نعلم مما سبق، أن علم القلب وعلم الباطن وعلم السر المكنون راجعة إلى الخشية التي هي العلم النافع، وبعضهم يعبر عنها بالإخلاص، ويقول أن أجزاء الشريعة ثلاثة : العلم والعمل والإخلاص، ولعله أخدها من الثلاثة التي في الحديث الإسلام والإيمان والإحسان كما سيأتي.
مطلب الشريعة والحقيقة
ومنها : الشريعة والحقيقة، فالأولى هي الائتمار بالتزام العبودية، وقيل هي الطريق في الدين.
والثانية : هي ما أريد به ما وضع له، أو موافقة ما هو في الواقع ونفس الأمر، قال بعضهم : هما متلازمان، لا يتم أحدهما إلا بالآخر، فالشريعة ظاهر الحقيقة والحقيقة باطن الشريعة، قال في روح المعاني(1) في تفسير سورة الكهف : والذي ينبغي أن يعلم أن كلام العارفين المحققين وإن دلَّ على أنّ لا مخالفة بين بين الشريعة والطريقة والحقيقة ، في الحقيقة، لكنه يدلُّ أيضًا على أنَّ في الحقيقة كشوفًا وعلومًا غيبيَّة، ولِذا تراهم يقولون علم الحقيقة هو العلم اللدنِّي وعلم المُكاشفة وعلم ألوهية وعلم الأسرار والعلم المكنون وعلم الوراثة؛ إلاَّ أنَّ هذا لا يدلُّ على المخالفة، فإنَّ الكُشوف والعلوم الغيبيَّة ثمرة الإخلاص الذي هو الجزء الثالث من أجزاء الشريعة، فهي بالحقيقة مترتبة على الشريعة ونتيجة لها، ومع هذا لا تغير تلك الكُشوف والعلوم الغيبية حكمًا شرعيًّا، ولا تقيِّدُ مُطلقًا، ولا تُطلِقُ مُقيَّدًا خلافا لِما توهمه بعضهم.
** ** **
1 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)
مطلب الشريعة والحقيقة
ومنها : الشريعة والحقيقة، فالأولى هي الائتمار بالتزام العبودية، وقيل هي الطريق في الدين.
والثانية : هي ما أريد به ما وضع له، أو موافقة ما هو في الواقع ونفس الأمر، قال بعضهم : هما متلازمان، لا يتم أحدهما إلا بالآخر، فالشريعة ظاهر الحقيقة والحقيقة باطن الشريعة، قال في روح المعاني(1) في تفسير سورة الكهف : والذي ينبغي أن يعلم أن كلام العارفين المحققين وإن دلَّ على أنّ لا مخالفة بين بين الشريعة والطريقة والحقيقة ، في الحقيقة، لكنه يدلُّ أيضًا على أنَّ في الحقيقة كشوفًا وعلومًا غيبيَّة، ولِذا تراهم يقولون علم الحقيقة هو العلم اللدنِّي وعلم المُكاشفة وعلم ألوهية وعلم الأسرار والعلم المكنون وعلم الوراثة؛ إلاَّ أنَّ هذا لا يدلُّ على المخالفة، فإنَّ الكُشوف والعلوم الغيبيَّة ثمرة الإخلاص الذي هو الجزء الثالث من أجزاء الشريعة، فهي بالحقيقة مترتبة على الشريعة ونتيجة لها، ومع هذا لا تغير تلك الكُشوف والعلوم الغيبية حكمًا شرعيًّا، ولا تقيِّدُ مُطلقًا، ولا تُطلِقُ مُقيَّدًا خلافا لِما توهمه بعضهم.
** ** **
1 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin