الصفحة 31 من 53
[تفضيل العز بن عبد السلام للأولياء علىٰ العلماء بظهور الكرامات منهم]
ومما يدل على فضلهم على الفقهاء ما يجريه الله تعالى عليهم من الكرامات الخارقة للعادات, ولا يجري شيء من ذلك على يد الفقهاء إلا أن يسلكوا طريق العارفين ويتصفوا بأوصافهم, و«ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا بصلاة, ولكن بشيء وقر في صدره»([1]). ولا يصح قول من قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما فضل بأعماله الشاقة, لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل بتكليم الله تعالىٰ إياه, تارة على لسان جبريل. وتارة من غير واسطة. وكذلك فضل بالمعارف والأحوال. ولقد قال: «إني لأرجو أن أكون أَعْلَمكمْ بِاللَّهِ وأشدكم لله خشية». وكذلك لما احتقر بعضهم قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قيامه وصلاته إلى صلاته أنكر ذلك -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أن تفضيله عليهم إنما كان بمعرفته بالله تعالى, وهذا أكثر جهات تفضيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ولا مشقة عليه فيها.
وكيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول لموسى: ﴿قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي﴾ [لأعراف: من الآية144]. ومثل هذه المعاملة لا تصدر إلا من جلف جاف([2]).
وكيف يفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأعماله الشاقة مع أنه لا نسبة لأعماله وصبره وتأذيه تقوم بأعمال نوح وصبره وتأذيه من قومه. وما أسرع الناس بأن يقولوا (ما ليس لهم به علم, ولو أنهم سألوا إذا جهلوا لكان خيرًا لهم)اهـ.
([1]) هو من قول بكر بن عبد الله المزني، ولا يثبت مرفوعًا.
([2]) كذا بالأصل.
[تفضيل العز بن عبد السلام للأولياء علىٰ العلماء بظهور الكرامات منهم]
ومما يدل على فضلهم على الفقهاء ما يجريه الله تعالى عليهم من الكرامات الخارقة للعادات, ولا يجري شيء من ذلك على يد الفقهاء إلا أن يسلكوا طريق العارفين ويتصفوا بأوصافهم, و«ما سبقكم أبو بكر بصوم ولا بصلاة, ولكن بشيء وقر في صدره»([1]). ولا يصح قول من قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما فضل بأعماله الشاقة, لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فضل بتكليم الله تعالىٰ إياه, تارة على لسان جبريل. وتارة من غير واسطة. وكذلك فضل بالمعارف والأحوال. ولقد قال: «إني لأرجو أن أكون أَعْلَمكمْ بِاللَّهِ وأشدكم لله خشية». وكذلك لما احتقر بعضهم قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى قيامه وصلاته إلى صلاته أنكر ذلك -صلى الله عليه وسلم-. فذكر أن تفضيله عليهم إنما كان بمعرفته بالله تعالى, وهذا أكثر جهات تفضيل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, ولا مشقة عليه فيها.
وكيف لا يكون ذلك والله تعالى يقول لموسى: ﴿قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي﴾ [لأعراف: من الآية144]. ومثل هذه المعاملة لا تصدر إلا من جلف جاف([2]).
وكيف يفضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأعماله الشاقة مع أنه لا نسبة لأعماله وصبره وتأذيه تقوم بأعمال نوح وصبره وتأذيه من قومه. وما أسرع الناس بأن يقولوا (ما ليس لهم به علم, ولو أنهم سألوا إذا جهلوا لكان خيرًا لهم)اهـ.
([1]) هو من قول بكر بن عبد الله المزني، ولا يثبت مرفوعًا.
([2]) كذا بالأصل.
أمس في 19:59 من طرف Admin
» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
أمس في 19:56 من طرف Admin
» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
أمس في 19:51 من طرف Admin
» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:47 من طرف Admin
» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
أمس في 19:35 من طرف Admin
» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
أمس في 19:33 من طرف Admin
» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
أمس في 19:27 من طرف Admin
» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
أمس في 19:25 من طرف Admin
» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
أمس في 19:23 من طرف Admin
» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
أمس في 19:20 من طرف Admin
» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
أمس في 19:16 من طرف Admin
» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
أمس في 19:09 من طرف Admin