..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:39 من طرف Admin

»  كتاب اللطف الخفي في شرح رباعيات الجعفي - الشيخ عبد العزيز الجعفي الشاذلي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:25 من طرف Admin

» كتاب: نقض كتاب تثليث الوحدانية للإمام أحمد القرطبي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:23 من طرف Admin

» كتاب: الشيخ سيدي محمد الصوفي كما رأيته و عرفته تأليف تلميذه الأستاذ عتو عياد
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:21 من طرف Admin

» كتاب تجلّيّات السَّادات ، مخطوط نادر جدا للشيخ محمد وفا الشاذلي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:15 من طرف Admin

» كتاب: النسوة الصوفية و حِكمهن ـ قطفها أحمد بن أشموني
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:13 من طرف Admin

» كتاب: مرآة العرفان و لبه شرح رسالة من عرف نفسه فقد عرف ربه ـ ابن عربي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:09 من طرف Admin

» كتاب: إتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها - للشيخ فتح الله بناني
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:06 من طرف Admin

» كتاب: مجموع الرسائل الرحمانية ـ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:04 من طرف Admin

» كتاب: المواقف الإلهية للشيخ قضيب البان و يليه رسالة تحفة الروح و الأنس ورسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة الأنوار للبلاسي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 18:00 من طرف Admin

» كتاب: مجالس شيخ الإسلام سيدي عبد القادر الجيلاني المسماة جلاء الخواطر
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 17:55 من طرف Admin

» كتاب: كيف أحفظ القرآن الكريم ـ للشيخ السيد البلقاسي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 14:40 من طرف Admin

» كتاب: الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية تفسير القرآن العظيم ـ للإمام سليمان الصرصري
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty12/9/2024, 14:20 من طرف Admin

» كتاب: تربيع المراتب و الأصول .. نتائج أفكار الفحول من أرباب الوصول للشيخ إبراهيم البثنوي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty11/9/2024, 18:44 من طرف Admin

» كتاب: الوصول إلى معاني وأسرار القول المقبول ـ للشيخ عبد القادر بن طه دحاح البوزيدي
كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty11/9/2024, 18:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري طالب بكلية الشريعة فاس

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68406
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري  طالب بكلية الشريعة فاس Empty كتاب: الخلوة عند السادة الصوفية {إطلالة من السيرة النبوية} ـ بقلم: هشام نوزري طالب بكلية الشريعة فاس

    مُساهمة من طرف Admin 8/10/2020, 12:56

    من غار حراء انبثق النور، وأطل الفجر، وانطلقت اللمعة الأولى في نور التصوف الإسلامي، وكان أول مااهتدى إليه النبي صلى الله عليه وسلم في بدء أمره، أن يخلو بغار حراء يتعبد فيه الليالي ذواتي العدد، فحبب ذلك إليه؛ إلى أن جاءه الوحي وهو في إحدى خلواته تلك، متدبرا ومتفكرا في الكون المبسوط أمامه قبل أن ينزع إلى أهله.

    ليست الخلوة ابتداعا صوفيا محضا، وإنما هي سنة قائمة منذ القدم، دأب عليها جميع غفير من الصالحين نظرا لتأقيرها في النفوس المرضية، حيث وجدوا فيها ملذهم الآمن وشوقهم إلى مناجاة لربهم، فتحققوا بحقائق القرب؛ واتسموا بصفات العباد الخاضعين لجلال الله تعالى، حيث لم يجدوا سبيلا آمنا يعبدون فيهم ربهم، ويتعرفون إليه معرفة تمكنهم من الرقي لأسمى الدرجات، فيطرحوا الذنوب والخطايا في مكان لايعشو اليه غيرهم، تاركين ملذات الدنيا وشهواتها الفانية وراءهم لاينظرون إليها طرف عين.

    إن للنفس الإنسانية آفات لايقطع شرتها إلا دواء العزلة عن الناس؛ ومحاسبتها في نجوة من ضجيج الدنيا ومظاهرها، فالكبر والعجب والحسد والرياء وحب الدنيا...وغيرها؛ كل ذلك آفات من شأنها أن تتحكم في النفس وتتغلغل إلى أعماق القلب، وتعمل عملها التمهيدي في السيطرة على باطن الإنسان؛ على الرغم مما قد يتحلى به ظاهره من الأعمال الصالحة والعبادات المبرورة؛ قصد نيل طاعة الله تعالى في العاجل والآجل معا.

    تعتبر الخلوة عند الصوفية تصور اسلامي محض؛ ذلك أن أصلها هو استحباب الإعتكاف، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يختلي في غار حراء؛ وسيدنا موسى عليه السلام في جبل الطور؛ ومريم العذراء في المحراب، وهي في حد ذاتها شبيهة بالرهبانية عند المسيحيين؛ فالانقطاع عن الدنيا وشهواتها وملذاتها؛ لفترة كبيرة أو قصيرة؛ جعلت هذا التشابه يظهر بصورة كبيرة في كافة التصرفات التي يمارسها الصوفية في كل بقاع الأرض، كما أن الخلوة تحول المتصوف من مسلم عادي إلى عبد رباني؛ عملا بالحديث الشريف الذي يقول:"ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يمشي بها، وإذا سألني لأعطيته، وإذا استغفرني لأغفرن له، وإذا استعاذني أعذته".

    فالخلوة عند الصوفية لها قواعد وأصول، لاتختلف كثيرا عن "الرهبنة" في المسيحية، فالإثنين هدفهم واحد، وهو العمل على طاعة الله والبعد عن شهوات وملذات الدنيا، وتربية محبة الله عز وجل في القلب، لأن هذه الطاعة والمحبة لاتأتي من مجرد الإيمان العقلي به، فالأمور العقلانية وحدها ماكانت يوما لتؤثر في العواطف والقلوب، ولو كان كذلك، لكان المستشرقون في مقدمة المؤمنين بالله ورسوله، ولكانت أفئدتهم من أشد الأفئدة حبا لله ورسوله، وإنما الوسيلة إلى محبة الله - بعد الإيمان به - كثرة التفكر في الائه ونعمه والتأمل في مدى جلاله وعظمته، ثم الإكثار من ذكره سبحانه وتعالى بالقلب واللسان، وإنما يتم كل ذلك بالعزلة والخلوة والابتعاد عن شواغل الدنيا وضوضائها في فترات متقطعة من الزمن.

    فإذا قام المسلم بذلك وتهيأ له أداء هذه الوظيفة، نبتت له من ذلك في قلبه محبة الهية عارمة، تجعله يستصغر كل عظيم، ويحتقر كل مغرية من المغريات، لأنه يرى أن كل شواغل الدنيا لاتعني له شيئا مقارنة مع محبة الله، فهذه هي العدة الكبرى التي ينبغي أن يتسلح بها الدعاة إلى الله، وتلك هي العدة التي جهز الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بأعباء الدعوة الإسلامية.

    ذلك أن الدوافع الوجدانية التي تنتجها الخلوة في القلب من خوف ومحبة ورجاء تفعل مالايفعله الفهم العقلي المجرد، لأن العقل البشري إنما ينصب تفكيره على الأمور السطحية التي تعالج بمنطق شخصي غير خاضع لأصول الإسلام العامة، ونجد هذا حاضرا عند الامام الشاطبي رحمه الله حينما فرق في هذه الدوافع بين عامة المسلمين الذين دخلوا في ربقة التكاليف بدافع من من عموم إسلامهم، وخواصهم الذين دخلوا في ربقة هذه التكاليف يسوقهم ماهو أشد من مجرد التعقل والفهم، يقول: فالضرب الأول : حاله كحال من يعمل بحكم عهد الإسلام وعقد الإيمان من غير زائد، والثاني : حاله حال من يعمل بحكم غلبة الخوف والرجاء أو المحبة، فالخوف سوط سائق؛ والرجاء حاد قائد؛ والمحبة تيار حامل، فالخائف يعمل مع وجود المشقة، غير أن الخوف مما هو أشق يحمل على الصبر على ماهو أهون وإن كان شاقا، والراجي يعمل مع وجود المشقة أيضا، غير أن الرجاء في تمام الراحة يحمل على الصبر على تمام التعب، والمحب يعمل ببذل المجهود شوقا ألى المحبوب، فيسهل عليه الصعب ويقرب عليه البعيد، وفنى القوى ولا يرى أنه أوفى بعهد المحبة ولا قام بشكر النعمة.

    بيد أنه لاينبغي أن يفهم معنى الخلوة كما شذَّ البعض ففهموها حسب شذوذهم، وهو الانصراف الكلي عن الناس واتخاذ الكهوف والجبال والصلوات والبيع موطنا واعتبار ذلك فضيلة بحد ذاتها.
    فذلك مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم ولما كان عليه عامة اصحابه، وإنما المراد هو استحباب اتخاذ الخلوة دواء لإصلاح الحال كما تقدم ذكره، والدواء لاينبغي أن يؤخذ إلا بقدر، وعند اللزوم، وإلا انقلب إلى داء ينبغي التوقي منه، وإذا رأيت في تراجم الصالحين من استمر على الخلوة وابتعد عن الناس، فمرد ذلك إلى حال خاصة به، وليس عمله حجة على الناس.

    ** ** **
    بقلم: هشام نوزري
    طالب بكلية الشريعة فاس.
    تخصص: الدراسات الشرعية.

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 11:29