا بالسحاب) الحديث، فالاستدلال بهذا لإلباس الخرقة أنسب لأنها تتصل بعلي -عليه السلام- إثبات سماع الحسن من علي بالسند الصحيح.
(قول ابن الصلاح لبس الخرقة من القرب)
(فصل) قال الشيخ الإمام الحافظ تقي الدين ابن الصلاح إمام الشافعية والمحدثين في عصره: لبس الخرقة من القرب، وقد استخرج لها بعض المشايخ أصلاً من سنة النبي -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- وهو حديث أُمّ خَالِد بِنْت خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللّٰهِ -صلىٰ اللّٰه عليه وسلم- أُتِيَ بِكِسْوَةٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أَحَقَّ بِهَذِهِ». فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ». فَأُتِيَ بِهَا فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهَا ثُمَّ قَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» مَرَّتَيْنِ. أخرجه البخاري([1]).
([1]) وأبوداود، وأسنده السهروردي في (العوارف) من طريق الحاكم، وعزاه صاحب المنح البادية لمسلم، فوهم، وقد نقل المؤلف كلام ابن الصلاح هذا في زاد المسير، وقال عقبه ما لفظه: وقد استنبطت للخرقة أصلاً من السنة أوضح مما تقدم، وهو ما رواه البيهقي في الشعب عن عطاء الخرساني (أن رجلاً أتى ابن عمر فسأله عن إرخاء طرف العمامة فقال عبدالله: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث سرية وأمَّرَ عليها عبدالرحمن بن عوف، وعقد لواء وعلىٰ عبدالرحمن عمامة من كرابيس مصبوغة بسواد، فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحلَّ عمامته ثم عممه بيده وأفضل موضع أربع أصابع أو نحوها فقال: «هكذا فاعتم، فإنه أحسن وأجمل»)، وما رواه أبوداود والبيهقي عن عبدالرحمن بن عوف قال: (عممني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسدلها بين يدي ومن خلفي)أهـ.
قلت: الحديث الأول رواه الطبراني في الأوسط مطولاً بإسناد حسن، والثاني في إسناده راو لم يسمّ ورواه الطبراني في الأوسط من حديث عائشة -رضي الله عنها- بإسناد ضعيف، هذا وأوضح ما استنبطه المصنف ما رواه الطبراني بإسناد حسن عن عبد الله بن بشر قال: (بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا علىٰ بعث فعممه بعمامة سوداء، ثم أرسلها من ورائه أو قال علىٰ كتفه اليسرى) ورواه البغوي في معجم الصحابة، وقال: لا أحسب لعبدالله صحبة، وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن علي قال: (عممني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم غدير خم فسدلها خلفي)، ولابن شاذان في مشيخته عنه نحوه، وللديلمي عن ابن عباس قال: (لمَّا عَمَّمَ النبي -صلى الله عليه وسلم عليًّا بالسحاب) الحديث، فالاستدلال بهذا لإلباس الخرقة أنسب لأنها تتصل بعلي -عليه السلام- إثبات سماع الحسن من علي بالسند الصحيح.
أمس في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
أمس في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
أمس في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
أمس في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
أمس في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
أمس في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
أمس في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
أمس في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
أمس في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
أمس في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
أمس في 19:09 من طرف Admin