بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد : فإن الشيخ الكامل القطب الواصل محمدة السالكين وإمام العارفين سيدنا ومولانا محمد بن عيسى رضي الله عنه وحشرنا وجميع أشياخنا وأحبتنا في زمرة أتباعه، قد عَرَّفَ به جماعة من العلماء كابن عسكر في درجته، والفاسي في ابتهاجه، والغزالي في مختصره، وحاصل كلامهم فيه أنه رضي الله عنه أنه من عرب سوس من ذرية سيدي أبي السباع رضي الله عنه يتصل نسبه بمولانا إدريس نفعني الله وجميع أحبتي ببركاتهم.
وأما نسبته لسفيان ومختار، فإنما هي نسبة مصاهرة فقط، لكون الشيخ رضي الله عنه نزل عندهم وصاروا له خدمًا وانتفعوا به انتفاعًا تامًّا، حتى وصل على يديه منهم جماعة من الأكابر كالشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن عمر بن داوود المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار والشيخ أبي الحجاج سيدي يوسف (الرزبدي)1، المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار نفعنا الله بجميعهم.
وأخد الشيخ رضي الله عنه الطريقة الشاذلية لمَّا رجع من قراءة العلم بفاس عن أشياخه الثلاث القطب الشهير سيدي أحمد بن عمر الحارثي السفياني دفين مكناسة الزيتون، والشيخ الكبير العارف الشهير سيدي عبد العزيز بن عبد الحق التبَّاع دفين مراكش، والشيخ الرباني سيدي محمد السهلي الملقب بالصغير دفين وادي اللبن من ناحية فاس، وأخدها الأشياخ الثلاث المذكورون عن الشيخ الواصل العارف سيدي محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان الجزولي مؤلف دلائل الخيرات رضي الله عن جميعهم.
وأما كراماته فلا تعدُّ ولا تُحصى، ولا يأتي عليها حد الاستقصاء، وناهيك منها أن تلميذه الشيخ سيدي أبا الروائن المحجوب كان صَحبَ كثيراً من الأولياء بقصد التربية وله فأسٌ يمتحنهم به، فيقول للشيخ الذي يريد صحبته : يا سيدي اقبلني وفأسي، فيقول له الشيخ : قد قبلتك وفأسك، فإذا مضى له ثلاثة أيام ذهب بالفأس إلى حداد وأوقد عليه نار فيحمي الفأس في أقرب مدّة، فإذا رأى ذلك سيدي أبا الروائين قال : لا حول ولا قوة إلا بالله قد انقطع الرجاء من الشيخ وانصرف عنه إلى غيره، إلى أن لقي الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى وقال له : يا سيدي اقبلني وفأسي، فقال له الشيخ : ناولنيه، فناوله إياه ولمسه بيده المباركة وردَّهُ إليه ثم قال له : قد قبلناك وفأسك إن شاء الله، ولما مضت الثلاثة أيّام ذهب بالفأس إلى الحداد وأوقد عليه النَّار على عادته فلم تؤثر، فلما شاهد ذلك سيدي أبا الروائن فرحَ غاية الفرح ونادى بأعلا صوته : إن شيخي سيدي محمد بن عيسى هو سلطان الأولياء.
وأما مستند الطائفة في أكل السموم، فهو أن الشيخ رضي الله عنه كان يجمع الناس لذكر الله ويؤاجرهم عليه، حتى اجتمع لديه خلق كثير، واحتاج الناس لمن يخدمهم بأجرة، فاشتكوا إلى أمير الوقت بالشيخ رضي الله عنه، فأرسل إليه ينهاه على ذلك فلم يجبه الشيخ رضي الله عنه وقال للرسول : "إن لم ترجع إلى الأمير فعلت بك هكذا" وأشار بيده إلى الأرض فهوت من جميع جهاتها وبقي الرسول على فرسهواقفًا والبحر محيط به من جميع الجهات، فلما رأى ذلك وأيقن بالهلاك تاب إلى الله تعالى واستعطف الشيخ رضي الله عنه وأخد بيده وعادت الأرض كما كانت.
ولما أخبر الأمير بذلك جاء للشيخ رضي الله عنه تائبًا متأدباً وقال : "يا سيدي أريد منك الذهاب معي بقصد البركة منك، فقال له الشيخ : وعلى بركة الله" ثم قام الشيخ رضي الله عنه ومعه الفقراء إلى أن وصلوا دار الأمير، فلما دخلوها قدَّمَ إليهم طعامًا مسمومًا يقطع في العادة بموت أكله، ولما وضع الطعام بين يدي الشيخ رضي الله عنه خرجت منه أفعى وتمرَّغَت بين يديه وقبَّلت قدميه فأخدها الشيخ رضي الله عنه وأجلسها في حجره الشريف، فلما رأى الأمير ذلك تاب إلى الله تعالى واعتقد في الشيخ رضي الله عنه اعتقاد أجميلة.
وأتلى الفقراء في عيد الأضحى، فلما صلى صلاة العيد أدخلهم في بيت وقال لهم : "لا بد أن أضحي بأحدكم فإني لم أجد ما أضحي به في هذا العيد، فقالوا : نعم يا سيدي، ثم نادى واحدا منه باسمه : يا فلان وأخرجه من بينهم كأنه يريد ذبحه ثم أخد شاة وذبحها وأتى إليهم والسكين بيده ملطَّخة بالدم، ونادى منهم أخرون وفعل معهم مثل ذلك، فخاف بعضهم على نفسه من الذبح وفرَّ هارِبًا وضلوا يومهم بالجوع، ثم جاءوا إلى الشيخ رضي الله عنه عشية النهار تائبين وطلبوا منه طعامًا يأكلونه فأمرهم بأكل السم وأكلوه ومن ذلك الوقت وهم يأكلونه إلى الآن.
من هامش نسخة عتيقة من المختصر للغزالي وفي الصحيح عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : (لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فتناول صلى الله عليه وسلم الكتف ونهش منها فلما ازدرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال : "إنَّ الشاة تُخبرني أنها مسمومة، ثم سأل اليهود : هَلْ جَعَلْتُمْ فِى هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا ؟ . قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ ). فدلَّ الحديث الصحيح هذا دلالة واضحة على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يضرُّه السمّ معجزة، وكل ما جاز أن يكون معجزة لنبي يجوز أن تكون كرامة للولي، ذلك من المعجزة والكرامة أمر خارق للعاداة. إذ الكل من المعجزة والكرامة أمر خارق للعادة.
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد : فإن الشيخ الكامل القطب الواصل محمدة السالكين وإمام العارفين سيدنا ومولانا محمد بن عيسى رضي الله عنه وحشرنا وجميع أشياخنا وأحبتنا في زمرة أتباعه، قد عَرَّفَ به جماعة من العلماء كابن عسكر في درجته، والفاسي في ابتهاجه، والغزالي في مختصره، وحاصل كلامهم فيه أنه رضي الله عنه أنه من عرب سوس من ذرية سيدي أبي السباع رضي الله عنه يتصل نسبه بمولانا إدريس نفعني الله وجميع أحبتي ببركاتهم.
وأما نسبته لسفيان ومختار، فإنما هي نسبة مصاهرة فقط، لكون الشيخ رضي الله عنه نزل عندهم وصاروا له خدمًا وانتفعوا به انتفاعًا تامًّا، حتى وصل على يديه منهم جماعة من الأكابر كالشيخ أبي عبد الله سيدي محمد بن عمر بن داوود المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار والشيخ أبي الحجاج سيدي يوسف (الرزبدي)1، المختار والشيخ سيدي موسى بن عمران بن علي المختار نفعنا الله بجميعهم.
وأخد الشيخ رضي الله عنه الطريقة الشاذلية لمَّا رجع من قراءة العلم بفاس عن أشياخه الثلاث القطب الشهير سيدي أحمد بن عمر الحارثي السفياني دفين مكناسة الزيتون، والشيخ الكبير العارف الشهير سيدي عبد العزيز بن عبد الحق التبَّاع دفين مراكش، والشيخ الرباني سيدي محمد السهلي الملقب بالصغير دفين وادي اللبن من ناحية فاس، وأخدها الأشياخ الثلاث المذكورون عن الشيخ الواصل العارف سيدي محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن سليمان الجزولي مؤلف دلائل الخيرات رضي الله عن جميعهم.
وأما كراماته فلا تعدُّ ولا تُحصى، ولا يأتي عليها حد الاستقصاء، وناهيك منها أن تلميذه الشيخ سيدي أبا الروائن المحجوب كان صَحبَ كثيراً من الأولياء بقصد التربية وله فأسٌ يمتحنهم به، فيقول للشيخ الذي يريد صحبته : يا سيدي اقبلني وفأسي، فيقول له الشيخ : قد قبلتك وفأسك، فإذا مضى له ثلاثة أيام ذهب بالفأس إلى حداد وأوقد عليه نار فيحمي الفأس في أقرب مدّة، فإذا رأى ذلك سيدي أبا الروائين قال : لا حول ولا قوة إلا بالله قد انقطع الرجاء من الشيخ وانصرف عنه إلى غيره، إلى أن لقي الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى وقال له : يا سيدي اقبلني وفأسي، فقال له الشيخ : ناولنيه، فناوله إياه ولمسه بيده المباركة وردَّهُ إليه ثم قال له : قد قبلناك وفأسك إن شاء الله، ولما مضت الثلاثة أيّام ذهب بالفأس إلى الحداد وأوقد عليه النَّار على عادته فلم تؤثر، فلما شاهد ذلك سيدي أبا الروائن فرحَ غاية الفرح ونادى بأعلا صوته : إن شيخي سيدي محمد بن عيسى هو سلطان الأولياء.
وأما مستند الطائفة في أكل السموم، فهو أن الشيخ رضي الله عنه كان يجمع الناس لذكر الله ويؤاجرهم عليه، حتى اجتمع لديه خلق كثير، واحتاج الناس لمن يخدمهم بأجرة، فاشتكوا إلى أمير الوقت بالشيخ رضي الله عنه، فأرسل إليه ينهاه على ذلك فلم يجبه الشيخ رضي الله عنه وقال للرسول : "إن لم ترجع إلى الأمير فعلت بك هكذا" وأشار بيده إلى الأرض فهوت من جميع جهاتها وبقي الرسول على فرسهواقفًا والبحر محيط به من جميع الجهات، فلما رأى ذلك وأيقن بالهلاك تاب إلى الله تعالى واستعطف الشيخ رضي الله عنه وأخد بيده وعادت الأرض كما كانت.
ولما أخبر الأمير بذلك جاء للشيخ رضي الله عنه تائبًا متأدباً وقال : "يا سيدي أريد منك الذهاب معي بقصد البركة منك، فقال له الشيخ : وعلى بركة الله" ثم قام الشيخ رضي الله عنه ومعه الفقراء إلى أن وصلوا دار الأمير، فلما دخلوها قدَّمَ إليهم طعامًا مسمومًا يقطع في العادة بموت أكله، ولما وضع الطعام بين يدي الشيخ رضي الله عنه خرجت منه أفعى وتمرَّغَت بين يديه وقبَّلت قدميه فأخدها الشيخ رضي الله عنه وأجلسها في حجره الشريف، فلما رأى الأمير ذلك تاب إلى الله تعالى واعتقد في الشيخ رضي الله عنه اعتقاد أجميلة.
وأتلى الفقراء في عيد الأضحى، فلما صلى صلاة العيد أدخلهم في بيت وقال لهم : "لا بد أن أضحي بأحدكم فإني لم أجد ما أضحي به في هذا العيد، فقالوا : نعم يا سيدي، ثم نادى واحدا منه باسمه : يا فلان وأخرجه من بينهم كأنه يريد ذبحه ثم أخد شاة وذبحها وأتى إليهم والسكين بيده ملطَّخة بالدم، ونادى منهم أخرون وفعل معهم مثل ذلك، فخاف بعضهم على نفسه من الذبح وفرَّ هارِبًا وضلوا يومهم بالجوع، ثم جاءوا إلى الشيخ رضي الله عنه عشية النهار تائبين وطلبوا منه طعامًا يأكلونه فأمرهم بأكل السم وأكلوه ومن ذلك الوقت وهم يأكلونه إلى الآن.
من هامش نسخة عتيقة من المختصر للغزالي وفي الصحيح عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال : (لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ فتناول صلى الله عليه وسلم الكتف ونهش منها فلما ازدرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال : "إنَّ الشاة تُخبرني أنها مسمومة، ثم سأل اليهود : هَلْ جَعَلْتُمْ فِى هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا ؟ . قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالُوا : أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ ). فدلَّ الحديث الصحيح هذا دلالة واضحة على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يضرُّه السمّ معجزة، وكل ما جاز أن يكون معجزة لنبي يجوز أن تكون كرامة للولي، ذلك من المعجزة والكرامة أمر خارق للعاداة. إذ الكل من المعجزة والكرامة أمر خارق للعادة.
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin